02:00

74.4K 4.8K 3.7K
                                    

جلست تلك المرأة شاحبة الوجهِ على طاولةِ الغداءِ ..لقد نال منها التعبُ وهي تفكّر طيلة الليل في قرار زواجها الذي إتخذته خفيةً عن وحيدتها أوسل حيث على ذكرِها هي قد رفعت رأسها بحثاً عن إبنتها بعقدةٍ بين حاجبيها !

لكن ككلّ يومٍ جديدٍ !..إبنتها تكتفي بالإختلاءِ بنفسها في مقصورتِها مع دموعها و رهابها !..كلّ هذا جعلٓها تشهق بصوتٍ خافتٍ متسائلةً :

"أين أوسل ؟..ألن تأكل ؟"

"عزيزتي،لماذا لا تُخبرين الخدم حتى يطلبوا منها الحضور..؟"

تحدث ذلك الرّجل الذّي يبدو في منتصف الخمسيناتِ مرتدياً بذلته الكحليةٍ مع ربطه لأزرار السّترةِ !..فهو زوجها المحبّب لقلبها !..حيث لم يمرّ شهرينِ على زواجهما السّريعِ !

رفعت عينيها النّاعستانِ ناحيته وهزّت رأسها بالرّفض متحدثةً مع إبتسامةٍ لطيفةٍ :

"لا هيتشول عزيزي..فلندعها وشأنها هي ليست بخير"

"كما تريدين"
تمتم زوجها المدعوّ بهيتشول ممثلاً إبتسامةً على ملامحه فإنعكست إبتسامته على ثغرها لكنّها سرعان ما أخفتها وعادت للعبثِ بحسائها شاردةً..

"لستُ مرتاحةً لزوج السيدة بارك مطلقاً..!"
همست مينا لزميلتها في المطبخ وقد وضعت لها كومةً أخرى من الأطباق التي وجب غسلها .

فمسكت الخادمة المنديل لتمسح يدها ثمّ نفخت الهواءٓ بمللٍ شديدٍ لتسأل بنفاذ صبرٍ صارخةً بمينا :

"بربك مينا...ألن تتوقفي عن الحديث ؟"

"لا..كلام مينا صحيح..أنا أيضاً لستُ مُرتاحةً للسيد هيتشول..يبدو خبيثاً.."

أضافت خادمةٌ أخرى وقد كانت تبدو كبيرةً قليلاً في السنّ حيث ملئ التجاعيد جبينها قليلاً ممسكةً بكيس الخضارِ مبتسمةً بوجنتيها المنتفختينِ..

إبتسمت مينا لكون أحدهم يشاركها رأيها لتضيف هي الأخرى بنوعٍ من الحماسِ :

"أجل..أظنّه يستغل مرض السيدة بارك حتى يأخذ ممتلكاتها في النهايةِ..فمن سوف يتزوج مرأةً مصابةً بتسممٍ في الكبدِ ومهددةٌ بالموت"

تجهمت ملامح كلتا الخادمتين أمامها لتتوتر ملامحُ مينا منسحبةً بطبقِ الطعام ناحية صديقتها أوسل التي تجلِسُ وحيدةً في غرفتها بلا سندٍ ولا طعام بينما إحدى الخادمتينِ قدّ هزّت رأسها بقلّة حيلةٍ هامسةً للأكبرِ :

‎"مينا فعلاً وقحة"

"هي ليست وقحة..بل لسانها السليطُ هو من أحرجها وتفوه بتلك الوقاحةِ"

فُٰوٰبـيِا و إِدْمـآنْ - J.JK✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن