2

1.8K 115 15
                                    


مدَّ ذراعه و أخذ حاسوبه قاصداً إطفائه إلا أنه فكَّر بالنظر إلى رسائل البريد الإلكتروني القديمة ، بدأ بحذف معظمها دون الدخول إليها ثم انتقل إلى خانة البريد الإلكتروني الغير مهم ، زفر أنفاسه لأن الرسائل أكثر مما توقع و تمتم لنفسه ،

" هذا هو الإهمال جون . "

استلقى على ظهره بطريقةٍ صحيحةٍ و وضع الحاسوب فوق فخذيه مقرِّراً تجاهل الرسائل اللا مهمة و النظر إلى الإرشيف ، الكثير من الذكريات و رسائل الأصدقاء هناك ربما عليه إعادة شيءٌ من الماضي ؟ لكن . . . و قبل أن يخرج من خانة الرسائل اللا مهمة نظر إلى عنوانٍ غريبٍ لرسالةٍ ما .

- فليقرأ أحدكم هذه ، ربما يتمكَّنُ من إنقاذي ؟ -
نظر إلى البريد الإلكتروني لعلَّه يعرف صاحبه ثم نقر على الرسالة ليقرأ محتواها .

هذه الرسالة ليست موجَّهةً إلى شخصٍ معينٍ و إن ظننت بأنها إليك فإعلم بأنني لم أُعيد النظر إلى البريد الإلكتروني العشوائي الذي كتبته في خانة الإرسال ؛ هذه قصة ، قصتي ، كتبتها في ثلاثةِ أيام و إن توقفت في منتصف قرائتك لها فلا بأس ، أردتُ إرسالها عشوائياً إلى مختلف الأشخاص حتى لا أُلزمَ أحداً معيناً بالقراءة ، لكَ الحرية في عدم التصديق أو التشكيك أو المحاولة في الوصول إليِّ أو الإقتراب للنظر إلى وجهي لكن لا تنتهك حريتي بمحاولة معرفتي و الحديث معي .

حاجبيِّ جون انكمشتا بإنكماشٍ طفيفٍ للبداية المتوحشة و مدَّ ذراعه إلى الضوء المجاور لسريره ثم ارتدى نظارته مقرِّراً النظر إلى ما يريد المُرسلُ قوله بهذه الرسالة العشوائية .

شيءٌ واقعيٌ ألا يراني الجميع فرداً منهم و كأنني خطُّ سباقٍ أصفرٍ باهتٍ جداً وُضِعَ فوقه لونٌ أبيضٌ جديد ، ما قد أجرمت به لئلا أراني في بؤبؤ أعينهم إنساناً يملك بضعةَ أشياءٍ مَرِحة ؟ أردتُ أصدقاء ، أردتُ صنع محادثاتٍ معتادةٍ كصباح الخير و أراك لاحقاً ، أردتُ نسيان حلْ واجبي المدرسي ثم تذكُّره قبل دخول المعلم بدقائق كالأخرين ، أردتُ معظم الأشياء التي يتمُّ فِعلها أو امتلاكها دون جهدٍ أو محاولة ، لم أكن الشخص المثالي و لطالما ظننت بأن الأشخاص قادرون على صُنعِ المثالية لأنفسهم ، لكنني مخطئٌ الأن .

MAIL NOTICE - JUNHAO Donde viven las historias. Descúbrelo ahora