{6}

483 72 18
                                    

السويد.
العاصمة ستوكهولم.

" ريتشارد."

أتت منزعجة وقائلها يَطرُق بحذائِه الأسود الفاخر على الرصيف وهو عاقد ساعديه.

رفع ريتشارد رأسه من داخل الجريدة التي كان منغمسًا بقراءتها ليجيب بإبتسامة صغيرة:

ـ مرحبًا جاكس، كيف حال شركتي؟

تنهد جاكس وجلس أمامه في البنش الخشبيّ وهو غير مصدقٍ لما يراه فقد كان ريتشارد يأكل في شطيرة نقانق مع بطاطا محمرة، هنالك لوح شوكولا مقروم ووعاء فارغ يبدو أنه كان مليئًا بالمعكرونة...لكن كل هذا لم يكن المشكلة، المشكلة أن ريتشارد كان مرتديًا إزار المشفى الأبيض مع حذاء بلاستيكي مغلق ولولا هذا لبدا منظره طبيعيًا للغاية وهو جالسٌ برفقة جريدته.

باعد جاكس يديه وهو يهتف بدرامية:
" ريتشارد أنت تعلم أنك ممنوع من تناول كل هذا! "

لوح ريتشارد مجيبًا دون اهتمام:

ــ لقد فقدت ثلاثة كيلوجرامات من وزني منذ دلفت لهذا المشفى، إن الطعام الذي يقدمونه لي يشبه العلف، شيء عشبي صحي مرعب ولا يستساغ!

رمقه جاكس بنظرة ضجرة وهو يرد بيأس:

" هذا الطعام غير المستساغ جيدٌ لقلبك أما هذه..هذه - لم يعلم بما يصفها فتنهد وهو ينظر للأرض ليعاود القول: انسَ الأمر لكن تأكد أني سأخبر ماجا بهذا!

ــ إفعل ذلك وسأهرب من المشفى بلا رجعة.

تناول جاكس الشطيرة الثانية وراح يقضم منها بغيظ.

" لا أعلم من فينا الأصغر عمرًا في بعض الأحيان!"

لوح ريتشارد بيده مردفًا:

ــ لم تجبني كيف حال صغيرتي؟

كان جاكس يأكل بعنف وعشوائية ليقول من بين قضماته: " إنها بخير، بل أفضل حالٍ من حين كنت موجودًا، يمكنك أن تتقاعد مرتاح البال، كريس وإيلاي كانا خير عونٍ لي ولا أحتاج سواهما."

رفع ريتشارد حاجبًا وهو يقول بنبرة حاسمة:

ـ في أحلامك، لا أنوي التقاعد قبل عشرين سنة أخرى على الأقل. هل انت جاد؟ كريس؟ كريس يساعدك؟ ذلك الكريس؟؟ أعني إيلاي مجتهد ومنظم ولكن كريس؟

نطق كريس الأخيرة بطريقة تعني ضمنيًا تقليله من شأنه للغاية.

" نعم كريس."

أكمل جاكس تناول أخر قضمات ليلعق إصبعيه وهو يقول: " أنت تعلم أنه يكرهك لذا لم يساعدك من قبل."

رماه ريتشارد بنظرة حادة ليتبسم الآخر: " لقد كان لذيذًا! "

ابتسم بغرور كمًّا لو أنه من أعده:

Two Graves. Too Late For Hope.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن