الفصل السادس

157 21 1
                                    

خرجت ليليان مع الأمير ويليام من القصر و أخذوا ما يشبه سيارة متطورة قادها الأمير و عبروا الجسر و خرجوا من المدينة الأولى في اتجاه المدينة الثانية لجلب جوهرتهم الأولى كما أرغمت ليليان على ارتداء بدلة تحتوي على سيوف و سهم و قوس و ادوات أخرى لا تعرف كيفية استعمالها حتى و الأمر نفسه مع الأمير
- إذا وضح لي أيها الأمير فلا زلت لا استوعب وجود مركبة بعجلات قبل 160 مليون سنة من وجود البشر ؟ سألت ليليان باستغراب
- أولا هناك خطأ في جملتك لقد قلتي قبل وجود البشر و لعلمك لسنا مخلوقات فضائية نحن بشر أيضا، ثانيا لماذا لا توجد سيارات ؟ نحن أول مدينة متطورة من بين المدن الثلاثة و لا تنسي فضل سيباستيان علينا.
- عفوا و لكن لم ألاحظ أي سيارات في الداخل.
- آه هذا لأننا نؤمن بأن التكنولوجيا سلبياتها أكثر من إيجابياتها كما أن المشي على الأقدام مفيد لصحة الإنسان صحيح...لذلك نحن نصنع مختلف الأشياء و نصدرها لمدن خارج اناروتيمايغي و نحتفظ بالقليل فقط للسفر أو للحالات الطارئة لذلك يسموننا المدينة الغريبة .
- غريبوا أطوار، لكن لا شان لي بذلك، المهم لماذا لم نجد أي أثر للحياة البشرية في المستقبل هذا غريب .
- اذا ابحثوا أكثر و ستجدوننا . ابتسم الأمير ويليام و غمز في نهاية جملته لكن وجهه تغير فجأة و قال
- في الحقيقة هناك أسطورة تقول أن نيزكًا سيضرب الأرض و سيقتل جميع الديناصورات لتنقرض واحدا تلو الآخر من أصغرها لأكبرها لكن ذلك سيأثر علينا أيضا يقال أننا سنحرق جميعا و يتحول كل شيء لرماد و سنختفي للأبد...فقط قليلون هم من يصدقوا هذه الأسطورة و اظنني اصبحت منهم بما أنك قلتي أنه لا أثر لنا .
- يبدو ذلك... إذا اخبرني أيها الأمير لماذا أنت السبب في كسر الخاتم الأول. قالت ليليان ممازحة في محاولة لتغيير الأجواء لكن ذلك زاد الوضع سوءً، فقد زاد تجهم وجه ويليام ، صمت قليلا ثم قال
- نادني ويليام فقط....ذلك الخاتم لا يكسر إلا إذا كان الشيء الذي كسره يزن أطنانا فقد صنع من مواد صلبة جدا...لقد كنت آخذ أمي إلا المدينة الثانية لتفقد أحوالها لا أعلم من أين أتى ذلك الديبلودوكس لكن أردت استعراض مهاراتي في القيادة أمام أمي بالمرور عبر أقدامه لكن لا أعلم كيف حدث ذلك...رجع ذلك الديبلودوكس للوراء بسرعة فأدرت المقود لتجنبه لكن امي لم تتماسك و سقط خاتمها للأسف تحت قدمه و.... كسر.
وضعت ليليان يدها على كتفه مواسية له و قالت مبتسمة
- هكذا إذا، لكن لا تحزن كان حادثا و حدث ما حدث أعدك أنني سأجد الخاتم الثاني و سيعود كل شيء كما كان.
بادلها الإبتسام و قال
- أنا واثق من ذلك ، ماذا عنك ؟ اخبريني عن حياتك.
- لا شيء مثير ، أبي مريض لذلك اعمل أنا و والدتي  من أجل الاعتناء به هو و أخي الصغير ، لولا مرض أبي لما كنت اعمل أصلا. قالت ليليان بلا مبالاة
- لماذا تتحدثين و كأنك لا تحبين كونك مستكشفة آثار ؟ سأل ويليام باستغراب
- لأنني و بكل وضوح لا أحب عملي ، أنا مستكشفة منذ عامين لكنني لم استكشف سوى نبتة قديمة ، كل ما فعلته هو البحث أو انجاز تقارير...لطالما حلمت بأن أكون عالمة فلك لكن للقدر رأي آخر. قالت ليليان بحزن
- لا أظن أن استكشاف الآثار سيء لهذه الدرجة ، نحن أيضا لدينا مستكشفون و جميعهم يحبون عملهم و يعملون باجتهاد لقد وجدنا الكثير من المخلوقات المنقرضة تشبه الديناصورات لكنها أكبر حجما بأضعاف ، حسنا وجدت فكرة سأخبرك بفوائد عملك و فضلك في المجتمع ربما تغيرين رأيك في استكشاف الآثار.
قال الأمير بحيوية متحمسا للفكرة التي خطرت له ثم ضغط على زر ما في السيارة و استدار بكامل جسمه لها و ترك السيارة تقود لوحدها ، أما ليليان نظرت إليه في توتر تريد إيقافه لكن اتسعت عينها بخوف فجأة  وأمسكت بذراعه و قالت
- ويليام--
- لا تحاولي إيقافي سأبدأ ، أولا أنت تقومين بدراسة وتحليل الأصول المادية لحضارة الإنسان القديمة عن طريق استقراء الشواهد المادية والفكرية للعصور المتعاقبة عبر التاريخ، ثانيا أنت تقومين بتغطية الفضول و التفكير و التخيلات حول أسلوب الحياة في الماضي، لإتاحة فرصة عيش الحياة اليومية للإنسان في الماضي
- ويليام !!
- قلت لا تقاطعيني ، ثالثا أنت تحلين ألغاز الحضارات القديمة وطلاسمها.
- ويليام افعل شيئا !! قالت ليليان بهلع و هي تشير باصبعها لشيء أمامها
- ماذا!! استدار ويليام ناحية الجهة التي تشير لها و امسك بالسهم و القوس بسرعة و وجهه لما يشبه سحلية كبيرة الحجم تنطلق في اتجاهم و أطلقه عليها ، لكن ذلك لم يزد إلا من غضبها و سرعتها ، ابتسم بصعوبة لليليان و قال
- لا تقلقي هناك احتياطات لمثل هذه الحالات ، لذا ما رأيك أن نحلق
- نننحللق !
ضغط على زر في السيارة لكن لم يحدث شيء أعاد الضغط عليه لكن لم يحدث شيء أيضا
- ماذا هناك لماذا لم 'نحلق'.
قالت ليليان بسخرية
- أظنه معطل أستطيع إصلاحه، ذلك لن يأخذ وقتا طويلا لذلك يجب أن نأخره ، هذا النوع من السحالي لا تحتمل درجة حرارة منخفضة لذلك تعيش في الصحراء ، فقط إذا لم تكوني تعرفينه .
كانت ليليان تريد السخرية منه لكنه ليس الوقت المناسب لذلك فكرت قليلا و خطرت لها فكرة فقالت بسرعة
- إن هذا نوع من الأركوصورات المدرعة لذا لن ينفع الإطلاق على جسمه لكن تتميز الأركوصورات بزوج من النافذات الحرارية في جمجمتها مخصصة لتعديل حرارة جسدها إحداها تقع أعلى العين والثانية أسفلها.
نظر لها بتوتر 
- إذا مالذي علي فعله ؟
صرخت بفزع عندما اقترب منهما
- أطلق على عينه و اللعنة
أطلق ويليام على الديناصور فتوقف فجأة و صرخ بغضب و بدأ يهز رأسه بألم يحاول إخراج السهم من عينه ، استغل ويليام الفرصة و قفز من السيارة و فتح غطائها الأمامي ، في تلك الأثناء نظرت ليليان للديناصور لمتابعة تحركاته و بعد مدة قليلة انصدمت مما يحدث فهي الآن تستطيع سماع الأركوصور و هو يتكلم أو يلعن بالأحرى ، أغمضت عينيها و هزت رأسها للجانبين و أعادت النظر إليه فاستطاعت سماعه مرة أخرى ظنت أنها تهلوس لذا حاولت التركيز في شيء آخر حتى أغلق ويليام الغطاء الأمامي و صاح بانتهيت  فصعدا بسرعة للسيارة و أعاد الضغط على الزر السابق فاهتزت السيارة و اختفت عجلاتها و بدأت في الصعود ، صاح ويليام بسعادة و بدأ يتفاخر بمهارته ، أما ليليان فقد كانت مشغولة بالتفكير في ما حدث سابقا ، نظر إليها ويليام باستغراب عندما لم تجبه على سؤاله و قال
- ليليان ماذا بك، و لماذا قلادتك متوهجة .
نظرت ليليان له ثم لقلادتها ثم تنهدت و قالت
- آسفة كنت مشغولة بالتفكير بأنني مجنونة لأنني سمعت ذلك الديناصور يتكلم لكن الآن أظن أن هذا ما تستطيع القلادة فعله .
- هكذا إذا ، مهلا لحظة هل سمعتي تلك السحلية تتحدث !! قال ويليام بصدمة
همهمت ليليان بصمت ثم أدارت رأسها له و قالت
- تذكرت شيئا نحن ليس لدينا سيارات طائرة فكيف لديكم أنتم.
قال ويليام بلا مبالاة
- لا أدري لكن علمائنا يعملون باجتهاد .
- هذا غريب حقا... إذا كم بقي لنصل ؟
- انظري أمامك لتعرفي .
نظرت ليليان أمامها و رأت ما رأته سابقا خندق و جسر !

مهمّة في العصر الطباشيريDonde viven las historias. Descúbrelo ahora