014

2K 241 82
                                    

-
-
-

الثالث و العشرون، من مايو 1945

تَنظُّر عيناك إلى بِفراغ، تائهاً، لا تَعرِف مَن أكون، مُتعجِّبٌ أنتَ مِن وجهي الحزين.

كُنتُ أجلِسُ بِرفقتهِما، أحدِّق في مَعشوقي، فاتِنٌ هو عِندما يتحدَّث، ويُحاوِل جاهِداً تذكُّر الأحداث مع تيهيونغ، يضحَكُ مرةً، ثم يعبِسُ مرةً أخرى.

مُنغمِسٌ جِداً في الحديث معه، مُتناسيان وجودي هُنا، مُتناسيان تِلك الرُّوح التائِهة، التي تكادُ تحترِقُ بِحزنِها الشديد

لا بأس إن كان سعيداً حتى مِن دوني.

تَنهدتُ بِخفوت، لأستقيمَ مُغادِراً بهدوء، حامِلاً أوجاعي على عاتِقي.

:"جيمين"

آهٍ يا مُفضلي، كَم اشتَقتُ لِنُطقِك، لِحروف اسمي وهي تَخرُج من بين شَفتيك.

نَظرتُ له مُزيِّفاً ابتِسامتي، بالِعاً كُلَّ حسرةٍ تَمركزت في حَلقي، ليستطرِد في حديثه.

:"ألن تَجلِس معنا؟"

نَفيتُ بِخفةٍ :"سأذهَبُ لِغُرفتي، قَدمي تُؤلِمني بعض الشيء"

استَقامَ مُبتَسِماً وربَّت على رأسي.

:"اعتني بِنفسك أيتها البَجعة الصغيرة، سأنَّتظِرُك في المسرح بَعد أن تتعافى"

عَضضتُ شَفتاي قهراً، ثُمَّ التفت بهدوءٍ إلى غُرفتي، يَصعِبُ علي الحَديث حتى، خانَتني حروفي، وقَلبي يتشقَّق ألماً.

مُنذ متى كُنت تَنعتني بِبجعتك؟ أولستُ سِمفونيتك؟

هذا قاسٍ يا مُفضلي، أن تَنساني، أن تنسى حُبَّنا واعتِرافنا، هل حقاً نسيتَ عدد المرات التي تَشاجَرنا فيها على السرير؟ هل نَسيت لِقائنا الأول ورَبطة العين؟ أنسيت كسر يدي، والقِصص التي كُنتُ أرويها لك بينما تتوسَّدُ أنت أحضاني؟ هل نسيت رَجُل الثَّلج والوقت الذي جَرينا فيه تلك الليلة كالمَخموريين مِن الحُب؟

ماذا يا مُفضلي، ألم يكن لِسمفونيتك أي مَكانٍ في قلبك أو حتى في عقلك؟


السادس و العشرون، من مايو 1945

يونغي؟!

لقد كان يَزورُنا كُلَّ يوم، مِن أجل تيهيونغ، يَتحدَّثون مرةً على الأريكة، وأحياناً في المَطبخ، وبَعضُ الأوقات على الشُّرفة، صَوتُ ضحِكاتِهم تصِلُ لِمسامعي في غُرفتي، فأتنعَّمُ بصوته الذي اشتَقتُ إليه بِشدة.

سِّيمْفُونِيَّة  الْحَربُ الْثانيةWhere stories live. Discover now