018

2.1K 224 278
                                    

-
-
_
لأول مرةٍ أضعُ رأسي على الوسادة وعقلي خالي من التفكير، وكنت كل ما أريدهُ في هذه اللحظة أن أنامَ بعمقٍ مُبتعداً عن هذا العالم، لأول مرةٍ، لم أشتَق فيها لأي أحد، لم أفكِّر فيها بالماضي، ولم يخالجني أي شعورٍ سوا الفراغ، عجباً لأمري، هل أنا أتصالحُ مع ذاتي..؟! وحان موعد رحيلي..؟!

أرحل...؟!

ألن يكونَ الأمرُ رائعاً، فما فائِدتي هنا..؟؟

طرقاتٌ خافتةٌ على باب غُرفتي أيقَضتني من سكوني، لأحمِل جسدي، وأتَّجِه لأفتَح الباب

:"تيهيونغ"

ابتسم بتوتر، يلعب بأصابِع يده، متجنباً النَّظر لحدةِ عيناي :"هناك مَن يريد رؤيتك"

عقدت حاجباي، لتصرفه أولاً، ثم للشَّخصِ الذي يريد بائساً مثلي، اتَّجهتُ نحو غرفة المعيشة، وتمنيتُ لو أنني نمت بدلًا من رؤيته.

يقف كهيبة قائد، يضع يديه خلف ظهره، يحدق نحو النافذة، كتائهٍ في وسط أفكاره

منذ ذلك الوقت لم أرى فيها يونغي، لم اتحدث معه أو نجتمع في غرفةٍ واحدةٍ كاليوم.

نداء تيهيونغ الخافت له، جعله يلتفت نحوي، ثم تقدم بثبات، واثقٌ كعادته.

:"مرحباً جيمين، لقد مر وقت"

نظرت إليه بهدوء، ملتزماً الصمت، عكس داخلي المتراقص شوقاً لاحتضانه، يحترق رغبةً أن يستكين بين أحضانه.

:"غداً سأذهبُ إلى جورجيا، فقدِمتُ لأودِّعكما، قبل مغادرتي"

كان يبتسم بهدوء، لا أعرِف ما هي هيأةُ هذا الإبتسامة، ثم أجبتُ بأكثر نبرةٍ باردةٍ، جافَّة.

:"تيهيونغ عائلتك، وأنا لا أعني لك شيء، أنتَ تعلم ذلك"

إلتَفتُّ لأغادِرَ متجاهلاً نظرته المتفاجئة، ندائهم، وتنهيدات تيهيونغ الخائبة، متجاهلاً صراخ قلبي ومحاولته لإيقافي، تجاهلت كل شيءٍ لأعود إلى سريري محتضناً جسدي.

:"لا يهم، هو لا يهمني، أنتَ أقوى من ذلك جيمين"

لقد سمعت قلبي كثيراً حتى نال الحزن مني، لذا حان دوري لأضع لهذا الحب حداً، وأتوقَّفُ عن إذلال روحي، وتضيع سنواتي في الإنتظار.
...

سِّيمْفُونِيَّة  الْحَربُ الْثانيةWhere stories live. Discover now