البارت الثاني والثلاثون

382 5 3
                                    


وقف مصطفى أمام الغرفة حيث اخذ يوسف بعد وصوله للمستشفى ينتظر خروج احد وبعد بعض الوقت خرج الطبيب ليسرع اليه مصطفى وقال :خير يا دكتور محسن؟ تنهد الطبيب وقال :انت عارف حالته يا مصطفى وللأسف زي ما هو ولازم يعمل العمليه. مصطفى بالم: حضرتك عارف هو رافض قد ايه خصوصا بعد ما عرف ان نسبة نجاحها اقل من ٥٠٪.  دكتور محسن :لكن هو كده بيأذي نفسه الألم اللي بيجيله ده صعب جدا حد يتحمله خصوصا مع أي إجهاد او انفعال. مصطفى :ماحدش يقدر يجبر يوسف بيه على حاجة. دكتور محسن :يبقى تبلغ حد من عيلته. مصطفى :ما ينفعش. دكتور محسن :ليه؟ مصطفى : هو رافض وحتى لو بلغتهم ما حدش له التاثير القوي على يوسف منهم. دكتور محسن :هو باللي بيعمله بيأذي نفسه. مصطفى :هو خايف ليموت قبل ما يحقق حلمه. دكتور محسن وهو يبتسم بالم: هو لسه ما عرفش مكانها؟ مصطفى بعد أن تنهد بألم :لاء عرف مكانها وشافها بس هي اللي رافضة ترجع له وافتكر ان اللي هو فيه النهاردة ده بسببها. دكتور محسن :يبقى لازم تحكي لها. مصطفى بتسرع: ما ينفعش. دكتور محسن بحدة خفيفة: ليه ما ينفعش؟ مصطفى :هو بيحبها وهي كمان لكن اللي حصل بينهما زمان لسه بينهما. دكتور محسن :طيب ماهي لما تعرف حترجع له. مصطفى :لو هي عرفت ورجعت له حيفتكر انها رجعت له شفقة. دكتور محسن :هي مش بتحبه؟ مصطفى :انا واثق انها بتحبه جدا لكن لو هي رجعت له بعد ما تعرف بمرضه اكيد حيفتكر انها رجعت له شفقة. دكتور محسن :يوسف كده بيدمر نفسه لازم يعمل العملية لان حالته بتسوء. مصطفى :ربنا يستر. دكتور محسن :بعد اذنك يا مصطفى حعدي عليه لما يفوق. مصطفى :اتفضل يا دكتور. فمشي الطبيب ليدخل مصطفى غرفة يوسف النائم على سريره ولم يستيقظ وجلس بجانبه يشعر بالاسي على حاله
وصلت سيارة سلمي الي الفيلا حيث تعيش هي وصافي ونزلت من السيارة وهي سعيدة ولم تكد تدخل الفيلا حتي قابلتها صفية صديقة والدتها هل تذكرونها قابلتها ويبدو عليها القلق وهي تقول :اخيرا جيتي؟ ثم صمتت قليلا حين رأت سلمي وقالت :ده انت يا سلمى؟ سلمي بقلق وهي تسرع إليها: فيه حاجة يا ماما؟ فامسك صفية يدها وقالت بقلق :اختك لسه ما جات لحد دلوقتي ومش عارفة هي فين؟ سلمي وهي تساعدها لتجلس: كلمتيها على الموبايل؟ فهزت صفية رأسها وقالت :مش بترد. سلمي وهي تجلس بجانبها على الأرض تربت على يدها :طيب هي ما كلمتكيش النهاردة يمكن عندها اجتماع. صفية :انا كلمتها الصبح بلغتني انها اخر ميعاد عندها الساعة واحدة وحترجع ودلوقتي الساعة عشرة ولسه ماجاتش وكمان الموبايل مقفول. سلمي :طيب اهدي انا حشوف هي فين. ثم وقفت وخرجت هاتفها من حقيبة يدها وطلبت رقم صافي ولكن دون رد فحاولت مرة أخرى وايضا دون رد فطلبت رقم آخر وانتظرت قليلا ثم قالت :انت فين؟...... طيب تعالي ليا بسرعة الفيلا........ صافي مش عارفين مكانها ومش بترد على الموبايل..... اوكي حستناك بسرعة. وبالفعل بعد قليل من الوقت وقفت سيارة أمام الفيلا لتركب بها سلمي وتنظر الي عبدالرحمن الذي جلس مكان السائق وحرك السيارة وقال :حنروح فين؟ سلمي :انا كلمت الشركة وقالوا لي انها في مكتبها. عبدالرحمن باستغراب :في مكتبها لحد دلوقتي؟ سلمي :اكيد حصل معها حاجة. عبدالرحمن :انت مش كنت عندها النهاردة؟ سلمي :كانت كويسه لحد ما..... ثم صمتت فقال :لحد ما ايه؟ سلمي :قبل ما امشي جالها بوكيه ورد ومعه بطاقة. عبدالرحمن باستغراب :ورد من مين؟ سلمي :رفضت تقول لي من مين بس شكيت انه من يوسف. عبدالرحمن باستغراب :يوسف؟ طيب مش يمكن يكون معها؟ فكرت قليلا ثم قالت: يمكن ماتكلمه. فاخذ هاتفه من أمامه على التابلو وطلب رقم يوسف وانتظر قليلا
مازال نائم كما هو في سريره في المستشفى غير واعي لما حوله وهو بجانبه يجلس في انتظار ان يفيق حين رن هاتفه فامسكه ونظر لشاشته فقرأ اسم عبدالرحمن ففتحه ووضعه على اذنه ليسمع عبدالرحمن بلهفة: ايوا يا يوسف. فتنحنح مصطفى وقال :احممم انا مصطفى يا عبدالرحمن بيه. عبدالرحمن باستغراب :مصطفى؟ طيب يوسف فين؟ فنظر مصطفى ليوسف الممدد أمامه وقال :يوسف بيه مشغول دلوقتي عنده اجتماع. عبدالرحمن :عنده اجتماع؟ مصطفى :ايوا. عبدالرحمن :طيب هو قابل صافي النهاردة؟ مصطفى :لا يا فندم. عبدالرحمن :طيب لما يخلص خليه يكلمني. مصطفى :حاضر يا فندم. فانزل عبدالرحمن الهاتف وقال: ما شفهاش النهاردة. سلمي :خلاص احنا وصلنا اهوه. توقف عبدالرحمن أمام شركة صافي لتنزل منها سلمي راكضا للداخل وخلفها عبدالرحمن
جالسة على وضعها على الأرض هي تبكي وتشهق بهمس وبين يديها باقة الزهور تحتضنها حين دخلت سلمي وخلفها عبدالرحمن ليصدموا من مشهدها هكذا فاسرعت إليها سلمي وجلست بجانبها وقالت :مالك يا صافي؟ فلم ترد عليها صافي وكأنها لم تسمعها فكررت سؤالها ولم ترد مرة أخرى فأمسكتها من كتفيها لتهزها بعنف وقالت: صافي مالك؟ فالتفتت لها صافي وتركت الزهور وامسكت يد سلمي وكأنها اول مرة تراها وقالت ببكاء: سلمي الحقيني. فضمتها سلمي وقالت: ايه اللي حصل ياصافي؟ صافي :مش عايز يبعد عني ويسبني في حالي مش كفايه اللي عمله فيا لسه عايز مني ايه؟ أنا بحبه بس مش قادره انسى اللي حصل لي منه وخايفة يخده مني تاني ويحرمني لو شافه خلوه يسيبني في حالي مش قادره اشوفه وابعد عنه. ادمعت عينا سلمي على حال شقيقتها وأخذت تربت على ظهرها بينها صافي تقول :بيقول لي انه بيحبني مش عارف الكلمة ديه بتعمل فيا ايه مش عايز يسبني في حالي. ثم نظرت الي باقة الزهور وقالت: والنهارده باعت لي ورد وانا حتى مش قادرة ارميها مش قادرة. سلمي :ما علشي يا حبيبتي. صافي وهي تبكي :اااااااااااه اهئ ااهئ اهئ بحبه يا سلمى بحبه قوي. ووضعت يدها على صدرها وقالت :وقلبي مش عايز يسيبه ويخرجه منه. ثم اخذت تضرب بيدها على صدرها وقالت :اخرج بقى اخرج كفاية زمان كفاييييييييية. فامسكت سلمي يدها وضمها وهي تقاومها حتى فقدت صافي قوتها فنظرت لها سلمي لتجده فقدت الوعي فصرخت؛ صافي. ففزع إليها عبدالرحمن فقالت :الحقني. ليحملها ويسرع بالخروج.              وضع  عبدالرحمن  صافي في الكرسي  الخلفي للسيارة وجلست بجانبها سلمي وأسرع هو يقود السيارة.
فتح عينيه لتؤلمه قليلا فاغلقها مرة أخرى وفتحها ببطئ ليري الغرفة البيضاء والاجهزة فعلم انه بالمستشفى فنظر حوله ليجد مصطفى جالس بالقرب منه وهو يمسك بالهاتف ويتصفح شئ ما فتنهد ثم قال :مصطفى. فالتفت له مصطفى وأسرع اليه حين رأه مستيقظ ووضع هاتفه في جيبه فقال مصطفى :حمد الله على السلامة يا فندم. يوسف بتعب :الله يسلمك ايه اللي حصل؟ مصطفى :حضرتك وقعت يا فندم تقريبا اجهدت نفسك أو انفعلت فنقلتك المستشفى حنادي لك دكتور محسن. فهز يوسف رأسه حين امسك مصطفى الجرس القريب من السرير وضغط عليه فقال يوسف :حد من عيلتي عرف؟ مصطفى :لا يافندم بس عبدالرحمن بيه اتصل على موبايل حضرتك. يوسف: وقلت له ايه؟ مصطفى :بلغته ان حضرتك في اجتماع. يوسف :طيب... قطع حوارهما طرق الباب فقال مصطفى :ادخل. ففتح الباب وظهرت ممرضة بلبسها الأبيض وقالت :فيه حاجة يا فندم؟ مصطفى :ايوا من فضلك بلغي دكتور محسن ان يوسف بيه فاق. الممرضة :حاضر يا فندم ثم خرجت واغلقت الباب خلفها فقال يوسف :كلم لي عبدالرحمن وادهوني. مصطفى وهو يخرج الهاتف :حاضر يا فندم. ثم طلب رقم عبدالرحمن واستمع الي الجرس.
جالسان أمام غرفة الطوارئ في انتظار اي خبر عن صحتها حين رن هاتفه فاخرجه ورأي المتصل فقام من جانبها وذهب بعيدا حتى لا تسمع المكالمة وفتح المكالمة ووضعه على اذنه وقال :انت فين؟ يوسف وهو يحاول السيطرة على صوته :كان عندي اجتماع. عبدالرحمن بهدوء: يه اللي حصل بينك وبين صافي؟ شعر يوسف بالاستغراب من سؤاله هل شكت له منه فقال: وانت عرفت منين؟ عبدالرحمن بحدة :يعني فيه حاجة حصلت فعلا؟ يوسف باستغراب :وانت عرفت منين؟ عبدالرحمن :مش مهم عرفت منين المهم ايه اللي حصل بينكما. يوسف :هي اللي حكت لك صح؟ عبدالرحمن بحدة :قلت لك مش مهم عرفت ازاي ايه اللي حصل بينكما يايوسف؟ يوسف :خليها تقول لك هي بس فهمها اني مش حسيبها. عبدالرحمن :ده لو كانت موجوده. يوسف باستغراب :يعني ايه ناوية تهرب مني تاني؟ عبدالرحمن :لا يا يوسف صافي في المستشفى. شعر بالصدمة لم يستطيع الرد شعر بالاختناق وبعودة ألم صدره بينما اكمل عبدالرحمن :أهلها ما عرفوش عنها حاجة من الصبح ف وحنا لها الشركة لقيناها منهارة من العياط في مكتبها ومن كلامها عرفت ان حصل بينكما حاجة. لم يستطيع يوسف الرد عليه فقال عبدالرحمن باستغراب :يوسف انت معيا؟ فلم يتلقى رد فنظر الي الهاتف فوجد المكالمة مستمرة فوضعه على اذنه وقال :يوسف انت معيا؟ فلم يتلقى رد فانهي المكالمة وذهب يجلس بجانبها مرة أخرى                                                      مازال على صدمته من كلام أخيه لم يخرجه منها سوي الألم الحاد في صدره وهاتفه ملقي بجانبه تحامل على نفسه وتحدي المه ونزل عن سريره فاسرعت اليه مصطفى وامسكه وقال :رايح فين يا يوسف؟ يوسف بتعب: لازم اروح لها مستحيل اسيبها تروح مني تاني لازم اروح لها سيبني. مصطفى وهو يحاول ارجاعه السرير :حتروح لها فين وانت مش قادر تقف على رجلك؟ يوسف :حروح لها سيبني. مصطفى :طيب اهدي بس خلي الدكتور يشوفك. يوسف :مش حستناك حد. دخل الدكتور محسن ليسرع اليهما حين رأهما هكذا وقال: ايه اللي حصل؟ مصطفى :يوسف عايز يمشي. محسن بحدة: تمشي على فين وانت كده وديه حالتك؟ يوسف برجاء وتعب: ارجوك يا دكتور لازم اروح لها لازم سيبني ارجوك. ضرب محسن جرس الاستدعاء لتأتي الممرضة وهم على وضعهم وقالت :افندم يا دكتور؟ محسن :بسرعة مهدئ. فاسرعت الممرضة الي خزينة صغيرة بالغرفة تحتوي على العديد من العقاقير وحضرت حقنة واقتربت منهم وقالت :المهدئ يا دكتور. فاخذها منها وقال :يوسف اهدى وارتاح واللي انت عايزه انا حعمله لك بس اطمن عليك. هدأ يوسف قليلا بينما حقنه محسن بالإبرة فقال يوسف وهو يغيب عن الوعي :لازم اروووح لها.... ثم فقد وعيه ليسنده مصطفى ويسطحه على السرير بمساعدة الدكتور محسن ووضع الغطاء عليه ثم قال محسن: ايه اللي حصل؟ مصطفى: اتكلم في التليفون وبعد انهار. محسن :حاول تمنعه عن التليفون. مصطفى :امنعه انت مش عارفه؟ محسن :ما علش حاول. مصطفى وهو يهز رأسه :حاضر ححاول. محسن :لما يفوق كلمني. مصطفى :اوكي. ثم تركه وذهب فعاد على وضعه مرة أخرى للكرسي القريب.
اخيرا خرجت الدكتورة سعاد التي أشرفت على حالة صافي من قبل فقد أصبحت صديقة مقربة منها فاسرعوا إليها وقالت سلمي :خير يادكتورة سعاد؟ سعاد: ايه اللي حصل معها؟ سلمي :مانعرفش احنا وصلنا لقيناها كده. عبدالرحمن :هي عندها ايه يا دكتورة؟ سعاد: انهيار عصبي. فشهقت سلمي حين اكملت سعاد :انا اديتها مهدئ وان شاء الله حتكون كويسة بس نحاول نبعدها عن التوتر اليومين دول. فهز عبدالرحمن رأسه وقال :ان شاء الله. سعاد :انا حمشي وانتما ممكن تدخلوا لها. عبدالرحمن :اتفضلي. فمشت بينما نظر عبدالرحمن لسلمى التي اخذت تبكي فقال بحزن :انت بتعيطي ليه دلوقتي؟ سلمي وهي تبكي :صافي يا عبدالرحمن حتروح مني. عبدالرحمن وهو يضمها :ياساتر يارب لسه الدكتورة قايلة انها كويسة ايه اللي قال إنها حتروح منك وبعدين احنا لازم نكون كويسين ونقف جانبها لحد ما تكون كويسة. سلمي بعد أن هدأت قليلا :يعني حتكون كويسة؟ عبدالرحمن :ان شاء الله هي كويسة اصلا ويلا دلوقتي كلمي البيت وطمنيهم عليها. فهزت رأسها وهي تمسح دموعها وخرجت هاتفها لتتصل بصفية لتطمئنها على شقيقتها واخبرته انها تعبت قليلا بسبب اهمالها في طعامها كي لا تقلق اكثر ثم اغلقت معها ودخلا معا عند صافي التي استلقت نائمة على السرير لا تدري بما حولها حالها كحاله هو الاخر ولكن في مستشفى أخرى
نهاية البارت الثاني والثلاثون

لست بقربي.......... لكنك في اعماقي Où les histoires vivent. Découvrez maintenant