أنا هنا !

1.1K 133 18
                                    

مهما بلغت من الثقافة والعلم لا تستعمل اقوى وأبلغ كلماتك لتجرح من حولك فهذا هو الجهل بعينه !

- والدك ؟..ما الذي فعله ؟
- لقد ..اخبرحبيبي بأن يقتلني وإلا فسيقوم والدي بقتله وعائلته .
- مـ...ما الذي تقولينه ؟! أبلغت به الدناءة إلى هذا الحد ؟!
- أنا ايضاً لم أفهم ! لماذا والدي يفعل هذا ؟! لم أفهم !

ساد الصمت ...جلست شيزوكا ولاحظت ارتجاف يديها ..تابعت وعيناها كما لو أنهما تستعرضان ما حدث في الماضي ..بيدين ترتجفان فتحت ازرار قميصها فأحمررت قائلاً :
- ما الذي تفعلينه ؟
استدارت لتجعلني أرى ظهرها ..كان منظراً مخيفاً ..ذلك الظهر
المليىء بالندبات والخدوش والجروح فسّرت وهي تعيد تزرير قميصها :
- اعتاد والدي على ضربي ...كان يضربني كل يوم ..مما سبب هذه الندبات .. كل يوم !...كل يوم ! كنت أبكي طالبة منه ان يتوقف ...اترجاه لأعرف فقط سبب ضربه لي ...ابكي وابكي وابكي ..ولكن كلما بكيت كان يزداد ضربه لي ..كلما صرخت كان يرسم بذلك السوط اللعين هذه الندبات والخدوشات على ظهري !..ابي ؟..لم يكن اب ..انظر ما الذي فعله ؟..لقد صنعني . ..انا التي لا اهتم لشيء ...انا الباردة بليدة الاحساس ...أنا التي لا تشعر !

لم اتحمل تركها هكذا ...سحبتها ناحيتي وقمت بعناقها ..حضنتها بقوة لعلها تدرك ما أحاول إيصاله ..انها ترتجف ..قلبها يرتعد ..عيناها تستعرضان ماضيها الذي لا ترغب بتذكره ..همست لها :
- لا تقلقي ..انا هنا ..لن أدع أي احد يقوم بلمسك أو اذيتك ! انا اعدك !

حينها ..تمسكت بثيابي ..وزاد ارتجافها ..وقلبها تسارعت نبضاته ..لكن هذه المرة ..لم يكن بسبب الخوف ..بل كان بسبب تلك الدموع التي لطالما حُبست طويلاً !..الدموع التي مُنعت من ذرفها !..الدموع التي كانت قد اختفت في فترة ما من حياتها !..الدموع التي لم تحرك اي شيء في قلب ذلك الاب اللعين !..الدموع التي تصرخ انقذوني !..الدموع التي ادركت بأن الجميع أدار ظهره عنها غير مهتماً بها !

• شيزوكا •
- لقد حاولتي الهرب منه ولكنكِ لم تستطيعي ...كنتِ فتاة صغيرة لذلك لا تلومي نفسك !
قال وهو يمسك بيدي ..نظرت متفاجئة إليه وقلت سائلة :
- كيف تعرف عن ذلك ؟..انا لم اخبرك !
- "..كيف .."تقولين ؟..لقد اخبرتني منذ قليل !

لم أفعل ...هناك شيء غريب به ..رأسي يؤلمني !..ما هذا ؟!
".. اعدك !..سأنقذك انا اعدك !.." ما هذا الصوت ؟! .. رأسي !..اشعر بالدوار !..حقاً ....من تكون انت ؟!..اه لا استطيع رؤية شيء !
- شيزوكا !
لا استطيع الرد عليه ..سأنام قليلاً ..قليلاً فقط ..

...
- شيزوكا !..شيزوكا !
- لقد استيقظت !
في غرفة الممرضة..افتح عيناي ليكون اول ما اراه هو وجه ساموي القلق عليّ ...صحيح لقد اغمي عليّ..بسبب ذلك الصوت الذي تردد فجأة في رأسي ...اه اشعر بالتعب ..
- استلقي قليلاً بعد ..لقد اغمي عليكِ بسبب التعب ..ءأجهدتي نفسكِ مؤخراً ؟
قالت الممرضة ..فهززت رأسي بالنفي ..نظرت إلى ساعتها ثم قالت :
- انا مضطرة ان اخرج ..هل يمكنك الاعتناء بها ؟
اومئ ساموي بالإيجاب ..فأردفت أخيراً :
- انتما الذان عوقبا بسبب التنظيف صحيح ؟..سأخبر المسؤولين أن يعفوكما !..انتِ متعبة بسبب ذلك صحيح ؟
صرخت قائلة :
- لا أنا بخير !..لا تخبريهم بأي شيء !..انا احب التنظيف ارجوك !
- اه حسناً اذاً ..كما تريدين .
تحت انظار ساموي المستغربة ..فسرت بعد ان خرجت الممرضة :
- ان أعفينا من التنظيف إذاً سينتهي عقابنا !
- إذاً ؟!
- سيفصلوننا !..لا اريد ذلك !
ضحك ساموي بخفة بعد ان فهم ما أردت إيصاله ..تنحنح قليلاً ..ثم قام بحملي بيديه قائلاً :
- إذاً فلنذهب إلى غرفتنا .
- ا..انزلني !..هـ..هذا محرج !
ما هذا ؟...انني اشعر بخداي محمران ...ولكن ..هذا الصدر الدافىء الذي لطالما رغبت بإحتضانه ....ارجو أن لا يكون هذا كذبة بعد كل شيء ..حقاً أرجو هذا من أعماق قلبي !

• ماين •
كنت امشي في الممر متجهاً إلى غرفة شيزو ..ثم هناك رأيت ذلك ..! ذلك الحقير يحمل شيزو بين ذراعيه ...وهو يبتسم !..وشيزو..ما هذا التعبير الذي على وجهها ؟!..لم اره من قبل في حياتي !..ما بها تلك الوجنتان المحمرتان ؟!..ما بها تلك الراحة التي تبديها ؟!...شيزو انا هنا !..لطالما كنت هنا ! انظري إلي ! ارجوك انظري إلي !..ذلك الحقير هو السبب ! ...ذلك الحقير انه يخدعك !...شيزو ..هذا ليس عدلاً !..لطالما كنت بجانبك ولكن لماذا الان انت معه  ؟! ..هذا ليس عدلاً !

• شيزوكا •
أنزلني ساموي أمام باب الغرفة ..فتحت الباب لكلينا ..ثم قلت وأنا غير قادرة على النظر في عينيه :
- أتريد بعض الشاي ؟
- اجل .
اتجهت ناحية المطبخ والتقطت سكينة اخفيتها بخفة خلف ظهري ..وتركت أبريق الماء يغلي ..اغلقت باب الغرفة ..وأقتربت من ساموي ببطء ..انا حقاً لا ارغب ذلك !..ولكن !
الان اصبح لا يفصل بيننا غير بضعة سنتيمترات ..اخرجت السكينة ووجهتها نحو عنقه تحت صفير إبريق الماء ..نظرت له راجية بأن لا يكون ما أفكر به صحيحاً !..قلت :
- انت تعرف عني العديد من الأشياء !..اشياء لم اخبرك بها حتى !..ساموي !..من تكون أنت ؟!

يتبع •••
اهلاً ...اعرف بأن اليوم خميس ولكن قد لا استطيع تنزيل البارت يوم الجمعة لذلك انزلته اليوم ...إذاً ..ما رأيكم بالبارت ؟
#هنا
لقد اطلته من اجلكم ..ولربما لن استطيع التنزيل لفترة لذلك أرجو منكم أن تنتظروني لأني حتماً وبإذن الله سأعود لأكمل هذه الرواية ..لذلك ارجوكم لا تنسوها ..لا تنسو شيزوكا وساموي من فضلكم ..

- من يكون ساموي ؟ وهل تظنون بأن شيزوكا محقة ؟ هل ساموي موضع للشك ؟

- كيف يعرف ساموي اشياء عن شيزوكا من دون ان تخبره بذلك ؟ ام هل هي بالفعل اخبرته ولكنها تنسى ؟

- ما رأيكم بوالد شيزوكا ؟ هل يحق للأباء ان يستخدمو الضرب كوسيلة للتربية ؟

- من كان صاحب الصوت الذي سمعته شيزوكا ؟ ولماذا اعتراها صداع لدرجة انها أُغمي عليها ؟

إذاً أراكم لاحقاً ♥️

".. لعل كوننا من البشر مجرد كذبة  .."Where stories live. Discover now