هروب وسط الظهيرة 🔍

183 25 64
                                    

‏أن تكونين بجانبي, لا يفصلنا عن بعضنا سوى الملابس.
‏أثبت فوهة مسدسي في جبهتك, أطلق الرصاص, فتلطخ دماؤك وجهي, امسحها بيدي, ألعق أصابعي, أتذوق دماءك.. وتبدو لذيذة.
‏أمسك بالمسدس مرة أخرى, أضعه فوهته في فوّهة فمي, ثم أطلق الرصاص, أموت ولا أحد يتذوق دمي.. أتفكرين في هذه النهاية؟
‏إني أفكر بها كثيراً.
‏إنها أفضل من أن تقولين وداعاً, وأقول إلى اللقاء, أفضل من أن تشطبي اسمي من قائمة الذين تعشقينهم..
‏أفضل من أن أقضي كل ليلة بينما اقرأ رسائلك القديمة.. لقد كنتِ تحبينني بجنون, ما الذي جرى؟ هل استقال قلبك؟
‏أم أنني لم أعد اتوهج؟
أن أقتلك وأموت, أن نفنى سوية, إنها أفضل نهاية يمكن أن يكتبها الله في كتابه المحفوظ بقلم حبر لا يمحى أبد الدهر.
‏دعينا نستبدل جملة "هل تقبلين الزواج بي؟" بتلك الجملة الخفيفة الجميلة "هل تقبلين الموت معي؟"
‏هنا الرصاص, والمسدس, وهذا قلبي, فلنفعلها



كارينا

في غرفتي استلقي و انتحب بصمت بعيدآ عنه لكي لا يرى دموعي فأنا لا احب ان يراني احد بهذا الضعف .. احتضن وسادتي البيضاء .. اضمها بقوة لعلها تخفف حزني و آهات قلبي .. بينما هو يأكل فطوره بلا احساس متناسي انه اقام عرسآ قبل قليل .. بصراخه البلطجي و عدوانيته البربرية ..

لحظات و ينتهي من فطوره كما لو انه ابتلع كل الصحن بلقمة واحدة .. لم يكلف نفسه عناء السؤال عن حالي و لما اقفلتُ على نفسي الباب .. بل و لا يكترث اصلا لما حصل .. خرج و هو يسحب سترته ذات القلنسوة ليغطي رأسه كما العادة عند خروجه للتنزه او للقيام بأعمال اجرامية كي يخفف وترة اعصابه .. بغية عدم تعرف احد على هيئته مع علبة السجائر يلتهمها بين اصابعه و يدخن في الهواء الطلق..

سمعت بوقع اغلاق الباب لقد رحل وسيتركني وحيدة مجددآ لعدة ايام و قد يعود في الليل دون ان يحادثني .. قضمت شفتي بحسرة و زاد جرحي اتساعا .. لم اعد افكر بما سيحل لي ان تركته كل ما يهمني الان هو ان اضع حد لمسيرة صبري الطويلة على اذيته .. اجل سأقوم بفكرة جنونية .. حزمت حقيبتي و غادرت مسرعة خوفا من عودة نافاي في اي لحظة ..

اذا علم بخروجي لن يسكت و سيعاقبني عقابا كبيرا اذا وجدني .. مثل تلك المرة التي فكرت بالهرب منه و لم البث ان اخرج من الشارع حتى ابصرت عيني هالة ظلامية تنبعث من شخص واقف امامي ..  لم اعرف كيف اتصرف حتى نسيت الكلام و اصابني الرعب الشديد لما سيفعله لي .. لا زالت حتى الان اثار الكدمات على جسدي .. ضربني بجنون بسلاح حتى لم اعرف ما هو او ما شكله لانه اغمي علي فورآ من اول ضربة ..

ايآ يكن لم اعد اخشاه الان اذا وجدني سيقتلني او ينهي حياتي .. لا مانع عندي اذا قتلت على يده .. فأنا فقدت اعز ما املك .. الاسرة و كلبي الظريف .. لن اعيش طوال حياتي سجينة عنده .. هذا القاتل الذي لا يجد متعة و تسلية الا بمشاهدة الجثث المتفسخة و رائحة الدماء المنبعثة منها ..

[جنائز مؤجلة||Deferred ⚰️ funerals]Where stories live. Discover now