Psychologist ✓

19

.

التف الجميع حول الواقع علي الارض و من وقف امامه مكوّر القبضة، كان الصمت سيد الموقف ، حتي البرت احتفظ بنظرات العار خاصته تجاه الأرض، و قد استغرق وقتاً حتي ليقرر الإعتدال بوضعيته علي الأرض..

اما ليفاي.. فكأن كل كلمات العالم قد اختفت من عقله، او لربما لم تعد تكفي حتي..
فانتهي به الأمر يردد "لماذا؟ لماذا!" حتي كاد يخرّ صريعاً..

_"كانت لايورا سان محقة طوال هذا الوقت، ليس بشأنك وحسب.. بل بشأن كوني مجرد ساذج معتوه ايضاً.."

استدار اليهم رافعاً يديه ف الهواء "جميعاً ؛ انتم هنا بسببي! كل ما تعرضتم له بسببي! كل ما ستتعرضون له بسببي! و علي الأرجح ستموتون بسببي ايضاً!"

عادت نظراته الحاقدة لتحرق البرت مرةً اُخري، فأعاد وجهه للأرض سريعاً، اما ليفاي.. فقد محي المسافةَ بينهما و شد ياقةَ قميصه حتي كاد يرفعه عن الأرض
_"كيف لم اتمكن من ان احزر هذا يوماً؟ الخِسّة تسري بعروق اسلافك!"

لقد اخطأ البرت و رفع بصره اليه لثانية، فكاد لا يتعرف عليه.. كان الغضب هو الوصف الأكثر سطحية لإنفعالاته.. لقد كان يائساً لدرجة لا تصدق، لقد استوطنت الخيبة معالمه فبات انسياً آخر

لم تدمع عيناه حتي، لكنها كانت منكسرة..

_" البرت هو من جاء بأصدقاء ميكاسا و هو من تواصل معي ليطلب المساعدة لأجلك.." قال جاكسون بلا مبالاة، كأنه يقول من باب المعلومة..لا لإصلاح الموقف

و لم يصلح شيئاً بالواقع، بل زاد ليفاي تأجُجاً
_"اجل بالطبع، و يبقي السؤال ؛ مالذي تريده اكثر البرت؟ مالذي تخطط له؟!"

قام بركله عدة مراتٍ بأماكن عشوائية و هو يردد سؤاله المعلق بلا اجابة، حتي اصابت الأخيرةَ وجهه، فأرتفعت نبرةُ بكائه الحارقة..

_"لا اريد شيئاً ليفاي! اردتُ مساعدتك وحسب!"

_"كاذب!"

زحف البرت مبتعداً عنه انشاتٍ معدودة خوفاً من ركلةٍ عبثية اُخري، خاصةً ان لا احد سيقترب للمساعدة و ان قتله بمكانه، كان كل ما يدور بعقله ان لا حل للموقف سوا استخدام الخِسّة التي تسري بعروق اسلافه حق القول..

_" لا لستُ كاذباً ليفاي، آني هي أختي لا شقيقتي، و هي ابنة غير شرعية، قد قرر ابي منذ عدة اعوام جلبها لتعيش معنا بعد موت والدتها و حينها فقط ادركت وجودها.."

ابتلع غصته بصعوبة و مسح الدماء و العرق عن وجهه و عاد يمسك ذراعه المصابة "و ابي بالطبع لا يثق بأحد..
لقد علم ان انتشار الخبر يعني تدمر سمعته، لقد منعني بتاتاً من اخبارك انت تحديداً، و انا بدوري فكرتُ ان لايورا سان قد تعرف عن الأمر يوماً ما، فقررتُ اني لن اعصي اوامره لأن هذا لن يؤذي اي احد علي حال! لكن.. فجأة تفاجئت بآني تتقدم للعمل لديك بهويتها المزيفة، قال ابي حينها ان آني ماهرة ، و انه يرغب بتواجدها بجانبي اثناء تدريبي بشركتك ليتأكد انني لا الهو هناك وحسب! كانت الحُجة الأكثر سخافة علي وجه الأرض..
لكنه كان يعلم انني لن اتمكن من الإعتراض علي ايةِ حال، لأنه الوقت كان متأخراً لإخبارك.."