006

2.8K 306 200
                                    



-
-
_

السَّابِع مِن نوڤَمبَر 1940

وَتمُرُّ أيَّامَ أكتوبَر ليُوَدِعنا و يَستَقبِلُنا نوڤَمبَر، بِبَردِهِ الَّذي يَشتَد، شَهرٌ مَرَّ مُنذُ مُكوثي معَ يُونغي و تِيهيونغ

كانَ الليلُ قَد حَلَّ عَلي وأنا أجلِسُ في غُرفَة المَعيشَة، دَقائِقٌ تَفصِلُني عَن قُدومِ يُونغي وتِيهيونغ مِنَ العَمَل، أحتَضِنُ ساقايَ وأنا أُحَدِّقُ بِالمِذياع، أستَمِعُ لِتَنَوُّعِ الموسِيقى قَبلَ أن تأتِيَني تِلكَ الرَّغبَةُ العارِمَةُ في الرَّقص

وَقَفتُ في مُنتَصَفِ الغُرفة، أحَرِّكُ خُطُواتي يَميناً شَمالاً، لَم أُميِّز إسمَ اللَحن فَقَط كانَ كَفيلاً بِجَعلي أرقُص، لَكِن أكثَرُ حِذراً كَي لا أُاذيَ نَفسي، أحتَضِنُ يَدي لِصَدري وأتَمايَلُ بِرِفق

:"وَااه رائِع"

فَزَعتُ مِنَ الصَّوتِ الَّذي داهَمَني فَجاءة، لِألتَفِت نَحوَ البَاب، تِيهيونغ يُصَفِّقُ ويُونغي يَنظُرُ لي مُبتَسِماً

:"رائِع جِيمين"

إلتَفَتُّ لِلجِهَةِ الأُخرى واضِعاً بِوَجهي بَينَ كفَّاي مُحرَجاً :"مَتى دَخَلتُما..؟!"

خُطُواتُ تِيهيونغ أسرَعَت نَحوي، لِيَضع أحَدَ يَداهُ عَلى خَصري، والأُخرى مَسَكَ فِيها يَدي المُعافاة

:"هَل نَرقُص..!؟"

نَظَرتُ لِتِيهيونغ بِتَفاجؤ، لِيَعبَس:" بِسُرعَه قَبلَ أن تَنتَهي الأغنِيَّه"

وَضَعتُ جَبيرَتي عَلى كَتِفِه، فَقَرَّبَني مِنهُ أكثَر، لِأكتُمَ أنفاسِي لِقُربِه، تِيهيونغ قَريبٌ جِداً، يُحَدِّقُ بِعَينان مُباشَرَتاً، وَهوَ يَبتَسِم بإشراق، لِأشَتِتَ نَظَري بَعيداً عَنه

تَحَرَّكنا مَعاً لِلخَلف مَرَّةً ولِلأمامِ مَرَّه، مِراراً وتِكراراً، بِعَشوائيَّه كُنا نُحَرِّكُ أرجُلُنا

إبتِسامَة تِيهيونغ الفَريدَةُ تِلك، مُرَبَّعه مَرِحة، وجَميلَةٌ جِداً، كانَت تَشُقُّ نِصفَ وَجهِه مِن السَّعادة معَ قَهقَهاتِه المَرِحه، سأشتاقُ لهُ إن ذَهِبَ خارِجَ المَدينة، لَن أجِدَ مَن يُشارِكني قِراءةَ الكُتُب، والتَّحَدُثَ عنِ الموسِيقى والمُغَنين، عنِ الجازِ والسِّمفونيَّات، لَن أجِدَ مَن أتَشاجَرُ مَعهُ عَلى المِذياع بَعدَ مُغادَرَتِه وهذا مُحبِط

:"أنا لا زلِتُ هُنا"

إلتَفَتُّ نَحوَ يُونغي الَّذي تَكتَّفَ يَنظُرُ لَنا، معَ عُبوسٍ لَطيف، ليَبتَعِد تِيهيونغ عَنِّي بِرِفق ويَقتَرِب مِن يُونغي، ثُمَّ مَسَكَ كَتِفَهُ ليَرقُصان كَما كُنّا نَفعَل، لَكِن يُونغي كانَ يُقاوِمُ قُوَّتَ تِيهيونغ في مُحاوَلَتِهِ لِجَعلِهِ يَرقُصُ مَعَه، ويُحاوِلُ الهُروب، بَينَما كُنتُ أقِفُ بَعيداً أضحَكُ عَلى تَصَرُّفاتِهِم

سِّيمْفُونِيَّة  الْحَربُ الْثانيةWhere stories live. Discover now