البارت الثامن عشر

391 5 2
                                    


وقف يوسف ومعه عبدالرحمن أمام غرفة العمليات وهو قلق على صفية التي دخلت على الفور غرفة العمليات لا يعرف ماذا يحدث معها واخذ يمشي ذهابا وايابا وهو يفرك يديه معا تارة وتارك أخرى يحرك شعره بيده في انزعاج وهو يقول في نفسه :اكيد سمعت اللي حصل بيني وبين امي انا السبب في اللي حصل لها يارب احميها وانقذها. اقترب منه عبدالرحمن وربت على كتفه وقال :ان شاء الله حتكون بخير. تنهد يوسف وقال :يارب يا عبدالرحمن تكون بخير. وبعد قليل خرجت من غرفة العمليات الطبيبة المتابعة لصفية فاسرع إليها وقال :خير يا دكتور؟ الطبيبة سعاد: الحقيقة الحالة لسه خطر احنا عالجنا الجرح اللي في رأسها. يوسف :والبيبي؟ سعاد :الحمل لسه موجود بس في خطر ان يحصل إجهاض في اي وقت عشان كده حتفضل معنا تحت الملاحظة. يوسف برجاء: أرجوك تتصرفي المهم هي تكون كويسة. سعاد :ان شاء الله عن اذنكما. يوسف :اتفضلي. ابتعدت عنهما الطبيبة حين فتح باب العمليات لتخرج صفية غائبة الوعي ورأسها مضمد ونائمة على ترولي يسحبها اثنين فانحني عليها وقبل جبهتها وهو يقول :انا اسف. فجذبه عبدالرحمن للخلف وهو يقول :خليهم ينقلوها الأول يا يوسف. وبالفعل نقلت صفية الي غرفة خاصة وجلس بجانبها يوسف وهو يمسك يدها  بينما ذهب عبدالرحمن الي المنزل بطلب من يوسف ليحضر لها ملابس واغراض ستحتاجها 
وصل عبدالرحمن الفيلا ليدخل ليجد والدته جالسه مع جدته وحين رأته قسم نادت عليه بلهفة وقالت :عبدالرحمن تعالي الي فاقترب منها عبدالرحمن فقالت له :صفية عامل إيه؟ فهز رأسه وهو يغتصب ابتسامة وقال :الحمد لله يا انا. سوزان بلهفة :والحمل نزل؟ فنظر لها عبدالرحمن بضيق وقسم بغضب حين قال عبدالرحمن ساخرا :لاء الحمل موجود وان شاء الله حيكمل. قسم :الحمد لله. سوزان بضيق :واخوك فين؟ عبدالرحمن :مع مراته وأم ابنه. ثم التفت الي اتجاه المطبخ ونادي :دادة فاطمة يا دادة. سوزان :عايز فاطمة ليه؟ عبدالرحمن دون أن يلتفت لها :حتحضر حاجات محتاجها. حين خرجت فاطمة من المطبخ وقالت :عايز حاجة ياحبيبي؟ عبدالرحمن :من فضلك يا دادة حضري لصفية كام طقم من دولابها وكمان شوفي اي حاجة تحتاجها ليومين. فاطمة :حاضر يا ابني هي عاملة ايه؟ فابتسم عبدالرحمن وقال : الحمد لله. فاطمة وهي ترفع يدها للدعاء :ربنا يكملها على خير. عبدالرحمن :ماعاشي كمان حضري كمان ليوسف مش عارف اذا كان حيقدر يسيبها وييجي يغير ولا لاء. فاطمة :حاضر يا ابني حاجة تانية؟ عبدالرحمن :شكرا يا دادة. ذهبت فاطمة لغرفة يوسف وصفية وذهب عبدالرحمن الي غرفته ليبدل ملابسه بينما قالت سوزان :مش عارفة مش هي كويسة ايه اللي يبعده جانبها؟ قسم بحدة :البنت زوجة يوسف وحامل بابنه انت عايز ايه؟ اتذكر اللي انت عايزه يموت ده حفيدك انت كمان انت مش عارف اذا راح ممكن تشوف غيره ولا لاء. سوزان بلا مبالاة :بكرة يتجوز ديما ويملالي الفيلا بالأحفاد. قسم :انت مش راح تتغير ابدا. ثم تركتها وذهبت فحركت سوزان شفتيها دليل اللامبالاة
بدأت صفية تتململ من نومها فاقترب منها يوسف وملس على رأسها وقال :صفية انت فوفتي؟ ففتحت عينيها ببطء لتؤلمها من الضوء فأغمضتها وفتحتها مرة أخرى   لتجد نفسها في مكان غريب ويوسف بجانبها فقالت :انا فين؟ ثم وضعت يدها على رأسها وقالت في الم :وليه راسي بتوجعني كده؟ يوسف :ما تخافيش يا حبيبتي انت في المستشفى. صفية باندهاش: مستشفى؟ ثم تذكرت ما سمعت وما حدث بعدها فبكت فقال :بتعيطي ليه بس؟ انا جانبك وانت كويسة. فأدارت وجهها للجهة الأخرى بعيدا عنه وقالت ببكاء :من فضلك يا يوسف كفاية تمثيل. يوسف باستغراب :تمثيل ليه بتقولي كده؟ صفية وهي تبكي :خلاص السبب اللي كان ربطك بيا راح خلاص من فضلك ننفصل بهدوء. يوسف بألم :انت بتقولي ايه؟ صفية :مش انا خلاص اجهضت ما فيش رابط بينا خلاص. يوسف بألم :بس انت ما اجهضتيش ولسه حامل. صفية بذكاء :للأسف كنت اتمنى ينتهي علشان نرتاح من بعض. يوسف :انت فاهمة غلط انا.... فقاطعته وقالت :من فضلك ياريت بلاش كلام في الموضوع ده تاني. يوسف وهو يمسك يدها :انا.. فقاطعه صوت طرق على الباب فقال :ادخل. حين سحبت صفية يدها من يده فتح الباب ودخل عبدالرحمن وهو يحمل حقيبة صغيرة وحين رأته صفية زادت في البكاء وقالت :عبدالرحمن. فوضع الحقيبة على الكنبة واقترب منها وهو يقول بحزن لأجلها :مالك يا صافي؟ فأمسكت يده وقالت برجاء : عايزة سلمي هات لي اختي. شعر يوسف بالغضب والغيرة من ما فعلته كيف تمسك يد عبدالرحمن هكذا كما أنه هو زوجها فلما طلبت من عبدالرحمن إحضار شقيقتها ولم تطلب منه نظر لهما وعينيه تقدح شرار حين نظر له عبدالرحمن برجاء يعلم أن ما تفعله خطاء ولكنها في حالة لا تسمح لاحد بمجادلتها او لومها فتنهد يوسف بضيق وهز لعبدالرحمن رأسه بالموافقة فقال عبدالرحمن وهو يبتسم :حاضر اللي انت عايزاه حجيبها لك. صفية برجاء: النهاردة. عبدالرحمن :حاضر حكام سواق المزرعة وخليه يجيبها اسرع. فهزت رأسها بتفهم وقالت :شكرا اسفة على تعبك بس ما ليش غيرك اطلب منه. صدم يوسف من كلمتها ودمعت عينيه ولم يكن شعور عبدالرحمن بالصدمة اقل منه فرفع نظره له فوجده قام وغادر الغرفة فشعر بالحزن من أجله ومن أجلها أيضا
وقف يوسف في خارج الغرفة وهو ينتفض من الغضب حين تذكر كلماتها وهي تقول : للأسف كنت اتمنى ينتهي علشان نرتاح من بعض. اخذ يضرب الحائط بيده في غضب بسبب احساسه بالضعف أمام والدته والذي ادي الي احساس صفية انه اجبر عليها ولكنها محقة فهو لا يمكنه ان يقف في وجه  والدته أخرجه من افكاره احساسه بيد وضعت على كتفه فالتفت ليجد عبدالرحمن فمسح وجهه حين قال عبدالرحمن :ما تزعلش يا يوسف صفية بس متأثرة باللي حصل لها انت عارف كويس هي بتحبك قد ايه بس اكيد في حاجة حصلت قبل ما تقع يمكن قلت لها حاجة زعلتها من غير ما تقصد. شعر يوسف بالذنب لانه السبب بالفعل فيما يحدث لها ورد فعلها هذا اقل ما يتوقعه فقال يوسف :كلمت حد علشان يجيب اختها سلمي؟ عبدالرحمن :ايوا وبلغت سلمي علشان تجهز نفسها انا جيبت لكما هدوم ياريت تدخل تساعدها تغير وانت كمان تغير لان هدومك كلها دم. يوسف وهو يهز رأسه :اوكي. وكاد ان يدخل الغرفة حين وجد الطبيبة سعاد تقترب منهما وهي تبتسم وقالت :اكيد المدام فاقت؟ يوسف :ايوا فاقت. ثم فتح لها الباب وقال :اتفضلي. فدخلت وهو خلفها وانتظر عبدالرحمن في الخارج
في الداخل استلقت صفية على السرير مغمضة العين وحين شعرت بوجود احد معها في غرفتها فتحت عينيها ونظرت فوجدت الطبيبة تقف مبتسمة وخلفها يوسف وبدأت سعاد تقول :حمد الله على السلامة يا مدام صفية انا دكتورة سعاد الدكتورة المسئولة عن حالتك كنت عايزة اطمن عليكي. فهزت صفية رأسها وقالت :اوكي بس على انفراد. شعر يوسف بالحرج من كلمتها بينما اندهشت سعاد وقالت :على انفراد؟ صفية :ايوا انا وحضرتك وبس. نظر يوسف الي صفية بغضب بينما هي نظرت له بلا مبالاة فقال :عن اذنكما. فخرج واغلق الباب بغضب فاصدر صوت عالي فزعت منه صفية وسعاد وأخذت صفية تبكي فاقتربت منها سعاد وقالت :اهدي يا مدام صفية الانفعال غلط عليك وعلى البيبي ارجوك اهدي.
اخذ يوسف يتحرك خارج الغرفة بغضب لم يتصور ان تطرده من الغرفة بهذه الطريقة وأمام الطبيبة أيضا نظر له عبدالرحمن ولم يحدثه يعرف ان يوسف أخطأ كثيرا ولكن صفية بالغت في ردة فعلها كثيرا ظل يوسف علي هذا الحال حتي خروج الطبيبة سعاد من الغرفة وقد تبدلت ملامحها من السرور الضيق فاقترب منها يوسف وقال :فيه ايه يا دكتور ايه اللي حصل؟ سعاد بتردد :الحقيقة مش عارفة اقول لك ايه؟ يوسف بلهفة :صفية فيها حاجة؟ سعاد :الحقيقة بعد فحص مدام صفية اكتشفت ان عنق الرحم مفتوح وده فيه خطر كبير لانه بيزود فرص الاجهاض. يوسف :مش مهم البيبي المهم هي. بدا الاندهاش على سعاد ثم قالت :انا كتبت لها مثبتات وأدوية حتساعد في حالتها بس المهم الحالة النفسية لها وديه مهمتك طبعا يا استاذ يوسف. يوسف :حاضر. سعاد :بعد أذنكما. ثم تركته وذهبت فقال له عبدالرحمن: ادخل لها يا يوسف. فتنهد يوسف وهز رأسه بالموافقة وتقدم من الباب وفتحه ودخل فتنهد عبدالرحمن في اسي على حالهما
اقترب يوسف من صفية الجالية على السرير وقال بهدوء : يلا يا حبيبتي علشان تغيري هدومك وانا حساعدك. صفية بحدة :مش عايزة. يوسف بهدوء :حبيبتي لازم تغيري هدومك. صفية بحدة ورفعت صوتها :قلت لك مش عايزة وخصوصا منك انت. يوسف :لازم تغيري علشان كلها دم وكده حتأثر عليكي وجسمك حيتعبك. صفية بسخرية :ياربي على حنية قلبك اكيد صعبت عليك مش كده؟ ثم تغيرت نبرتها للغضب وقالت :قلت لك كفاية تمثيل انا قرفت منك وزهقت سيبني في حالي بقى. فاقترب منها يوسف بغضب وامسكها من ذراعها وقال :كفاية بقى انت ايه كفاية جرح فيا بقى قلت لك مش بمثل عليكي بس انت سايقة فيها بتعامليني اسوء معاملة وكمان احرجتيني أدام الدكتورة لما تطرديني من القوضة عايزة ايه انت؟ فجذبت صفية ذراعها منه ونزلت عن السرير وتحركت بألم وهي تقول : عايزة ارجع زي ما كنت عايزة انساك وابعد عنك. هدأت ثورة يوسف عند رؤية حالتها فاقترب منها ليسندها وهو يقول :اهدي بس واللي عايزاه حعمله لك. صفية :اي حاجة خطابها منك؟ يوسف :اللي انت عايزاه. فتحرك قليلا في اتجاه السرير وفجأة توقفت فنظر لها يوسف وقال :وقفتي ليه؟ فرفعت يدها الي أسفل بطنها وقالت :بطني بتتقطع. اااااه اه اه بطني مش قادره . ثم صرخت بصوت عالي من الألم أحملها يوسف علي ذراعيه فشعر بسائل يتسرب على قدمها فشعر بالجزع ووضعها على السرير وصرخ ينادي على عبدالرحمن الذي فتح الباب سريعا وقال :فيه ايه يا يوسف؟ يوسف :بسرعة نادي دكتورة سعاد بسرعة. اسرع عبدالرحمن ليحضر الطبيبة بينما بدأت صفية تفقد الوعي ويوسف ينادي عليها :صفية خليك معيا حتكون كويسة ما تخافيش. حين دخلت سعاد عليه وهي تجري وقالت ايه اللي حصل؟ يوسف بألم انفعلنا على بعض وفجأة صرخت من ألم بطنها ولما شيلتها حسيت بسائل تحت ايدي وبعد كده اغمى عليها. سعاد :طيب من فضلك اخرج علشان افحصها. فهز رأسه وابتعد عن صفية وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه فاقتربت سعاد من صفية لفحصها.
وقف يوسف في الخارج ينتظر خروج عاد من عند صفية حين حضرت والدته ووقفت بجانبه فنظر لها باستغراب وقال: ماما ايه اللي جابك؟ سوزان دون حتى أن تسأل عن صفية :لقيتك ما رجعتش لحد دلوقتى واحنا تاني يوم قلت اجي اشوف ايه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتى. يوسف باستنكار :ماما صفية اللي جوه دي تبقي مراتي واللي في بطنها ابني انا عايزانى ببساطه كده اسيبها وهي في الحالة دي ازاي؟ سوزان بلا مبالاة : وايه يعني انت مش رميها في الشارع انت بتعلجها في مستشفى من أكبر المستشفيات في مصر ما فيش داعي انك تفضل جانبها وذنبها ايه خطيبتك تكسر قلبها لما تفضل هنا؟ يوسف باستغراب :خطيبتي؟ سوزان :ايوا ديما البنت سألت عنك كتير امبارح وطبعا الرد كان انك مع صفية اكيد مش حيعجبها. يوسف :ماما انا اسف انها زعلت لكن وجودي هنا ده وجبي وحق صفية حتى لو كنا حننفصل وانا حبقي اكلم ديما بعدين. لاحظ يوسف في هذا الوقت وقوف سعاد قريبة منهما والتي خرجت من مدة واستمتعت الي جزء كبير من حديثهما ووقفت 😲 من كلامهما فاقترب منها يوسف ولم يلاحظ تعبير وجهها فقال :هاه يادكتور صفية عاملة ايه دلوقتي؟ تنحنحت سعاد لتفيق من صدمتها وقالت : اممممممممم.. اه الحقيقة للأسف الشديد مدام صفية حصل لها إجهاض. لم تتبدل ملامح يوسف بينما ابتسمت امه بسعادة حين قال :ليه ايه اللي حصل؟ سعاد من هشة من سعادة سوزان : انا سبق وبلغتك بأن حالتها حارجة وتقريبا لما انفعلت انت وهي على بعض ضغطها على فحصل معها نزيف والبيبي نزل انا اسفة حروح وابعت الممرضات يجهزوها للعملية. وتركتها وذهبت ولكنها سمعت سوزان تقول له :مبروك يا حبيبي كده ما فيش حاجة تمنعك انك تتجوز ديما وصفية ديه خلاص انتهت من حياتك ولازم تطلقها وترجع. لحياتك بقى. يوسف بألم :معاك حق مافيش حاجة حتجمعني بصفية تاني. مشت سعاد بعد سماعها لحديثهما بينما حضر عبدالرحمن ومعه سلمي ووقفت أمام يوسف وقالت له بغضب :عملت ايه في اختي؟ اكبر غلطة في حياتها انها مشيت ورا حلمها انها تكون معاك بس خلاص صفية حتخرج من هنا وانت مش حتشوفها تاني وتروح للي تنفعك وتبعد عن اختي علشان تشوف حياتها كفاية عليها قوي اللي خسرته لحد دلوقتي. صدم عبدالرحمن من كلام سلمي رغم صغر سنها ولكنها تدافع عن شقيقتها وكأنها هي الكبيرة بينما يوسف لم يرد عليها وأخذت كلماتها تدور في رأسه هل من الممكن أن تكمل صفية حياتها بعيدا عنه ومع اخر أيضا وعلاقتها لم تربح منها شئ بالفعل اقتربت سوزان من سلمي وهي غاضبة من كلامها الجارح وقالت لها :اختك ما اتجوزتش ابني لله هي قبضت التمن كامل وانت معاك حق هي خلاص مهمتها انتهت ولما تخرج من هنا حيكون ابني مطلقها يعني حتروح معاك فعلا وابني ياخد اللي تليق بيه. سلمي بتحدي :انت اكتر واحدة عارفة ان صفية ما اخدت منك اي فلوس انت قدمتي الفلوس لعمي ومرات عمي إنما اختي اتجوزت ابنك. قالت سلمي جملتها الاخيرة وهي تشير الي يوسف وأكملت :لأنها بتحبه ووقفت جانبه لحد ما هو ماشاء الله رجع زي الاول ورجع له بصره في الوقت ان اللي تليق بيه زي ما انت بتقولي اتخلت عنه وبعدت لانه قل من نظرها. كادت سوزان ترد علي كلمات سلمي ولكن سلمي تجاهلتها وفتحت باب غرفة صفية ودخلت واغلقته بقوة كادت سوزان تدخل خلفها ولكن عبدالرحمن اوقفها وقال :ايه يا ماما ديه طفلة حتروحي تضربيها ؟ سوزان بغضب :يعني انت مش شايف الكلام اللي قالته؟ عبدالرحمن :معليش من زعلها على اختها. فتركته وذهبت الي يوسف وحدثه وهي تقول: لو في كلامها حاجة صحيح يبقى ان صفية فعلا لازم تخرج من هنا وانت مطلقها وما ترجعش الفيلا ابدا وترجع لحياتك بقى. يوسف :بس يا ماما.... فقاطعته :من غير بس احنا حنطمن عليها لحد ما تخرج من هنا وبعدين نديها قرشين وتخرج من حياتنا للأبد. لم يرد يوسف علي كلامها فصدم عبدالرحمن من استسلامه لها وعدم دفاعه عن رأيه
أتت الممرضات ونقلت صفية على الترولي الي غرفة العمليات حيث قامت الطبيبة بعمل عملية تنظيف للرحم من آثار الاجهاض لتنتهي اخر الروابط التي تجمع بين يوسف وصفية ونقلت صفية لغرفتها وظلت عدة ايم لتتحسن حالتها وأتى يوسف كثيرا لزيارتها ولكنها كلفت شقيقتها بمنعه عنها كان يعلم انها او شقيقتها لا يستطيعوا منعه من رؤيتها ولكن وبسبب الحالة النفسية السيئة لصفية فضل عدم اجبرها على شئ وفضل الحضور يوميا لطلب رؤيتها لعلها ترضا عنه وفي يوم حضر يوسف إليها ليجد شقيقتها تغادر الغرفة فاختباء حتي لا تراه وبالفعل عندما ابتعدت اقترب من باب الغرفة وفتحه ودخل كانت صفية جالسة أمام النافذة تنظر إلى الحديقة وتتأمل وهي ترتدي قميص مريح ذو حمالات ويصل حتى ركبتيها وشعرها منسدل بنعومة على ظهرها علقت نظراته عليها فقد افتقد وجودها معه فاقترب منها وانحني قليلا خلفها ليصله عبيرها ورائحتها التي داعبت أنفه فاستنشقها وهو مغمض العين ثم رفع ذراعيها ليلفها بهما وهو خلف الكرسي حيث تجلس فزعت صفية من شرودها بسبب حركته وامالت رأسها للخلف قرأته فتبدلت ملامحها للانزعاج وحاولت ان تفلت منه  ولكنه أقوى منها فنزلت دموعها في عجز فشعر بالالم من أجلها الف وجلس أمامها على ركبتيه وامسك يدها وقال :انا اسف والله اسف من فضلك سامحيني. وقفت صفية وهي تبكي وسحبت يدها من يده وابعدت عنه وقالت :لوسمحت يا يوسف انا سبق وبلغتك اللي انا عايزه. أوقف واقترب منها ولمها في احضانه وقال : صفية انا مش قادر استغني عنك انا محتاجك جانبي. واخذ يطبع قبلات رقيقة على وجهها ورقبتها شعرت صفية انها تذوب من لمسته فجاهدت لمقاومته وقالت :ووالدتك؟ يوسف من بين قبلاته :امم مالها ماما؟ صفية :حتقول لها ايه لما نرجع مع بعض . يوسف بتردد :مافيش داعي انها تعرف .فابتعدت عنه وقالت بصدمة :يعني ايه؟ يوسف بتردد:امممم حبلغها ان احنا أطلقنا واخد لك شقة بعيد عنها وابقى معاك. صفية بصدماتها المتتاليات من كلامه : بعد ما كنت مراتك قدام الناس ابقى في السر يوسف :حبيبتي المهم نكون سوا. صفية :وتروح تتجوز ديما علشان ترضى والدتك وهي تعيش في النور وانا في الضلمة هي تخرج معاك قدام الناس وانا ابقى خايفة حد يشوفك طالع عندي ومش بعيد لو الهانم مقدرتش تجيب لك البيبي تخد ابني او بنتي وتديه لها. يوسف باستنكار بكلامها :لاء مافيش حاجه من ديه حتحصل. صفية :وانا مش حستناك لما حاجة من ديه تحصل. يوسف :تقصد ايه؟ صفية :طلقني وحالا. يوسف :يستحيل مافيش قوة في الأرض ممكن تجبرني اني اطلقك. صفية بسخرية :متأكد؟ حين فتح باب الغرفة وتدخل سلمي ومعها سوزان والتي واضح على وجهها الصدمة انظر يوسف إليها ثم إلى صفية ثم اقترب من سوزان وقال :ماما انت بتعملي ايه هنا؟  سوزان :انت اللي بتعمل ايه هنا وايه اللي سمعته ده انت مش بلغتني انك خلاص حطلقها ايه اللي اتغير ده انا اخدت لك ميعاد مع والد ديما علشان نطلبها لك رسمي. نظر يوسف الي صفية التي ابتسمت ساخرة من كذبه فشعر بالعجز بينما اكملت سوزان :ودلوقتي جاي ومش عايز تطلقها؟ وهنا تدخلت صفية في الحديث وقالت :من فضلك اطلبي منه يطلقني حالا قدامك وامنعيه عني وبعديه وانا حختفي من حياتكم. نظر لها يوسف بصدمة حين قالت سوزان :سمعت طلقها وخلي عندك كرامة. يوسف برجاء :يا ماما ارجوكي.... فقاطعته وقالت :طلقها وحالا قدامي. فنظرت يوسف الي صفية بألم بينما اغلقت هي عينيها وقال بألم :صفية انت... انت... اممممممم... صفية انت طالق. سحبت سوزان يوسف من ذراعه وهي تقول :يلا بينا وجودنا هنا مالوش لازمة. عجز يوسف عن الحركة وهو ينظر لصفية التي لم تفتح عينيها بعد بينما استطاعت سوزان سحبه فذهب معها وخرج من الغرفة فأغلقت سلمي الباب حين فتحت صفية عينيها لتنزل دموعها التي حبستها لوجودهما فاقتربت منها سلمي وأخذتها في حضنها وقالت : معلشي يا حبيبتي بكرة تنسى يلا بينا دلوقتي نشوف ورانا ايه. فهز صفية رأسها وهي تمسح دموعها
اوصل يوسف والدته الي سيارتها التي تنتظرها مع السائق وقال :ماما هو حضرتك ايه اللي جابك؟ سوزان بال مبالاة : هي بنفسها كلمتني وبلغني انك كل يوم عندها وهي بترفض تقابلك. يوسف بصدمة :صفية اللي كلمتك انت متأكدة؟ سوزان بحدة : حكدب عليك يعني؟ يلا بينا يلا. يوسف :اممممممم اصل انا لسه ما خلصتش حساب المستشفى هنا وكمان انا معيا عربيتي. سوزان :طيب ما تتأخرش.  ثم ركبت السيارة وانطلق بها السائق بينما اسرع. يوسف الي داخل المستشفى مر ة أخرى وعندما وصل للغرفة ووجد بابها مفتوح فطرق الباب قليلا ثم دخل حيث وجد إحدى الممرضات وهي تغير مفرش السرير فقال :مدام صفية راح فين؟ الممرضة : مدام خرجت لسه حالا. فاسرع يوسف الي خارج الغرقة واخذ يبحث عنها ولكن دون جدوى  ولم يجدها وقف في موقف سيارات المستشفى واخذ يفكر ثم أتت على باله فكرة فأسرع الي داخل المستشفى مجددا وذهب الي قسم الحسابات ودخل للموظف الجالس خلف مكتبه وقال له :لو سمحت كنت عايز اصفي حساب غرفة 303 بأسم يوسف الجوهري.  فقال الموظف :لحظة يافندم. ثم نظر إلى الملف الذي أمامه ويقلب فيه :الحساب اتقفل يا فندم. يوسف :طيب ممكن اعرف مين اللي قفله؟ فنظر الموظف الي الملف مرة أخرى وقال :الفاتورة خرجت بأسم عبدالرحمن الجوهري. يوسف باستغراب : انت متأكد؟ الموظف :ايوا يا فندم. يوسف :طيب شكرا. ثم تركه وذهب
في سيارة عبدالرحمن جلس خلف عجلة القيادة وبجانبه صفية وهي مغمضة العين وفي الخلف جلست سلمي حين رن هاتفه فامسكه من أمامه على طبلون السيارة ونظر المتصل ثم قال :ده يوسف. لم تعره صفية اي اهتمام فضغط زر الإجابة واوصله بسماعة اذنه ثم اعاده على الطبلون مرة أخرى وقال محدثا يوسف من خلال السماعة :ايوا يا يوسف. فتح يوسف باب سيارته وركب خلف عجلة القيادة وهو يقول بحدة وغضب :هي فين؟ عبدالرحمن بمحاولة تهدئة الأجواء :يوسف من فضلك اهدي. يوسف بنفس الغضب :قلت لك مراتي فين؟ عبدالرحمن :اهدي يا يوسف وسيبها تهدي هي كمان  وبعدين تتفهموا. أمسكت صفية الهاتف ولغت اتصاله بسماعة الأذن ثم وضعته على اذنها حين سمعته يقول : انا لا عايز اهدي ولا زفت انا عايز مراتي. شعرت صفية بالالم من كلمة مراتي ولكنها سيطرت على نفسها وقالت :كنت. صدم يوسف من سماعه صوتها وهدء من نفسه وقال :انت فين؟ صفية بجدية : عايز ايه يا يوسف؟ يوسف :سألتك سؤال ردي عليه؟ فتنهدت وقالت :مع عبدالرحمن في العربية. يوسف :حتروحي فين؟ صفية :مش شغلك. فاضي يوسف من كلامها وقال :انت اتجننت ازاي تكلميني كده؟ صفية بجدية :يوسف من فضلك بلاش طولة لسان. يوسف بغضب :انت لسه شوفتي طولت لسان دا انا بس لما اشوفك اعرفك ازاي تخرجي من المستشفى من غير علمي. صفية ساخرة :لما تبقى تشوفني وبعدين انت خلاص طلقتني يبقى انتهينا مش من حقك تعرف انا فين واي حاجة عني. يوسف :بس انا بقول لك اهوه واسمعي انا رديتك لعصمتي يعني انت رجعتي مراتي . صدمت صفية من فعلته فقالت له بغضب :مش بمزاجك وكمان مش حقول لك انا فين ولما تلاقيني ابقى ردني. ثم اغلقت الهاتف وهو يقول :صفية انت فين؟ حين سمع صافرة إغلاق المكالمة فاشتعل غصبا وهو يقول :لو مسكتك في أيدي. فاغمض عينيه ويتنهد ليهدأ وقال :حدخلك في حضني ومش حخرجك منه بس الاقيكي. ثم انطلق الي فيلته لينتظر عبدالرحمن ليعرف منه مكانه
نهاية البارت الثامن عشر

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي Where stories live. Discover now