الفصل الثاني

288 32 1
                                    

مشت قليلا و قد بدأ الخوف من الضياع يتسلل لقلبها لكن لم يدم ذلك طويلا فقد توقفت بصدمة لما وجدته أمامها .
كان خندقا كبيرا بعيدا عنها بأمتار قليلة دائري الشكل لكنها لم ترى نهايته ، بحثت برأسها قليلا حتى وجدت جسرا لامعا يربط بين طرفي الخندق كان كبيرا لكن مالفائدة من عبوره و ما يوجد خلفه هو صحراء أيضا "هذه هلوسة أخرى ، أو أنني أحلم " ، خرجت من أفكارها و انتفض جسدها فزعا للصوت المرعب الذي دوى في المكان و اخترق أذنيها دون مقدمات ، رفعت رأسها للسماء إذ به طائر كبير يحلق في اتجاه الخندق..." لحظة هذا ليس طائرا ليس من المفترض للطيور أن تكون بهاذا الحجم!!! هل هذا ديناصور !!"قالت بهلع لنفسها .
مرّ كل شيء بسرعة فقد طار ذلك الديناصور في اتجاه الخندق لكنه توقف فجأة أو بالأحرى وقع ! و كأن شيئا ما أوقفه ،قهقهت ليليان بخفة للمنظر لكنها أدركت الموقف و هزت رأسها للجانبين بسرعة.
- و كأن هذا وقت مناسب للضحك، إنه ديناصور!! إذا كان ديناصور حقا فهل انتقلت فجأة للعصر الطباشيري ...هذا غير معقول لا بدّ أنني أحلم.
رفعت رأسها تنظر إليه لكن أطرافها تجمدت و سرت قشعريرة في جسدها عندما وجدته ينظر لها مباشرة ، أخذت خطوة للوراء و في اللحظة نفسها انطلق ذلك الديناصور نحوها و الذي تضنه الآن بتيروداكتيلوس بسبب جناحه الذي يتكون من غشاء عضلي يمتد من الإصبع الرابع من اليد إلى الأطراف الخلفية .
لم تحتج إلى جزء من الثانية للتفكير في ما ستفعله فقد أطلقت ساقيها للرياح لكن لم تعرف إلى أين تذهب ، أو تختبأ على الأقل خاصة مع سرعة ذلك الديناصور لكن قدمها قادتها إلى الجسر اللامع ، كانت تركض بأقصى سرعة تمتلكها و عندما أخذت خطوة واحدة بعد ذلك الجسر شعرت بأنفاسه خلفها مباشرة انكمشت بسرعة و أغلقت عينيها بشدة تنتظر لحظة موتها ، انتظرت بضع دقائق لكن لم يحدث شيء .
استدارت ببطء و بأعين مغلقة ثم فتحت إحداها فوجدته أمامها مباشرة لا تفصلهما إلاّ بعض السنتميترات ، رجع للخلف قليلا ثم انطلق في اتجاهها من جديد صرخت بفزع و اغلقت عيناها لكن لم يحدث شيء لها فتحتهما لكن هذه المرة وجدت شيئا آخر....كانت دائرة حمراء تنطلق كلما ضرب البتيروداكتيلوس رأسه بما يشبه حاجز يمنعه من المرور و تتسع إلى أن تختفي ، تنهدت براحة عندما أدركت أنه لن يلتهمها و انها في أمان لكن ماذا إن لم تستطع الخروج ، ارتعبت لفكرة بقائها داخل هذا الحاجز لكن خطرت في بالها فكرة لكنها متهورة قليلا ، قررت المجازفة و لمست الحاجز فخرجت يدها عبره أدخلتها على الفور عندما نظر ذلك الديناصور لها و كاد يقطعها
- إذن إنه حاجز يمنع الديناصورات من الدخول ، لكن لماذا ؟
استدارت لتتفحص المكان لعلها تجد شيئا مثيرا للاهتمام ، انطلقت واو مندهشة من فمها فما تراه الآن مختلف تماما عن الصحراء التي كانت تراها قبل قليل ......

مهمّة في العصر الطباشيريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن