{11}

420 68 38
                                    

•••

الولايات المتحدة الأمريكية.
العاصمة نيويورك.

مر أسبوعان على بقاء تايلر في شقة موران في هذه الأثناء أعتاد كل منهما على الآخر. صار موران يحاول أن يقلل من ثرثرته وتايلر يماشيه بهزمه في فيفا ومشاهدة صراع العروش بينما يلتهمان في البيتزا بنكهة الخضار. لنقل أنهما وصلا لوسطية مريحة.

كان تايلر متقرفصًا في منتصف الأريكة الحمراء، يبدو عليه الإندماج مع حاسوبه المحمول حين سأله موران وهو يقضم في قطعة مارشملو: ما الذي تفعله؟

وعلى غير العادة أجابه تايلر:
" أبحث عن دولة جيدة للإستقرار فيها."
سقطت قطعة المارشملو من فم موران، ليسأل بتوجس:
- أتنوي السفر للخارج؟
حرك تايلر كتفيه: " ليس أمرًا مؤكدًا."
- أوه.
قال موران وقد ذبلت ملامحه ليضيف:
- فقط بنسبة تقريبية، كم هي إحتمالية سفرك من المئة؟
دور تايلر عينيه ليلوح الثاني بيديه وهو يردف:
- حسنًا حسنًا سأتركك وشأنك.
لكن 'تركه وشأنه' لم يشمل التحديق به كجروٍ ضائع بلله المطر.
" لماذا يهمك سفري؟"
سأل تايلر بإنزعاج وهو يتململ تحت وقع نظراته.
- أنت لن تفهم هذا الأمر لأنك وحش لا يملك قلبًا.
أشاح بنظره بعيدًا قبل أن يكمل:
- ولكني قد وأقول 'قد' لأنها نسبة غير مرجحة...لكني 'قد' أفتقدك.
أغلق تايلر شاشة الحاسب بحركة من يديه وقال:
" حسنًا."
قطب موران ليكرر وراءه بحيرة:
- حسنًا؟
" يمكنك أن تأتي برفقتي لو أردت، ليس كأن لديك جذورًا تربطك بهذا المكان على أية حال."
قفز موران من الكرسي الذي يجلس عليه ليهتف بذهول:
- هل تمزح؟
فرمقه تايلر بنظرة من تحت حاجبيه ليتذكر الآخر:
- آوه صحيح أنت لا تمزح أبدًا. ولكن هل فعلًا بإمكاني مرافقتك؟
" نعم بنسبة مئة في المئة..ولكن حماسك هذا بدأ يخيفني، كما أنك لم تسأل حتى عن الوجهة بعد."
- لا يهم!
بدأ يدور في مكانه بفرح برفقة كيس المارشملو وهو يهتف:
- لا تهمني الوجهة مادمت سأكون معك.

تقلص وجه تايلر بتلك النوع من النظرات ليتوقف موران عن الدوران ويرفع إصبعًا: هذه الجملة لم تخرج كما كانت في رأسي، لنتظاهر بأني لم أقل ذلك.
للمرة الأولى، أومأ تايلر بإتفاق معه ليتجه موران ناحية المطبخ وهو يصرخ: " سأعد لك القهوة السوداء القاتلة التي تحبها."
هز تايلر رأسه وهو يحدث ذاته: إنه سهل الإرضاء كالفتيات...ولكن سرعان ما تدرجت ملامحه المرحة إلى أن خبت ومالت إلى جانب الظلام مجددًا.
عاد موران مع كوبين من القهوة السوداء وضع أحدهما أمام تايلر قبل أن يجلس في الكرسي الفردي المقاصد له، مرتشفًا رشفة ليسأل بعدها:
" إذا ما هي الخطة؟"
- ليس هنالك خطة.
كشر موران لاويًا لشفتيه حين أردف تايلر:
- ستذهب أنت لعملك وسأذهب أنا للقاء أحد معارفي.
تناول تايلر كوب القهوة وإرتشف منه.

" ألم أخبرك؟"
ابتسم بإتساع وهو يقول بحماس:
" لقد أخذت إجازة لمدة أسبوع. من الآن فصاعدًا سيتثني لك رؤية وجهي البريء على مدار الساعة."

Two Graves. Too Late For Hope.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن