الواحد والثلاثين "خطبه بفستان أسود"

7.1K 276 4
                                    

الفصل" الواحد والثلاثين "
"خطبه بفستان أسود "
كتم الاثنان ضحكهم بشدة " هوووش اسكتي هتفضحينا يخرب عقلك " " إيه يا إمل أنتِ كل حاجه كده! " نهرتها أمل " صوتك عالي أوي يا أية " فجاءه انفتح الباب ونظر أحمد الي كل منهم وهو يضحك " صباح الخير يا بنات " " صباح النور " تأملته أية وهي غير مصدقة " بقولك يا أحمد معتش تلبس النضارة اللي بتاكل نص وشك دي تاني " ضحك أحمد بشدة " حاضر " تنهدت وقالت دون وعي منها " هي فين بنت اللعيبة؟ أ أ قصدي سارة " ضحك بشدة أما أمل فقد ابتعدت عنها وكاد ان يغشي عليها من كثرة الضحك , أشار لهم " اتفضلوا هي فوق , ماما صاحية؟ " لم تستطع أمل الرد من كثرة الضحك بينما قالت أية بعفوية " صاحية يا قمر أتفضل أنت " صفق كل يد بالأخرى وتركهم وذهب وهو يضحك بشدة .
نهرتها أمل " أنتِ أتهبلتي يا بت في عقلك! " " هو اللي يقول الحق في البيت ده ياخد علي دماغه , أصله بقي موز قوي من ساعه ما فتح " ثم نظرت لأمل باستنكار " أنتِ وهي جوازكوا طوال وأنا أدتولي القصير " دمعت عين أمل من كثرة الضحك ولم تصدق ما تفعله أية , صعدوا الي الأعلى ولم تنتبه سارة لهم من صوت مجفف الشعر وفزعت عندما رأتهم قالت أيه بتكهن " طبعا لازم تتنفضي لما تشوفي الخلق دي بعد ما أصطبحتي بوش القمر ده ع الصبح , يا بنت المحظوظة وقعتي واقفة ختي أحلي واحد فيهم " نظرت سارة مبحلقة لأية بشدة ثم انفجرت بالضحك هي وأمل وأشارت لها علي علامة الجنون .
" معلش يا سارة هي قايمه كده من الصبح وهي بتخطرف " , أكملت سارة تصفيف شعرها وهي هائمة تشعر بسعادة غامرة , لقد شعرت وكأنها عروس جديدة فرحه ومتألقة نظرت أمل وأية لها وضحكوا ثم هتفوا مرة واحدة " والله وجيت رجلك في الفخ " تركت سارة المجفف وذهبت لتكتم أفواههم " بس الله يخرب شيطانك منك ليها ليسمعكوا " " متخفيش يا ختي هو راح يشوف طنط " ثم سالتها أمل " مبسوطة يا سارة؟ " هزت رأسها موافقة وهي باسمة ثم نظرت للأرض بآسي " بس حاسة ان حاجه وحشة هتحصل مش مصدقة أبدا " " صدقي يا بت أنتِ فقريه وربنا خسارة فيكي " نهرتها أية بشدة ثم أكملت " أنتِ كده طول عمرك وش فقر بتموتي في النكد قد عينك " " أوف يا اية منك , أنا غلطانة اني بتكلم أصلا " وارتدت طرحتها ووضعت كحل ومشطت رموشها بالأسود ووضعت وملمع شفاه وقالت " يالا عشان منتأخرش "  " اش اش من أمتي الحلاوة دي كلها يعني؟ " " من دلوقتي يا رخمه " , وسبقتهم وهي تخفي ضحكتها .
دخلت المطبخ للسيدة نور عندما لم تجد أحمد بالطابق السفلي كانت السيدة نور فرحه للغاية وعندما رأت سارة داعبتها " إيه القمر ده بس " خجلت سارة منها " ربنا يخليكي يا طنط " نزل أحمد ودخل لهم المطبخ وقبل رأس والدته وضمته هي للمرة السابعة في نصف ساعة فقط! , فهي لم تصدق أن أحمد ينظر لها أخيرا وبعد خمس سنوات من لوعه قلبها عليه رأته سعيد وفرح وبصحة جيدة.
كانت سارة تنظر له والدموع تملئ عيناها فهي فرحه به مثل السيدة نور وغير مصدقة ما يحدث , حالما انتهت السيدة نور من ضمه التفتت سارة سريعا وأخذت تقطع الطماطم التي امامها ولكنها شعرت بذراع تحيط خصرها وارتعشت من الفرح والخجل , ثم أمسك كلتا يديها وهي تقطع فوهنت يدها بشدة ورفعت رأسها له " بتعمل ايه؟ " مسح دمعه فرح صغيرة هربت علي وجنتها برقة شديدة وهمس بعذوبه ومشاكسة " الله!! بقطع الطماطم " " وهي الطماطم بتتقطع كده؟ " " أنا بقي مبقطعهاش إلا كده " وقبل جبينها . "أيوجد من هو أكثر سعادة مني علي هذه الارض؟ لا أعتقد هذا أبدااا ..... ".
_ جلسوا سويا علي الفطور وسارة تنظر له كلما حانت لها الفرصة وعيناها تدمع كلما فعل شيء لم يفعله من قبل , كان الجميع حقيقة يختلسون الي إليه عدي أية!! , فهي لم تختلس النظر! بل جلست وأسندت ذقنها الي كلتا يداها ولم تشيح بوجهها عنه , ثم تمتمت بصوت حالم " إلا قولي لي يا طنط هو أنتِ أتوحمتي علي إيه وأنتِ حامل في أحمد؟ " نظر الجميع إليها باستغراب يحاولون كتم ضحكهم , حولت السيدة نور التذكر ثم قالت " مانجة " تنهدت أيه وهي تنظر له " فعلا مانجه لازم يبقي عسل كده " نظر لها محمد باستغراب ولكنها لم تنظر له , ثم أردف السيد شهاب " أه أنا فاكر , ده انا نزلت جبتها الساعة خمسه الفجر صحتني من النوم وهبلتني يا شهاب هموت علي مانجه , هاتلي مانجه يا شهاب " ضحك الجميع بينما قالت أيه بهيام " يستاهل والله يا عمو " .
ترك محمد الطعام ورفع كلتا يديه عاليا وأشار بأصابعه علي نفسه " أنا اعد علي فكرة مش رسمه "3D"  " , نظرت له شزرا ثم قالت " إلا قولي لي يا طنط أنتِ اتوحمتي في محمد علي إيه ؟ لفت! " استغرب السيدة نور " عرفتي منين يا أية؟! " " مش محتاجه ما هو باين علي وشه " وحشرت قطعه خيار بفمه المفتوح من الدهشة كي يغلقه وسط ضحك الجميع حتي عبد الرحمن النكد ضحك رغما عنه لما فعلته أية , أما أحمد فقد سعل بشدة لملاحظات أية حتى أن الطعام توقف بحلقه واخذت سارة تربت عليه كي يصبح بخير ثم نظرت الي أية شزرا " عجبك كده؟! " .
لم يكن محمد بالقصير بل كان طولة أكثر من جيد ولكن لأن أية طويلة هي الأخرى لم تكن تشعر بفرق واضح , كما أنه وسيم مثل أخوته ولكن ملامح وجهه بها طفوله نوعا ما لأنه الصغير , وقررت أية أن هذا هو مقلبها الجديد الذي سوف تنفذه بمحمد " إيهامه بأنه ليس وسيم " وابتسمت لنفسها بشر      " ما أحلي أن تكوني شريرة نيهاهاهاهااااا " .
" ها يا بنات جهزتوا الفساتين ولا لسه " " هنروح أنهارده يا طنط " ردت أية بعد ان بدأت بتناول الطعام , قال محمد " أنا مش فاضي انهارده هخلص متأخر يا أية روحي أنتِ بقي " بينما نظر أحمد الي سارة  " تحبي تروحي أمتي؟ " " عادي براحتك " سال أحمد " الساعة 11 يبقوا فتحوا ولا لسه؟ " هزت أمل رأسها " يبقوا فتحوا " نظر الي سارة " خلاص نروح أحنا " ابتسمت ولمعت عيناها بالدموع وهزت رأسها موافقة , أستأذن عبد الرحمن وخرج بسرعة وسالت أية " ممكن نيجي معاكوا " " اه طبعا " أجاباها أحمد , " تسلم يا قمر " أفتعل محمد كتم غيظه وقال " صبرني يا رب " أخرجت له لسانها بمرح كي تغيظه بينما نظر حسام لأمل " روحي معاهم وبالليل نروح نجيب بدلتي " " ماشي " قبل رأسها ورأس والدته وذهب وفعل محمد المثل وذهب خلف أخيه .
_ ذهب أحمد معهم لشراء الفساتين من اجل حفل زفاف بن خال أحمد والشباب , ولم تكن السيدة نور وسارة اكثر سعادة من هذا اليوم , قادت سارة السيارة ورفضت بشدة محاولات أحمد للقيادة فهو لم يقد منذ فترة طويلة فأخر مرة قاد بها السيارة كان أثناء الحادث المأساوي الذي حدث له , كما انه لا يملك رخصة قيادة بعد .
أشترت الفتيات الفساتين ولأول مرة يختار هو لها وسعدت سارة كثيرا باختياره ثم ذهبوا لجلب ملابس السيدة نور من عند الخياط وبعد ذلك ذهبوا مع أحمد لشراء بذلته , استمتعوا كثيرا معه وانبهرت سارة وهي تكتشف ذلك الجانب الجديد منه , فقد كان مرح ومشاغب ومشاكس الي اقصي درجة لم يكفوا عن الضحك معه لحظه واحدة ثم اقترح عليهم ان يتنولوا الغداء بالخارج فأخبرته والدته بأن الساعة الثالثة ولم يتبقى سوي ساعة واحده لعوده والده الي المنزل " خلاص نروح نهجم عليهم وناخدهم ونتغدي بره كلنا " تحمست الفتيات للفكرة كثيرا وذهبوا معه الي الشركة , وحالما دلف مع سارة توجهت العيون والأنظار كلها نحوهم وخاصة أحمد الانيق ببذلته والذي يسير واثق بنفسه الي جوار سارة والبسمة الساحرة مرسومه علي وجهه , هنئه عدة موظفون ودلفوا جميعا الي مكتب رئيس مجلس الإدارة .
فرح السيد شهاب كثيرا حالما دخلوا الي مكتبه ووقف ورحب بهم " ايه النور ده أيوة كده المكتب نور بالألوان والوشوش الحلوة دي " " نورك يا عمي " ردت أية بمرح , أحاطها السيد شهاب هي وأمل بذراعيه " أستخبوا ورا الباب لما نعمل مفاجئة لمحمد وحسام يالا " " ماشي " فرحوا كثيرا وأطاعوه وأتصل السيد شهاب بمحمد وصاح به " أنت اعد عندك ومش حاسس بالمصيبة اللي حصلت هات أخواتك وتعالي هنا حالا " وبعد دقيقة كان الثلاثة يقتحمون المكتب " خير يا بابا " قالها عبد الرحمن بلهفه وحالما دخلوا وابتسم السيد شهاب لهم ورأوا الفتيات علموا ما فعل والدهم به وضحكوا كثيرا وأنهوا اعمالهم , وبعد ربع ساعة خرج الجميع من الشركة وذهبوا لتناول الطعام .
وأثناء تناول الطعام جلس الجميع كل زوج يحدث زوجته بود ويمرح معها حتي والده ووالدته , أما عن أحمد وسارة الذي كان يشترك دائما في حديثهم لم يعيروه أي أنتباه وتحسر علي حاله هذا " سوف أتزوج وأنشئ أسرة " وأخذ ينظر حوله بالمكان وكأنه سوف يجد هذه الزوجة الآن , ثم نهر نفسه ونظر الي طعامه وتناوله دون أي شهية.
ربتت والدته علي كفه " عاوزة أقولك حاجه بس متتعصبش زي عوايدك " " خير يا ماما " " أممم في عروسه عاجبه مرات خالك أوي ,أبوها وأمها دكاترة كبار وهي وحيدتهم " أكمل طعامه وهو يستمع واستغربت كثيرا لأنه لم يستوقفها " وهي خريجة الجامعة الامريكية أدارة واعمال واكبر من سارة بسنتين تلاته " نظر نحوها ثم قال أخر شيء يمكن ان تتوقعه علي الاطلاق " أسمها إيه؟ " شهقت السيدة نور وقالت بسرعة " بجد " وعضت شفتها لقد أنستها المفاجأة اسم الفتاه " ريم اسمها ريم " " خلاص ماشي " وهز رأسه موافقا , صاحت به " بجد يا عبد الرحمن!! " نظرت الطاولة كلها نحوهم وقال محمد " في إيه؟ " " عبد الرحمن هيشوف عروسة " شهقوا جميعا بنفس الكلمة حتي السيد شهاب " بجــــد! " , ابتسم بوهن إية يا جماعه أنتو كنتو فاقدين الأمل مني أوي كده " فرح أخوته كثيرا بهذا الخبر وأخيرا نسي تلك الفتاة وسوف يتزوج وتكلمت أية بحماسه مفرطة " شكل كده في خطوبه قريب وهشتري فستان جديد " نظر لها محمد " بتموتي في الشرا " وغمزها ثم همس لها بمكر " صايعه " وضحك معها " أيوة كده يا عبد عشان تحصلنا " قالها أحمد بفرح , بينما تكهن محمد " ودع العزوبية نصيحة أخويه " قرصته أيه بشدة فصاح متأوه .
رسم البسمة علي وجهه الجميع يضحك ويمرح ولا أحد يعلم بالبركان الذي يغلي ويثور أسفل قناع وجهه المهذب هذا.
***
جلست الفتيات الي جوار أزواجهن وهن متأنقات بزيناتهن وفساتينهن المشرقة والشباب تألقن ببذل السهرة الرائعة وصممت سارة أن يرتدي أحمد " الببيون " لا رابطه العنق وعندما رأت نظرات النساء له ندمت علي ذلك فقد بدا رائع الوسامة .
تنهدت أية " فستانها تحفة " كانت العروس تدخل الآن الي القاعة وضمت شفتاها بآسي " أنا عاوزة فرح والبس فستان " قالت ذلك دون وعي منها ثم تذكرت ليلة زفافها وصمتت تماما.
نظر أحمد الي سارة بزينتها الرقيقة وفستانها الرائع ثم همس لها " انهارده تلبسي ليا الفستان فاهمه ولا لاء " ابتسمت بخجل وهزت رأسها موافقة , دار الحديث حول الطاولة عن العروس الجديدة , جاءت خاله الشباب وسلمت عليهم وعلي الفتيات واخبرت السيدة نور بأن العروس وصلت وتجلس بالخلف .
سالت سارة بحماسه مفرطة " هتشوفها امتي يا أبيه؟ " نظر نحوها وتملكه حنق رهيب منها أراد أن يذهب ويسحق ذراعها ويصرخ بها بأعلى صوت لديه , فهي منذ أن اصبح أحمد يري لم تلقي عليه تحيه الصباح , بل لم تنظر ناحيته حتي منذ عده ايام وأول شيء تحدثت به معه الآن هو عن العروس , اغمض عينه كي لا يظهر الغل والحنق بهما ثم فتحهما مرة أخري وقال ببرود " بتقولي إيه يا سارة مسمعتش من الدوشة؟ " فأعاد أحمد عليه ما قالته سارة بصوت عالي , نظر نحو والدته وقال " الوقتي " ووقف وزر بذلته وسأل والدته " مش يالا يا ماما " دهشت السيدة نور من رغبه عبد الرحمن هذه وذهبت معه مسرعة قبل ان يبدل رأيه .
لو كانت رأس أية قابله للمد لكانت سبقت عبد الرحمن " ارحمي نفسك " قالها محمد بسخرية , وقفت أية سريعا " إيه البرود اللي أنتو فيه ده مفيش فضول عندكوا تشوفوا العروسة ولا إيه؟ " وقف محمد ثم أحمد الذي قال " ما تيجي نبص من بعيد " وذهبوا بخفه جميعا وتركوا السيد شهاب الذي يضحك ويتمتم " هيعقلوا أمتي دول مش فاهم؟! " .
_ ذهبت خاله عبد الرحمن والسيدة نور نحو طاولة الفتاة , بدت هادئة للغاية وترتدي فستان أسود يصل الي الركبة وتركت شعرها بحريه دون ان ترفعه وحلق رقيق للغاية وزينه خفيفة , بدت ملامحها هادئة وناعمة , عرَفت خاله عبد الرحمن كل من الوالدتين وسلمت كل منهن علي الأخرى وكذلك سلم عليهم عبد الرحمن وبعدها جلست الفتاة بهدوء ولم يبدوا عليها أي توتر أو أنتباه حتي , تمتم لنفسه " يبدوا أنها لا تعلم شيء " نظر خلفة وتركهم يتحدثون فوجد الستة ينظرون نحوه بترقب , زم شفتيه ونظر أمامه مرة أخري قبل ان يفقد أعصابه .
رتبت الخالة حيله كي تجلس الفتاة مع عبد الرحمن قليلا , نظرت والدتها الي مكان بعيد وهتفت باسم أحدي زملائها من الدكاترة وقالت لأبنتها " ريم روحي أعدي مع طنط علي ما أشوف دكتورة هناء مينفعش تعدي لوحدك "  " عادي يا ماما هيجرالي إيه يعني؟ " ردت ببرود , قالت خاله عبد الرحمن بسرعة " تعالي يا حببتي معانا وكمان اعرفك علي البنات بدل ما تعدي لوحدك " وقفت الفتاة وقررت الذهاب معهم وحالما نظرت السيدة نور خلفها وجدت الستة يبحلقون لهم , هشهشتهم بيدها وهي تنظر لهم شزرا فركضوا بطريقة مضحكه الي الطاولة جميعا و بعد عدة دقائق جاءت الفتاة وعرفتها السيدة نور بأبنائها وزوجاتهم واجلستها الي جوار عبد الرحمن , كان الجميع يخفي بسمته اما هي فنظرت للهاتف ووضعت قدم فوق الأخرى .
نظر الجميع باستغراب لها ما هذه اللامبالاة؟ , أشار أحمد الي اخيه بأن يتحدث معها رفع عبد الرحمن يده وأشار بأنه لا يعرف ما الذي يمكن أن يقوله!! ما هذا الموقف السخيف الذي وضع نفسه به؟ , ارسل محمد رساله نصيه له " أنطق يا بجم! " نظر نحوه شزرا بطرف عينه ولم يفعل شيء  , أتي الطعام والحلوى وأخذت سارة الشوكة من يد أحمد وعاتبته " خلاص مبقاش ليا لازمه؟ " " انا اقدر أهه " واغمض عينه وفتح فمه لها , " لا متغمضش تاني " فتح عينه وابتسم لها واخذت هي تطعمه ويضحك كل منهم , نظرت ريم نحوهم باستغراب شديد ما الذي يفعله هؤلاء؟ ولما لا يطعم هذا الشخص نفسه ويجلس مستسلم هكذا لها وهي تطعمه وتمسح فمه وكأنه طفل صغير , لمحها عبد الرحمن ولمح دهشتها مما تفعله سارة ثم تنحنح عليه بفعل شيء ما " ما تستغربيش " نظرت نحوه بسرعة " مش فاهمه! " , أشار برأسه الي أحمد وسارة " أصلهم بيحبوا بعض أوي " زمت شفتاها  " بس سوري يعني أوفر شويا! " " أممم يمكن عشان أنتٍ متعرفيش قصتهم " ضحكت رغما عنها وقالت بتكهن " يا سلام لدرجة قصة! " هز رأسه موافق وقرر التحدث فيما يجيده فهو لا يجيد أكثر من معرفة سارة وأحمد " أحمد لسه بادئ يشوف من اربع أيام بس " بدأ الآسي يظهر علي وجهها والتفتت له وانتبهت أكثر فقرر أن يكمل " وسارة كانت بتعمله كل حاجه ممكن تتخيليها مكنتش بتسيبه يعمل أي حاجه لنفسه حتي لو هو بيعرف يعملها " " متجوزين من زمان؟ " سألته بهدوء  , " من حوالي سنتين " " بس! " " أيوة وقبلها سنه كتب كتاب " " وهو كان مولود كفيف؟ " " لا دي  حادثه من خمس سنين " " يعني دي أول مرة يشوفها " هز رأسه موافقا " عشان كده تلاقيهم عاملين زي العرسان الجداد " ضحكت ونظرت نحوهم وقالت " دي قصه فعلا " حك أنفه وقال بمكر " كل اللي قولته ده عادي جدا القصة فعلا هما مروا ب إيه عشان يبقوا كده " نظرت نحوه باستغراب ولم تساله عن شيء ولكنها وجدت سارة والفتيات يضحكن بشدة مع بعض , فنظرت له وسالته " واضح انهم واخدين علي بعض اوي " فهي لم تري والدتها تبتسم لزوجه عمها من قبل! . 
أبتسم لها وقال " التلاته أخوات وبيحبوا بعض قوي " أتسعت عيناها دهشة " والتلاته التانين أخوات بردوا كلهم أخواتك؟! " هز رأسه موافقا " جواز صالونات مش كده؟ " " بالعكس كل واحد فيهم قصة متقلش عن سارة وأحمد " تأملته قليلا ثم نظرت لهم والستة يضحكون بشدة معا وصاح محمد بسارة " هنخرج فين أنهارده يا كبيرة؟ " منذ أن أصبح أحمد يري والشباب يخرجون ليلا كل يوم تقريبا كي يعوض أحمد ما فاته كما انه اشتاق لرؤية مصر وشوارعها ونيلها , ردت سارة بسرعة " هنركب مركب " صفقت أمل وأية بشدة واخذن يصحن فرحا.
نظرت أية الي أحمد وقالت مدعيه الهيام " مش عاوز ترقص سلو يا أحمد؟ " فادعي الهيام هو الأخر " طبعا عاوز ارقص " , قال محمد لسارة " قومي اما نطخهم ونرتاح " " لا يا حبيبي انا واثقة في جوزي لم مراتك انت " " عاجبك كده يا هانم! " دهشت ريم ونظرت نحو عبد الرحمن فقال " صدقيني أنتِ مشوفتيش حاجه " ضحكت بشدة وكتمت فمها حرجا منه.
ذهب الستة للرقص و لتحييه العريس والعروسة وانسابت الالحان الحالمة وتمايل كل واحد مع زوجته علي النغمات الرقيقة وأخذت ريم تتأمل سارة وأحمد وكل منهم ينظر للأخر بوله وشغف لم تره من قبل قط , تمتم عبد الرحمن لنفسه "يجب ألا تفسد هذه الفرصة , أبدأ عليك البدء من جديد , عليك بترك الماضي والحاضر والنظر الي المستقبل , دعهم يذهبوا من قلبك
وعقلك الي الأبد" ونظر الي الفتاة الجالسة الي جواره , "هيا حاول من جديد ولكن كيف؟ وانا لم أعشق يوما سواها , كيف لي أن أحب واحده أخري؟" , قطع أفكاره بالحديث معها " تحبي تيجي معانا؟ " هزت رأسها نافية " سوري مش هقدر " " طيب ممكن رقم تليفونك عشان أطمن عليكي أنك وصلتي؟ " " مفيش مشكلة " أعطته رقمها وكذلك هو واستأذنت بعد ذلك وذهبت .
_كل شيء بعد ذلك حدث سريعا طلبها وهي الأخرى وافقت وتقرر أخر الأسبوع لشراء الشبكة وبعدها بأسبوع أخر الخطبة.

***
دخلت عليه المكتب وهو حانق علي العالم كله يصب جام غضبه علي عمله , يفرغ طاقته بالصياح في الموظفين , طرقت الباب بهدوء يعلم جيدا أنها طرقتها ودلفت إليه , "ما الذي أتي بها الي هنا؟ دعيني وشأني أيتها البلهاء الساذجة!" , وضعت أمامه علبه هدايا وهي تبتسم له , "يا الهي هذا ما ينقصني أن يصبح لدي ذكري آخري منها" .
رفع نظره وقال لها ببرود " ده مش عيد ميلادي يا سارة " " أنا عارفه " لم يفتحها ونظر الي الاوراق التي بين يديه بينما فتحتها هي بمرح وقالت " أنا فتحتها عشان تتأكد أنها مش بتفرقع ", نظر للقلم نظرة مبهمة ونظر لها " ده بمناسبة إيه؟ " نظرت للأرض وعضت شفتيها " أنا بس كنت عاوزة أشكر حضرتك علي كل حاجه عملتها عشاني أنا وأحمد " وقف فجأة وقد تملك منه الغيظ الشديد منها ونظر لها نظرة غضب جعلتها تنكمش علي نفسها " أبيه حضرتك كويس؟ " , التفت من خلف المكتب ووقف أمامها مباشرة يصب جام غضبه عليها دفعه واحده , لم يعد يستطيع تحمل سذاجتها وبلاهتها هذه وأمسك بالقلم باشمئزاز ثم تركه ليسقط علي الأرض أمامها مباشرة , رجعت الي الوراء وعلمت أن هناك خطب ما به.
" القلم ده بقي اعتبره إيه؟ تعويض عن سنين عمري اللي ضاعت بسببك ولا تعويض عن حياتي اللي دمرتيها! " ارتعبت سارة منه كثيرا وارتعشت شفتها السفلي بشدة ورجعت للوراء بسرعة تريد الهرب منه وأخذت أنفاسها تعلو وتهبط بسرعة , زمجر بها " أنطقي " تساقطت دموعها وأخذت تهز رأسها بأنها لا تعلم , ذهب وصفق باب المكتب وسحق معصمها وجرها رغما عنها لتواجهه " تلات سنين وأنا السواق والدادة واللي بيطبطب ويحرس ويشيل الهم وف الآخر جايه بكل برود تديني القلم ده! أعتبره تعويض عن إيه ولا إيـــــــــــــه؟! " كان يصيح بها بشدة وأخذ يهزها بعنف وغضب " أنطقي بقولك!" .
تراجعت للخلف وهو يتبعها ساحق معصمها أسفل قبضته الحديدية الي أن التصقت بالحائط , حاولت مد ذراعها الأخرى , كي تفتح الباب وتركض الي الخارج بغير رجعه ولكنه أزاح يدها الأخرى بعنف وأقترب بحيث شعرت بأنفاسه علي وجهها " أنتِ ما بتحسيش , عمرك ما حسيتي بيا أبدا من هنا ورايح مش عاوز أي علاقة بيكي تاني " , ندمت سارة كثيرا ولم تكن تعلم أنها عبئ ثقيل عليه هكذا طيلة هذه السنين , انتزعت نفسها من بكاؤها وشهقاتها وتمتمت " أنا آسفة " زمجر بها وصاح أكثر من الأول وهي ترتعش بشدة أسفله فقد شعرت برعب وهلع كما لم تشعر من قبل , لقد كان يفوق أحمد طولا وضخامة ولم تره من قبل غاضب هكذا ولم تعرف ما العمل؟ وصرخ بها " أسفك مش هيرجع حاجه من اللي ضاعت مني فاهمه ولا لأ " .
فُتح باب المكتب ودخل السيد شهاب علي هذا المشهد نظرت له سارة بسرعة " الحقني يا عمو " , لم ينتبه الي دخول والده حتي وأخذ يصيح بها أكثر ويهزها من معصمها " أنطقي بقولك ردي عليا " " عبد الرحمن أنت أتجننت؟! " ونزعها من براثن قبضته الغاضبة , أرتمت سارة بحضن السيد شهاب تبكي وترتعش بشدة رهيبة , لم يعرف أي شيء ولم يفهم لما فعل ما فعله معها , دخل أحمد علي صياح والده بشدة " أنت أزاي تعمل فيها كده؟ هي عملت إيه؟ أنطق " .
حالما رأت أحمد أرتمت بأحضانه وهي ترتعش بشدة رهيبة لدرجة أن أسنانها صارت تصطك ب بعضها البعض وتشهق بشدة .  
" في إيه يا عبد الرحمن؟ في إيه يا بابا؟ " صاح السيد شهاب بعبد الرحمن الغاضب الصامت ولكن سارة حاولت التكلم بصعوبة بالغة " أنا .. السبب . يا عمي " نظر نحوها " في إيه يا سارة؟ " " أصل .. أصل ضيعت ملف مهم أوي " , قال أحمد لعبد الرحمن بغضب " ولو بتزعق فيها كده ليه؟ " رفعت رأسها له وتوسلت له " أنا الحق عليا يا أحمد " .
نظر نحوها شزرا ولم يهتم لوجود أبيه او أخيه فصاح به والده " ملف إيه ده اللي عامل الحريقة دي عليه؟ " زم شفتيه وقال وهو ينظر نحوها بقرف " معتش يلزمني خلاص " وأنخفض نحوها وهو يصيح فيها بشدة جعلتها تدفن رأسها بصدر أحمد " من هنا ورايح سكرتارية مكتبي معتش ليكي دعوة بيها أبدا فاهمه ولا لأ " وخرج وصفق الباب وراءه , تاركا أحمد في دهشته "كيف يصيح بزوجتي هكذا!" .
***
_ أصبحت الساعة الواحد صباحا وهي لا تزال تأن وتبكي حتي في نومها , لم يعرف أحمد ما العمل ولما معصمها الأيسر متورم هكذا وبه كدمه كبيرة , كل فتره تصدر عنها رعشه غريبه وتتمتم بهستيرية " أنا آسفة " ويدها باردة للغاية , جاء بغطاء أضافي وأزاد من درجة حرارة الغرفة رغم أن الجو ليس بارد ولكنها لا تزال ترتعش  .
وأخيرا سمع صوت سيارته تركها وهو مكره وذهب إليه وأمسك به قبل ان يدخل شقة والدته " عملت فيها كده ليه؟ " كانت عين عبد الرحمن محمرة للغاية نظر لأحمد بعدم اكتراث ثم التفت ليفتح باب الشقة " مالك يا عبد الرحمن؟ فيك إيه؟ انت اول مره ترجع متأخر كده " زمجر بأخيه " أنا حر! هو ليه أنا بالذات كل ما أعمل حاجه تبوصوا عليا , لما قررت أتجوز كلكوا أستغربتوا , لما رجعت مره متأخر حضرتك واقف تعملي محضر , هو أنا إيه عجبه!! مش من حقي أعمل اللي أنا عاوزة أبدا " هز أحمد رأسه غير مصدق أن هذا أخوه " أنت مش عبد الرحمن " " بجد! الف مبروك , روح علي شقتك وملكش دعوه " والتفت لفتح الباب ولكن أحمد وقف امامه وتمتم بوهن " بس انا كنت فاكر انك بتحبها أنا مش مصدق أنك عملت فيها كده , أنت مش عارف هي عملت عشاني إيه؟ " , صاح عبد الرحمن بعلو صوته " أنا مبحبش حد فاهم مبحبش حد , واللي عملته عملته عشانك أشبع بيها " ودخل وصفق الباب بوجه أخيه المصعوق تماما  .
وفي اليوم التالي صباحا :
" أنت أزاي تعمل فيها كده؟ " لم تستطع أية يوما السكوت إذا تعرضت إحدى أختيها الي أذي , تركها وذهب الي الخارج ولكنها ذهبت وسدت عليه الطريق وصاحت به " ملكش أنك تمد أيدك عليها أو تلمسها أصلا " زمجر بها " ميلي من وشي يا أية " عقدت ذراعيها بتحدي واضح ورفعت رأسها " وإلا هتعمل إيه؟ " ونهرته باستخفاف " أنت فاكرني زيها هخاف وأعيط!! " .
زم شفتيه وأحمر وجهه بشدة وارتعبت أمل وذهبت لتجر أية من أمامه ولكن أيه لم تتحرك وصاحت بأمل أكثر وهي تنظر له " أنتِ خايفه كده ليه؟ هو هيعملي إيه يعني؟! " , قال محمد بنفاذ صبر " خلاص يا أية تعالي هنا " نظرت له بغضب وصاحت بالعائلة كلها " أنتو خايفين منه كده ليه؟ " لم تصمت إلا بعدما سمعت الصوت الواهن خلفها " خلاص يا أية من فضلك " نظر نحوها والغضب لم يذهب من عينيه بعد وقالت بنبرة أشبه الي التوسل " أنا أسفه يا أبيه سامحني " نظر لها باشمئزاز و تركها ونزل مسرعا  .
تساقطت دموعها وظلت تنظر الي الأرض بآسي وصاحت بها أية " أنتِ هبله! أنتِ كما اللي بتعتذري؟! " وركبت المصعد وتركت سارة , ذهب لها أحمد وضمها له وقال بوهن " جاهزة ؟ " " اها " , نزل هو ومحمد وهي وذهبوا للمشفى كي تري ما المشكلة بيدها , وعندما جلست أمام الطبيب وأخذ يفحص يدها تذكرت عندما عصرها عبد الرحمن بيده ثم وأثناء تعنيفها بعد أن الصقها في الحائط بشدة ، سحق معصمها ضاربا إياه في الحائط خلفها عده مرات وهو يصيح بها بغضب بالغ ,  وحينها أخذت تبكي بشدة وظن أحمد انها آلام الكشف وأخذ يربت عليها ويهدأ من رعشتها التي عاودتها  .
بعد الكشف والأشعة تبين أن هناك شرخ بمعصمها وقامت بتجبيره , أشفق أحمد عليها كثيرا تري ما الذي فعله بيدها حتي يصير بها شرخ , لم ترغب سارة بالتحدث ولم يعرف ما حدث .
وأثناء العودة مع محمد جلس الي جوارها بالخلف " معلش يا سارة انا مش عارف عبد الرحمن ماله بس والله هو مش كده خالص " " انا عارفه أنا مش ناسيه هو عمل إيه عشانا وأول لما يهدي هعتذر منه تاني لحد ما يسامحني " نظر محمد نحوها بالمرآة غير مصدق , وأنبهر بها أحمد كثيرا كيف تسامحه بعد ما فعله , خاصة وأنها لم تفعل له أي شيء ثم تذكر كيف كان يصيح بها بشدة وتسامحه , أن لديها قلب كبير للغاية , جعلها تتوسد صدره وأخذ يهدئها بينما هي كانت تتذكر كل ما فعله عبد الرحمن من أجلها هي وأحمد وتشعر بالندم يأكلها بشدة فهي كانت حمل ثقيل وتمنت من كل قلبها لو أنها كانت قوية واستطاعت تحمل المسؤولية وحدها دون المساعدة من أحد ولكنها كانت ضعيفة واهنه طوال عمرها لم يكن لها شجاعة وجرؤه أختها أية.
_ دهش أحمد عندما وافقت علي الذهاب للصائغ معهم فعبد الرحمن لم يحاول الاعتذار منها الي الآن .
جلست الي جوار أخوتها وهن يثرثرن وتذكرت يوم أن جلبت شبكتها وابتسمت لنفسها وتذكرت كيف غازلها أحمد وأخبرها أنها سوف تصبح زوجته وملكه وذهبت له وهي ممسكه بيدها المجبرة ثم نظرت الي مكان بالمحل وقالت له " فاكر " ضحك وقال " أحنا كنا أعدين هنا ؟ " هزت رأسها موافقه , وجلس حسام الي جوار أمل بعد ما ذهبت سارة وهمس لها " أول مره شوفتك فيها كانت هنا " ضحكت بشدة وقالت له " يوميها أية عكستك وأنت داخل " نظر لأية وقال بعبث " أية مشاء الله عليها مفيش حد لسه معكستوش تقريبا " زمت شفتيها وقالت بغضب مصطنع " هو اللي يقول الحق يبقي غلطان يعني! " أنخفض محمد نحوها وهز رأسه باستياء " فضحتيني الله يسامحك " نظرت له بمكر " محمد مش عاوز تشتري ليا حاجه  ؟! " " أنجري قدامي بدل ما تعكسي في أخواتي " .
أخذ أحمد سارة ووقف الي جوار عروس أخيه " ها يا ريم الازواق عجباكي هنا؟ " " اه كويسه جدا " ونظرت الي سارة " الف سلامه عليكي من إيه ده؟ " هرب اللون من سارة ولم تستطع النظر لها وقالت بوهن " أصلي وقعت " " أنتِ أتحسدتي أنتِ وأحمد ولا إيه؟ " ابتسمت سارة لها بينما قال عبد الرحمن بنفاذ صبر " ها يا ريم أخترتي حاجه؟ " ضمت شفتيها وقالت وهي تشير الي خاتم " هجرب ده " كانت ريم وحدها فوالدها ووالدتها مشغولون للغاية ولم يستطيعوا ترك أعمالهم  .
أمسك أحمد بالسلسال الذي لا يفارق رقبتها " أنا عاوز أغير السلسلة دي هجبلك واحده بدلها " وأخذ يبحث بعينه الي ان وقع نظرة علي سلسال ماسي رائع وصغير فطلب من السيد جرجس احضاره كان رقيق للغاية وعبارة عن حرف  " A " " اقلعي دي بقي يالا عشان البسك السلسة " نظرت رغم عنها نحوه فوجدته ينظر لها نظرة محذره وغاضبه للغاية ازدرت لعابها وأدخلت السلسال الي داخل ملابسها " بلاش عشان الطرحة مش تبوظ هبقي اقلعها بعدين " " علي قدك يا ريم! " كان غاضب للغاية وفي تلك الاثناء كان أحمد يقفل القفل لسلسال سارة الجديد ويبارك لها . 
اختارت ريم الشبكة وكانت أكثر من جيده فنظر أحمد لسارة وقال بمرح " ها اجبلك شبكه تانيه ولا إيه؟ " ضحكت له " لو اعرف أن اخواتك هيتجوزوا أخواتي كنت نقيت شبكة محترمه "  " يعني أنتِ كنتي مصممه علي شبكة صغيرة عش... " هزت رأسها " أيوة عشان مزدش عليهم في حاجه " هز رأسه بعجب منها ثم قبلها بحب أنها تجذبه كل يوم أكثر مما يسبقه  .
تمت الخطوبة في فيلا والد ريم , طبيب المخ والاعصاب المشهور , وكذلك والدتها كان لها مكانه محترمه وسط أطباء جراحه القلب , كان الحفل بسيط للغاية رأته أية ممل لدرجة مغيظه , بارك الشباب لهم وقدموا لعروس أخيهم المستقبلية الهدايا .
" إيه الكأبة اللي هي فيها دي؟ كل لبسها أسود وغامق! " " أية ملناش دعوه " ثم قالت سارة هي الأخرى " أحنا مصدقنا أنو يوافق يتجوز أطلعي منها أنا عرفاكي " , عقدت ذراعيها " حفله رخمه والجوازة دي مش هتكمل " " اتهدي يا بت أنتِ " نهرتها سارة بينما تحدتها أية " طيب ترهنيني علي أية انو مش هيكمل معها " " مش هراهن وبطلي شر شويا " ظلت سارة بعيدا عنهم قدر الإمكان ولم تذهب الا لتقديم الهدية للعروس فقط لا غير .
ظلت الفتيات معا طوال الحفل تقريبا ولم تتحرك أي منهن فعائلة ريم لم تكن لتشجع أي منهن للانخراط بينهم ، وعلي صعيد آخر وجود العمه ثريا التي كانت تبغض الفتيات بغض خالص خاصه أمل وأية لجم حركتهم كثيرا حتي لا يتقابلوا معها وجها لوجه .
" يا ساتر يا رب بقي ثريا البومه دي أخت عمو شهاب القمر ده مين يقول كده؟! أقطع دراعي إن ما كان ساب المنصورة وطفش بسببها هي وبناتها القرود دول " .
نظرت سارة الي أمل التي تجاهد كي لا تضحك من نقد أية التهكمي اللاذع علي العمه ثريا وبناتها " أضحكي أضحكي أنا عارفه أن أختك دي مش هتسكت الي لما تجيب لينا مصيبه قلبي بيقولي اننا هنبات عند بابا أنهارده لأ ومطولين إن شاء الله! " .
تكلمت أيه بعلياء  " هاه أتكلمي علي نفسك يا ماما أنا محمد مستحيل يزعلني " لوت كل من سارة وأمل شفتاها سخريه منها وقالا معا " الله يرحم! " شهقت أية وجعلت كل من أختيها تلتفتا " شوفي الحربايه اللي اسمها منار دي!! يخرب شيطانها واقفه مع عبد الرحمن كده بكل بجاحه! " لم يكن من العسير أبدا علي الفتيات تخمين الحوار الدائر بين عبد الرحمن وبين ابنه عمته منار ولخلفيتهم ومعرفتهم بحب منار لعبد الرحمن منذ الصغر وتهرب هذا الأخير منها الي ان أصابها اليأس وتزوجت من خمسه أعوام كي لا يفوتها القطار لا أكثر ولكن حياتها الزوجية كانت تعيسة ودائما كانت تهدد زوجها بالانفصال وبالفعل لاذت به ونتج عن أنانيها طفل بأس حرم من والده الذي يعمل بالخارج وأصبح لا يراه سوي شهر بالعام .
صدمت الفتيات من جرأه المدعوة منار هذه فكان من الواضح جدا الحوار الدائر بين عبد الرحمن ومنار فهي تعاتبه بشدة وهو يلتفت بوجهه ويستغفر .
_" طلعت من عزلتك أخيرا يعني يا عبد الرحمن مش مكنتش بتفكر في الجواز نهائي وملكش غير شغلك وبس؟! " ثم رمت نظرة احتقار علي ريم " بقي هي دي اللي وقعتك علي ملا وشك! " اشاح عبد الرحمن بنظره بعيدا عنها واستغفر ثم التفت لها مرة أخري أنه لا يطيق نفسه ولا ينقصه حقا منار الأن ، أي شيء يمكن أن يتحمله عدي منار!! .
" الله يبارك فيكي يا منار عقبال عبد الرحمن الصغير إن شاء الله لما تفرحي بيه " أمتعض فكها ورده لم يزيدها إلا إصرار علي تعنيفه " عاوزة افهم ليه انت واخواتك مقدرتوش تحبونوا ودخلونا وسطكو علي طول بعدنا عنكوا بتستعروا من المنصورة ناسي أن خالو منها خلاص مدام جيتوا سكنتو هنا بقيتو مودرن وسبور واتكبرتوا علينا؟! " كبح جماح غيظه بشدة رهيبة وتجاهلها للمرة الثانية " وأزي جوزك مش نازل أجازه قريب ولا حاجه؟ " سأل وهو يعض علي أسنانه تقريبا  " أنا أطلقت يا عبد الرحمن من 3 شهور " ظهر الغيظ الشديد علي عبد الرحمن وقرر أنه لن يتحملها ثانيه واحده بعد الأن هنا تدخلت سارة وأشارت لمحمد بسرعة " في إيه يا سارة؟! " " الحق اخوك بسرعة " وأشارت بوجهها ناحيه عبد الرحمن وحالما نظر أتجه سريعا نحوه هو ومنار وقال سريعا قبل أن يفلت لجام غضب عبد الرحمن " منار عمتي بدور عليكي وكمان عبد الرحمن الصغير " نظرت لعبد الرحمن نظرة أخيره ثم نظرت شزرا لمحمد فهي تعلم أن لا أحد يبحث عنها وذهبت عنهم .
زفر عبد الرحمن زفرة معذبة وربت محمد علي كتفه " خلاص بقي يا عريس روق روح لعروستك وانا مش هخليها تهوب من هنا تاني " ونظر نحو الفتيات الآتي انزوين في مكان بعيد " وربنا يسترها علينا لما نروح " نظر عبد الرحمن نحوهم هو الأخر وهو يعلم تمام العلم انهن سوف يبتن ليلتهم ودموعهن علي خدودهن فالعمه لم تكن تترك فرصه لتلمح بقصد او بغير قصد عن أن لا واحده منهن رزقت بطفل الي الآن وتتحدث عن الأمر وكأنه عدوي فيروس ما أصابتهم لأنهم أخوة!! .
وعلي صعيد آخر تحمل السيد شهاب تذمر أخته بابتسامه مهذبه علي محياه من ترك أبناءه بناتها رغم أن فتياتها الثلاثة تزوجن ورزقن بالأطفال !!!.







نهاية الفصل.

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر Where stories live. Discover now