الثامن والثلاثين "والأخير"

12.8K 329 58
                                    

الفصل" الثامن والثلاثين "
" الحصان الأسود "
نظر لها وهي هائمه لا تبالي الي اين يأخذها , فقط تنظر الي الخارج ولا تهتم الي أي شيء .
نظر الي الطريق الوعر أمامه ثم نظر لها مرة أخري ولامس وجنتها بظهر أصابعه برقه جعلها تلتفت له وتبتسم ابتسامه هادئة , ابتسم لها بود هو الأخر وأدار مشغل الموسيقي بالسيارة علي اغنيتها المفضلة لتنظر له مرة اخري وتبتسم وتسرح مع الأغنية .
امسك المقود بكلتا يديه يعلم تمام العلم انها لم تحبه وتعشقه مثل احمد رحمه الله , انها تجد به حضن الأخ الأمان الذي تريده بشدة أكثر من أي شيء أخر , وهو يعلم انها تعلم بانه يعلم بأنها لا تهيم به عشقا وانما هو شعور من الاستقرار والامتنان لم يتولد في قلبها ذلك الافتتان والسحر به , ومع ذلك هو رضي بذلك يوم ان اتفقوا سويا علي متابعة حياتهم معا " أنا اسفة يا عبد الرحمن بس متتوقعش مني ان احبك في يوم وليلة وانا بقالي سنين معتبراك اخويا الكبير اللي لازم احترمه " " متقلقيش العشرة بنا هي هتعلمك ازاي تحبيني زي ما بحبك " .
لم تكذب عليه منذ اليوم الأول كانت صريحة معه , فحبها لأحمد لم يكن بالحب الهين ولأنه هو نفسه حبه لها لم يكن بالحب الهين استطاع تدارك مشاعرها هذه لأنه حاول محاولات عده كي ينساها ولم يستطع اما عن احمد رحمه الله فقد ذهب فجأة رحل عنها وهم علي اتم الوفاق , لم ينفصلا مثلا لم يحدث بينهم شقاق يجعل مقدار حبه يتناقص في قلبها , لا هو فقط رحل واخذ معه قطعه لا بأس بها من قلبها الي الأبد .
هو يعلم تمام العلم بذلك ومع ذلك رضي وسعيد بهذا الجزء الصغير الذي يحتل قلبها ويعلم انه يوم بعد يوم يزداد قليلا وسوف يكبر الي ان يحتل كل ما تبقي من قلبها يوما ما ....
نظر مرة اخري نحوها وهي شارده تعبث بأصابعها مع الحان الموسيقي لأغنيتها المفضلة " Some body " , يشعر بأن هذا جزء من العقاب أجل هو لم يسامحه نفسه بعد تماما لأنه أحب زوجه أخيه حتي ولو كان أحبها من قبله , اما بالنسبة لعدم وجود فرصه لأن ينجب منها أطفال , حسنا لقد مر ثلاثة اشهر منذ أن أجرت العملية الجراحية تلك العملية التي ادخلت كل منهم في صمت رهيب شعر أخيرا بما تشعر به , مؤلم هو الصمت كثيرا .
استمر لمده خمسه ايام دون ان يستطيع ان ينطق بكلمه واحده ولكنه قاوم رغبته في الصمت هذه وأثر عليها سارة وتكلم معها باليوم الخامس اثناء سيرها كما اوصي الطبيب كي لا تتجلط الدماء بقدمها من أثار تلك العملية , يومها اخرج نفسه من شجونه وتحدث معها وعندما تكلم حسها بشدة علي التكلم هي الأخرى ونجح في جعلها أن تنطق بأول كلمه بعد ثلاثة أيام منه لقد نجح من اجلها فقط وليس من اجل شيء اخر .
لم يؤلمه حقا ان لن يصبح لديه اولاد رغم انه تمني بشدة ان يكون هناك طفل يربطه بها الي الأبد ولكن ما ألمه حقا ورأي فيه بقايا من العقاب الواجب عليه تنفيذه هو آلمها هي , اجل لم يستطع تحمل نظرة اليأس بعينيها بعد ان علمت انه لم يعد هناك أي مجال لمجرد الحلم بأنجاب طفل في يوم ما من الأيام , وها هي الأن معه علي الطريق حيث يأمل كل الأمل بأن تكون هذه وسيله اعادتها للحياة مرة اخري بعد ما مرت به .
نظر اليها وداعب خدها برقة مرة اخري لتنظر له , لقد كانت الأغنية علي وشك الانتهاء فتمتم وهو هائم بها مع المغني : Some body hope that someday you will see that some body is me ……..
لتبتسم له ابتسامه مرحه تكشف عن اسنانها الصغيرة , كل شيء بها صغير وضئيل ومع ذلك يعشق تأثيرها الكبير عليه .
بعد ساعة وصل اخيرا الي وجهته  , نزل وفتح الباب الي سارة وامسك بيدها وتوغلا معا بأرض قريه ما  " هو احنا رايحين فين ؟ " سالت ببراءة الاطفال , ابتسم لها " الوقتي تعرفي كل حاجه " .
عندما دلف عبد الرحمن معها قابلهم عمدة هذه القرية ورحب بهم كثيرا والقي التحية علي سارة , كان رجل عجوز ودود وله ابتسامه بشوشه مرحه , اشار عبدالرحمن بيده نحو سارة " دي الست سارة المسئولة عن كل حاجه " " يا ألف أهلا وسهلا , حمد الله علي السلامة يا هانم , ربنا يجزيكي غير عن كل اهل القرية " .
لقد تغيرت طريقة الرجل معها علي الفور وزاد حبورا بها واشارا وهو يسرع بخطوته " أتفضلوا أتفضلوا " نظرت سارة ببلاهة نحو عبد الرحمن " مسئولة عن إيه ؟ انا مش فاهمة حاجه ! " " مش كنتي عاوزة تعملي صدقة جاريه لأحمد الله يرحمه " " اها " " اديكي عملتيها يا ستي " " أزاااي !! " ابتسم وربت عليها " تعالي وانا اوريكي " واشار لسائق العربة التي كانت تتبعه بأن يأتي بالأغراض .
ذهبت سارة وجلست في مساحه واسعة امام منزل العمدة " ها يا عمدة ايه الاخبار ؟ " " كله تمام يا سعادته البيه الشغل في المستشفى والمدرسة والجامع شغل كل العاطلين عن العمل والرجالة والستات كلها بتدعي لك انت والست سارة " نظرت له سارة وهي مبتسمة وغير مصدقه , ثم قال له بعد ان اشاح نظرة عنها " جمعت لي اللي قولتلك عليهم ؟ " " ايوة يا سعادته البيه دقيقة ويبقوا هنا "  .
وطلب من الغفير ادخال الاطفال , همس عبد الرحمن بأذنها " يالا عشان تدلهم الهدايا اللي جبتيها عشانهم " " أنا !! " " أيوة أنتِ " .
دخل عليهم حوالي الخمسين طفل تتراوح اعمارهم من الرابعة والثالثة الي العاشرة والحادية عشرة من الفتيات والفتيان " دول عيال القرية كلها يا بيه زي ما سعدتك امرت بالظبط " , كانت الأطفال خجله وبعضهم كان مرتعب  أشفقت سارة عليهم كثيرا وذهبت امامهم ونزلت علي ركبتها " أنت خايف ليه بس تعالي ! " كان طفل صغير في الخامسة من عمرة يقف وينظر برعب لكل الأطفال " اسمك ايه ؟ " " عبد الله " قالها بتردد شديد , قالت سارة مداعبه " ممكن اخد بوسه " ازاح اصبعه من فمه وهز برأسه وهو لا يزال متوتر ولكن تشتت انتباهه بالهدايا خلف سارة , قبلته وضمته اليها ثم اعطته الهديه وبعد ان رأي الأطفال ان سارة تضمهم وتعطيهم الهدايا , اقبلوا عليها دون خوف وبدأوا يضحكوا معها ويمرحوا  وركضت فتاه يبدوا عليها الشقاوة اسمها فاطمة تقبل سارة وتضمها دون أي خوف احبتها سارة كثيرا وظلت ممسكه بيدها حتي بعد انتهاء توزيع الهدايا .
شعرت سارة بسرور غير عادي بعد الهم والحزن التي كانت فيه منذ قليل وخرجت وهي ممسكه بعبد الرحمن واليد الأخر ممسكه بفاطمة وعندما خرجوا وجدوا اهالي الأطفال يرحبون بهم كثيرا خصوصا سارة وأطلقوا الزغاريد بكل مكان والجميع يهنئها لأنها قامت من مرضها سالمه , لم تعرف ما العمل حقا لأنها لم تفعل أي من هذا  .
بعد مده من السلام والتحدث معهم جاء رجل وسلم بحب علي عبد الرحمن , يبدو انه صديق ما من طريقة سلامه وكلامه معه ثم نظر الي سارة وقال بمرح " اخيرا يا مدام سارة نورتينا حمد الله علي السلامة " " الله يسلمك " " أنتِ مش عارفاني ولا ايه هو الواد مش بيحكي لك عني ؟ " وفرك راس عبد الرحمن بمرح " لا ازاي مش فاكره لما قولت لك انا ليا صاحب من ايام الجامعة في رخامة الدنيا والأخرة , اهو هو ده حازم الرخم " ضحكت سارة رغم عنها لمزاحهم هذا .
" ها جبت اللي قولت لك علية ؟ " " عيب يا بني انا مش شويا هنا " وذهب وعندما عاد كان معه حصان اسود كبير قال عبد الرحمن " يالا يا سارة اركبي " " بتهذر ! اركب فين ؟ لا طبعا اكيد هقع " " ههه متخفيش انا هركب وراكي " " لا والله اطمنت انا كده ما احنا اللي اتنين هنقع ومش هنلاقي حد يروحنا ! " " اقع ازاي بس يا بنت انا احسن واحد بيركب خيل في النادي " " بجد ! " " طبعا بجد يالا بقي مش عاوزين نتأخر " ساعدها علي الركوب وصعد هو بخفه وسرعه بعدها ومشي بهدوء في القرية والكل ينظر لهم ويلقي السلام علي عبد الرحمن وكأنه يعرفه  , كانت سارة خجله للغاية وفي نفس الوقت فرحه , نظرت له بحب " كل دي مفاجئات  " " ولسه لما تعرفي الباقي " دهشت منه " لسه في ! " " اهااا " قالها بثقة وهو يضحك .
طوال الطريق كان يلقي احد الرجال عليه السلام ويرد عليه عبد الرحمن باسمه السلام , نظرت له مرة اخري وكأنها لا تعلم أي شيء عن هذا الجالس خلفها فهو يفاجئها اليوم كثيرا , " الناس دي كلها عرفاك وانت عارف اسمهم أزاي ؟ " " عشان انا اشتغلت معاهم قبل كده " نظرت له بسرعة " هي دي القرية اللي انت بدأت بيها .... " هز رأسه موافقا " ودول الرجالة اللي اشتغلوا معاك ..... " هز رأسه موافقا ايضا هذه المرة .
" طب ليه مفهمهم اني انا اللي عملت كده , انا حاسة بالذنب عشان مقولتش اني معملتش حاجه " " ومين قال كده الفكرة فكرتك والفلوس بتاعتك " " بجد ازاي ؟! " " مش أنتِ اللي فكرتي في فكرة صدقه جاريه لأحمد " أها " " والفلوس اللي اتعمل بيها المستشفى والجامع والمدرسة ارباحك من ساعة ما بقي الورث ملكك وفلوس الزكاة بتاعة املاكك التانية وفلوس الزكاة بتاعتي انا وبابا وماما ومحمد وحسام وعم شاكر كمان " دمعت عيناها بشدة " كلكوا عملتوا كده ! " " إيه رأيك بقي في المفاجأة ؟ " " دي احلي حاجه في الدنيا حد عملها ليا قبل كده يا عبد الرحمن " نزلت دموعها وامسكت بيده الملفوفة حول خصرها .
فرح عبد الرحمن كثيرا لأنه نجح بإيجاد طريقة تخرجها من صمتها وحزنها بل وتضمن عدم شرودها مرة اخري , همس بأذنها وهي تمسح دموعها " ها مستعده لمفاجأة كمان ؟ " " لسه في ؟ " " هههه أيوة " " انا كده قلبي هيطير مني " " بوصي يا ستي انا عملت صندوق اسمه صدقة جاريه الصندوق ده أنتِ مسئوله عنه من هنا ورايح كل سنه الزكاة بتعتنا كلنا هتروح ليه وانا كلمت ناس صاحبي وعملا واصحاب شركات من اللي بنتعامل معاهم بفكرة الصندوق واللي ناوين نعمله بيه وعدد كبير منهم قوي وعدني ان نص ذكاتهم كل سنه هتروح للصندوق ده " " طيب وانا هعمل ايه بعد كده ؟ " " في ناس كتير مش بيوصل لها مايه هنا وفي بيوت وقعت وعاوزه سقف وفي كهربا لسه مدخلتش تقدري تعملي مليون حاجه وتساعدي باللي تقدري عليه , ها موافقة ولا مش قد المسئولية دي ؟ " " عملت كل ده عشاني يا عبد الرحمن ؟ " والتفتت وقبلته من وجنته غير عابئة بأنهم يسيرون و اعين القرية كلها عليهم وتراقبهم " هههه يا مجنونة أنتِ فاكرانا في شرم بوصي قدامك متوديناش   في داهية " قالت بمرح من بين دموع فرحها " الله مش انت جوزي ! " " والله ! الوقتي بس بقيت جوزك مانا متلقح قدامك طول اليوم إلا عمرك ما حنيتي عليا وجتِ بوستيني لله في لله " ضحكت له " من هنا ورايح هبوسك علي طول كويس كده " نظر لها بمكر ثم همس بأذنها " اما نشوف يا ست سارة البوسة تكدب الغطاس " وتركها تضحك بشدة لما قاله لها , وشعر بالسعادة والفرح لسعادتها هذه .
وصلوا اخيرا لأماكن الأنشاء ونزلوا عن الحصان " انا عمري في حياتي ما ركبت حصان وبجد أحساس تحفة , كأني بطله في رواية من بتوع زمان " همس لها " أنتِ البطلة في رويتي " " لاااا ده انت انهارده حالتك حاله ! " .
رأت سارة الاساسات والإنشاءات لكل من المسجد والمشفى والمدرسة , لقد كانوا بأماكن متقاربة وكلما مروا علي مكان يحي الجميع عبد الرحمن بحرارة وكانوا يشكروها هي الأخرى , وبعد ذلك قدمت فتاتان جميلتان عرفهم عبد الرحمن علي سارة " سارة , هبه وهدير الاتنين اخوات هبه في سنه تانيه أداب اعلام وهدير في تربيه انجليزي سنه رابعة وهما الاتنين مسئولين عن توصيل طلبات ونواقص القرية ليكي , يعني تقدري تعتبريهم دراعك اليمين هنا " .
