{3}

678 88 61
                                    

•••

الولايات المتحدة الأمريكية.
نيويورك.

"إذن لقد تناول الأحمق الطعم بهذه البساطة."
قالها رجلٌ أربعينيّ رصعت وجهه ابتسامة صفراء كانت تليق بملامحه الخبيثة وهو يحرك في كأس شراب قرمزي يمينًا ويسارًا.

- إنه أحمق، ما إن يتعلق الأمر بالخيانة حتى يُجن جنونه.

رد عليه آخر ليجلس في الأريكة المقاصدة له وبين يديه سيجار من النوع الفاخر.
وفجأة بدأ يقهقه.

- إنها حرفيًا أبسط خدعة وقد وقع فيها!

شاركه الثاني الضحك ليقول: " نعم، كل ما كان عليّ فعله أن أوقع عقد عمل مع ذلك المدعو آكسل تحت مسمى إحدى شركاتي المزيفة-- نريه الفيديو وأنتما تتصافحان وتتبادلان الأوراق ليظن أنه خانه...ثم ببساطة يتخلى عنه كما يتخلى عن القمامة.

" ناثينيال، إن أخوك صاحب قلبٍ متحجر."
علق وهو مبتسم بزاوية فمه، عيناه الرماديتان تعكسان الضوء القادم من الكريستالة المعلقة فوقهما.

ضحك ناثينيال وهو يأخذ نفسًا كبيرًا من السيجار ليطلقه في الهواء على شكل غيمة قبل أن يضيف:
- إنه معتوه ومصاب بجنون العظمة، ليتك رأيت وجهه، كان يبدو كمن تلقى صفعة غادرة.
" لا بأس...
وضع قدمًا فوق الأخرى ليكمل:
"...سيتثنى لي رؤيته وهو يدفن."

رفع ناثينيال سيجاره كمان يرفع نخبًا ليصرح:
" وهذا ما سيحدث قريبًا."

تعالى صوت رصاص في الخلفية مما دفع الرجلان للنظر نحو الباب، عبره دلف ثلاثة رجال متشحين بالسواد وأمامهما رجلين مقيدين، وجوههما دامية وبالكاد كانا واعيين.
- ما الذي حدث؟
سأل ناثينيال ببرود ليجيب صاحب الوشم على شكل عقرب:
" إنهما من بقايا رجال إيفرست كادا أن يدخلا هنا لتصفيتكما."
ابتسم ناثينيال كما لو أنه سمع شيئًا مسليًّا.
- رجالك أشداء يا ناثينيال.
" إنهم كذلك."
صمت لبرهة قبل أن يشير برأسه قائلًا:
" تخلص من القمامة يا كرِيد."
بطلقتين في الرأس أنهى كريد مهمته فورًا.
بدا على ناثينيال الرضا ليقول بفخر:
"ويليامز، دعني أعرفك على كرِيد، إنه ذراعي اليمنى، أكفأ رجلٍ في منظمتنا."

- ليس لدي شك في ذلك.

قال ويليامز بنظرة ثاقبة رمق بها كريد الذي بادره بنظراتٍ خاوية بينما إهتز السائل القرمزي في الكوب لتنسكب قطراتٍ منه على السجاد الأبيض، رقع صغيرة كانت تتسع لتصبغه بلونٍ أحمر، لونٌ بدا أنه سيطغى على حياتهم في الأيام القادمة...
.
.
.

"توقف هنا."

أمر تايلر سائقه فإنحرف بسيارته ناحية مقهى معروف.

ـ هل أجلبها لك يا سيدي؟

سأل السائق وهو ينظر عبر المرآة الأمامية.

Two Graves. Too Late For Hope.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن