تاج المالك (9)

5.2K 269 5
                                    


صلو على الحبيب..صلى الله عليه وسلم
.
.
.
.
.
ها هو يتم عقد القران تتذكر جيدا تلك اللحظة عندما قاطع والدها

"عذرا عمى....ولاكن بما انه بخصوص تاج ...فمهما كان الامر فلا بد انه امر خصوصى...ولا اريد معرفة اى شئ خصوصى عنها الا بعد القران"

تتذكر كيف حاول والدها ان يعترض ولاكنه دائما ما يقول

"لقد اتيت لها بعيوبها قبل مميزاتها ...ولن ارضى ان اعرف عنها شئ بخصوصها الا بعد كتب الكتاب"

وفعلا وافق والدها وكم عالا مالك فى نظر والدها....وعرف انه سلم تاج لشخص سيحافظ عليها....جاء المأذون واخذ الموافقة والامضاء...كانت تشعر ببعض الخوف..بل بالخوف كله...وبعض السعادة ...انها ستكون معه...فهى تشعر معه بالراحة التى لا تعرف سرها...رغم رفضها له ...ولاكنها لن تنكر تلك الراحة والامان معه..
.تم العقد ...وها هى تنتظره...ليدخل بعدها ويجلس امامها....ليزيح النقاب ببطئ عن وجهها...واخيرا يستطيع رؤية وجهها مرة اخرى بدون عائق....لترتعش بين يديه فهى اول مرة تكون على هذا القرب من احد وخصوصا رجل...ليست معتادة الا على والدها واخويها....انه اول رجل تكون منه على هذا القرب...وكم هو سعيد بهاذا.....اما هى....وهى اصبحت كتله من اللون الاحمر....لتزداد جمالا على جمالها.....ونبضات قلبها التى وصلت للخارج....حركته البطيئة وهو يزيل النقاق لا تزيدها الا سرعة لنبضاتها....لتقول برتباك تحاول الهروب من نظراته....لتردف بتلعثم وخجل....بل قمة الخجل....فهى على وشك الانفججار من الحمماااااااااار..

"ل..لماذا...لم...ت.تسمع...م..ما ..يي..يريد ...والدى..ق.ق.قوله"

ليردف بحنان

"اود سماعه منك...يا حرم الاستاذ مالك"

رفعت عيناها تنظر له....لتشعر بذالك التيار الكهربى فقط من النظر لوجهه...كم هو رائع...وهم فى الحلال...فها هى اول مرة ترى معالم وجهه وعيناه...ولاكن فى الحلال...كم للحلال طعم رائع...حقا خسر من اضاع عليه تلك الفرصة...وهى النظر لعين حبيبك اول مرة فى الحلال...فرغم انها معه شهران الا انها ولا مرة رأت وجهه ولا نظرت له...كذالك هو ..اول مرة ينظر لعيناها...تلك الكرستالة الحمراء...مع التدقيق....لتردف بدموع...هى رأت كمية حنان اغرقتها...لتعلن الان انها حقا احبته...قالت وقلبها يتقطع حزنا لانها ستخسر كمية الحنان...قالت ودموعها اغرورقت...فبعد ان احبته ستسمع كلام جارح لا محاله...وكم صعب فراق الحبيب خصوصا عندما يكون حنونا

"اولا انا...انا...فى صغرى عندما كنت فل 13 من عمرى....انفجرت الزايدة فى معدتى ...مسببة تسمم فى الدم...لذالك اضطروا لعمل...عمليه اسمها استكشاف....لذالك معدتى مشوها جدا"

انهت كلامها بغصة ...فعمليه الاستكشاف هذة عفانا الله وشفا المسلمين نسبة النجاة منها ...قليلة...حتى ان وجعها مثل وجع الولادة تقريبا....وهى فتح المعدة كاملة...على علامة + ...لتصبح المعدة مشوة بطريقة صعبة..ليس هذا وحسب بل ان عملية التجميل حتى ترجع المعدة كما كان ....تكون وقتها نفسية المريض سيئة لذالك نادا ما احد يفعل عملية تجميل....فمن سيرضى ان يدخل العمليات مرة اخرى ...بل من سيرضى ان يدخل المستشفى...فإن تلك العملية الجراحية اصعب العمليات...حتى انك بعد العملية تظلين بلا قطرة ماء حتى لمدة 10 ايام صائمة...لهذا يخرج منها الذى على قيد الحياة بنفسية مدمرة جدا....وهذا ما حصل مع تاج...ولاكن حمد لله على الاقل انها على قيد الحياة...ابتلعت غصتها ...تنتظر رده

اما هو ...كم حزن من اجلها....فهو طبيب ويعلم كم صعب...عرف كم يحب الله تلك الفتاة...فإذا احب الله عبدا ابتلاه....ليقول ببتسامة حزينة..وقلبه حزين من اجل دموعها...من اجل ما مرت به...فأغلب المرضى الذين يحضرون له كطبيب نفسى يكونوا ...قد فعلوا تلك الجراحة ومدمرون نفسيا...ليردف بحنان يغلفه الحزن وابتسامة دافئة

" وما المشكلة فى هذا "

رفعت بصرها مرة اخرى..فهى عندما كانت تحدثه...انزلت راسها ...لا تريد رؤية نظرة الاشمئزاز...والشفقة....رأت نظرة حنان نظرة حب...لتعلن دموعها الاستسلام...لتسيل على وجنتها...لتصبح عيون قطة بكرستالة نبيتى....وخدود حمراء وشفاه....واااه منها....ليمسع دموعها ...لترتد للخلف عندما لمست بشرة يده وجهها...لتمسح دموعها بقبضة يدها كالاطفال تماما ...ليبتسم...فهى لم تمسح الدموع ..بل وزعتها حول عيناها...لتردف ببراءة كان سيموت منها....

"تقصد انك لن تتركنى...وان هذة لا مشكلة عندك"

"لا ....لا يوجد مشكلة من الاصل...والان لنخرج ماذا سيقولون ...دكتور نفسى يبكى عروستة يوم عقد القران...هذة عيب فى حقى"

قال الاخيرة بمزاح...لتبتسم ابتسامتها التى تخطف القلوب...لترفع النقاب ....وتخرج معه ...لتردف والدته..بنبرة حاولت جعلها ودودة ...فهى تصبر نفسها فقط وعندما تكون فى بيت زوجها ستريها الجحيم بعينه

"بما نها اصبحت الان زوجته رسميا ....لمما لا نبدل اماكن خاتتم الزواج*الدبلة* الى اليد الاخرى حتى تكون زوجته ...ولا احد يظن انها مخطوبة ..وانها متزوجة....ام ان هناك مشكلة فى ان يمسك يدها"

ليوافق الجميع وخصوصا الوالد بعدما رأى تلك النبرة السخرية فى نهاية الكلام...جلس مالك ..وبجوارة تاج...لتخلع الخاتم وتعطيه له ...وكذالك فعل هو...كانت يدها ترتعش...فذا اول شخص يلمس يدها ويكون رجل...مد يده حتى يمسك يدها...ويلبسها الخاتم....كانت متوترة...مدت يدها المرتجفة....لتضعها على يده...وعندما جاء ليمسكها....سحبتها سريعا وهى تضمها الى صدرها لتدمع عيناها...ليضحك الجميع على توترها....ويعرفون كم ان تلك العروس طاهرة.يغلفها الحياء...وكم ان مالك محظوظ...اما هى ضغطت على نفسها..واعطته يدها ...ليلبسها بخفه...ثم تسحبها بسرعة...وكأنه سيسرقها...ليبتسم....ثم يمد يدة لتلبسه الخاتم...امسكتها بأيد مرتعشة...ثم تركتها...لتزفر براحة...وكأنها كانت فى حرب...ليضحك بخفة....وهو يشعر بضطرابها...مر عقد القران على خير...ولاكن هل ستمر باقى الاحداث هكذا.....
.
.
.
.
.
يتبع
.
.
.
صلوا على سيدنا محمد
.
.
.
.

تاج المالك(الجزء الاول)Where stories live. Discover now