لقد اختفت !

1K 120 23
                                    

• ساموي •
اسمع صوت خافت بقربي ..
من الذي بجانبي ؟..
ما الذي حدث لي ؟..
اه صحيح لقد طعنني ذلك الصلعوك ! ..
تباً أنه يؤلم ..
تناهى إلى مسامعي صوت شهقات خافتة ..
من الذي يبكي ؟..
بصوتها المألوف الذي ارتجف قالت :
- ساموي انا ..لقد احببتك ..ولكن ..

شيزوكا !..
مـ..ما الذي تقوله ؟!
هل ..احبتني انا ؟!
كنت اخطط للتظاهر بأنني ما زلت نائماً ولكنني عجزت عن ذلك فورما سمعت ذلك الاعتراف ..
فتحت عيناي مندهشاً وأنا احدق إليها بعدم تصديق ..
ما هذه الدموع التي لا تتوقف عن الانهمار ؟..
ما هذا الوجه الحزين الذي تظهرينه يا شيزوكا ؟..
قلبي يؤلمني ولم يعد يستطيع ان يطرب لذلك الاعتراف !..
لا اعلم هل عليّ ان افرح لذلك ام احزن ؟
نبرتها كانت يائسة ..
عليّ ان اخبرها !

- شيزوكا !..انا..

قُطعت جملتي وهي تكمل :
- لكن ليس بعد الان يا ساموي ..ليس بعد الان ..

وقفت مديرة ظهرها لي وتحاول بكل جهد ان تمسح دموعها بيديها ..إلى متى سأصمت ؟..هل سأجني شيئاً من هذا ؟ وقفت متجهاً إليها وأحاول مقاومة الالم بسبب جرحي ..

- شيزوكا ..

ازدادت شهقاتها وكأن ندائي لها كان السبب في ذلك ، اجفلت لصراخها فجأة الذي برهن بأن هذا الوضع ضاق بها ذرعاً :
- لماذا يحدث هذا معي ؟!..لماذا الجميع من حولي كاذبون ومخادعون ؟!..ألم تسأموا من وضع الأقنعة والكذب عليّ ؟..

لا املك ما أقوله ..
فأنا قد خدعتها ..
انني لا اختلف عن أؤلائك الذي يرتدون الاقنعة ليخفوا بشاعة انفسهم الحقيقية ..

اردفت بنبرة راجية :
- لقد اردت على الاقل ..ان تكون انت صادق معي ..

- شيزوكا في ذلك اليوم لقد مات والدي ..
قلتها فأستدارت نحوي وعيناها اتسعتا بعدم تصديق ...زمت شفتيها بضيق وهي تنظر إليّ تحثني على المتابعة ..لم ادرك انني كنت اظهر مدى تأنيب ضميري الذي لطالما ساورني ..
- لقد مات بسببي يا شيزوكا !..كنت اقطع الشارع وكانت الشاحنة قادمة لقتلي ولكنه انقذني !..انقذني ودفع حياته ثمناً لذلك !..لم اعد اعي ما حدث بعدها ..صوت سيارة الاسعاف ..المسعفون وهم يأخذون أبي المرضخ بدمائه.. لم اشعر بأي شيء ..فقدت الوعي رغبة بأن يكون هذا كله مجرد كذبة !..مجرد كابوس سأستيقظ منه وأجد ابي يبتسم كالعادة ولكن لا !..لم يحدث اي من هذا ..بعد ان افقت كان قد فارق الحياة ..والجميع كان يتمتم بأنني السبب ..لم اكن بحاجة إلى المزيد من تأنيب الضمير ولكن الجميع من حولي كانوا كرماء كفاية ليغرقونني ببحر تأنيب الضمير الذي ولليوم لم انجح بالنجاة منه ..رغم ذلك ..تذكرتك ..واتيت اليك ..ولكنك كنت قد رحلت ..لقد خذلتك انا اعلم ..انا اسف ..انا اعرف انني كنت املك الوحيد ..ولكنني ..
عانقتني واخذت تتمسك بقميصي بيداها وهي تهمس :
- لا بأس ..انا أتفهم ..لذلك لا تبكي ..

".. لعل كوننا من البشر مجرد كذبة  .."Where stories live. Discover now