الفصل السابـع

108K 3.2K 128
                                    

طفلة في قلب الفرعون

الفصل السابـع :-

ركض "يزيد" بجنون نحو دنيا التي كانت تقف ببلاهه ضاحكة تنظر له وهو يتحدث وكأن لم يعد لعقلها وجود فلم تعد تستوعب ما يجرى...!!
سحبها من يدها بلهفة يزمجر فيها بصوت حاول التحكم بأحباله فخرج خفيضًا:
-اجري يا دنيا مفيش وقت
واخيرًا حصل على استجابة بطيئة عندما قبضت يدها على يده الخشنة بتحفز وهي تركض بالفعل معه.... وفجأة وجدته ينحني ليفتح شيء "كالقبو" أظهر أنه توجد غرفة اخرى بالاسفل.. أنزل "دنيا" بسرعة ثم تبعها ليغلق القبو عليهم مرة اخرى في نفس اللحظة التي بدأ الرجال فيها يطرقون باب المنزل بعنف وكأنهم سيكسرونه بعد لحظات.....
امسك يزيد يد "دنيا" بإحكام... وكأنه يصك وعدًا صامتًا لها بالحماية مادامت تلك الأنفاس تدخل وتغادر صدره المنحور بعشقها........
فتح باب صغير كان في ذلك "القبو" ويبدو أنه يطل على شارع جانبي مباشرةً... وكالعادة أخرج دنيا اولًا ثم خرج هو ليمسك تلك السلسلة التي يرتديها دائمًا... ضغط عليها كما فعل في المرة السابقة ليرسل اشارة لفريقه بموقعه......
كاد يسير هو ودنيا التي كانت تتبعه بذهول لا تفهم اي شيء..... ولكن فجأة سمعوا صوت احد الرجال وهو يعبر من جانبهم... فجذب يزيد دنيا بعنف من خصرها لتلتصق به حتى لا تظهر امام ذلك الرجل.... وتلقائيًا امتدت يده تكتم تلك الشهقة التي كادت أن تتحرر من بين سجن شفتاها الساكن، فكان الوضع كالتالي.....
احد الرجال يقف متفحصًا الشوارع بعيناه.. بينما دنيا صدرها ملتصق بصدر يزيد الذي كان جامدًا متصنمًا بقلق رتيب ينغز مقر صلابته خوفًا على تلك الصغيرة.... بينما هي أنفاسها المرتعدة تعانق أنفاسه الساخنة.... وصدرها يعلو ويهبط بتوتر رهيب وهي تسبل اهدابها ليزيد هامسة وهي تحرك شفتاها ليفهمها:
-انا خايفة..!
ولم يكن محتاجًا لتلك الحروف ليدرك ذلك الخوف الذي استوطن عيناها كـمُحتل مستوحش....!!!
ولكنه ضغط على خصرها برفق متمتمًا بصوت مغلق ولكنه حاني سمعته بصعوبة:
-متخافيش طول ما انا جمبك
منحته ابتسامة قلقة حررتها بصعوبة... ربما ما خفف خوفها ونفعها هو تأثير الخمر الذي لم يزول عنها تمامًا....
واخيرًا عاد الرجل لمكانه مع باقي الرجال ليركض يزيد ودنيا بيده نحو سيارة فريقه التي تنتظره... وكان اخر ما سمعه منهم هو صراخ احدهم بجنون باللهجة اللبنانية التي باتت تستفزه:
-لك شو يعني اختفوا ؟؟ إنشقت الارض وبلعتهن! الله يلعنكم ما بتفلحوا بشي ابدًا.....

واخيرًا ركب كلاً من يزيد ودنيا السيارة بسلام لتنطلق بسرعة من تلك المنطقة... كان يتوقع يزيد أن يجدوه بالطبع... وصراحةً قد حمد الله أنهم لم يجدوه بسرعة بل وجدوهم بعد بضعة ايام...... تنهد بارتياح عندما خرجوا من تلك المنطقة بسلام واحد زملائه الذي يتولى القيادة نظر له وهو يشير له بإصبعه بمعنى تم وقال:
-متقلقش يا باشا، عدت على خير
اومأ مؤكدًا له... واخيرًا إنتبه لرأس دنيا التي استكانت على كتفه فجأةً فالتفت لها ليجدها غطت في نوم عميق.... كالأطفال تمامًا....!!
تابعها بنظرات تقطر شغفًا... نظرات عاشق.... نظرات حارة..... قلقة من القادم.... نظرات محبوب لم يعترف حتى تلك اللحظة أنه سقط في أسر محبوبته........!
همس بينما يداه تربت على خصلاتها بحنان:
-نامي يا طفلتي.. ربنا يقويني واقدر احميكي!..

"طفلة في قلب الفرعون" بقلم/ رحمة سيدWhere stories live. Discover now