البارت الأربعون

420 3 0
                                    


•عاد يوسف ليبحث في المطبخ عما يمكنهم تناوله ولكنه لم يجد شئ حتى الثلاجة فارغة ولا يوجد أي مشروبات قال بضيق :كان لازم اتوقع ان ما فيش عندي حاجة هنا ماحدش عايش في الفيلا ديه من زمان. فتنهد وقال :لازم اروح حالا البنزينة اللي على الطريق اجيب لنا شوية حاجات مش ممكن نقعد هنا زي ما انا عايز من غير اكل. سمع صوت طرق فشعر بالاندهاش وأسرع خارجا من المطبخ ليجد صافي وهي تمسك بقطعة حديد ثقيلة يبدو حتى على وجهها صعوبة حملها ولكنها تحملها وتطرق بها على قفل الباب لتفتحه اسرع واقترب منها واخذها منها وهو يقول :يا مجنونه حتجرحي نفسك. ثم رماها بعيدا اخذت تقذف عليه الأشياء مثل الوسائد الموجودة بالصالون القريب من الباب وهو يتفاداها ثم أمسكت بفازة كانت على المنضدة الصغيرة وقذفته بها فأسرع وانحني لتصطدم بالحائط وتنزل على الأرض قطع فقال لها :يا بنت المجنونة. فرأها تمسك واحدة أخرى فاقترب منها واخذها منها وقال :حتموتيني او حتموتي نفسك يا مجنونة. فقالت له بغضب :ابعد عني مالكش دعوة بيا ان شاء الله اموت نفسي. يوسف :عمرك ما حتعمليها عشان ولادك محتاجين امهم. صافي بحدة :بكرهك يا اخي ابعد عني بكرهك. يوسف ببرود: بس انا بحبك. صافي بحدة :مش حرجع لك سامع مش حرجع لك. يوسف: بطلي هبل بقى قلت لك اني عرفت كل حاجة كفاية تمثيل. صافي بحدة وهي تصر على اسنانها :قلت لك مش بمثل انا مش بحبك مش بحبك. فابتسم بخبث وقال :واضح انك عايزه تسمعيها مني كتير بحبك... بحبك... بحبك. شعرت صافي بقلبها يدق بسرعة من كلمته ولكنها حاولت تجاهل هذا الاحساس فهما في وضع غير مناسب فهو يخطفها ويخلون بها هنا في منزله وهما منفصلين عندما طال صمتها ظن يوسف انها رضخت له فقال: انا حروح البنزينة القريبة من هنا اجيب شوية حاجات للأكل والشرب متحاوليش تهربي اظن انت عارفة ان احنا كل اللي حوالينا صحرا يعني ما فيش حد ولو لقيتي حد مش حيكون كويس ده غير الحيوانات المتوحشة ارتاحي على ما ارجع عشان فيه كلام كثير بينا. ثم اقترب من الباب وفتحه وخرج أسرعت لتخرج ولكنه كان اسرع منها واغلق الباب سريعا ثم اخرج مفتاحه واغلقه به ليتأكد من عدم خروجها وقال :حكم انا عارفك مجنونة. ثم ذهب إلى سيارته وانطلق بها وخرج. وصل خبر ما حدث الي سلمي والتي ذهبت إلى شركة الجوهري لتقابل يوسف وتعرف منه مكان صافي ولكنها لم تجده ولم تخبرها السكرتيرة بمكانه فاتجهت الي مكتب عبدالرحمن واقتحمته رغم اعتراض السكرتيرة وانه في اجتماع مع اثنين من الموظفين شعرت بالخجل عندما رأته في الاجتماع الذي اقتحمته بينما قالت السكرتيرة :اسفة يا فندم هي اللي دخلت بالغصب. عبدالرحمن وقد رأي وضع سلمي :ما فيش مشكلة روحي انت. فخرجت السكرتيرة بينما نظر هو الي موظفيه وقال :اسف ياجماعة حنأجل اجتماعنا دلوقتي ونكمل بعدين. لملم الرجلين أوراقهم وخرجا فابتسم عبدالرحمن بخبث وقال :ايه وحشتك؟ مش قادره تصبري لحد ما اخلص الاجتماع؟ سلمي بحدة: عبدالرحمن مش وقت هزارك فيه مصيبة. وقف واقترب منها وقال بفزع: مصيبة ايه خير حد من الولاد جري له حاجة ولا صافي أو طنط؟ سلمي بضيق :وليه ما سألتش عليا؟ عبدالرحمن وهو يهز راسه بضيق :ما انت قدامي اهوه حسأل عليكي ليه؟ فتنهدت بضيق وقالت :ماشي الولاد كويسين وماما كمان وصافي ان شاء الله حتبقى كويسة. عبدالرحمن باستغراب :يعني ايه حتبقى كويسة؟ سلمي :يوسف فين؟ عبدالرحمن باستغراب :ايه علاقة يوسف بصافي؟ سلمي :يوسف راح الشركة النهاردة وخطف صافي وضرب مهندس في الشركة وكان محاصر الشركة رجالته. عبدالرحمن بصدمة :مش ممكن. سلمي بحدة :هو ايه اللي مش ممكن؟ بقول لك خطفها من الشركة تقول لي مش ممكن. عبدالرحمن: بس انا سايبه في البيت مع الولاد الصبح ايه اللي يخليه يعمل كده؟ سلمي: بقول لك خطف اختي. عبدالرحمن :وراح فين؟ سلمي بحدة :انت بتسألني؟ عبدالرحمن :انا بفكر بس يصوت عالي. سلمي بحدة :انا حبلغ البوليس. وكادت ان تخرج فأسرع وامسكها من ذراعها وقال :اهدي بس لحد ما نشوف هما راحوا فين. سلمي بحدة بعد أن نفضت يده: اهدي ازاي بقول لك خطف اختي وانت عارف ان صافي مش حتتحمل اي صدمة. عبدالرحمن :حنعرف هو فين بس اهدي وتعالي اقعدي. ثم جذبتها من يدها واجلسها على الكرسي المقابل لمكتبه ثم امسك هاتف المكتب وطلب رقم ليسمعه صوت سكرتيرته فقال لها: وصليني بمكتب يوسف بيه وهاتي لي واحد عصير ليمون. ثم انتظر قليلا حتى سمع صوت سكرتيرة مكتب يوسف فقال :ايوا فين يوسف؟ ثم صمت قليلا وقال :طيب هو فين؟ ثم صمت قليلا وقال :مصطفى عندك؟...... طيب ابعتيه ليا حالا. ثم انزل الهاتف  حين دخل الساعي ووضع أمامها عصير الليمون فقال عبدالرحمن :اشربي الليمون ودلوقتي مصطفى ييجي ونعرف منه هو فين؟ فتنهدت سلمي بقلة حيلة حين طرق الباب فقال عبدالرحمن :ادخل. ففتح الباب ودخل مصطفى وقال :عايزني يا فندم؟ عبدالرحمن :تعالي يامصطفى. فاقترب مصطفى بعد أن أغلق الباب وقال :افندم؟ عبدالرحمن :يوسف فين يا مصطفى؟ مصطفى :انا عرفت باللي عمله في شركة صافي هانم بس هو مشي وما اخدش معه اي حرس وما بلغنيش بمكانه. عبدالرحمن :معقولة يعني انت بماضيك مش حتقدر تعرف هو فين. مصطفى :للأسف احتياطات الأمن اللي احنا بنستعملها عشان تخفيه عن أعدائهم بتخفيه عننا احنا كمان. عبدالرحمن :طيب اطلبه. مصطفى :طلبته والتليفون مقفول. عبدالرحمن :طيب انت شوفته اخر مرة امتى؟ مصطفى :الصبح في الفيلا مع الولاد خلص الميعاد اللي كان عنده وبعدين طلب مني اوصل الولاد البيت وهو خرج وافتكر انه خرج وموضوع الشركة حصل بعدها يعني خرج من الفيلا على شركة الهانم. عبدالرحمن باستغراب :وكان عنده ميعاد مع مين؟ مصطفى :اسف بس ده سر. عبدالرحمن بحدة: مش وقت اسرار يا مصطفى؟ سلمي بحدة :انا مش حستني لما سيادة البيه مساعد اخوك يحن علينا ويقول لنا هو فين انا حالا حبلغ البوليس. عبدالرحمن بضيق :اهدي يا سلمى. ثم نظر الي مصطفى وقال :هاه يا مصطفى كان ميعاده مع مين؟ مصطفى :مع استاذ عادل المحامي. عبدالرحمن باستغراب :مع استاذ عادل. تحرك عدة خطوات ثم توقف فجأة وقال بصدمة :مش ممكن. سلمي بفزع :فيه ايه يا عبدالرحمن؟ عبدالرحمن وهو يمسك الهاتف: حتأكد دلوقتي. ثم قال في الهاتف :اطلبي لي حالا مكتب عادل بيه المحامي بسرعة. ثم انزل الهاتف وبعد مرور بعض الوقت من الانتظار رن الهاتف فأسرع ورفه السماعة وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عادل بيه عبدالرحمن الجوهري معاك. ثم ابتسم وقال :اهلا بمعاليك يا باشا. عادل وهو جالس على مكتبه: خير يا عبدالرحمن ايه حكايتكم يا ولاد الجوهري كلكم افتكرتني في يوم واحد؟ فضحك عبدالرحمن وقال :احنا ما نستغناش يا باشا. عادل: تسلم يا غالي خير ان شاء؟ عبدالرحمن :خير كنت بس عايز اعرف انت ويوسف كانت مقابلتكم ايه سببها؟ عادل: يعني هو ما جاش لك وضربك بوكسين محترمين؟ عبدالرحمن باستغراب :ليه يعني؟ عادل: بما انه عرف ان مدام صفية لسه مراته. عبدالرحمن بصدمة :ايه؟ هو عرف انها لسه مراته؟ صدمت سلمي ومصطفى من ما سمعا حين قال عادل له: ايوا عرف انا استغربت لما عرفت انه لسه ما يعرفش لحد دلوقتي. عبدالرحمن :اوكي يا باشا شكرا. عادل: العفو الحق بقى استخبي منه قبل ما يقابلك. عبدالرحمن :ان شاء الله مع السلامه. ثم أغلق الهاتف فقالت سلمي :يوسف عرف ان صافي لسه مراته؟ عبدالرحمن :ايوا يبقى عشان كدا اخدها فاكرها انها عارفه انهما لسه متجوزين. سلمي بضيق :يا حبيبتي ياصافي ربنا يسترها عليكي لما تعرفي. اقترب عبدالرحمن من مصطفى الذي وضحت على وجهه الصدمة وقال  له: مصطفى لازم نعرف مكان يوسف حالا لو حصل بينه وبين صافي حاجة حيخسرها بجد لأنها هي زايه ما تعرفي ان هي لسه مراته. مصطفى بحيرة: يوسف بيه يملك اكتر من عقار صالح للسكن واكيد بما انه واحد الهانم يبقى مش حيروح الصحراوي لانه مقطوع ممكن يكون راح في مكان عمار ححاول الاقيه في قرية من القرى اللي بيملكها. عبدالرحمن :طيب يلا بسرعة. وبالفعل اسرع الجميع للتحرك والبحث عنه.                 بينما هو وقف في السوبر ماركت التابع لمحطة البنزين القريبة من فيلاته واخذ يختار المكونات التي يحتاجها والمشروبات الساخنة والباردة وهو يشعر بسعادة غامرة لا يصدق ان حبيبته التي تعب من فراقها وفقد الأمل في ان تعود له هي في حقيقة الأمر زوجته حلاله ملكه هو فقط ولم تعود وحدها بل عادت ومعها هديتان يساويان عنده الدنيا هما ولديه يزن ويزيد رأي وهو يتمشى في المكان ركن صغير للملابس ابتسم بخبث وقال في نفسه :اكيد لو قعدنا يومين هنا حنحتاج هدوم وانا مش عايز اكلم حد يجيب لنا حاجة ويعرف مكانا احسن حل اني اختار لنا حاجة كويسة من المحل ده  نقضي بها اليومين دول لحد ما نرجع. وبالفعل دخل يوسف المحل وانتي لهما بعض الملابس المريحة من وجهة نظره وقدمها للبائع ولفت نظره بعض اللانجيري المعروضة واعجب بأحدهم ونظر له بخبث ثم تمنى لو ترتديه له صافي فابتسم ثم طلبه من البائعة وان تقوم باضافته الي الفاتورة ثم اخذ الي المشتريات الي السيارة وانطلق في طريق عودته وفي نفس الوقت اخذت صافي تبحث عن مخرج لها من الفيلا وهي تفتح النوافذ ولكنها كلها ملفوفة بالقضبان الحديدية حتى وجدت نافذة صغيرة دون قضبان تقع خلف إحدى الستائر ففتحتها ونظرت للخارج لتجدها تطل على الحديقة فاسرعت وخلعت حذائها ذو الكعب العالي وحملت كرسي صغير ووضعته تحت النافذة ثم وقفت فوقه واستطاعت التسلق للنافذة وخرجت منها وقبل ان تقفز منها سمعت صوت سيارة فعلمت انه اتي فاسرعت وقفزت دون أن تنظر أسفل النافذة لتسقط على إحدى أدوات البستنة الحادة لتصيب قدمها فصرخت بخفوت وهي تضع يدها على فمها لتمنع صوتها فوقع منها حذائها ابعدت قدمها عن الأداة لتجدها تنزف بينما دخل يوسف الفيلا ونظر حوله يبحث عنها واخذ ينادي عليها ولكن دون جدوى ليجد الستار المنسدل فوق النافذة الصغيرة يعبث به الهواء فأسرع اليه بينما هي سمعته ينادي عليها فتحاملت على نفسها وهربت لتصل الي البوابة ودمائها تنزف ولكنها لم تعيرها اي اهتمام فقط أرادت ان تهرب منه ولم تلاحظ بصمات قدمها بالدماء على أرض الحديقة الفاخر المصنع من أفضل أنواع السيراميك بينما هو نظر من النافذة ولم يجد احد ولكنه وجد حذائها الذي وقع منها اسرع وخرج ليصل الي حيث تطل النافذة وامسك الحذاء بيده وزعر حين رأي آثار قدمها البصمة الدماء فعلم انها جرحت نفسها اخذ ينادي عليها بغضب عليها لجرحها لنفسها بهذا الإهمال ثم اسرع خلف آثار دمائها التي قادته نحو البوابة اشتعل جنونه حين وجدها مفتوحة بالقدر الكافي لخروج صافي منها وأثار دمائها تدل على خروجها منها فتح البوابة سريعا واخذ يتلفت حوله ليراها فرأها وهي تجري حسب استطاعتها فأسرع إليها وهو ينادي عليها بينما هي تعاني من جرح قدمها ولكنها حاولت أن تجري حين سمعته ينادي عليها ولكنها تعثرت وسقطت أرضا لتصرخ من الألم وهو يقترب منها فحاولت ان تقف مرة أخرى ولكن دون جدوى فاخذت تزحف لتبتعد ولكنه قد وصل إليها وأسرع إليها وامسكها لمنعها من الحركة فاخذت تضربه وهي تبكي فامسك يدها الاثنتين ووضعها أمام صدرها وقام بضمها الي صدره بقوة حتى تقل مقاومتها ثم حملها على ذراعيه الي الفيلا وسط اعتراضها فحاول تهدئتها حتى لا تجرح نفسها اكثر وحتى يسرع ويحتموا في الفيلا فالوقت قد تأخر ليسدل الليل اولة ستائره فسيكون الوضع خطيرا عليهما ان رأهما أحدا او حتى احد الذئاب او الحيوانات فقال لها :اهدي حنروح نشوف رجلك ونطهر الجرح كويس وبعدين نرجع فقالت بصراخ وهي تبكي :انت كداب. فقال لها :جربي انت حتخسري ايه؟ بالعكس حتكسبي حتى ننضف الجرح ده اللي اكيد تعبك. استكانت قليلا بين يديه ولم تعرف ان الوعد الذي قطعه يمكن تعديل سريعا دخلا الفيلا وهو يحملها ثم ودون ان ينزلها أغلق البوابة وتمم على امانها كان في قمة السعادة والفرح ولديه شعور انه يحمل عروسته وحبيبته لاول مرة الي عش الزوجية وصلا الي الفيلا واغلق الباب جيدا ثم صعد بها السلم فقالت :انت طالع فين؟ يوسف :القوضة فوق عشان تكوني مستريحه. صمتت على مضض بينما هو أخذها الي غرفة نوم فاخرة واخذها الي الحمام فقالت بحدة: انت واخدني فين؟ يوسف بتعب :الحمام تغسلي رجلك اللي عدمتيها ديه وزمانها كلها رمل. فلم تعترض فادخلها واجلسها على كرسي فاخر يليق بالحمام الفاخر الموضوع فيه ثم احضر اناء وملئه بالماء الدافئ واخذه إليها ووضعه بجانب قدمها ثم احضر منشفة وجلس أرضا على ركبتيه ووضع المنشفة على قدميه ثم امسك قدمها فشهقت بخجل وامسكت يده الممسكة بيدها وقالت :انت حتعمل ايه؟ فابعد يدها وقال: حغسل لك رجلك فأمسكت يده مرة أخرى وقالت: لاء ماينفعش انا حغسلها. فابعد يدها وقال: مش حتعرفي تنضفيها كويس حتخافي. فأمسكت يده مرة أخرى وقالت :لاء مش حخاف. تنهد بإرهاق بسبب عندها المتواصل ثم قال وهو يبتسم بخبث: شكلك مبسوطه كل شوية تمسكي ايدي. فاسرعت وتركت يده فابتسم بانتصار واخذ قدمها ووضعها في الماء اخذ ينظفها من الرمل فاخذت تتأوه من الألم فشعر بالالم من أجلها وظل يغسلها حتى تأكد انها خلت تماما من الرمال فرفع قدمها من الماء ووضعها على المنشفة واخذ يجففها ثم لفها جيدا بالمنشفة حتى يمنع نزول الدم وحملها بعدها فاعترضت وقالت :اقدر امشي نزلني. ولكنه لم يعيرها اهتمام واخذها وآخرها من الحمام الي الغرفة ووضعها على السرير ثم قال :حنزل اجيب شنطة الاسعافات وارجع لك حالا. تركها ونزل فاسرعت تبحث عن هاتف يمكنها الاتصال به بأحد ينقذها ولكن الهاتف ليس به إشارة فتنهدت بضيق بينما هو احضر حقيبة الاسعافات من المطبخ ثم خرج ولفت نظره المشتريات التي احضرها فاقترب منها وحمل حقيبة الملابس وابتسم بخبث حين تخيل رد فعلها حين ترى اللانجيري يعرف انها لن ترتديه له ولكنه يأمل ان يأتي اليوم الذي تتزين له كما حال كل الزوجات تنهد بضيق على حالها ولكنه حمد ربه انها له وملكه رغم كل شئ اخذ الملابس وحقيبة الاسعافات الأولية وصعد السلم بينما هي مازالت تبحث عن هاتف فتح الباب ودخل يوسف فوجدها تبحث فابتسم وقال : بتدوري على ايه؟ فالتفتت له بحدة وقالت :عايزة تليفون اطمن على الولاد. فاقترب منها وقال وهو يضع الذي يحمله على السرير :اطمني الولاد بخير عليهم حرس ٢٤ ساعة دول ولادي. صافي :عايزة اكلمهم اكلم ماما وسلمي واطمنهم. فابتسم وقال كذبا: انا كلمتهم وطمنتهم عليكي وانك معيا خلاص بقى اهدي. ثم اقترب منها وامسك يدها واخذها ليجلسها على السرير وجلس بجانبها ثم اخذ قدمها المصابة ورفعها لتستقر على قدمها الأخرى وقدمه هو الاخر ثم فتح حقيبة الاسعافات وأخرج منها زجاجة مطهر وقطن ووضع القليل من الزجاجة على القطن واغلق الزجاجة ووضعها في الحقيبة مرة أخرى وامسك قدمها كي لا تحركها وقال وهو يضع قطعت القطن بالمطر على الجرح :حتألمك شوية استحملي بس شوية. بمجرد ان ضغط بالقطن على الجرح حتى صرخت وجذبت قدمها وهي تقول :هئئئئئئئئ اااااه بتوجع ابعدها بتوجع. ولكنه امسكها بقوة فلم تبتعد ووضع القطن مرة أخرى وقال :حبة بس استحملي. واخد يزفر الهواء على الجرح حتى يهدأ فاغمضت عينها من الألم ودموعها تنزل على وجهها ابتسم حينما رأها هكذا عادت طفلة رقيقة لا تحتمل ألم جرح في قدمها فتحت عينيها عندما توقف عن زفر الهواء على قدمها فرأته ينظر إليها ويبتسم شعرت بنبضات قلبها تزداد من نظرات إعجابه  وسحره ابتسم لها بينما أنزلت رأسها بخجل فازداد ابتسامته من خجلها ثم امسك أنبوب دهان ووضع منها القليل على الجرح ثم وضع لاصقة عليه وقام بلف قدمها جيدا فاسرعت ونزلت قدمها بعيدا وقالت وهي تقف: يلا بينا بقى. يوسف :على فين؟ صافي :انت مش قلت حتروحي بعد ما تنضف الجرح وشوف نضفته يلا نروح بقى. يوسف بتمثيل التعب :بس انا تعبان وجعان والطريق طويل عشان نرجع وانا اسوق حرام اكل بس. صافي :حتاكل في الطريق ما فيش اكل هنا. فابتسم يوسف وقال: لاء ما هو انا جيبت اكل شوية صغيرة ويجهز. صافي بضيق :طيب. ثم جلست على السرير بضيق ولكنه لم يتحرك فنظرت له باستغراب وقالت : ما روحتش ليه تعمل لك اكل؟ يوسف باشمئزاز: مش حينفع اعمل الاكل كده. صافي باستغراب :طيب عايز ايه؟ يوسف بخبث: اغير هدومي. فوقفت بصدمة وقالت :نعم وانا مالي ما تغير. يوسف بخبث: اصل القوضة ديه الوحيدة اللي ممكن استعملها. صافي :طيب انا حخرج. وكادت ان تخرج فامسكها من يدها وقال :لاء استنى البيت فاضي لحد يدخل وانت لوحدك انا حدخل اغير في الحمام وانت خليكي في القوضة عشان ما تبعديش عني. شعرت صافي بالضيق وقالت :بس ما ينفعش. يوسف :مين قال انا حغير في الحمام وانت معيا في امان احسن وانا حخلص بسرعة. صافي بخجل وقالت :طيب يلا بسرعة. فابتسم يوسف بانتصار وقال :حالا. ثم اخذ حقيبة ملابسه واخذ منشفة من خزينة الملابس وذهب الي الحمام بينما هي شعرت بالخجل من وجودها معه في نفس الغرفة وهو يبدل ملابسه غلب خجلها على خوفها واسرعت لتخرج من الغرفة وكأنه كان يراقبها حين اوقفها صوته يقول :صافي هاتي لي القميص من عندك على السرير. فقالت بضيق: اطلع خده. ففتح الباب وظهر يوسف عاري الصدر فشهقت بخجل وادارت وجهها بعيدا عنه فابتسم بخبث وهي تقول :يا قليل الادب ادخل. فضحك يوسف وقال :حجيب القميص. صافي بحدة :ادخل يا بارد وانا حجيبها لك. فتوقف عند الباب واغلقه قليلا حين أمسكت هي حقيبة الملابس وفتحتها لتجد بها بيجاما حريمي كيسين صغيرين احمر وابيض فقالت دون أن تنظر له :فين القميص؟ الكيس في هدوم حريمي. فقال وهو يخرج :اجي اجيبه انا. فالتفتت له بلهفة لتجده أمامها عاري الصدر فشهقت ووضعت يدها على فمها واغمضت عينيها فابتسم ووقف يتأمل وجهها الطفولي شعرت هي بانفاسه لذلك لم تفتح عينيها فامسك هو الحقيبة وأخرج الكيس الأبيض واخذه وكاد ان يتحرك حين تذكر اللانجيري في الكيس الأحمر فعض على شفتيه بخبث ثم فتح الكيس الأحمر وأخرج اللانجيري ووضعه على السرير بحيث تراه حين تفتح عينيها ثم اخذ قميص وذهب الي الحمام واغلق الباب ففتحت عينيها حين سمعت إغلاق الباب وجلست على السرير وأخذت أنفاسها ولفت نظرها شئ لامع تحت يدها فأمسكتها لتشهق بخجل وتضع يدها على فمها وهي ترى في يدها قطعة لانجيري احمر اللون عاري تماما من صورة العارضة فقالت بضيق وهي تخفي اللانجيري تحت غطاء السرير :قليل الادب وقح ما بيتكسفش. فضحك يوسف الذي رأي الموقف من فتحة الباب الصغيرة ثم اغلقه بدون صوت مازال البحث مستمر عن المكان الذي اخذ يوسف صافي به جلس عبدالرحمن مع سلمي وصفية في فيلاه صافي في انتظار اي خبر عنهما حين رن هاتفه فاخرجه من جيبه وضغط زر الفتح ووضعه على اذنه وقال :ايوا يا مصطفى عملت ايه؟ اجابه مصطفى الذي يقود السيارة وقال: للأسف لحد دلوقتي ما فيش اي خبر انا ححاول اكلم المرور واكشف عن العربية يمكن اعرف الطريق اللي كانت فيه وعن طريقه اعرف المكان اللي يوسف بيه فيه. عبدالرحمن :طيب اتصرف بسرعة يا مصطفى. مصطفى :اوكي يا فندم. ثم أغلق الهاتف وضع عبدالرحمن الهاتف فقالت سلمي :حصل ايه يا عبدالرحمن؟ عرفت حاجه عنهما؟ عبدالرحمن :لاء لسه بس اكيد حيعرف حاجه ويبلغني. سلمي بغضب :يعني ايه احنا لسه حنستنا الليل بدأ واختي لسه ما نعرفش عنها حاجة. لم يرد عليها حين قالت صفية :اهدي يا بنتي هي مع جوزها مش مع حد غريب يعني اكيد حيحافظ عليها. سلمي :المشكلة مش في جوزها المشكلة في صافي يا ماما لما تعرف انها طول المدة ديه مراته وهي ما تعرفش ربنا يسترها. صفية : ان شاء الله هي كويسة ويمكن تكون اتفهمت معه واتصالحوا ونلاقيهما داخلين علينا دلوقتي. سلمي :ربنا يسترها وهو يقدر يفهم انها مش عارفة انها مراته والا حتحصل مشكلة. صفية :ان شاء الله مش حتتاخر اكتر من كده عشان الولاد ما بطلوش سؤال عنها وانا زهقت من الرد عليهم. هذا هو الوضع في فيلا صافي.         اما في نفس الوقت في فيلا يوسف في الصحراء خرج يوسف من الحمام بعد أن اخذ شاور وبدل ملابسه لبيجاما بيتي اظهرته كالعريس في يوم زفافه وهذا كان شعوره وتمني ان يبدأ حياته معها من جديد وكأنها عروسين في ليلتهما الأولى نظرت له بأعجاب فقد بدأ ساحرا من سعادته التي زادته وسامة لاحظ هو نظراتها فلم يحاول ان يخجلها فقال: يلا غيري انت كمان. صافي بصدمة :نعم اغير ايه؟ يوسف وهو يبتسم بخبث: هدومك طبعا. صافي وقد تذكرت اللانجيري الذي رأته مع الملابس فاشتعل وجهها من الخجل وصار كالطماطم :لاء طبعا اغير ايه؟ يوسف وقد شعر باشتعالها: يعني حتاكلي كده؟ صافي :مين قال لك اني حاكل؟ وكمان ايه هو اللي كده مالي؟ يوسف :هدومك مش نضيفة وكلها رمل وكمان دم. صافي بحدة :ومين السبب في ده؟ مش انت؟ يوسف :لاء مش انا انت اللي خرجتي من الشباك عشان تهربي لما اتجرحتي كمان خرجتي على الرمل يبقى تستهلي. شعرت بالغضب منه وذهبت وجلست على السرير فتنهد بضيق واقترب منها وجلس بجانبها وقال : خلاص بقى ما تزعليش يلا غيري هدومك وحطي اللي عليكي ديه في الغسالة عشان تنضف ونرجع والولاد ما يخافوش. صافي :انا عايزة امشي مش عايزة اكل. يوسف :قلت لك انا اللي جعان وعايز اكل. فتنهدت بضيق وقالت :طيب. فابتسم يوسف وقال :طيب يلا حنزل اجهز الاكل وانتي غيري وحطي الهدوم ديه في الغسالة. ثم خرج من الغرفة دون أن ينتظر منها رد وقفت بقلة حيلة وفتحت حقيبة الملابس التي احضرها لها وأخذتها وذهبت الي الحمام لم تستطع ان تأخذ شاور كما أخبرها ولكنها بللت منشفة بالماء وأخذت تمسح به ذراعيها ورقبتها ووجهها ثم بدلت ملابسها ووضعت المتسخة في الغسالة وكادت ان تديرها ولكنها رأت ملابسه المتسخة اخذت تقاوم فكرة ان تضعها مع ملابسها ولكنها انصاعت لقلبها والذي أخبرها انها بوضعها لملابسه معها لا يعني شئ فقامت بوضع ملابسه في الغسالة واغلقتها ووضعت المسحوق الذي وجدته وادارت الغسالة وخرجت من الحمام بينما هو نزل الي المطبخ وفي طريقه اخذ مشتريات المطبخ التي احضرها من السوبر ماركت وآخرها جميعها ليصفها في مكانها المناسب ثم ارتدي مريلة المطبخ واخذ يعد الطعام لهما وهو سعيد واخذ يقطع الخضروات بمهارة ويقذفها بين يديه بحركات بهلوانية ولم يشعر بالتي نزلت منذ دقائق وتشاهده وما يفعل فابتسمت على حركاته الكوميدية وخرجت منها صوت همس لفت انتباهه