الفصل الرابع والعشرون

22K 1.1K 205
                                    


انفاس علي وشك ان تزهق

روح على وشك الاحتضار

قلب ينزف بغزارة

بمرارة ، بألم ، بطعنات الغدر.

يسير بشرود وعيون تبحث عن شبيهتها

عيون ذهبية تلمع بتحدي لتقابل عيون دافئة

في قارعة الطريق .. وألحان شجية كانت تطرب ذهنه.

لطالما اختارها كونها شبيهة له ، يوجد بها نقص مثله

نقص دفء العائلة كما شعر هو

تبحث بإستماتة عمن يقدرها كينونتها مثله

لكنها مختلفة عنه

مختلفة لدرجة عجيبة

عيناه تتألق في الغوص لعيناها التي تنظر اليه بشغف ، جسدها يرتجف شوقًا بلمسة منه .. عيناها المشعة بحنان يبدد الظلام الذي يحيطه ، ابتسم بشجن وهو يتذكر اليوم الذي غابت شمسه عن سماءه ليحله غيوم.. جو يخنق الأنفاس .. يصيب الجسد بالمرض.

يوم واحد وانهار العالم من حوله

هو يتمسك بقوة بأيده واسنانه لمن يهتم به ، عقدة به .. عقدة اليتم ما زالت في داخله .. وهو صغير بالكاد حظي على اهتمام من فرد واحد

لكن وهو رجل ناضج .. يري فرح التي قابلها اول مرة في المطعم

لم يختارها كما باقي النساء ليكسر غرورها ، او يظهر اي وجه قبيح هي !!

اختارها لانها كانت واقعية وليست مثل النساء الساذجات اللاتي توقعن أن يصبح في مصيدتهم .

تنهد نضال بحرارة شديدة وعيناه الغائمة تنظر الي شمسه التي حلت لعالمه من جديد ، دفء استلذه من جديد ليقبل جبهتها بعمق

ترقرقت دموع من جفني فرح وهي تنظر إلى العلاقة المتينة بين الأب وابنته ، لما لم تحظي علي اي شخص يهتم بها ؟!!

أم انانية واب مريض بالكاد يحاول ان يستند بعكازه للسير .. تنهدت بحرارة وهي تنظر الي ظهر نضال العريض ليزداد بكاءها الصامت

ومن أحبته في الجهر لم يعلن بعد ، وكأن وجودها هنا علي حسب مزاجه ... غامرت هي بحياتها وهو ما زال كما هو ، لا يطمئنها اطلاقا ... لا تعلم أين هي موقعها في قلبه ؟

اقتربت منه وهي تلمس ظهره باناملها قائلة

-شمس بخير متقلقش

أنامل مترددة .. خاشية بالكاد شعر بها ، وصاحبها أشد ارتباكًا وخوفًا .. مال نحوها وذراعيه تحمل شمس النائمة بدفء جعلها تشيح بعيناها بعيدة عن الصورة المثالية للعائلة الدافئة ، إن غابت عن الصورة تقسم أن وجودها من عدمه لن يفرق معه ..

غمغم بصوت أجش

- عمل الحيوان فيكي حاجه

ارتفعت عيناها اليه ، أجفلت بقوة من تلك النظرة في عيناه

في قبضة الإمبراطورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن