البارت الثالث

537 5 0
                                    

البارت الثالث


عبد الرحمن حضر من الخارج بعد سهرته مع أصدقائه وهو شاب ليس ذو بنية جسدية كبيرة مثل يوسف ولكنه يحافظ على جسمه يدرس تصميم بالخارج وهو الآن بإجازة من الدراسة يشبه كثيرا والدته سوزان من حيث الملامح الشقراء والبشرة البيضاء والعين الزرقاء اما يوسف فعلي عكسه هو يشبه جدته قسم صاحبة الدماء التركية ولكن تختلف الطباع بالرغم من حب الجدة الشديد ليوسف الا ان طباعه تشبه والدته كثيرا من حيث الغرور والتعالي وذلك ايضا عكس شقيقه المتواضع والذي يراي ان العمل الجاد هو الذي يبني الإنسان وليس الأصل والحسب والعائلة الكبيرة والمال وصعد السلم ليتجه لغرفته ويمر من أمام جناح أخيه ليسمع صرخته باسم ديما شعر بالفزع واقترب من الباب وكادا ان يفتح الباب حتى تذكر زوجة أخيه فدق الباب ليسمع صوت أخيه من الداخل :مين؟ عبدالرحمن: انت كويس ياابيه؟ فسمع صوته يقول: ايوا ياحبيبي كويس روح انت نام. عبد الرحمن :متأكد ياابيه؟ فاحتد صوت يوسف :روح نام ياعبد الرحمن. فرد: حاضر ياابيه تصبح على خير ثم مشي لغرفته.


استلقي يوسف علي سريره وهو يرد على اخيه: وانت من اهله. هدأت الغرفة حوله مرة أخرى حتى سمع صوت شهقات غريبة فتغيرت ملامح وجهه ولم يكن يتذكر من معه في الغرفة وهي ضيفته الجديدة المسماة زوجته والتي سقطت جالسة من دفعته لها فجلست بجانب الحائط تبكي من الألم من دون صوت حتى خرجت شهقاتها غصب عنها فسمعته يقول :مين؟ فلم تجيب وشعرت بالحزن لعدم تذكره وجودها معه فزادت شهقاتها زادت حيرة يوسف حتى تذكر ضيفته فقال :صفية؟ فزادت شهقاتها فتنهد بغضب وقال: صفية. فانتفضت من الخوف وهي تبكي حاول أن يهدأ قليلا ثم قال :طيب بطلي عياط وفهمني ايه اللي حصل.؟ فقالت وهي تبكي :انت... هحهحهحهح زقتني. هز راسه دون أن يفهم منها شئ وقال :طيب اهدى وتكلمي. حاولت أن تهدأ ولكنها لم تستطع فزاد بكائها فقال في نفسه: يههههههه اللي انا عملته في نفسي ده انا عارف اشيل هم نفسي لما اجيب طفلة اشيل همها. ثم وجه حديثه لها وقال: تعالي يا صفية عندي. فوقفت صفية وهي تشهق واقترب منه وقالت؛ نعم. يوسف وهو يشير لها على مكان بجانبه على السرير :اقعدي يا صفية. فجلست بجانبه بحذر ومازالت تبكي فقال لها بهدوء: احكي لي بقى ايه اللي حصل؟ فهدأت قليلا وقالت: انا جيت اصحيك علشان تصلي الفجر. شعر يوسف بالحراج وقال باندهاش: اصلي؟ صفية: ايوا تصلي. يوسف وهو يهز راسه : وبعدين؟ صفية: يظهر ان انت كنت بتحلم علشان كده قربت اصحيك فأنت صحيت وضربتني... فقاطعها وقال بفزع؛ ضربتك؟ صفية: ايوا والله فوقعت على الكمود وأتخبطت في ضهري فوجعني جامد . تنهد يوسف بالم وقال؛ انا اسف ياصفية اقسم لك ما حسيت بنفسي انا اسف. شعرت بالحزن من أجله فقالت؛ ماتزعلشي يايوسف انا عارفة انك مش قصدك. لم تتغير ملامح الحزن على وجهه وقال: انا ظلمتك معيا لما وفقت اتجوزك وانت ظلمتي نفسك لما وفقتي عليا وديه حالتي. قالت له مدافعة: انا انا كان حلم عندي اني اكون جانبك ولو لحظة وكون اني اكون مراتك ده احسن حاجة في دنيتي حصلت لي. ودون شعور منها اقتربت منه وارتمت في احضانه شعر بالدهشة منها وبالدهشة من نفسه حين احاطها بيديه ليقربها منه أكثر وضمها الي صدره اكثر فجفلت لذلك وتأوهت بالم فقال بخوف؛ مالك؟ فأجابته بالم: ضهري من الخبطة بيوجعني. فابعد يديه عنها وقال :حاسة انه تعبك قوي؟ فهزت راسها وقالت: قوي. يوسف: طيب فيه في الدرج وراكي دهان للكدمات هاتيه وادهنيه. فابتعدت عنه وفتحت درج الكمود ووجدت الدهان فاخرجته واغلقت الدرج وشعرت بالحيرة لم يعرف يوسف كيف شعر بها ولكنه قال: ايه مالك واقفة ليه؟ صفية بحيرة؛ مش عارفة ححط لنفسي ازاي؟ فرد دون تفكير؛ طيب اقعدي ادهن لك انا. شعرت بالخجل وقالت؛ لأ طبعا اكسف. شعر بمرح من طفولتها وقال: ليه؟ صفية: اكسف تشوفني. فضحك يوسف بشدة وقال: انت اني مش بشوف؟ صفية وهي تهز راسها: لا برده اكسف. أراد الاستمرار معها في طفولتها فقال؛ بس انا جوزك. صفية وهي تقاطعه؛ حتى لوجوزي اتكسف منك. زادت ضحكته فصرخت به بطفولة وقالت؛ انت بتضحك عليا؟، فقال وهو يضحك؛ خلاص مش حضحك. فبكت بطفولة وقالت؛ شوفت لسه بتضحك اهوه. يوسف وهويكتم ضحكته ؛ خلاص اسف. صفية؛ طيب ححط الدهان ازاي؟ فقال ليجاريها في طفولتها؛ طيب خلاص حغمض عيني وانا بدهن لك. فشعرت بالخجل وقالت :مافيش غيركده. يوسف؛ طيب يلا نامي علشان ادهن لك ضهرك. فاقتربت منه بخجل واستلقت أمامه على بطنها شعر بحرارة تنبعث بجسده خاصتا انها استلقت على الغطاء الذي يغطي نصفه السفلى حاول نفض تلك الأفكار ومد يده ليرفع بلوزة البيجامة الناعمة التي كانت ترديها شعر بأنوثتها من ملمس القماش الناعم ابتلع ريقه وهو يحاول الثبات ثم قال لها؛ افتحي الدهان وحطي على أيدي شوية. ففعلت مثلما أمرها فقال: حطي ايدي على مكان الوجع. فلمست يده بتوتر شعر به وهي تضع يده على موضع الألم توتر عندما شعر بحرارة جسمها تحت يده حاول التماسك دون التأثر بملمس جلدها الناعم الغض تحت يده وهو يدهن موضع الألم ويدلكه شعرت بتوتر وحرارة من ملمس يده على جسمها وأخذت تتلوي تحت يده ابتسم وهو يشعر بتاثرها من لمسته هذا الشعور الذي ارضى غروره اخذ يدلك جسمها وهو يستمتع بشعوره بها بين يديه وتأثيره عليها حتى آفاق مما هو فيه وقال لها وهو يبعد يده عنها؛ يلا قومي خلصت. كانت تشعر بسعادة وهي قريبة منه لذلك شعرت بالحزن وهي تبتعد عنه هكذا فوقفت وعدلت من ملابسها ثم قالت :شكرا. يوسف بملامح جامدة؛ حاجة بسيطة. وضعت الدهان في الدرج مرة أخرى ووقفت وقالت؛ اعمل لك حاجة؟ يوسف: شكرا. فقالت؛ طيب قوم صلي الفجر قبل الضحى. شعر يوسف بالخجل ليطلب منها مساعدتها فقال؛ حقوم روحي انت نامي. لم ترد تركه ولكن كي لا تحرجه اقتربت من باب غرفتها فتحته ثم اغلقته دون أن تدخل وظلت في نفس الغرفة. عند يوسف كان يعرف طريقة الصلاة ولكنه غير منتظم عليها من مدة طويلة ويعرف انه سيعاني الان من عجزه ولكنه وقف وذهب الي الحمام ليتوضأ فربما ينير الله قلبه دخل وأغلق الباب تحت أنظار صفية دون أن يشعر وكانت تعرف انه سيعاني لذلك ذهبت لغرفة التبديل وأخذت من الرف بجامه أخرى وضعتها على السرير فبل ان يخرج ثم وضعت منشفة كانت موضوعة على الكرسي بجانب البيجامة ثم وقفت بعيدا


خرج عبد الرحمن من حمام غرفته بعد أن بدل ملابسه وجلس على السرير وملامح أضيق على وجهه وهو يتذكر كلام جدته ثم ما حدث واسمعه أمام غرفة أخاه ومناداته باسم ديما دون اعتبار لزوجته الجديدة فقال في نفسه: لازم أقف جانبها حتى لو كان في وش يوسف وماما مش حسمح لهما يؤذوها. ثم تنهد واستلقي واطفاء ضوء الغرفة.


خرج يوسف من الحمام ويبدو عليه الإرهاق والعصبية وملابسه غارقة بالماء شعرت بالحزن من أجله ولرفض المساعدة منها جلس على السرير ووضع يده بجانبه فشعر بملمس المنشفة تحت يده فحرك يده ووضعها على البيجامة فشعر بالغضب لتصرفها دون طلبه فنادي عليها بعصبية.


توترت صفية لعصبيته وادمعت عيناها وتحركت فصدمت يدها في مقبض الباب فتاوهت فقال لها بحدة: جري لك ايه؟ صفية وقد نزلت دموعها :ايدي اتخبطت. هز يوسف رأسه من سذاجة هذه البنت فقال: انا مش قلت لك تروحي تنام؟ فلم ترد فاكمل: ماروحتيش ليه و انا ماطلبتش منك تطلعي لي هدوم ردي عليا واتكلمي. شعرت صفية بالضيق منه حتى أنه لم يهتم بيدها فقالت بعصبية: ايوا قلت لي بس انا مش ملزوما اني أوافق على كل كلامك انا هنا علشان انت جيت واخذتني من بيتي واظن ابسط واجباتي اني اهتم بك وكل امورك ولازم تتعود على كده. فقال بحدة: بس انت بتقول ايه؟ انا...... فقاطعته وقالت: اللي سمعته. ثم قالت وهي تبكي : انت حتى ما سألت على أيدي اللي بتوجعني بس ماشي من هنا ورايح انا حعمل اللي انا عايزه سامع؟ ثم فتحت باب الغرفة وقالت :تصبح على خير. ثم دخلت الغرفة وصفقت الباب خلفها لم يعرف لما لم يشعر بغضب بل ابتسم من طفولتها وهز رأسه وهو يضحك.


نهاية البارت الثالث.



لست بقربي.......... لكنك في اعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن