امشاد قذرة

2.7K 7 9
                                    

وقف قليلا راح يراجع انفاسه التي اكتظت في صدره، متعب بعد ان أتم مهمته على اكمل وجه، هذه هي العادة الوحيدة التي نكملها بدقة، بعد ان رخت أعصابه و زالت تشنجاته عن كل عضو في جسده و أرتخت عضلات بطنه، تأمل نفسه قليلا ما هو الغرض الذي يدفعنا للشهوة؟! ما حاجتنا للشهوة؟! و لماذا لا نستطيع التوقف و الامتناع عنها؟! حار اكثر و تعب اكثر، هنالك بقربه بينما قطرات الماء تقطر من راْسه و حنكه، و تنسال من ثغره، ارتمى على حوض الى يساره غاص فيه بكامل جسده تعمق براسه، اقتادته الرؤية الى اشخاصا ما لا ينجبوا مهما حاولوا كانوا لا يفلحون الرجل جالس خارج بعد ان ولج الى امرأته مستاء من حظه العاثر الذي لا يفلح تذهب كل حروبه و فتوحاته سدا تضيع كأنها لم تكن، كأنه سيفنى فكر بالإرث فكر بعرقه الذي لن يَصْب في مجرى صغير أبدا، لم يكن لحالته علاج كان عقيما لدرجة الامتياز كانه الغرض الذي يتقنه، تذكر نفسه و هو يقوم بعادته السرية تذكر شبابه الذي فناه بالولوج الى صدور نساء عاهرات، تذكر جميع القوادين الذين مر عليهم بعضوه قبل ماله، لم يستطع ان يمنع فكره من عرض كل مرة قام بها بتلك العادة و تذكر ملامح كل امرأة و هي تخوى و تهون و تهان أمامه، لم يكن يصيبه مرض بل انها لعنة، لعنة امرأة الشهيد التي لم تجد من يعينها لذلك لجأت الى هذا الامر المهين لكسب العيش فقط، تذكر تلك الفتاة التي أخبرته بانه قد سلبت من عائلتها في ليلةً ظلماء الا انه لم يكترث و قام بذلك أتم فتحه، و بارك له القواد الذي يقف بالخارج، شاهد فتاة قد نكث بها حبيبها الوعد و خان و كذلك سيخونها كل العالم حتى عائلتها الذين يظنون ان الشرف أقوى و اهون من العار، الذين يبحثون عنها ليثأروا بها من سوء العالم على اسمهم، لم تجد أمامها طريقا سوى الهرب نحو المجهول، لم تجد بيدها حيلة سوى الذهاب نحو نهايات معتمة مملوءة بالكره و المهانة، نهايات لا تجد فيها غير الالم، كانت خائفة و ترتجف لانها لم تهب جسدها لشخص غير حبيبها الذي اغواها قلبها للعب معه، للمخاطرة و تجرى على قانون الحياة تبعت هوى نفسها و الان هي تتبع هوى أخطأها فكان الثمن كبير و هو جسدها لم يهتم لاي كلمة قالتها فعل ما عليه من دون رحمة! تقيأته تلك الأماكن كجزء من قصيدة حب لم تكتمل بعد مزقها صاحبها الذي لا يعرف من الشعر سوى الغزل، كادت هذه الرؤية ان تخنقه لو لا أشار اليه الرجل بيده الى الأعلى كان يراه كانه حي معهم لم يعرف كيف يمكن ان يحدث ذلك كيف يمكن للأزمنة ان تتقارب ليساعد بعضها الاخر في البقاء على قيد الحياة، ارتفع بجسده نحو الأعلى بصق بكمية الماء التي بتلعها و اكثر حتى كمية الماء التي شربها في يومه تقيئها جميعا دفع واحدة و كأنه كاد ان يختنق، اندهش من حركة الرجل كيف يعقل هذا؟! هل يكون الرجل ايضا(مبصرا)، كان أمجد يمتلك تلك الموهبة التي تمكنه من النظر الى عوالم اخرى و أزمنه مظت او ستأتي لكن حسب حالته في نفس الوقت! اَي اذا قتل سيشاهد احدا اخر يقتل في زمن و مكان اخر من دون ان يحرك جانبا، لكنه لم يعرف مسبقا بان بإمكان العوالم الاخرى التخاطب معنا، فكما أشار اليه الرجل للأعلى و أنقذه بالتأكيد هو يمكنه فعل شيء لينقذ كل من تحدث عنهم الرجل او فكر بهم حتى، انها رسالة من نوع ما لا يفهمه أمجد في الوقت الحالي، خرج من الحوض بعد ان ابتعدت تداعيات النشوة عنه، لا اعرف لماذا نستحم بعد ان نقوم بخطاً ما؟! او اننا مجرد نستحم فور قيامنا باي عمل! ارتدى ملابسه أعطى تلك الفتاة المال اللازم و المتفق عليه بعد تلك الليلة المليئة بالغريزة و كالعادة من دون اَي مشاعر، استرجع ما رَآه بالرؤية و استنتج الوقت و المكان و حتى باي فترة كان فيها ذلك الرجل من ملابسه و من طريقة العلاج التي خاضها و من نشوته! نعم فاللنشوات ازمنة و فترات كالملابس تماما، استنتج بانه قد يكون قبل عقدين و انه في مكان ما كريف المنطقة، و انها ظهيرة احد الأيام، عرف كل ذلك بمجرد ان ادخل راْسه بالماء، بالتأكيد ليس ذلك فحسب بل كان لا بد من مسببا ما شيئا ما اكبر من كل غرائزنا! دون ملاحظاته في الدفتر الذي ياخذه معه الى اَي مكان أعطى الرجل رمزا و رقما.

عادة سيئة Where stories live. Discover now