04

173 13 49
                                    


         أغلقتُ جفوني لأنعم بلحظة صمت بعيداً عن هذه الفوضى العارمة التي وجدت نفسي بجوفها  بسبب ساحرة ،
لا أدري حتى سبب كرهها لي،   

و تلك اليافعة التي تستمر في مناداتي بأخي لوي،
يقبع بأعماق عينيها حزن عميق تسلل لينشر ظلاله حول أجفانها و سرق أشراقة عنفوانها، تبدو سليلة جاه و عز بيد أن الحزن جعلها كعجوز قضت أيامها هائمة في الطرقات، تنادي وتصرخ بأسم فقيدها.

نبرتها التي تناديني بها تشعرني بكم هذا المدعو لوي يعني لها، هل يشبهني لهذه الدرجة لتظنني هو? !


ما زالت زهرة نضرة في ريعان شبابها لذا غادرت كي لا أجعلها معلقة بوهم، غادرت و صوت نحيبها لم يغادرني لسانها أبكاني و صراخها دعاني لأجيب نداء قلبها الدامي و أعود، لكني لم أفعل،
هل قلبي قاسي? !


تفكيري المسهب بها شغلني عن متابعة خطواتي حيث عبرت دون أن أفحص الطريق من حولي لذا و دون تنبيه وجدت ذاتي أسحب للوراء

" أنتبه بنيّ  ، الإشارة حمراء "

رفعت عدستي لأتفحص وجه محدثتي لأجدها سيدة في مقتبل العمر ، قابلتني بنظرة هادئة و نبست بحنو

" بنيّ، انتبه للطريق قد تفقد حياتكَ"

هي محقة للغاية فهذه المرة الثانية التي يخبرني أحدهم بهذه الجملة،

قد إجد نفسي على حين غفلة مني ّ ، أصارع الموت بعد دهسي بواسطة أحدى هذه المركبات المجنونة المسماة سيارات، كما سمعتهم يدعونها.

حنيتُ ظهري شاكراً لها لتبتسم لي عندها توقفت أحدى هذه المركبات المجنونة على بعد أمتار مني و ترجل أحدهم منها و سار نحوي أنحنى لي مظهر ٲحترامه و نبس

" من فضلك سيدي، تفضل معي للحظة رئيستي تريد أن تقابلك "

سيدي، رئيستي ما هذا ?

" عفواً،  ولما عليّ أن أذهب أنا إليها "

أجبته و أدرت وجهي للسيدة التي سحبتني أراقبها إلى أن عبرت الطريق ٲبتسمت لها ملوحاً ، عاد صوت الفتى يخاطبني

" من فضلك لخمس دقائق فقط، رئيستي عصبية للغاية و لن تقبل بأن أعود لها خالي الوفاض "

لما هو يستجدي مشاعري كم أكره هكذا أناس، أنحى لي و أعاد طلبه على أذني للمرة الثانية بنبرة أقوى و أعمق،
لذا بما أنني لا أملك وجهة لأذهب إليها و لا أعرف أحد في هذا العالم رأيت أنه لن يضر أن أجاريه لبعض الوقت ،

Lavender //لاڤندر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن