10

3.7K 344 56
                                    

"سيّدي! سيّدي استيقظ من فضلكَ! لا يمكنكما النّوم هنا!"

لا أعلم لماذا أشعر أنّ جسدي محطّم، فتحتُ عينيّ قليلًا لأدرك أنّي أسند رأسي إلى رأس جونغكوك الذي يسند رأسه على كتفي بدوره، حرّكتُ يدي قليلًا لأدرك أنّها متشابكةٌ مع خاصّة جونغكوك، ابتسمتُ وشددتُ عليها معاودًا إسناد رأسي على خصلاته النّاعمة ملتفتًا إلى جانبي لأحيطه بيدي اليمنى الحرّة، وجعلني ذلك أدرك أنّي لم أحتضنه منذ وقتٍ طويلٍ.

"سيّدي انهض!"عاد ذلك الصّوت للتذمّر بشدّةٍ لأفتح عينيّ جيدًا هذه المرّة متسائلًا عمّا يجري قبل أن أدرك الأمر، كنّا ما نزال على مقاعد الحافلة التي أصبحت خاوية والسّائق يقف أمامنا يرجونا أن نستيقظ فيما الظّلام قد هبط على المدينة.

قفزت من مكاني فزعًا وانحنيتُ بشدّةٍ متلعثمًا: "انا آسفٌ.. آسفٌ حقًّا!"

عقد ذراعيه ورمقني بطرف عينه محاولًا ألّا يصرخ في وجهي: "لقد وصلنا إلى موقف الحافلات النّهائي وعليكما النّزول"

لم يكن عقلي يعمل جيّدًا، كنتُ فزعًا بشأن نومنا في الحافلة أولًا ثمّ هأنا أفزع بسبب كوننا بعيدين حقًّا عن المنزل وأخيرًا الوقت!

رفعتُ رأسي وانحنيتُ بشدّةٍ: "أعتذر للمشاكل التّي تسبّبنا بها! سـ سننزل الآن!"

بقي واقفًا في مكانه ينتظر حتّى أنفّذ كلمتي كي يتمكّن من إغلاق الحافلة والانصراف إلى منزله، نظرتُ إلى ساعة يدي بسرعةٍ وأنا أهزّ جونغكوك، كانت العاشرة! لقد تغيّبتُ عن عملي الجزئيّ الأخير والمصيبة أنّ مديره هو الأقسى من بين جميع من أعمل لديهم!

تداخلت أحرفي وأنا أحرّكه راجيًا أن يستيقظ بسرعةٍ: "كوكي! جونغكوكاه! هيّا انهض!"

همهم مغمضًا عينيه بشدّةٍ راغبًا بالنّوم أكثر ولم ينهض

تنهّدتُ ولم أجد أمامي حلًّا آخر، أخذتُ أدغدغ صدره وبطنه حتّى استيقظ رغمًا عنه وهو يرجوني أن أتوقّف لأتنفّس براحةٍ وأبعد يديّ فيما أقف: "هيّا جونغكوك، يجب أن ننزل!"

نظر حوله لحظاتٍ قبل أن تصبح عيناه مدوّرتان لدهشته وذعره ثمّ نظر إليّ وأومأت إليه لننصرف، ويبدو أنّه فهم ما أعني فلم يتكلّم بحرفٍ وإنما نهض من مكانه ليتّجه خارج المقعد إلى الممّر، تنهّدتُ وأنا أحمل حقيبته المدرسيّة عن الأرض بيدٍ وأضع يدي الأخرى على عنقه كي ينحني معتذرًا للسائق.

"آسفٌ أجاشي!" قال بعد أن أدرك ما أعني وهو ينحني قليلًا قبل أن يتابع طريقه وأنا خلفه ولم أكفّ عن الانحناء والاعتذار حتّى هبطنا درجات الحافلة.

التفت إليّ ليلمح الحقيبة ويتناولها قبل أن يتحدّث بانزعاجٍ: "ليس عليكَ أن تعتذر إلى ذلكَ الحدّ هيونغ!"

عقدتُ حاجبيّ قليلًا وأنا ألهثُ فقد انقطع نَفَسي لكثرة ما انحنيتُ ورفعتً رأسي: "عيب جونغكوك، كنّنا سنتسبب بمشكلةٍ كبيرةٍ لو لم ينتبه لنا السّائق!"

تنهّد وتمتم: "ليس هذا ما أعنيه"

لم أفهم مقصده لكنّنا سرنا صامتين قبل أن أدرك ما الذي حدث لأبتسم أخيرًا وأضحك بصوتٍ عالٍ، التفت إليّ بدهشةٍ: "ما الأمر هيونغ؟"

لم أستطع التوقّف عن القهقهة، أجد أنّ ما حدث لنا مضحكٌ بحقٍّ!

"يا لنا من أحمقين جونغكوك، لقد نمنا في الحافلة طوال الوقت وفوّتنا المنزل"

ابتسم أيضًا وسخر منّي: "نعم نعم، كان تدريبًا ممتازًا بصراحة! هل تريدني أن أنام في الحافلة عندما أعود إلى المنزل؟"

ضربتُه على كتفه بخفّةٍ: "توقّف عن ذلكَ!"

ضحكنا قليلًا ونحن نسير ونتمازح قبل أن نصل إلى شارع رئيسيّ حيث كان بإمكاننا إيقاف سيارة أجرة لنذهب إلى البيت.

ركبنا متجاورين في الخلف وأعطيتُ السّائق العنوان قبل أن أنظر من النّافذة وأبدأ التفكير إن كان عليّ الذّهاب إلى عملي الأخير؟ هو يمتدّ من السّابعة وحتّى الثّانية عشرة، هذا يعني أنّ ثلاث ساعاتٍ فاتتني وبقيت ساعتان، وبحساب الوقت كي أصل قد تبقى ساعة ونصف أو أقل، هل يستحقّ الأمر أن أذهب؟

أخيرًا حسم قراري صوت قرقرة بطن جونغكوك لأدرك أنّ بطني يتلوّى أيضًا من الجوع، فنحن لم نتناول شيئًا اليوم!

وهكذا رفعتُ رأسي لأقول للسّائق: "إلى مطعم بارام للمأكولات الكوريّة في نفس الشّارع من فضلك"

رأيتُ كيف أشرق وجه جونغكوك بعدما سمع قولي ليهتف بخفّة ويحتضنني جانبيًّا بسعادةٍ، وكان ذلك كافيًا ليمتلئ قلبي بالدّفء.

---

💙

أُهْبَة | JJK x KSJ ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن