انقذني !

1K 124 35
                                    

• ماين •
رأيت شيزوكا تخرج من غرفته وعيناها محمرتان ..لاحظت انها ممسكة الهاتف بتعابير لم أرها تعتلي وجهها من قبل ..وقفت أمامها حتى استوقفها لكنها اصطدمت بي فأوقعت الهاتف من يدها ..رمقتني بنظرة حادة فأنحنيت لألتقط لها الهاتف وحينها لمحت امراً ما !..تسلمت مني الهاتف بغضب وقالت :
- اغرب عن وجهي !

على الرغم من أن قلبي آلمني إلى أنني تناسيت ذلك للحظة بسبب تلك الرسالة التي قرأتها !..كنت اعلم البعض عن حياة شيزوكا ..مثل أن والديها قد ماتا ولكن ..ما خطب هذه الرسالة بحق ؟!..

خرج ساموي بوجه قلق ..شعرت بالذنب عندما لاحظت انه يضع يده في المكان الذي طعنته فيه ..اريد الاعتذار منه ولكن كيف ؟..اشعر بالذنب ينهشني فيكاد ينسيني حقدي ..انني مخطئ اعرف ذلك حق معرفة .. اتجهت ناحيته ولم يفتني ذلك التعبير الذي ارتسم على وجهه للحظة ..
سأصحح خطأي ..

- ساموي ..شيزوكا ..انها ..

- ما الذي تريده بحق ؟!..

- اتبحث عنها ؟

- لا شأن لك ..

اعرف انه لا شأن لي ..اعرف انني لا اعني لشيزوكا شيئاً !..لطالما استنجدتني بنظراتها لكنني مثلت دور الأعمى عن ذلك واتقنت الدور ...احبها ؟..اجل ! ..لكن ما الذي فعلته لأجلها ؟..لا شيء !..تنهدت محاولاً أن اتماسك ..اشعر أنني على وشك الانهيار ولكنني اقوم بقمع هذا الشعور بصعوبة ..ولا ادري إلى متى سأستطيع ذلك...

- لقد رأيت رسالة ما على هاتفها ..كنت اعلم أن والديها قد ماتا ولكنني رأيت رسالة خالفت كل ما اعرفه ..

نظراته ترقبتني وفيه بعض الشك ..لا ألومه فأنا في نظرهم هذا النوع من الأشخاص ..الشخص الذي يستمر بالكذب من أجل مصلحته ..لا اعرف ان كان سيصدقني ام لا ولكن الامر عائد إليه ..

- الامر هو ..
اعقبت وانا انظر إلى عينيه ..هذه العينين هي القلقة على شيزوكا ..وليست عيناي التي كانت تتحاشى ان تلتقي بعيني شيزوكا ..في النهاية ...انا لا استحقها ..هذه هي الحقيقة ..

• شيزوكا •
خرجت من المشفى واستمرت يداي بالإرتجاف رغماً عني وأنا احدق بالرسالة التي وردتني ..سرت قشعريرة في جسدي واعتراني للحظة الخوف ..لماذا الان ؟..كيف ؟..ومتى ؟!..لم استطع ابعاد عيناي عن شاشة هاتفي ..لعلها رسالة خاطئة ؟..ربما كذبة ؟..ولكن ..
من أخدع ؟..
لا اريد للماضي ان يعود الان !!.
ليس بعد ان تحررت اخيراً منه !
ليس بعد ان التقيت بساموي !
ليس بعد !..
الا يحق لي ان انسى ؟
اريد بعض الراحة قليلاً ..
لكن لماذا الان انا اذهب ؟!
انا لا ارغب بالذهاب إلى هناك إذاً لماذا اذهب ؟!
لماذا قدماي تتحركان ؟!
أنني اجلب هذا لنفسي !
انا خائفة !..
الن يحميني احد ؟!
مجدداً سأقاتل وحيدة ؟!
فتحت باب المطعم ودخلته وبرأسي صوت يخبرني بضرورة التراجع رغم ذلك اتجهت إلى تلك الطاولة التي يجلس عليها شخصان يقابلان بعضهما ..تعرفت عليهما من أول نظرة ..خصوصاً أنهما السبب في تعاستي ..

رفعت امي نظرها ناحيتي ولاحظت عيناها تلمعان بالقلق الممزوج بالخوف ولعل هذا البريق في عيناها قد خف بسبب قدومي ..وقفت وهي تناديني وكأنني لن اتعرف عليها !..اقتربت ناحيتها فألتفت الشخص الذي أمامها ليريني وجهه ..
ذلك الوجه !
اشعر برغبة بالتقيؤ !
قلبي يكاد يغادرني !
ارتجفت شفتاي وانا احدق به ..

- ابي ؟..

ذلك الوجه الذي ظننت أنني تخلصت منه لماذا عاد الان مجدداً ؟!
كيف ؟!
انفاسي اصبحت شبه معدومة ..الناس من حولي اصبحت أراهم بتشويش ..
اعجز عن الحراك !
ما الذي علي فعله انه يقترب مني !!
الذكريات تتدافع لتريني اسوء ما فيها !
دعني !
ارجوك لا تقترب !
لا اريد رؤيتك !
ارجوك انا..
اذا اردت سأذهب لذلك دعني !..
باتت رغبة بالبكاء تعتريني ..رغبة بالبكاء ممزوجة بالخوف ..
لا اريد رؤيتك !.
انا خائفة !
انا احلم صحيح ؟.
هذا مجرد كابوس صحيح ؟!
لا يمكن بأن يكون حقيقة !
كحكحت بقوة وشعرت برئتاي تنغزانني !
انه مؤلم !
انه مؤلم جداً !
تباً لي لماذا اتيت ؟!
انا حقاً حمقاء !
هل انا اتوهم أم ان امي ترتجف كذلك وتنظر إلى بتلك العينان الراجية ان اتحمل بدلاً عنها !
مجدداً يا امي ستتركينني ؟
لماذا تكرهينني ؟
انا ..خائفة لا تدعيني ارجوك ..
انا بحاجتك ..
امي !
احداً ما !
ارجوكم أنقذوني !

- ابتعد عنها !
صوتاً صدح في الأرجاء ..صاحب الصوت يسحبني ناحيته ليضمني ..ارتخى كتفاي وأنا استمع براحة إلى صوته كأنه لحن لأغنية تبث الراحة بالنفوس..غطى عيناي بيده والأخرى تحاوطني ..انا اتنفس ..
انا اشعر بالإرتياح بشكل غريب ..
تناسيت ما حولي للحظة ..
هذا الصوت ..
انا اعرفه ..

- يكفي ما فعلته لها !..لماذا عدت الآن ؟!

انه ساموي ..
تنهدت طاردة كل الأفكار التي اعترتني ..
حضنه دافئ ..
ساموي لا تتركني ارجوك ..
لا تبعدني عنك ..
انت كل شيء لي ..

اختلست نظرة إليه وهمست بشيء من الهذيان :
- انقذني ..

اشعر بشعور غريب ..
ذلك الشعور يجعلني لا اسمع الأصوات بوضوح ..
استندت على صدره رغبة بأن استمتع بهذا الشعور اكثر واكثر ..
اشعر بأن الأشياء من حولي تدور ..
لكنني بخير ..
طالما انا معك يا ساموي اذا انا بخير ..
ليس بعد الان قلت ؟
على من اكذب
انا لا استطيع التوقف عن حبك ..
لقد وقعت في لعنة الحب ..
ولكنها لعنة جميلة ..
اشعر أنني انزلق فأشعر بيداه تحكمان القبض عليّ ..
لا استطيع الاتزان أكثر من ذلك ..
اتساءل لماذا ؟
لم اعد ارى شيئاً ..
لم اعد اسمع شيئاً ..
اه الا صوتاً واحداً ..
انه صوت ساموي الذي جعلني ابتسم ..
لقد كان صوته قلقاً ..

- شيزوكا !

لكن لم يكن لي وقت للتساؤل عن سبب قلقه ..
فلم أعد اعي اي شيء ..

يتبع •••
اهلاً !..كيف حالكم ؟!....رأيكم بالبارت ؟
#هنا

- ما توقعاتكم عن ما حصل لشيزوكا ؟

- لماذا وكيف عاد والد شيزوكا من جديد ؟

- ما الذي ستفعله والدة شيزوكا ؟ هل ستكرر فعلتها ؟

إذاً اراكم لاحقاً بإذن الله

".. لعل كوننا من البشر مجرد كذبة  .."Where stories live. Discover now