تخاطر ممحون

572 3 0
                                    

في صباح الْيَوْمَ التالي خرج من المشفى أوصلوه الى شقته، و أخذ يفكر و يفكر حتى أعيا عليه الفكر فغفى، من جهة اخرى كانت الاستاذة ود تبحث في كتب المكتبة عن اَي تفسير لما يحصل فلم تجد سوى ظاهرة (التلباثي) او ظاهرة الشعور عن البعد، لكن هذه الظاهرة تكون في نفس الزمان بالنسبة للشخصين المتواصلين حسيا او ليس بالمعنى الحسّي تماما بل هذه الظاهرة تكون بين فكرين شخصين مترابطين يحاول احدهما ان يرسل الأفكار من مكان بعيد عن الاخر و على الاخر التهيئ و تطوير فكره لاستلام الرسالة من قبل الشخص المرسل و تصويرها في ذهنه و كل هذا يدور في زمان واحد و بمكانين بعيدين نسبيا، لكنها لم تحصل من قبل او لم يعرف انها يمكن ان تحصل بين الازمنة و أشخاص تلك الازمنة لان أفكار كلن منهم مختلفة فلكل زمن فِكْره، بعدما استيقظ أمجد من نومه و فكر قليلا عاهد نفسه بالا يرى اَي رؤية مرة اخرى و انه لن يقوم باي عمل يرهقه و يحرك غريزته للشهوة او للقتال سيضبط زمام غرائزه و سيتحكم بنفسه، ارتدى ملابسه ذهب الى الجامعة حالما وصل رأى ذلك الوجه البشوش المملوء بالقلق عليه تمنى ان لا تكون هي بل واحدةً اخرى تمنى الا تكون ايات بل روئ! زاحمته هواجسه فكانت ايات معجبه به منذ بداية صداقتهما و رغم طول المدة الا انها لم تنسيه او تعتبره مجرد صديق كانت تكافح جماح نفسها و تهزم مشاعرها و لكن يبقى القليل من المشاعر باين في عيونها التي تكاد تدمع كلما تراه، كانت شديدة الحماس لرؤيته مرةً اخرى بحالة جيدة، من دون اَي شعور صافحها و احتضنته كأنها تودعه او كأنها تقابله بعد فترة شوق كبيرة، سارى نحو قاعة الدرس من دون اَي كلمة اخرى سوى السلام بقي حروف السلام يتيمة لم تلتقي باي حروف اخرى خلال حديثهما بقيت الحروف تشعر بالوحدة بالخوف حتى لازمتها هواجس بان يكونا نسوا كيف يتكلمان و كيف ينطقان بسواها كان صمتهُ قاتم مظلم سارح في رؤية اخرى، و كان صمتها مبتهجا متهيئا لاي طرف حرف يلقيه هو كان صمتها مملوء بالكلمات و المشاعر، كان صمتها مخيف بطريقةً اخرى، و يال عجب الاختلاف في صمتهما فلكل إنسان صمت يختلف به عن الاخر رغم تشابه المنظور، دخلى الدرس و كلن جلس في مكانه راقب هو روئ و بينما هي كانت تراقبهُ، ما اقساها المشاعر التي تقحمنا مع الشخص الخطأ، التفتت اليه روئ ابتسمت لملقاه ارشقتهُ بنظره لؤم لانه أخافها عليه عادت مرةً اخرى و ابتسمت و من ثم أدارت محياها لتنتبه للدرس، كان الاستاذ كالعادة يتحدث عن شيء لا يفهمونه و حتى بعد ان انتهى بقيوا لا يفهمونه الا ألقليل منهم اقبس البعض منه، ذهب بعد ذلك الى الاستاذة ود، فور دخوله كانت كعادتها تكتب خواطرها و لكنها فور رؤيته تركت القلم! تركت حكايتها الجنسية المتخيلة! و قامت من مقعدها و تقدمت نحوه بنظرة لهفة و شوق احتضنتهُ بين ذراعيها قابلها باجحاف لاحظت ذلك ابتعدت عنه قليلا و طالعت جروحه التي ما زالت تشفى حتى الان، جلس بعد ان أنهت فحصها على جسده، أخبرته بما قرأت و أخبرته بأنها تعتقد( من الممكن ان تكون هذه الظاهرة مقاربة لحالتك لكن المحير بالأمر كيف تنقل الأفكار الى زمن اخر و يمكن للمستقبل ان يتخيلها و يراك، سأكمل بحثي و كل ما عليك فعله هو الولوج الى هناك مرةً اخرى) و ابتسمت ابتسامه غريبة. اخبرها بانه لن يفعل ذلك مجددا تفاجأت و حاولت ان تقنعه كان هنالك شيء غرائزي في داخلها يدفعها للمحاولة لم يكن الامر بشأن معضلته لان هنالك شيءً أعمق و اصعب في نفسها، ستحرم من هذا الامر بعد اول مرة، انه شيءً صعب ان تجرب أمرا ما لأول مرة و من ثم بعد ان همت به و و أعجبت به و تزايد هرمون الدوبامين في داخلك صعب جدا ان تتركه فَلَو كنت مدمنا على شيء ستزداد نسبة الدوبامين الذي ستفرزه مع كل مرة و سيكون بعد العديد من المرات شيء عادي لان الزيادة في الدوبامين ستطلب المزيد من هذا الشيء او ستطلب ما هو أقوى منه لذلك بعد الادمان على امر بعد فترة وجيزه سيكون من السهل تركه و الانتقال الى أمرا اعلى و الا ستظل تقوم بتلك العادة من دون ان تشعر باي شيء جديد او بالاصح لا تشعر بالكفاية من الدوبامين المفرز.

عادة سيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن