المسكن الجديد

1.5K 164 44
                                    

- كما تعلمون لقد انتهينا من بناء المسكن الخاص بالمدرسة ..لذلك نرجو من الجميع الانتقال اليوم الى المسكن ! الجناح الغربي للفتيات والجناح الشرقي للفتيان !

مسكن ماذا ؟! لم يخبرني اي احد !..بدا وأن الجميع يعرفون بأمر المسكن بالفعل ..بالطبع فهم أصدقاء اي انهم اخبرو بعضهم البعض بينما انا الفتاة المنبوذة بالفصل لا يعرف أحدهم اسمي حتى فما بالك بإخباري اي شيء ..بكل ما تعنيه الكلمة من غباء ..سألني ماين الذي هو والغباء سيان :
- ألم تكونِ تعلمين ؟ الجميع يعلم !

الجميع يعلم إلا أنا ..حسنا انها ليست قضية كبيرة لكن وعلى ما يبدو سأستأذن لأخرج اليوم مبكراً فورائي العديد من أعمال الانتقال ..علي تحضير ثيابي واشيائي الخاصة ثم نقلها إلى حقيبتيّ السفر التي امتلكها ثم استقلال سيارة اجرة والانتقال إلى المسكن واخذ غرفة ..ناهيك عن من ستشاركني الغرفة ..ارغب حقاً في ان تكون الغرفة لي وحدي ولكن لا اظن بأن احدهم راغب بتنفيذ ما ارغب به .. تنهدت عندما تخيلت تعبي الذي سينتج عن فعلي لكل هذا ..التقطت حقيبتي وخرجت كلمت المعلم عن حالتي فنظر إلىّ مستغرباً ويكاد فكه يقع على الأرض وهو يسأل :
- ألم يخبرك احد ؟!

اجل يا عزيزي لم يخبرني أحد ..ما به الجميع اليوم ؟! اهو امر مفاجئ للغاية لمعرفته ؟..اجل لا املك اصدقاء ..اجل لم يخبرني احد ..اجل كنت الوحيدة الغبية التي لم تعلم !..ماذا هناك بعد ؟!

اعاد المعلم نظارته التي بدأت تنزلق من على أنفه وتابع :
- حسناً هذه ثاني حالة اليوم !

ثاني حالة ؟..اذاً يمكنني توقع صاحب الحالة الأولى من يكون ..ساموي !..اتضح بأن هناك غبي غيري اذاً يجدر بي الإحتفال بذلك !..حسنا اعترف انا ابالغ لكنني حقاً في مزاج عكر الآن ..خرجت من بوابة المدرسة ومددت يدي إلى الشارع لأوقف سيارة اجرة ..

قال الشخص الذي لم انتبه له لوهلة :
- انها انتِ !
- يبدو بأننا نشترك في أشياء كثيرة يا صديقي !

لا تعليق ..لاحظ مزاجي المعكر على الأرجح ..توقفت سيارة أجرة ملبية لندائي فتحت باب السيارة وقلت :
- إذاً اتمنى لكلينا ألا ننهار من التعب اليوم !
- لا تنامي ابداً ..فمن يتأخر عن القدوم إلى المسكن الساعة العاشرة فسيتم وضعه بأسوء غرفة ..هذا ما سمعته .

إذاً عليّ حتماً الانتهاء قبل العاشرة !..ركبت سيارة الاجرة واقلعت متجهة إلى منزلي ..فتحت الباب وكالمعتاد صوت الهدوء المقيت موجود في الأرجاء ..هذا ما ظننته إلى أن فُتحت الأضواء فجأة وبإبتسامة ترتسم على وجهها قالت :
- لقد عدتِ مبكراً !

الان فوق مزاجي المعكر جائني صداع ..لم استطع الترحيب بشخص لم أرغب برؤيته فنطقت :
- ماذا تفعلين هنا ؟
- أنا ..شيزو.. انا

توقفي لا أريد أن اسمع ..لقد سئمت من السماع !..القيت بحقيبتي أرضاً وقلت :
- ارحلي !

".. لعل كوننا من البشر مجرد كذبة  .."Onde histórias criam vida. Descubra agora