لوجودها فاعتدل واخذ يعد الطعام وهي تقف خلفه حتى انتهى ووضع الطعام على المائدة الصغيرة التي تتوسط المطبخ وقال لها: يلا. صافي بضيق :كل انت صدقني مش جعانة. يوسف وهو يجلسها على احد كراسي المائدة وقال :مش حنتحرك من هنا الا اذا اكلنا كمان الوقت اتأخر والليل طلع. تنهدت بضيق بينما جلس هو واخذا يتناولا الطعام وبعد أن انتهوا قالت: خلصت اكلت وشبعت يلا عشان ن نرجع. يوسف :حاضر شوية كده. صافي بحدة وهي تقف وتضرب الطاولة بيديها: مافيش شوية دلوقتي يلا. يوسف :صفية انت ليه مش عايزه تفهمي اني خلاص عرفت كل حاجة صافي :عرفت ايه؟ كاد ان يتحدث ولكنها قاطعته وقالت :مش لازم تقول انا ما يهمنيش اي حاجة تخصك سامع. يوسف :انتي ليه مش عايزه تفهمي انك ملكي وبتاعتي؟ صافي بغضب وهي ترمي كل ما على الطاولة لتسقط أرضا :أخرس انا مش ملكك وبعدين انت ايه مش رجل قلت لك مش عايزاك مش بتفهم ليه مش عايزاك. يوسف بغضب :انا مش رجل؟ صافي بغضب مماثل: ايوا مش رجل. فاقترب منها وقال :انا حعرفك اني رجل وانك كمان بتاعتي. رجعت للخلف حين سمعت كلامه وعرفت ما يقصده تعرف انها اغضبته بكلامها ولكنها لم تتصور ان تكون ردة فعله هكذا اقترب منها وامسك ذراعها ليقربها منه بينما هي تقاومه وتقول لتهدئه: يوسف ارجوك اهدي ممكن نتكلم. لم يدع لها مجال للحديث فقد حملها على كتفه بينما هي تضربه على ظهره بيدها وتتشبث باي شئ حتى يتركها ولكنه أقوى منها واستطاع ان يخرجها من المطبخ وهي تصرخ عليه وتصيح وتترجاه ان يتركها وان يهدأ ليتحدثا معا ولكنه لم يعد يرى أمامه او يسمعها يسمع فقط كلمتها له وسخريتها من رجولته لقد عاشت بعيدا عنه لأكثر من سبع سنوات وهي على زمته ولكنه لا يدري والان هي تشكك في رجولته لذلك حان الوقت لإثبات قوته واعلان سيطرته لم يسمع رجائها او توسلها صعد بها السلم الي غرفة النوم ليضعها على السرير فحاولت الهرب منه الي الباب ولكنه امسكها وأعاده الي الداخل واغلق الباب بالمفتاح ثم التفت إليها شعرت بالخوف منه اخذ يقترب منها وهو يفتح ازرار بيجامته حاولت معه مرة أخرى ان تترجاه ولكن لا حياة لمن تنادي نزع قميصه عنه فصرخت بزعر وهربت من أمامه ولكنه امسك بها واخذ يقبلها وهي تقاومه وتضربه وتترجاه ان يتركها ولكنه لم يعد يرى أمامه سوي فكرة امتلاكها مرة أخرى ليثبت لها انها له حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير وهو يكمل تقبلها ويفتح ازرار بيجامتها وهي تقاومه بكل قوتها لم تصدق في يوم ان من تعشقه سيأتي اليوم الذي يقوم فيه باغتصابها ليجبرها على العودة له اما هو فكان يظن انها تعرف انها حلاله ومقاومتها له مجرد تغلى عليه حتى يعرف قيمتها وانها صعبة المنال كلاهما وقع ضحية سوء الفهم نتيجة أفعال احبائهم من أجل سعادتهم انتصرت قوة يوسف علي مقاومة صافي وامتلكها وشعرت هي بالانكسار والذي جعلها تكرهه فقد كسر قوتها التي بنتها طوال سنوات انفصالهما وفي النهاية عادت صفية الضعيفة التي تكرهها ولكنها استمرت في صراخها ومقاومتها.
•نهاية البارت الأربعون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي Where stories live. Discover now