تعرفت سارة عليهم ورحب بها الأثنان أيضا " من هنا ورايح هتتوصلوا مع سارة بدالي وهي هتيجي مرتين تلاته في الشهر تشوف الشغل عامل أزاي " وبعد قليل قدم طبيب شاب وطبيبه بدي عليهم حديثي التخرج وتكلموا بحماسه شديدة عن سعادتهم بافتتاح المشفى عن قريب وعن كميه الارواح التي سوف يعالجها هذا المشفى .
بعد الانتهاء من الجولة والتعرف علي مشاكل القرية , قررت سارة التواصل مع شباب القرية التي قابلتهم كي يجدوا معا حلول لكل مشكلات القرية .
رجع بها عبد الرحمن وهو ممسك يدها وهي تتأمله بأعجاب شديد , ضحك مقهقه " محسساني ان دي اول مرة تشوفيني فيها " كانت تبتسم له بحب " انت ازاي عملت كده ؟ " " يا بنتي انا مش شوايا في البلد دي " ورفع عضله ذراعة وقبلها , ضحكت سارة " مغرور مش ده قصدي " " امال قصدك ايه ؟ " " انا طول عمري من وانا في الجامعة بحلم اني اعمل حاجه زي كده وكنت بحب العمل التطوعي قوي , بس لما خلصت انشغلت في الدنيا وتوهت عن اللي بحلم بيه وانت جيت في ساعة واحده حققتلي حلم من ايام الجامعة انا نفسي نسيته !! " ابتسم عبد الرحمن في نفسة , هو لم يعلم أي شيء عن هذا الأمر ولكنه كان يعلم جيدا ان سارة لن تمانع بمساعدة احد أبدا فهذه هي سارة التي يعرفها ولكنه قرر ان يشاكسها " أنا اعرفك اكتر من نفسك حتي , ده يعلمك ما تحوليش تهربي لأني مش هسمحلك فاهمه ولا أقرأ كل حاجه في عاقلك وأسيح لك في القرية كلها هنا ! "
" لا لا وعلي ايه فاهمة فاهمة وأهرب ليه ؟ البلد دي أحسن من غيرها بردو ! " .
انتهت جولتهم في القرية وحالما ركبت السيارة وابتعدوا عن القرية صفقت سارة بيدها عندما وجدت فكرة لامعه , " أنا عرفت الحل " " حل إيه ؟! " " مش العمدة كان قلقان لما الشغل في المسجد والمستشفى والمدرسة يخلص الرجالة دول هيشتغلوا في إيه ؟ ! " زم عبد الرحمن شفتيه بجديه " فعلا دي مشكله لسه معرفناش هنعمل فيها إيه ؟ " " أنا عرفت مصنع ملابس يشتغل ورديتين الصبح ستات وبالليل رجاله إيه رأيك ؟ " ابتسم عبد الرحمن ودمعت عيناه بدموع الفرح غير مصدق أن سارة  التي تسير هائمة تضحك وتفكر بل وتجد حلول خلاقة أيضا .
ابتسمت سارة له ثم قالت بخجل " هي فكرة عبيطة ولا إيه ؟ " " بالعكس ده حل من أنسب الحلول خصوصا أن مصنع الملابس مش هيكلفنا كتير ونقدر نفتح كذا محل في القاهرة منفذ بيع للملابس اللي هيصنعوها ونعمل نص الأرباح لقرية تانيه نبدأ معاها من أول وجديد " صفقت سارة بحماسة " الله عليك يا بودي يا جاااامد  هو ده فريق بودي وصرصور " ضحك مقهقه غير مصدق مدي الانسجام  القائم بينهم وكأنهم حبيبين شابين يشاكسون بعضهم , لقد كان احساس غريب تماما عليه ولكنه احساس جميل لا يريد أن يذهب أبدا عنه .
التقطت يده اليمني الممسكة بالمقود وقبلتها بحنان , نظر لها غير مصدق هذه أول مرة تفعل شيء كهذا انها تعامله بتهذيب ولم تتعمد لمسه أبدا من قبل رفع يده وأحتضن وجنتها ووضعت هي رأسها واستكانت عليها , كاد أن يذوب تماما من لمستها هذه وقبلتها الرقيقة علي يده ضمت كفه الي حضنها وهي تنظر له بحنان , لعن حظه السيء فالطريق وعر ويجب ان يركز علي الطريق وتنمي ولو يتأملها الأن كما تتأمله هي , سحب يده علي مضض فالطريق ترابي ومن الخطر تجاهله .
نظرت له بعد مده " عبد الرحمن " يا له من صوت معذب ينادي عليه ويعذبه هو الأخر لما يقطر اسمه رقه عندما تلفظه شفتاها ؟ ضرب رأسه بكفة وتأوه في حسرة " يا حظك يا عبد الرحمن " " هههه مالك بس ؟ " " لا ابدا متخديش في بالك " صمتت قليلا وهي تتأمل الأشجار ثم همست باسمه مرة اخري " عبد الرحمن " كان صوتها اكثر رقة من المرة الأولي " يا سارة ابوس ايدك هنتقلب في الترعة دي " " انا عملت ايه الوقتي ! " حطي اسمي والزقيه في الجملة اللي بعدها علي طول مش ناقص عذاب أنا " ضحكت بشدة لطريقته البائسة  في الكلام , لم يكن عبد الرحمن مثل احمد لم يكن يتكلم مثله , حقيقة لم يكن يتكلم علي الإطلاق وأقصي شيء يخبرها به هو انه يحبها , ولكنه كان يفعل ويفعل أشياء تجعلها سعيدة مثل الأن وهي تفكر وتخطط للمستقبل الذي اشرق فجأة وغمرها شعاع دفئة بدون أي حساب ..... .
*** **** ****
_ مرت سنوات تري تقلبات بين الحزن والسعادة والفرح والفراق أصبحوا أقوي الأن يستطيعون مواجهه الصعاب بالصبر والتماسك , لم تنتهي المشاكل من حياتهم فهذه هي الحياه اسمها الدنيا انها ادني بكل شيء ولن ينال احد الراحة الأبدية سوي بالأخرة انه قانون يحكم كل شيء وعلينا العمل بجد لننال ما نستحق بالأخرة ....
_ بعد سنوات علم عبد الرحمن أن كل سنوات عذابة الفائت هي لا شيء , فسارة عوضته عن ذلك وأكثر ومحت أي مرارة او شعور بالوحدة مر به من قبل كان لها الابن والاخ والحبيب والصديق والعشيق والزوج , كانت تفعل له كل شيء وتفعل معه أي شيء , شعر بحنان الأم رغم ان والدته كانت في غاية الحنيه الا ان خوف سارة عليه كان له طعم اخر طعم رائع .
كان يسعد كثيرا حين تهتم به هكذا فهي تعرف عنه ادق التفاصيل تقرأ عينه دون ان يتحدث لقد صبر صبرا طويلا واخذ أكثر مما يستحق .
انها ببساطه تملك طاقة خفيه من الحب والحنان تبثها حولها بغير حساب وتغرق من تحب بها , إنها ببساطه ..... سارة .
*** **** ****
خصصت تلك الغرفة لهوايتها المفضلة أو لهوايتهم المفضلة , فالمنزل كبير للغاية وملئ بالغرف لذا استخدمت تلك الغرفة لهوايتهم لمفضلة وضعت الأرجوحة المفضلة لها امام الشرفة ولكن بداخل الحجرة , غمرت الشرفة بمختلف انواع الورود المزروعة بها , ويتدلى منها قفص وردي رائع به عصفوران صغيران وخصصت حائط كامل لمكتبتها التي  بها كل كتبها المفضلة فهي عندما تعشق كتاب تقرأه مرة واثنين وثلاثة وتتابعه كل مرة بنفس الشغف .
اشعلت الشموع رغم ان الشمس لم تسقط بعد من السماء ولكنها تحب هذا الجو الرومانسي الذي تغلفه هاله الشموع , جلست بفستانها الاسود الرقيق عاري الأكمام , واخيرا عكفت عن قص شعرها فعبد الرحمن يحب الشعر الطويل لذلك تركت العنان له أصبح يصل الان الي اسفل خصرها , وتزينت بزينه رقيقة علي وجهها كما يحب هو تماما .
ضمت الكتاب الي صدرها وهي تستمع الي اغنيتها المفضلة الجديدة لنفس المطرب “ Enrique Iglesias “   ، “ Heart attack “          .
جاء عبد الرحمن من خلفها واخرجها من شرودها رغم ان الأغنية صاخبة نوعا ما وهمس بأذنها :
I don’t want live in these world without you
لا أريد أن اعيش في هذا العالم بدونك
ثم نظر الي ساعته " جاي في معادي بالظبط وعاوز مكافأة بوستين منك " بينما نظرت هي الي جهازها اللوحي " يا سلام بقي حضرتك متأخر دقيقتين وعاوز مكافأة كمان ! " " انا عارف اني بجح بس من عشمي بقي " وقبل وجنتها وجلس الي جوارها وضمها الي صدرة بينما استكانت هي له واسندت ظهرها علي صدرة كي تقرأ له , وحالما بدأت ذهب الي ذلك العالم الذي تقرأ عنه فصوتها له سحر يأخذك الي داخل الحكاية ويجعل منك انت البطل .
ظلوا هكذا طوال ساعة كامله وبعدها اغلقت هي الكتاب وتنهدت بشدة " ايه وقفتي ليه ؟ " " لو قرأت الفصل اللي بعدة مش هقدر أوقف " " أنتِ قارئتيها  قبل كده ؟ " " اها دي تالت مرة اقرائها Hanger game     العاب الجوع , بعشق الثلاثية وبعشق افلامها " بس دول اربع افلام " " اها هما قسموا الجزء التالت علي فلمين , تعرف انهم دايما بيجيبوا المستقبل وحش وانا فعلا بدأت اصدق فعلا ان المستقبل هيبقي وحش " " ليه يا سارة ؟ " " امم مثلا اسمع بابا وعمو شهاب وهما بيتكلموا عن مصر ايام زمان وشوف احنا عايشين ازاي الوقتي بحس كل ما بنتقدم كل ما مشاعرنا بتتحجر وقلوبنا بتجمد " زم شفتيه وهز رأسه موافقا " بس مش معقول يبقي بالكأبة دي ! " " ههه أقولك علي الصراحة انا كملت الثلاثية مخصوص عشان اعرف بيتا هيتجوز كاتنيس ولا لأ ونسيت موضوع الثورة مع انه هو محور الثلاثية كلها " سال بمكر " طيب بيتا هيتجوزها ولا لأ ؟ " نظرت له وطرقت انفه بإصبعها " يا مفتري احنا لسه مخلصناش الجزء الاول وعاوز تعرف نهاية الجزء التالت " " وفيها إيه ؟ " " انت عارف اني مبحبش احرق الرواية اصبر علي مهلك وانت تعرف وحده وحده " " اممم خلاص مش هقولك علي المفاجأة " " بجد مفاجأة ايه ! " وصفقت بيدها مثل الاطفال " المفاجأة اللي تحت " رمت الكتاب من يدها وهرعت الي الاسفل بينما صاح هو " سارة براحة وأنتِ نازله علي السلم " فهو يشعر بأنها خرقاء نوعا ما فهي تسقط وتجرح نفسها لأتفه الاسباب حتي ان الاطفال الموجودون بالمنزل لا يسقطون بنفس المعدل ! .
ركض خلفها بينما اخذت هي تبحث بكل مكان بالأسفل الي ان وجدت رزمه من الكتب في الصالون ملفوفه بشريط  احمر عريض , اخذت تقفز من الفرح " كل دي كتب ليا انا " " احم احم وانا حضرتك ! " هرعت نحوه ووقفت علي اطراف اصابعها كي تقبل وجنته " هههه طيب مش تشوفي الكتب الاول جايز متعجبكيش " قالت بتحدي " مستحيل تجيب حاجه متعجبنيش " وجلست علي ركبتيها امام الكتب تفتح الشريط بحماسة .
ترقبها بفرحه خفية داخله فهو يشعر أحيانا انها ابنته الصغرى التي يجب ان يفاجئها ويجعلها متحيرة وفرحه , كم يعشقها وابتسم لنفسه وما حاجتي للأطفال وانا امتلك هذه " الأوزعة " .
بينما هي كانت تبحث في الكتب نظرت لأول اسم ودهشت والثاني والثالث الي عاشر كتاب نظرت له وفمها مفتوح وتركتهم وصاحت به " انا هتجنن انا لازم اعرف انت عرفت الكتب اللي عاوزة اشتريها أزاي ؟! " ثم أردفت " أزاي بتعرف اللي في دماغي ؟!! " " مستحيل اكشف ليكي عن المخبر الصغير اللي مشية وراكي " , ضربت الارض بقدمها " أنا مقولتش لجنس مخلوق علي كتاب واحد من دول " واخذت تعبث بذراعة الضخم كي يخبرها ولكنه لم يفعل , عقدت ذراعيها بغضب طفولي " لو مقولتش ليا مش هشجعك انهارده في المصارعة " تنهد وقال اخيرا " بوصي دي اخر مرة  هكشف لك سري فاهمه ولا لأ " " ماشي موافقة " ابتسم بشدة " الحل بسيط خالص دخلت علي جروب الكتب بتاعك واشتريت الكتب اللي لقيتك عامله لايك عليها " ضحك الاثنان معا " اه منك انت والله عقلي كان هيتجنن أزاي انت بتعرف الحاجات اللي بفكر فيها من غير ما اقول " .
_ طرقات خفيفة علي الباب يعلمون جيدا من هو صاحبها " افتح انت وانا هرفع الكتب دي عشان لو شافها لا انا ولا انت هنقرأ كلمه منها " , فتح الباب ونظر الي الاسفل الي طفل صغير يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف حالما فتح له عبد الرحمن قال الطفل بآسي " ثارا فين ؟ " تكهن عليه عبد الرحمن " ثارا فين ؟ , صدق ياض انت رخم زي ابوك , مفيش ازيك يا بودي داخل علي ثارا وش كده " وحمله بحب وقبله من وجنته " بس بحبك بردوا " وحالما ضمه اليه " إيه يا أحمد المايه دي ؟! " وشم عبد الرحمن يده وتأفف " أخص الله يخيبك ! كده يا احمد دا انا لسه مستحمي ومغير مش تقول انك عاملها " ضربة الصغير علي فمه ثم كتمه باليد الأخرى وقال بخوف طفولي " أوووش مامي أمل ضابني أه أه " , دخل عبد الرحمن واغلق الباب وتكهن عليه مرة أخري " مامي امل ضابني أه اه , يا شيخ دي حقها تعلقك في البلكونة بمشبك من رجلك عشان ترحمنا بقي شويا ده مفيش حته في البيت فوق وتحت سلمت منك ومن عمايلك " .
حالما رأي الصغير سارة صاح باسمها ومد يده في الهواء " ثـــارا " " إيه يا حبيبي تعالي " انزله عبد الرحمن من يده الي الارض " خالي بالك عاملها " شهقت سارة شهقة مفتعله وامسكت بكف عبد الرحمن واخذت تضربه ضربات واهيه " انا مش قولت البيبي في البوتي " ونزلت الي احمد وقالت بآسي مفتعل " بودي وحش عشان مش بيعمل بيبي في البوتي مش كده يا احمد " هز راسه موافقا ثم ضرب عبد الرحمن عده ضربات وركله وصاح بغضب صارخ " اعملي بيبي في البوتي يا بودي " نزعته سارة من امام عبد الرحمن الغاضب الذي عض شفتيه من الغل وصعدت الي الأعلى كي تحممه وتبدل ملابسة فأغراضه تحتل غرفة كامله بالأعلى ! .
بينما صفق عبد الرحمن كف بأخر وأخذ يكلم نفسه " يعني يا معفن مش كفاية باليت ليا هدومي لأ وكمان طلعت أنا اللي عاملها ماشي " ثم صاح بهم من الأسفل " وأنهي بوتي دي اللي هدخل فيها وانا شحط كده !! " .
نزل الثلاثة الي الاسفل كي يبدأ شجار من نوع اخر يحدث كل جمعه تقريبا , واحيانا كل يوم !!!.
صاح محمد بحسام " خلي ابنك يبعد عن بنتي احسنلك انت وهو " " ارحم نفسك يا محمد دي عيال صغيرة بتلعب " " شايف شايف بيزوقها أزاي وحياه ربنا ما هسيبه , خد يالا واد يا احمد " واخذ يصيح به ويضحك الجدود علي شجارهم هذا , لقد كان حدث أيه صحيح لقد انجبت حور اسم ومسمي فهي فعلا حورية ورثت جمال والدتها وسرقت لب والدها كما فعلت والدتها من قبل كان يهيم بها عشقا وحبا , لم يحب احد قط من قبل مثلما أحبها هي , ولكنه كان يغار عليها بشكل غير عادي ولا يرضي بأن يمسها أي من الاطفال بسوء حتي لو كان ابن اخية .
حملها وهو يقبلها ويداعبها " حبيب قلب بابا من جوا قمري وقمر حياتي كلها يا ناس مفيش كده حلاوة أبدا " وأخذ يقبلها بشغف ويضمها اليه وهي الأخرى تعبث بشعرة وتضحك , لم يكن محمد واثق علي قدرته من الأنجاب مرة اخري فهذا الحمل حدث بمعجزة ولكن هذا ليس سبب خوفه الشديد علي حور انه متعلق بها الي اقصي درجه ولم يستطع ان يتخيل يوما انه لو انجب فتاه سوف يهيم بها هكذا , واصبح مسئول بشكل لا يصدق يريد أن يؤمن لها مستقبلها ويفكر بكل شيء لها من الأن , سأل امل " هو الواد هيروح الحضانة امتي ؟ " " حرام عليك بقي يا محمد ده عيل صغير مش فاهم حاجه " قالت السيدة نور .
جاء احمد يركض نحو عمه محمد يريد اللعب مع حور " امشي من هنا منتش لاعب معاها " قام الصغير بإخراج لسانه لمحمد " حكوز حور ومش حتشوفها تاني هه " انتفض محمد وهم بالإمساك به وهو مغتاظ  " امش ياض يا .... " وعض شفتيه غلا وصاح بغضب حقيقي " لو مسكتك وحياه امي ما هرحمك " وسط ضحك الجميع علي غيرة محمد هذه .
" ده احنا هنشوف ايام من اخوك ده ربنا العالم بيها " فعلا يا سارة والله " ونظر الي اخيه " ما ترحم نفسك بقي يا محمد امال لما حور تكبر شويا هتعمل إيه ؟ " " بس يا عبد الرحمن انا مخي بيغلي لوحده " " اخبار ايهاب ايه يا محمد ؟ " سال السيد شاكر , بعد تصالح ايه ومحمد بعده اشهر اقترحت ايه علي محمد ان يكفلوا طفل صغير كي تخفف عن محمد وهي الأخرى تبث مشاعر الأمومة بداخلها له وبالفعل كفلوا طفل صغير في الخامسة من عمرة ولكنه كان قعيد ومن شهر أعطاهم الطبيب امل بإجراء عمليه بالخارج وقام محمد بعمل اللازم وسافر ايهاب منذ اسبوع .
" الحمد لله يا عمي ان شاء الله هيعمل العملية بعد بكرة ربنا يقوموا بالسلامة احنا كلمناه انهارده واطمنا عليه " " ربنا معاه مستنيه ينزل مصر بفارغ الصبر انا عاوزاه يعد معايا يا محمد " قالت السيدة نور فمحمد قرر بعد اجراء العملية والاطمئنان علي صحه ايهاب ان يأتي بالصغير للجلوس معهم , " أن شاء الله يا ماما ربنا يقومه بالسلامة ويرجع لينا بخير " قال محمد ثم التفت الي عبد الرحمن " عملت إيه في موضوع الأرض للبيت الجديد , انا بنتي هتتجوز معايا مفيش كلب هياخدها من قدامي " ربتت أيه علي ظهرة وقالت بلهجة محذرة " مش نهدي بقي شويا " أزدرد لعابه وحاول جلب الهدوء الي نفسه وتمتم " انا عارف ان ايامي الجاية زي وشي والله يا رب صبرني " .
سالت سارة " بيت جديد ايه يا عبد الرحمن ؟ " " امم دي يا ستي حته ارض اشتريناها بعد 6 اكتوبر بشويا وهنبني عليها بيت كبير لينا كلنا عشان محمد وحسام قرروا يجوزا ولادهم معاهم " ونظر الي فارس " حتي فارس له شقة في البيت ده " ابتسم الجميع بينما قالت سارة " هي فكرة كويسه اننا نفضل علي طول مع بعض ومنتفرقش بس معقول نسيب هنا !! " " هههه ياه لسه بدري اوي علي ما نسيب هنا وفارس في الجامعة كده يمكن نكون سبنا هنا " تأملت سارة المنزل فهي تعشقه " مش متخيله بس لو كلهم مشيوا هروح معاهم البيت مش هيبقي له طعم من غيرهم " امسك بيدها وهو يضحك فهو يعلم كم هذا المنزل غالي علي قلب سارة .
وبعدها انطلقوا جميعا للمباراة الرياضية الاسبوعية عدا السيدة نور والسيدة وفاء جلسوا مع حور واحمد وسط تحذيرات محمد !!
نظرت السيدة نور تتأمل أحمد بشغف وهو يلعب ثم ذهب لحور وضمها وهو يضحك ويلعب معها, ضحكت مقهقه " لو محمد شافك يا احمد هيعمل حريقة " ولمعت عيناها فهو يذكرها بأبنها الحبيب بشدة ربتت السيدة وفاء علي يدها فهي تفهم نظرة شوقها هذه " تعيشي وتفتكري يا نور " تنهدت ونظرت للسيدة وفاء " الحمد لله ربنا بعتلي احمد الصغير عشان ناري تنطفي شويا " تنهدت السيدة وفاء بحزن علي صديقتها " ربنا يصبرك والله يا نور أنتِ مافي زيك خلاص الايام دي " كانت السيدة وفاء ممتنه للسيدة نور لأنها تعامل بناتها بحب وخصوصا سارة رغم عدم انجابها الا انها لم تضايقها يوما ولم تلمح حتي من بعيد لعبد الرحمن بالزواج من اخري كي ينجب فهو ابنها الكبير وبصحه جيده ومن حقها رؤية احفاده الا انها وقفت مع سارة حتي ايام شرودها بعد وفاه احمد لم يكن احد ليتحمل سارة ابدا ولكنها تحملتها , كانت السيدة نور تفهم مقصد السيدة وفاء تماما " انا معملتش حاجه يا وفاء غير اللي المفروض كل أم تعمله " " مفيش حد بيعمل كده ابدا خصوصا اللي عملتيه مع سارة " " بصرف النظر عن ان سارة بنتي انا ميهمنيش غير سعادة ولادي لما انا اتحكم في عيشتهم وفي تصرفاتهم هيكرهوني ويكرهو ولادي ولا انا هستفاد حاجه ولا ولادي هيبقوا مبسوطين , بستغرب قوي من الحموات اللي بتنكد علي مراتات ولادها ما ولادهم هما كمان هيعيشوا في تعاسه وكل ده ليه ؟ انا عيشت حياتي وهما كمان من حقهم يمشوا حياتهم بالطريقة اللي هما عاوزنها ولما يكونوا هما مبسوطين ومرتاحين ولادي كمان هيرتاحوا " وابتسمت للسيدة وفاء وقالت مازحه " ما انا عمري ماشفتك عامله حمي علي ولادي بردوا " وضحكت الاثنتان معا .
*** *** ****
كل اسبوع يتنافس الاخوة ولا فائز واحد سوي عبد الرحمن الي الأن وكل زوجه تهتف لزوجها وتشجعه بلافتة , فسارة معها لافتة " بودي وصرصور اجمد فريق " وأيه كتبت علي خاصتها " حماده يا عمهم اغلبهم كلهم " بينما حنق امل كان كبير في هذا اليوم لم يعرفوا السبب الحقيقي اهي الهرمونات للتوأم الذي تحمل به , أم انه بسب خسارة حسام المستمرة وكسر انفه الاسبوع الماضي! ,
لذلك كتبت علي لافتتها اليوم " لو مكسبتش انهارده هتنام في الصالة وانت اللي هتغير لأحمد اسبوع قدام !! ".
وقفت سارة تربط لعبد الرحمن قفازات الملاكمة وهي غاية في السعادة فهي تعشق قوة عبد الرحمن وعضلاته وتحضر تدريبه دائما وتحب رؤيته وهو يلعب وهو الآخر فخور بأنها معجبه بقوته كثيرا , همس لها " أحن علي الغلبان اللي هينام برا ده ؟ " " أوعي مترحمش حد منهم " وابتسمت له ابتسامه شريرة غمز لها وقال " أحبك وانت شراني " .
بدأت المباراة وسط هتافات ايه وسارة بينما اكتفت امل بالنظر شزرا نحو حسام المسكين الذي حاول رشوة عبد الرحمن كي يخسر ولكنه لم يستجب له " لا يا عم سارة تزعل " , كان السيد شهاب والسيد شاكر يضحكون ورغم علمهم مسبقا بأن عبد الرحمن هو الفائز إلا انهم يحرصون كل الحرص علي مشاهدة المباراة كل مرة .
بدي ان محمد يخسر فغمز لحسام ودخل معه في المباراة وحاول الاثنان التغلب عليه " صاحت سارة بعصبيه " ده غش والله لو عملتوا ايه عبد الرحمن هو اللي هيكسب بردوا " وبالفعل حمل عبد الرحمن حسام ووضعة فوق محمد وجلس فوقهم الي ان استسلموا واخذت سارة تصيح بفرح وتقفز فرحا بزوجها الحبيب وسط نظرات حنق كل من امل وايه عليها الذين قذفوا محمد وحسام بزجاجات المياه  لخسارتهم الفادحة ووبختهم كل من ايه وامل " يالا يا فاشل منك ليه " بينما سارة اجلست عبد الرحمن وسكبت له عصير طبيعي اعدته له واخذت تمسد عضلاته وجلس يشرب العصير وهو مستمتع والسيد شهاب والسيد شاكر يضحكون بشدة وفارس كالعادة كان يتابع عبد الرحمن بشغف وانبهار .
*** *** ***
دخل عبد الرحمن غرفته مساءا وسارة كانت جالسه علي السرير وبحضنها دفتر ما , ابتسم لها وجلس الي جوارها " أنتِ مبتزهقيش من قرايتها ابدا " " تؤ" ثم أردفت " كل مرة بلاقي نفسي فيها و كل مرة بعرف حاجه جديده " أرجع خصله من شعرها الي الوراء " انا هبتدي أغير من المذكرات دي " " هههه مش انت اللي كتبتها هتغير من نفسك " وقرصت وجنته وغمزت له " يا حائر " , ضمها الي صدرة وجلس واسند ظهره الي الوراء ووضع ذراعة الأخرى خلف رأسه وهو يطلق تنهيده طويله معذبة .
" انا بقي مبحبش اقراه ابدا لا بحلوة ولا بوحشه " " ليه ؟ " " بيفكرني بأيام وبحاجات مبحبش أفتكرها " ثم نظر اليها " بس بصراحه له الفضل عليا من غيره كنت هتجنن كان لازم اتكلم مع حد وإلا كان جرالي حاجه " شعرت سارة بوهن فعبد الرحمن لم ينسي بعد وكلما تذكر تألم , اندست في صدره تستقي من حنانه وتشعر بروعة قوته " متندمش علي حاجه ابدا يا عبد الرحمن " مش بأيدي يا سارة " كان يتكلم بوهن وحزن , رفعت رأسها له " عارف انا كنت دايما زعلانه وبقول لنفسي لو كنتي خلفتي يا سارة كان زمان علي معاكي وفضلت أقول كده لنفسي حتي بعد ما عرفت هو بعيد عني ليه ,ومعرفتش ان ده السبب لأني الاقي اللي بحلم بيه طول عمري وقابلت احمد الله يرحمه وبعدها لقيت اللي كنت عاوزاه وبردو زعلت اني مجبتش البيبي اللي نفسي فيه وبعدها جيت انت بعد ما كنت فاكره ان الحب اللي معايا اكبر حب في الدنيا كلها , جيت عشان تعرفني اني معرفش أي حاجه عن الحب قبل كده , الحب مش كلام وضحك واشواق الحب رعاية واهتمام واحترام قبل أي حاجه طول ما انت بترعي اللي قدامك طول ما الحب بيكبر , وحتي البيبي اللي معرفتش اجيبه منك كنت فاكره ان خلاص دي اخر الدنيا واني انتهيت , معرفش ان ربنا عاين ليا حاجه حلوة قوي حاجه تفرح أي حد بجد وبدل الخمسة اللي راحوا مني إداني 500 ولد وبنت كلهم هيقولوا ليا يا ماما من اول الشهر الجاي ولا عمري كنت احلم بكده في يوم من الايام " " خلاص قررتي تفتحي الملجأ الشهر الجاي " هزت رأسها موافقه .
" انت لسه خايف عشان هو بعيد " " مش بالظبط " " صدقني البيئة دي هتغيرهم لما يتربوا ويكبروا وسط الشجر والخضرة نفسيتهم هتكون هاديه ومرتاحة وهينسوا كل اللي فات  او علي الاقل هيتخلصوا من أثاره السيئة عليهم , وكمان انا مش عاوزة حد يتحكم فيهم الزرع هما المسئولين عنه وهيتعلموا يوم بعد يوم انهم يهتموا بيه محدش هيتحكم في اكلهم وكمان المهارات اللي هيتعلموها والحرف هتساعدهم عشان يكملوا دراستهم أكيد احساس الاستقلالية ده هيأثر عليهم بالإيجاب " , مسد شعرها الي الوراء وقال " معاكي حق , هاتي ده بقي " واخذ منها الدفتر ووضعه الي جوار  دفترها الوردي بأحد الادراج , فهو يحب قرأته كي يعلم ما عانت منه ويحاول التخفيف عنها وسرح قليلا في دفتره الذي لا يحب فهو لا يحب تذكر تلك الأيام التي عاش فيها غريب ممزق الاوصال والروح والقلب , بحب عذبه حتي النخاع .
كان عزائه الوحيد هو ان ذلك العذاب لم يضع سدي فقد رزقه الله بالمرأة التي يحب وهي من عوضه عن كل شيء ومسح أي مرارة واجهته من قبل .
**** **** ****
انسحب من اسفل الغطاء بهدوء كي لا تشعر زوجته به وحين وصل الي باب الغرفة " محمد " جاءه صوت أيه محذرا , تنحنح وارتبك ثم تدارك الموقف " احم انا .. رايح اشرب " " رايح تشرب ولا رايح لحور ؟ " قال باستسلام " فيها ايه لما اطمن عليها ؟ " " انا ما صدقت تتعلم تنام لوحدها " وجلست علي السرير وعقدت ذراعيها , رجع باستسلام لها وجلس الي جوارها " يا ايه بقلق عليها " " ماشي خليها تنفعك بقي يا استاذ محمد " قرص وجنتها بمرح " الله الله انت غيرانه ولا ايه ؟! " " هو انت بقيت تفتكرني اصلا ده حتي الشوكولاتة معتش بتجيب اللي بحبها وبتجيب اللي حور بتحبها , خلاص خدت غرضك مني ومهتم بيها وناسيني " قبلها بوجنتها بمرح فأزاح العبوس من وجهها وهمس لها " انا ههتم بكي اهتمام الوقتي بس الاول هطل عليها " وركض سريعا الي غرفة حور وسط  ضحك ايه التي لا تصدق قلقه هذا ..... .
*** *** ****
نظر الي زوجته بحب رغم انها تدير ظهرها له مسد ذراعها بهدوء , " موله حبيبي " " همممم " " ما تقومي تعدي معايا شويا احمد نايم بدري انهارده الحدث التاريخي ده مش هيتكرر تاني " " اديك قولت مش هيتكرر سبني انام بقي الشويا دول عشان هيصحي الفجر ومش هينام تاني " تكلمت بنفاذ صبر " يا موله يا جميلة " وداعب وجنتها  , " انتفضت وقالت بغضب " حسام انا خلقي في مناخيري سبني في حالي " " في ايه يا امل أنتِ في الشهر الرابع اهه يعني الوحم راح كفاية عصبيه بقي ! " عضت شفتيها بغل فأمل ف الحمل الاول كانت مريضه اما في هذا الحمل كانت سريعة الغضب بشكل غير عادي " انت عاوز ايه الوقتي ؟! " قالتها بنفاذ صبر " مش عاوز حاجه انا هتخمد " ونام ووضع الوسادة فوق رأسه كي لا يسمع أي صوت .
ظلت جالسه علي السرير بغضب ثم بعد فتره كانت هدأت " حســــام " لم تجد رد , هزته برفق " حســـــام " " هممم " " انت نمت ! " " لا بلعب كره واحد نايم ومتغطي ومبيردش حلي الفزورة دي بقي أنتِ ! " " حبيبي " اعتدل ونظر لها فابتسمت له برقه فضحك ملئ شفتيه واعتدل في جلسته وضمها له " ايوة كده يا حبيبي ملهاش لزوم العصبية " " امم عارف " واخذت تحرك انفها بطريقه عجيبة يعلمها جيدا وازدردت لعابها وكأنها تأكل شيء ما وقالت بشغف مره اخري مكررة " عارف " وتحركت انفها مرة اخري بطريقة لعينه يعلمها جيدا تشم شم عن شيء ما بحلق بعينيه وانسحب بهدوء وتدثر بالغطاء جيدا وأدار ظهره لها " انت هتنام قوووم " وهزهزته بقوة , " حسام انا شامه ريحه بيتزا بطريقة فظيعة " " من حق كل مواطن انو يشم نامي يا امل انا هنام خلاص يا حببتي " " بقولك عاوزه بيتزا " " اتقي الله الساعة 11 " ضربته بالوسادة عده مرات فاضطر للجلوس " انا مش نازل يا امل " زمت شفتيها " انا هموت عليها " " لا اطمني مش هتموتي " تعالت انفاسها بشدة " منخيري بتهرشني جامد يا حسام ولو مكلتش اللي نفسي فيه الوقتي وهرشت البيبي هيطلع عنده وحمه " " بيقولك دي خرااافه نامي واتقي الله و انا هربط  ايدك في السرير "  " دول توأم وذنبهم في رقبتك ولو طلع لهم حاجه في وشهم هقولهم ابوكو السبب عشان كسل واستخسر ينزل يجيب حته بيتزا لا راحت ولا جيت " بدا حسام بالتأثر وضميره تحرك نوعا ما , صاحت امل فاجئه مشددة علي كلامها " بقولك انـــــــــــــزل " دع الضمير جانبا يا حسام ان لم انزل الان سوف تنفجر امل من الغضب ركل الغطاء وهم بارتداء ملابسه وهو كاره ونزل ليأتي بالبيتزا بينما جلست امل علي السرير تفتح وتغلق قبضه يدها وتقاوم رغبه ملحه في حك انفها واخذت تتمتم " لازم اصبر لازم اصبر " ثم وفجاءة نظرت للسقف " انا عاوزة تونه " نزلت الي الاسفل وفتحت علبه التونة وحالما فتحتها " ييييييع " وازاحتا بقرف من امامها وتمتمت " بيتزا ايه وقرف ايه ؟!! , انا عاوزة فسيخ " وهاتفت زوجها الذي اتي بالبيتزا و كان يقود السيارة , ثبت السماعة بأذنه " خير انا جبت بالجبنة وبالسي فود لسه فيه طلبات تانيه مع انك حامل في توأم اتنين مش تلاته يعني! " " حسام يا حبيبي انا مش عاوزة بيتزا انا عاوزة فسيخ " عض شفتيه بغل واضح وشدد قبضته علي مقود السيارة " اجيب لك فسيخ منين انا الوقتي ؟!! " " اتصرف مش انت رب المنزل ! " " لا وأنتِ الصادقة انا ههج من المنزل اقفلي يا امل قبل ما اتجنن اه وعاوزك تهرشي في كل حته في جسمك ما تسبيش ملي واحد أنتِ فاهمه " وصاح بقوة " اقفلــــي " واخذ يلتقط انفاسه وهو يتمتم " نفسي اعرف مين الحيوان اللي بيقول الجواز راحه واستقرار " وضم قبضته بغل واضح وعض شفتيه وقال بحنق بالغ " عاوز امسكه من رقبته واعصرها بأيدي عشان معدش يفتح بوقو تاني خـــــالص , ما انا كنت اعد كنت اعد مبسوط اربعه وعشرين قراط , لاء وكنت زعلان قوي عشان لسه مخلفتش أهو ربنا رزقني بعيل مبيعملش حاجه في حياته غير انو يعملها علينا!!! " وصمت عن التذمر وتذكر أولي ايامه في التصالح مع امل لقد شعر معها براحه نفسيه وبأمان لا يوصف احساس جديد عليه تماما لم يشعر به مرة واحده مع صافي كان يعلم في قرارة نفسه انه لو مرض سوف تكون الي جواره لو فقد أمواله وهذا وارد جدا فلا شيء يدوم للابد سوف تكون اول من يسانده حتي انه كان يشعر بالأمان لمجرد فكرة انها سوف تكون اما لأولاده ويثق بها كل الثقة لأنه يعلم كل العلم انها لن تهملهم أبدا وتنهد يبتسم يتذكر اول ايامه معها وكم كانت رقيقه وخجولة نفخ الهواء وادار السيارة ليبحث لها عن الفسيخ الذي تريد , وهز رأسه وتمتم " يالا هستحملها الكام شهر دول علي ما الزقاريد الصغيرة تشرف " .... .
**** **** *****
" عبد الرحمن " " هممم " " هممم ايه أوعي تكون نمت !! " " ____ " " عبد الرحمن بقي ! " " عاوزة ايه يا سارة ؟ انا ورايا اجتماع بدري " " والله ! طب خلي الاجتماع ينفعك " صمتت برهه ولم تجد أي رد عضت شفتيها من الغل واخذت تضربه بوسادتها الي ان جلس " عاوزة ايه أنتِ الوقتي؟!! " " عقدت ذراعيها " مش عاوزة منك حاجه " نام وادار ظهرة لها مرة اخري وهو يبتسم في خبث , صمتت برهه اخري ثم كورت يدها واخذت تضرب ذراعة بكل قوتها " يووووة نامي بقي " وجلس وقال لها بعصبيه " عازوة ايه يا بت أنتِ انا ورايا شغل الصبح " " نام اتخمد " قالتها و هي تضربه بالوسادة وبدي العبوس واضح عليها , كاد ان يفشل كل شيء بسبب رغبته الملحة في الضحك فهو يعلم جيدا انها تريد النوم بداخل حضنه ولكنه من فترة لأخري يحب مشاكستها وسماعها تطلبها منه كي يرضي غرورة , نامت سارة او ادعت ذلك مغلقه عينيها رغما عنها ولكنها لم تكف عن التذمر والهمهمات الغير مفهومه , زفر الهواء وقال بآسي مصطنع " خلاص تعالي اكسب فيكي ثواب زي بعضه " وحاول ضمها الا انها تكبرت عليه " مش عاوزة منك حاجه ملكش دعوه بيا " "علي راحتك " والتفت , بينما صاحت هي به " انت ما صدقت ! " , التفت وهزهزها من ذراعيها " بت أنتِ انا مش فاضي لشقاوتك دي , عاوزة ايه انطقي ؟ " ضحت سارة بشدة " ما انت عارف بقي الله ! " لم يستطع تمالك نفسه وانخفض يقبل رأسها وهو يضحك بشدة " تعالي يا اوزعه نامي مع ان جو حر ومش ناقصه بس زي بعضه هشفق عليكي " وضمها وهو يضحك بينما هي اعطته ضربتان في معدته هذه المرة , وقالت بحزم " دول عشان متنساش تاني " وتوسدت صدرة واحاطها هو بذرعه لتستكين الي المكان الذي وجدت منه " ضلعة " .



تمت بحمد الله
تزيل

شخصيات لم تذكر نهايتها
" ريم " ذلك الكائن الملائكي بعد ان تلونت حياتها اخيرا بالفتيات وسارة و اصبحت تراهم يوميا تقريبا وحلمت بالعيش معهم , جاءت وفاه احمد لتدخل سارة في صمت وبعدها بثلاثة ايام ارسل لها عبد الرحمن رساله يفسخ خطبته بها ويخبرها بالسفر الي خارج مصر , لم تحتمل فكرة الوحدة مرة اخري فقادت سيارتها بسرعه كبيرة  وقد اعاقتها الدموع عن الرؤية مما سبب لها حادث مأساوي وعندما اتاها والداها بالمشفى صاحت بهم و افضت ما بداخلها من مرار , كان هناك من يراقبها جيدا واعجب بها كثيرا ولكنه كان طبيب رفضته ورفضت أي من محاولته للتقرب منها فهو يعمل بالمهنة التي تكرهها هي بشدة ولكن طبيب العلاج الطبيعي لم ييأس الي ان وقعت بغرامه وبالطبع والديها لم يوافقوا عليه فهو بمستواه المتوسط لم يكن جيد لهم ولكنها لم تهتم وتزوجت به وعاشت مع والدته تلك المرأة الطيبة التي اورثت ابنها الحب والحنان وعوضتها هي الأخرى عن حنان الام التي تفتقده رغم وجود والدتها علي قيد الحياة واكتملت  سعادتها بعد عام من زواجها بطفل رائع يملي عليها حياتها وتبثه مشاعر الأمومة التي حرمت هي منها .
*** *** ***
" علي " بعد عام وبإلحاح من والدته مرة اخري تزوج من فتاه انهت جامعتها من عام وحاول بذل مجهوده بكل الطرق كي تنجح تلك الزيجة ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن , فالفتاه التي تزوجت "علي" رغم إرادتها كانت تحب زميلاها بالجامعة ولكن والداها لم يستمعوا لها فزميلها لا يملك شقه او مال والعمل البسيط الذي يعمله لن يمكنه من الزواج الان بأي حال من الاحوال ليتذوق علي طعم الرفض والنفور منها ولكن كلا منهم اجبر علي النسيان بعد ان حملت هي من الشهر الأول ورزقهم الله بطفله بعد تسعه اشهر من الزواج لتنسي هي قلبها وتعيش من اجل ابنتها وهو الاخر يحاول بذل كل مجهوده لتأمين حياه كريمة لأبنته .... .
*** **** ***
" الحيوان الأنوي "       " قصه من ارض الواقع "
شريف الذي اسمته ايه بالحيوان الانوي بعد ان اخذ أغراض امل ولم يعطها أي من حقوقها قررت الام الحقودة تزويج ابنتها بما ليس لها لتلعب عدالة السماء لعبتها لينشب حريق قبل الزفاف بيوم ليأكل الأخضر واليابس كما يقال ويطال الحريق من العروس وأخيها الجشع .
ولكن هل من معتبر ؟!
**** **** *****
هشام لم يستطع معارضه والديه فهو لطالما كان بار بهما ولكن بعد ان علما مدي تعلق ابنهما ب مي وعزوفه عن النزول الي مصر قررا التنازل عن رفضهما لينزل هشام مسرع الي مصر مقبلا ايدهم ورؤوسهم ويعقد علي ابنه عمه التي لطالما احبها وتلك الاخيرة لم تصدق في بداية الامر  ولكن معامله هشام الحسنه لها وتصميمه علي ان يعوضها عن أي مرارة مرت بها انستها العذاب التي رأته رويدا رويدا وبدأت تتفتح من جديد , وتوج الله حبهم النقي هذا بصغيرة رائعة بعد عام ونصف من زواجهم ...... .
*** *** ***
عبد الرحمن
الاخ الحامي والدرع الواقي للعائلة كلها
ودعامه المنزل الفولاذية
لم يستطع يوما تخطي حزنه علي اخيه وكلما تذكر ما فعله بسارة كان يغلي من الحنق علي نفسه وعلي استسلامه لشيطانه , ولأنه كان يحب أخيه بصدق لم يتوقف عبد الرحمن يوما عن الاهتمام بأخيه لذلك كان دائما يتصدق باسمه ويدعوا له بالرحمة , فالحب الصادق لا يفرق بينه  احد حتي لو كان الموت وان كان يرعاه وهو حي فهو لم يكف يوما عن ارسال الحسنات والصدقات له وهو ميت , فهو كان ولا زال
اخيه الحبيب ...... .

اما عن أية ومحمد والسر الذي أخفاه كل منهم
وحياه أمل وحسام معا بعد مجيء التوأم
وسر سفر أحمد والحادث المأسوي الذي أودي بحياته ...


يتبع ....










Please vote if you like it 😍 😊

بإذن الله بكرا هينزل الفصل الأول من الجزء الثاني وكمان هنزل الفصل الثاني هديه للقرأوا الرواية اكتر من مره اتمني يعجبكوا😍

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن