كنتُ أحدّق في الأرض بصمت راجيًا ألّا يأتي هيونغ، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فبعد فترةٍ لا أدركها من الوقت دخل أحد الملثمين وصاح: "سيّدي! يبدو أنّه قد وصل!"
ابتسم هاي-بين الذي يجلس على مقعدٍ معدنيّ بلا ظهرٍ في أحد أطراف المكان بخبثٍ وطقطق أصابعه بحماسةٍ فيما يقول له: "حسنًا، ابقوا مختبئين في أماكنكم"
شعرتُ بقلبي ينفطر وبالدّموع تتجمّع في عينيّ، لا أريد تخيّل ما قد يحدث، لا أريد التفكير بالأمر!
أغمضتُ عينيّ بشدّةٍ محاولًا أن تحدث معجزةٌ ما، أيّ معجزةٍ تجعلني أفتحهما لأكتشف أنّني في البيت ألعب إحدى ألعاب الفيديو أو أقرأ قصّة مصوّرة وقد جرفني خيالي، لكنّ صيحته المرتعبة باسمي كانت كافيةً لتعيدني إلى الواقع بشدّةٍ
رفعتُ بصري لألمح هيونغ متجمّدًا عند الباب وهو يحدّق إليّ بقلقٍ، نفيتُ برأسي يمنةً ويسرةً، تمتمتُ آملًا أن يفهمني، أن يلتفّ ويغادر فقط، لكنّه ما كان ليفعل ذلك فلم يلبث أن اندفع نحوي ليجثو بقربي محيطًا وجنتيّ بكفيّه فيما نظراته الفزعة تتفحّصني بدقّةٍ وسرعةٍ: "جـ جونغكوكي، هل هل أنت بخيرٍ؟" سأل بصوتٍ لاهث وكأنّه كان يركض وقد أضاف القلق ارتجافًا إليه وكأنّه على وشك البكاء
أومأتُ فيما يمحو بخفّةٍ الدّموع التي تزداد تجمّعًا في عينيّ بسبب ارتعابي ممّا قد يحدث ثمّ أخذ يعالج القماش المربوط على فمي فيما يدفنني في صدره الدّافئ قبل أن ينجح بإزالته تمامًا ليحيطني بيديه ويحتضنني بشدّةٍ وكأنّه يريد أخذي إلى داخله ممرّرًا يديه على جسدي ليتأكد من وجودي فيما يتمتم بضعفٍ: "الحمد لله.. الحمد لله أنّك بخيرٍ"
قلتُ أخيرًا على حافّة البكاء بعد أن صرتُ قادرًا على الكلام: "هيونغ لماذا أتيتَ؟ اذهب أرجوكَ!"
أبعدني عنه ونظر إليّ بعينيه الدّامعتين نافيًا برأسه، وقبل أن أعارضه ندّ صوت تصفيقٍ أعاد وجود هاي-بين إلى ذاكرتي، كان يقف عن كرسيّه ببطءٍ مبتسمًا بسخريةٍ ولم يتوقّف عن التّصفيق
نظر إليه هيونغ لتتّسع عيناه قليلًا، أعتقد أنّه عرفه، شعرتُ بيده تشتدّ حولي وهو يجذبني إليه قبل أن يسأل بحدّةٍ: "ما الذي تظنّ أنّكَ تفعله هاي-بيناه؟!"
عبس المذكور وقال بانفعال: "لا تنادني هكذا! أنتَ لا تعرفني حتّى!" بدأ يسير إلينا بخطواتٍ بطيئةٍ معيدًا الهدوء إلى وجهه قبل أن يبدأ الكلام ونظرةٌ قاسيةٌ تعلوه: "أكرهكما، أكره أنّكما سعيدان.. حتّى عندما أرسلتُ جونغوك ليغنّي في المكان الذي تعمل فيه عادت علاقتكما كما كانت بل وأفضل! كان من المفترض أن تتشاجرا، أن تكرها بعضكما، لكن لا! ما الذي حدث؟ لقد كنتما تسيران في الشّارع وتضحكان! بل وقد أوصلتَه إلى مدرسته!"
شدّ قبضتيه وتابع: "نفس الشيء عندما حصل الشّجار في المدرسة! رغم أنّه حطّم وجهي لم تؤنبه! لم تعاقبه ولم تصرخ عليه! فيما أنا الذي كنتُ المعتدى عليه حصلتُ على عقوبةٍ شديدةٍ وحرمتُ كلّ شيءٍ لأبقى حبيس غرفتي أسبوعين دون أن يهتمّ أحدٌ بي!"
أنت تقرأ
أُهْبَة | JJK x KSJ ✔
Fanfictionآسفٌ جونغكوك، عليك أن تتعلم العيش بدون هذا الهيونغ الأحمق من الآن فصاعدًا، عليكَ أن تتأهب لرحيلي. بدأت في: 29 06 2019 انتهت في: 20 08 2019