زهايمر

18.8K 635 61
                                    

" أنتَ لا تعلَم ماذا تفعل كلماتُكَ بأحدهِم، أنتَ ترحل وهي تظلُّ مُضيئة بداخلِه أو رُبّما تُطفِئُ ضوءَه إلى الأبد."

فرك وجهه
وهو يمسك الشرطي من ياقه قميصه
"انها ادميه شخص يفقد منذ يومين ؟ كيف تخبرني انك لم تجدها ؟"
ابتعد الشرطي عن ماكس الذي كان كالبركان
امسك به كروز وهو يبعده عن الشرطه
"ماكس ليس بصالحنه الامر اهدا"
رمقه ماكس بنظره غاضبه
"يومين لا اعلم اذا كانت حيه او ميته وتخبرني ان اهدا مابكِ كروز ؟"

مسح كروز وجهه
"ماكس دعنا نفكر بهدوء ؟حسناً"

نظر للسماء وهو يخرج هاتفه من جيبه
"اين اخر حداثيات"
اجابه الشخص من خلف الهاتف

"مغلق الهاتف متلف اخر احدثيات له بوسط المدينه اي يعني من المستحيل ان تجدها"
اغلق هاتفه وشعر ان الصبر بدا ينفذ
اين ذهبت ؟


كنت انظر له وهو يحوم ركس
شكل علامه تعجب فوق راسه
"دعني اذهب للحمام"

مسح وجهه وهو يفك الحبل عني
دخلت الحمام كان هنالك قلم قرب البانيو
نظرت لدقائق له

سحبت القلم
ماذا سافعل به؟
خطرت ببالي فكره
وقفت من مكاني وانا اتجه نحو رف الشامبوات ومعدات الحمام
اخرجت قطعه الكارتون من احد المنتجات

كتبت عليها
"انا هنا ماكس من يعثر على هذه الورقه يتصل بصاحب الرقم ويعطيه رقم العماره انا مصابه بزهايمر "

كتبت على الورقه رقم ماكس
لم اكتب مخطوفه ولا انني عالقه هنا
ترددت ان يراها احد ويهرع اعرف الناس جفت بقلوبها الرحمه
استخدمت مرض وهمي لكِ اصل لبر الامان
اغلقت المرحاض
وتعلقت فوقه
وصلت للشباك لكنه مرتفع
بدا يدق الباب
"اخرجي الان لما تاخرتي "
اجبته

"احتاج تنظيف ثيابي لو سمحت انتظر "

سمعت صوته من خلف الباب
"بسرعه "
وقفت على اطراف اصابيعي مددت قطعه الكارتون من الفتحه
رميتها شعرت بفرحه عارمه داخلي

ركضت نحو المغسله
بللت ثيابي كتمويه له
وفتحت غطاء المرحاض
بعدها فتحت الباب
نظر لي بنظرات متفحصه  ، حاولت ان اكون هادئه
"اسفه لجعلك تنتظر"
اوم براسه من دون كلام وهو يقلب بالهاتف

مددت يدي ربطهما
وقدمي ايضاً
لم يضع لاصق لفمي
واحضر لي قطع من الجبن وكوب حليب وخبز عادي
" كلي هذا لم تاكلي منذ ايام "
شربت الحليب ببطىء
"لم اضع شيء به اشربي بسرعه قبل ان تاتي كاترن"

بدات ارتشف منه ومعدتي تزقزق واكل قطع جبن
كان يعلق قدميه على الاريكه التي امامي
"اعذريني انه ليس فطورك المعتاد ولكن هذا ماعندي "
ابتسمت بجمود

تلقى اتصال بهاتفه الذي بالكاد يعمل
توترت ملامحه وهو ينظر لي
"اعطيها اخر جرعه من العلاج انتظري للمساء سكون بالمنزل"
نظر نحوي وعاد نظره للحائط
كان يتاكد من انني استمع له
اغلق الهاتف وهو يدور هنا وهناك اكملت طعامي وضعت الاناء جانباً

"اربط يدي انا انتهيت "
وكانني افقته من شروده  وسلسه تفكيره الطويله
اخذ الحبل وربط يدي

بقي صامت لساعات يفكر اخذ التفكير منه كثيراً
جاء البيرو للمنزل وبعده كاترين
التي كانت كالعاده ثياب لاتناسب عقدها الخمسين او الاربعين
ونظارتها الطبيه ذوات الون الفاقع
دخلو للغرفه المجاور جميعاً
ولكنني استطيع سماعهم لان صوتهم مسموع قليلاً

ركس "البيرو اريد حصتي من المبلغ لقد خطفت ليال وهي الان بين ايديكم امي تحتاج علاج !"

كان ينظر للاسفل وعيناه تشع ندماً
كاترن "لكنك لم تقتلها بعد ، نتخلص منها وبعدها خذ المبلغ كاملاً"

تكلم البيرو
"دعينا نتخلص منها اذن لما تنتظرين"
التقت اليه بغضب
"طفل صغير يعلمني مالذي اصنعه لاتتدخل ، وايضاً ركس لا مال حتى ندفنها "

شعرت بانقباض بقلبي ساموت ؟
ستنتهي حياتي ؟
ركس "مبلغ بسيط فقط اشتري به علاجاً لها كاترن ارجوكِ!؟"
سمعته يتوسل
شعرت بشفقه عليه
خرج من الغرفه
ادعيت انني نائمه ،جلس مقابل لي يفرك وجهه ببطء
ينام على الاريكه دقائق
وبعدها يقوم
سالته
"هل انت بخير ؟ هل انت مريض "
نظر لي نظره طويله
ركس " انني بخير "
رن هاتفه مقطع الحديث الذي بيننا
تنهد وهو يجيب

"لا استطيع اخبريها ان تتحمل من اجلي  فور حصولي على المال ساجلبه لها"

واغلق الهاتف
تحدث لي
"امي مريضه ويجب ان اجد لها علاج "
نظرت له بتفهم
"هل علاجها غير متوفر ؟"
همست له
"لا لكن مبلغه كبي.."
خرج البيروا  ينظر نحونا بنظره تفحص

"ماذا تتحدثون ؟"
تقدم نحوي ركس يضع لاصق على فمي وكانه لايهتم لامري

"كانت تريد قرص مسكن لالم الراس ، واخبرتها لايوجد لانه نفذ "
ابتسم البيروا لي  بحقاره
"لاحاجه عزيزتي ستموتين غداً"
انقبض قلبي شعرت بارتجاف ساقي
التفت نحو ركس
"سنقتلها بعدها تاخذ اجرك "
اوم ركس وهو يفرك اصابيعه بتوتر ويجلس
تخطنا البيروا وهو يخرج من الشقه

ملاذي Where stories live. Discover now