الفصل الخامس

107K 3.6K 218
                                    

طفلة في قلب الفرعون 

الفصل الخامس :- 

بدأت اهدابها تهتز ببطء في محاولة لأفتراق جفنيهـا... الرؤية تعاكس اتجاهها فترفض الثبات في عينيها.. والألم لا يطاق برأسها كالناقور يصر على هلاكها !!....
واخيرًا استطاعت فتح جفنيها.. وما إن اتضحت الرؤية امامها حتى هبت منتصبة تجلس وهي تتحسس جسدها بتلقائية لتجد أنها بملابسها الداخلية فقط....!!
الشهقة حفرت روحها... ذبحت هدوءها وسلبت قمم ثبات مهتزة ومشروخة داخلها من الاساس..!!!
دقيقة وكان يزيد يقف عند الباب عاري الصدر.. نظراته الباردة تمشطها من أعلاها وأسفلها وهو يهتف بنبرة ساخرة أذت شيء داخلها:
-صباحية مباركة يا.... يا عروسة!
حينها لم تشعر بنفسها سوى وهي تنهض من الفراش ترمي تلك الأغطية بعشوائية وتركض نحو يزيد صارخة بكل معنى للجنون عرفته:
-أنت عملت إيه يا حيوان.. يا حقير منك لله!! ربنا ياخدك وارتاح منك
بدأت تضرب صدره العاري بذراعيها بعنف وصراخها مستمر... لينقطع ذلك الصراخ فجأة عندما شهقت مستسلمة لاختناق البكاء الذي كاد يقتلها لو لم تطلق سراحه....!
لاول مرة تبكي امامه.... تبكي ضعفها.... تبكي ضياع الشيء الوحيد الذي يميزها كـ أنثى... تبكي شخصيتها التي كانت تعتقدها كالجبال لا تهتز ولكن فجأة اكتشفت أنها كورق شجر يتساقط مع اول عاصفة من الرياح.....
بينما هو كان متصنم ببرود كالجماد تمامًا، إلى أن هبط لمستواها بهدوء يرفع وجهها بإصبعه ببطء تزامنًا مع همسه بصوت أجش:
-بتعيطي لية دلوقتي!!؟ مش إنتِ اللي وصلتي نفسك لكده بلسانك الطويل؟ مش إنتِ اللي كنتي عايزه اثبات اني عايز الطفل مش حاجة تاني...
هزت رأسها نافية بطريقة هيستيرية وهي تخبره صارخة:
-لأ، مكنتش عايزه الاثبات ده.. اخر اثبات كنت اتمناه هو انك تلمسني، حرام عليك... أنت لية بتعمل فيا كده!! أنا اذيتك في ايه، ملعون ابوه بيزنس اللي يخليكم بتقطعوا في بعض كده عشانه!!!!
برغم تلك الهزة العميقة التي اجتاحت كيانه لكلماته التي غرزت به... إلا أن شفتاه التوت بتهكم واضح لجملتها الاخيرة:
-بيزنس؟!!! بيزنس إيه وهبل إيه!! مش بقولك طفلة مش فاهمة حاجة، دي مافيا.. مافيا في اكتر من دولة برا مصر وليهم مندوبين في مصر!

إتسعت عينـاها تلقائيًا... منذ أن قابلته وصفعات الحقائق تتوالى عليها صفعة بعد صفعة حتى فقدت القدرة على الشعور بتلك الحقائق.....
رفعت عيناها التي استكانت فجأة له لتسأله:
-يعني إيه؟!
رفع حاجباه معًا ثم قال مستنكرًا:
-مش فاهمة ولا بتستعبطي؟! عايزه تقنعيني انك متعرفيش ان ابوكي بيشتغل مع المافيا!؟
هزت رأسها نافية دون تردد:
-ابويا بيعمل حاجات غلط كتير اه.. وانا كنت بساعده يلعب مع ده او ياخد ورق من ده او يهدد ده، بس كله عشان البيزنس.. انما مافيا !!!! مافيا ايه لا طبعًا احنا مش بنشتغل مع المافيا
كادت ضحكة ساخرة ترتسم على شفتاه دون أذن منه.. ولكنه عاد لتجهمه المخيف وصلابة وجهه التي مُحيت منها أي مشاعر...!
وبحركة مباغتة كان يقبض على ذراعها بقسوة ثم لواه خلف ظهرها فشهقت هي متأوهه بألم لتسمعه يهمس جوار اذنها بشراسة:
-بلاش تحاولي تصيعي عليا!! أنتِ لو مكنتيش تعرفي مكنتيش فرقتي مع مسعد الشامي، لكن هو خايف على نفسه من المعلومات اللي معاكي
أفلتت ذراعها من بين يده بصعوبة.. تحاول التمسك بهدوء لم تعد تمتلكه منذ أن احتل حياتها ذلك الفرعون....
وخرج صوتها هادئًا حادًا نوعًا ما برغم تلك الشرارة التي أطاحت بحروفها:
-انا اه اعرف معلومات تأذيه جدًا..انما معرفش حاجة عن المافيا اقسم بالله!
تنهد بصوت مسموع قبل أن ينهض متأففًا يكاد يستدير ليغادر....
داخله مشروخ بعنف بين جزئين... احدهما يصدقها والاخر يستنكر حديثها وبشدة.. !!
وما أصعب ذلك الشرخ عندما يقضي على الحلول الوسطى...!
كاد يخرج من المنزل ولكنها وقفت امامه بسرعة ودون تفكير... لتصبح على بعد سنتيمترات قليلة جدًا منه.... تهز رأسها نافية وهي تحدق بعيناه التي لطالما غطت اي وميض للحياة بها...!
ثم نطقت بحدة محملة بالحقد:
-لأ.. انت مش هتسبني محبوسة هنا تاني وتخرج أنت عادي كده!
كان هادئ تمامًا حتى أنهت اخر جملة لها فاقترب هو منها هذه المرة ليصبح ملتصقًا بها.. يداه تلتف حول خصرها ببطء لترسل له رعشة عنيفة ازدادت حدة كلما حدث تواصل جسدي بينهما...
ثم اقترب بوجهه منها ببطء متجاهلًا نفورها، ليهمس وشفتاه تتلمس اذنها عن عمد بصوت رجولي خشن:
-لو عايزاني أقعد ونعيد امجاد الليلة اللي فاتت أنا معنديش أي مانع
-ده في احلامك، المرة الجايه قبل ما تلمسني هكون قاتلة نفسي!!
صرخت بجملتها بجنون وقد دفعته بعيدًا عنها بعنف حتى ترنح نوعًا ما من المفاجأة.... ليرفع نظره تلقائيًا لعيناها التي اشتعلت بفتيل من نوع آخر..... فتيل الكره... كره واضح يلون خلفية كافة جوارحها...!!!!
هز رأسه نافيًا وهو يستدير مرة اخرى ليغادر مسرعًا دون أن ينطق بحرف..... وكالعادة أغلق الباب عليها وهو يلعن كل شيء....!

"طفلة في قلب الفرعون" بقلم/ رحمة سيدUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum