الجزء الثاني

8.8K 290 19
                                    

#شعاع نور# الجزء الثاني
****************************

لقد كانت واهنة تلك الخطوات التي أخذتها نور لتلتقط طرحتها في صمت وضعتها على رأسها كأنها هم فوق همومها السابقة بل كانت أثقل بكثير وهي على رأسها، كانت يدها ترتعد وقلبها يدق كطبول حرب تتهافت ههقطرات عرق هاربة من تحت شعرها الناعم لتجتمع كنهر على جبينها ثم تسيل لتلامس خديها.
مرت دقائق كأيام طويلة كانت تفكر فقط في الخروج من هذا المنزل و بأسرع ما يمكن تريد أن تعود للحياه وتسحب نفسا طويلا يريح قلبهاـ تنسي ما حدث وكأنه لم يكون. وحين انتهت ابتسمت وهي تنظر إلى سالي التي شعرت بالخجل ولَم تستطيع الصمود امام نظرات نور الهادئة فلم تري فيها كرها او عتابا او حتى ندما ولكنها رغم ذلك قذفت العذاب والآلام في قلبي سالي وكأن نور بهذه النظره تشكرها على ما فعلت، خرجت من غرفه سالي وأمسكت بيد كريم لكن في طريقهم سمعت خالتها مشيره وهي تقترب من كريم ثم ترفع بيدها وجهه إليها وتنظر له :
-م"تعرفش اني خالتك والمفروض تسمع كلامي زي مامتك بالظبط يعني لو امك طلبت منك حاجه هتقولها انتي عاوزه مرماطون".
ثبت كريم عينيه في وجه مشيره وألقي بكلمات حين سمعتها تلاشت ملامح الصرامة من وجهها :
-"بس انا امي ماتت يا خالتي وانتي مش زيها سمعت عن حنيه الخاله وحبها لولاد اختها بس انتي كدابه"
في هذه اللحظة ضغطت نور على يده كي يصمت وفعل، عندما هم كريم كي يفتح باب المنزل وجد داغر امامه مباشرة، كلاهما لا يعرف الآخر ترقب داغر أن يتكلم احدهم، لكن كل من كريم ونور لم تفارقهما علامات الحزن والأسى، اقتربت مشيره عندما رأت داغر امام الباب وعرفته بنور وكريم وحكت له ما حدث. فما كان منه الا أن اخرج منديلا ومسح جبين نور ودموعها حاولت أن تبتعد لكن بعدما وضع يده الاخرى على كتفها شعرت بأحساس غريب حين فعل ذلك نظر لها داغر ولَم ينطق بكلمة فكان الوضع خارج السيطره وضع منديله في جيبه وكذلك يده ووقف في منتهي الثقة أمامهم ينظر لكلاهما :
-"ان مقدر اللي انتوا فيه طبعا وسؤ التفاهم اللي حصل ده والغلط وارد في كل حاجه بس لو اتكرر انما نحاسب بعض واحنا عيله واحده من اول غلطه مينفعش انا مش بقول كده علشان انتم غلطنين على العموم سالي هتعتذرلك يا نور وانت يا كريم اقبل اعتذار خالتك".
يصمت كريم ونور عند سماعهم هذه الكلمات المتزنه فيكمل داغر ناظرا إلى مشيره
-"حضري الغدا علشان نتغدي كلنا مع بعض"
تبتسم مشيره وتعلن موافقتها وتأتي سالي تقدم اعتذارا إلى نور، شعرت نور خلالها بشيء غريب فظلت تتعقب خطوات داغر بعينيها إلى أن غاب عنها وضعت يدها على كتفها الذي لامسه داغر بيده منذ دقائق، تغيرت حالتها فهي الان لا تريد الخروج من هذا المنزل حتى لو عملت خادمه.
****************************

عندما علمت نرجس من زوجها بأن مشيره تريد رؤية أبناء اختها تملكها الغيظ، كانت تعتقد أن خالتهم ستغدق عليهم المال والهدايا والطعام الجيد كان هذا الشعور ينخر جسدها مثل النار فهي لا تريد أن تري نور وكريم مبتسمين يزداد كرهها يوم بعد يوم ولكنها لم تنسي كلمات كريم ابدا ولَم تعتبرها كلام طفل صغير فقد قال ما هو اكبر من ذلك فكيف سيصبر كل هذه السنين كي يستمد قوته وتضعف هي وحينها يثأر من ما فعلته ولكنها حاولت أن تتسم بالهدوء فما زال الكثير من الوقت قد تتغير خلاله أشياء كثيرة.
حاول اسماعيل زوجها أن يقنعها أنها مجرد ساعات سوف يقضيها الطفلين مع خالتهم وتعود الامور إلى طبيعتها من جديد ولكن خوفها كأن يتجدد من استمرار الوضع وكانت تخاف أن يحكوا لمشيره عن معاملتها لهم لعدة اسباب وكرهها أن تلتحق نور بالثأنوية العامة معللة ذلك بأن النفقات ستزيد حملا أكبر على الأسرة و لن يقووا على تحمل نفقاتها، لكن شرحت لهم نور أنها لن تكلفهم شيئا و ستتدبر أمرها فكانت تذهب إلى اصدقائها مذلولة لاقتراض كتاب في المساء وترده في الصباح الباكر لذلك طالما كأنت تنام فوق الكتب وهي تلتهمها حتى لا يضيع منها شيء، اي معأناة رأت هذه الفتاة.
نعود إلى نرجس التي كأنت تنتظر ذهاب اسماعيل لإحضارهم من جديد كي تقف في الشرفة و تراقبهم عند عودتهم وتري ما تحمله ايديهم ولكن مازال هناك وقت لم يكن بالكثير ولكن عليها أن تصبر فأحضرت الطعام إلى ابنتيها الصغيرتين نجوى التي أنجبتها فور زواجها من اسماعيل وعمرها تسعة سنوات وكريمة التي تصغرها بخمس سنوات وقد نجحت في حقنهما جرعة الكره تجاه نور وكريم فقد باعدت بينهم تماما وامتلاء قلب الصغيرتين بمشاعر الظلام مثل والدتهم، فكانت تشتري لهم افخر أنواع الثياب وألحقت نجوى بأحد المدارس الخاصة رغم ارتفاع مصاريفها و أخذت نصيب نور وكريم من ميراث امهم لكي تنفق على بنتيها، و لا زالت تتوعدهم بالكثير من الأذى.
****************************

شعاع نور Место, где живут истории. Откройте их для себя