20|شَـجرةِ الكـرزِ

238 41 101
                                    


لكم ان الحياة متقلبة، حبلى بالمفاجات، متبخترة بعدمية عدلها، واحترافية مغافلتنا، تخدعك بوجه وتباغتك باخر.

تضعك امام قرار محكمة القدر، وتسحبك ظروفها الئ سجن الخيبة و الالم.

قبل ستة وعشرين يوما من الان، كنا مغفولين بالسعادة، والحب، وبايام الحياة الزاخرة بالحيا،

وبمخططاتها التي صغناها علئ حال، لم نفقه بانه سيتغير يوما، الئ حال لا نعرفه، رغم تكتل الاشارات والسوابق، التي صرخت بمؤامرة الفاجعة التي تجوب حدودنا

كنا كأي بشر اخر، منغمسين مع عداء الايام بحركة سلسلة وبالكثير من الروتينية المطمأنة، داخل حياة ممتلئة بالاحلام والشغف والاماني.

التي أُجل آجلها لاستقرار آخر. عندما اعلن العٌداءُ العداءَ ضدنا، وتوقفت بنا الايام، وسكن داخلنا الموت وصرخاته ودماءه وخوفه، وتوجسه، ورعبه، ودماره. فـ دماره داخل الذكرئ...

اولها هي خالتي جولين التي باتت ذكرئ اليمة اثقلت جدران ذكرياتنا.

خالتي جولين التي راحت ضحية عجز، وجشع، وعدمية رحمة عدو، وانانيتنا التي اقتضت بنا الاختباء خوفا لموت سيسرقنا من حياتنا، ولم يكن احدنا معتاد علئ التضحية بعد...!

ذلك النهار، عندما قمعت ضحكاتنا اصوات الرصاص، وألصمت لساننا صراخات الفاجعة، عندما سمعنا بتوجس بطيء ومريب اصوات خطوات العدو تقترب منا، فـ انحنينا لحظة صرخة اعقبت صوت تفجير عالٍ في الخارج!

واحسسنا جميعا بالموت يحوم حولنا وهو يصرخ دون رحمة:

اقتحام، تخلصوا منهم جميعا!

ثم طلقاته العشوائية التي قضت علئ زجاج النوافذ ونثرته ارضا مع قتام الدمار في الخارج، سمعنا اصوات بكاء اناس في الخارج، وارتجاء اخرون الرحمة من حربٍ عمياء لا تعرف سوئ القتل والدمار. سمعنا اصوات التحطم، سمعت اصوات انسياب التراب بحركة سلسله وكما لو انه صوته قد اخترق اقاصي دواخلنا رغم الضوضاء اخترقتنا التفاصيل الكثيرة، طلق، هجوم، تحطم، دخـان، ملثمون سفاحون، مجاهرون بالجشع، قاتلوا السلام...

ثم سمعنا الصمت داوٍ في الاذان، عندما انسحبوا هم فجاة كما جاؤوا بمثلها، ثم نتفاج بـ اصوات تألم خالتي جولين وانهيار الدموع لحظة نطقها انفاس الموت:

اعتنُ بجيني، صنوها كقطعة من روحكم، فأنها كانت قطعة روحي التي غدرت بيـ...، أ...

وانقطع نفسها، وماتت هي، وتعلمنا نحن التضحية...

-اسرع كاي، سيموت! ساعدني.

صرخت روز بي عندما كنت انا متصنم كعامود، رايت الموت بعدد انفاسي منذ اسبوعين، غير ان الموت الذي احتجزني داخله هو موت خالتي جولين لاسيما شجن جيني العظيم الذي يذكرني به كل حين.

رثاءُ ذكــرَياتٍWhere stories live. Discover now