2:2

1.4K 107 14
                                    






يا زيـن :
لا زِلت أتذكّر يوم لقائنا الاوّل ، وكأن القدر قد قدّر لنا ان نُمضي أيامنا مع بعضنا البعض ، في ذلك اليوم المُبارك كاد قلبي أن يخرج من مكانه من شدّة خفقانه ، وكنتُ أسترقُ النظرات لوجهكَ وإبتسامتك من بين الحضور ، لا زلت أذكر مِقدار فرحي وتِلك الإبتسامة التي تعلو وجهي في تلك الثوانِ ..
و... نـعـم ، لم تدمْ إبتسامتي سوى لثوان ، لم أكد سعيداً بلقاء الشريك المِثالي والشّخص الذي إستطاع خطف قلبي في ثوانٍ إلّا وتحطّمت ، ومعها تحطّمت أحلامي وخيالاتي الواسِعه
بـرؤيتـك مع شريك حياتك المِثالي والذي بدوتما معاً كثنائيٍ سِينمائـي ، بييـر .
شورمان بييـر الذي سرقَ منّي قدري !




كان حفل زِفاف شقيقة بيير ، مارينا
وكُنت ترتدي بِدلةً سوداء ، وملامح وجهك كانت ملائكيّه
كان من الواضح ان الملل يلتهمك ، وانّك لا تستسيغ الجلوس مع عمّة بيير سابرينا وإبنتها على نفس الطاوله ، بينما كان بيير يقوم بدوره كَـمُضيف الحفل وشقيق العروس ، واردت انا الجلوس بقربك بأي طريقه
لذا جلست في الطاولة التي بجانبك ، لكن لازال النظر اليك بعيد المنال ، فنظرت باحثاً عن كُرسيّ شاغر بقربك لكن سابرينا كانت عن شمالك وإبنتها عن يمينك .
لذا حكـت خُطّتي في عقلي ، وكان علي فقط تنفيذها
إقتربت من إبنتها " لوسيا " وهمست لها ان هُناك فتاةٌ تبحث عنها عند المدخل..وسرعان ماغادرت كُرسيها الذي اصبح شاغراً لأجلي
وحان الوقت ! وقت الجلوس الى جانبك !

جلست .. ورفعت رأسك ناظراً اليّ ثم إبتسمت واعدت النّظر لهاتفك ، كان من الواضح انك تُراسل بيير لأنه هو ايضاً ينظر لهاتفه مُبتسـماً .
غير مُهم ، المُهم كان وجهك المُهيب ، وعيناك الداكنتان ، وأهداب عيناك الكثيفه ، وانفك المَثالي في كل المقاييس ، وشفتيك الصغيرتان لكن متناسقتان مع ملامح وجهك بطريقةٍ فاتنه .

رُبما فاتني الكثير ، ربما حدث الكثير ولم انتبه له في ذلك الوقت لأن النظر إليك كان اشبه بتأمّـل لوحةٍ فنّيه رُسمت بإخلاص لتصف النعيم ، ولست نادماً على تفويت أحداث العالم المملة لأجل النظر إليك .
أغلقت هاتفك ، ثم رحت تارةً تتأمل السقف ، واُخرى تتحسس قُماش الطاولات ، أعلم انني ازعجتك بنظراتي ، واحرقت راحتك
لكنّك كُنت جذّاباً للعين
هممت بشرب كوب النبيذ الموضوع امامك لكن القليل منه إنسكب على بِدلتك ، فـغضبت . وإستائـت ملامحك . وكان هذا أمرٌ لطيف آخر فيك
تعقدّ حاجبيك ورحت تُنظّف الأثر بمنديل ، أما انا فكُنت مستمتعاً بالنظر لتقلّب ملامحك
وكان الامر مُستتباً بيننا .
حتى وصل بيير ..
فقبّلك .
ولم يُسئ لي الامر ( وقتها )

لم يسئ لي امرٌ سوى انه اصبح علي الرحيل .
حتى رُغم ان علاقتي مع بيير لا تشوبها شائبـه
لكنه كان سيكون مصدر إزعاج وجودي بينكما .
فهممت بالمُغادرة داعياً ان تسنح لي الفُرصة للقائك مُجدداً لأدرس ملامحك بشكلٍ اوفى .



€€'

* في الجزء الاول ( مقدمة الجزء ) تحدث ليام من الحاضر
* الجزء الثاني روى فيه ليام احداث الماضي واللقاء الاول

القصّيص ✞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن