الفصل الثالث

244 30 2
                                    

استدارت لتتفحص المكان لعلها تجد شيئا مثيرا للاهتمام ، انطلقت واو مندهشة من فمها فما تراه الآن مختلف تماما عن الصحراء التي كانت تراها قبل قليل .
استحالت الصحراء خلفها إلى ساحات شاسعة من بساتين تبدو للناظر جنة خضراء فيها مختلف الأشجار و الأزهار و الأعشاب ، كانت جميلة لكن غير مألوفة ، حتى الحيوانات و الحشرات كانت غريبة و لكن إن تأملتها قليلا ستجدها تشبه حيوانا تعرفه.
كان بين تلك البساتين طريق واسع ممهد إلى بيوت تبدو من بعيد متناسقة و أنيقة كما أنها بسيطة و متقنة البناء ، أما الشيء الذي يميز المكان هو القصر الذي يتوسط هذه المدينة فقد كان مهيبا و جميلا في نفس الوقت كما أنه يناطح السحاب في علوه.
تقدمت ليليان خطوة تتفقد المكان لكن ما حدث لم يكن في الحسبان فقد انطلق صوت أشبه بصفارات الإنذار لكنه عالي جدا لدرجة أنها جثت على ركبتيها و أغلقت أذنيها بشدة لعل هذا الصوت ينخفض و لو قليلا .
بقت على هذه الحالة لبضعة دقائق و عندما اختفى الصوت رفعت رأسها لكن فاجئها السيف الموجه لرقبتها ابتلعت برعب و رفعت عينيها فوجدت مجموعة من الأشخاص الذي يبدو عليهم أنهم حراس يحيطونها ، نطق أحدهم
- من انتي؟ و كيف دخلتي إلى هنا ؟
- انا فقط عبرت الجسر ....لقد كان هناك بتيروداكتيلوس ....و كنت خائفة ثم إنه---
توقفت عن الكلام عندما بدأ نفاد الصبر يظهر على الحارس الذي امامها .
- أرني رخصة مرورك
قال الحارس بصرامة
- اي رخصة ؟؟ قالت ليليان بتوتر و بدأت قطرات العرق تتشكل على رأسها
- أنت تعرفين القانون من لا يملك رخصة سوف يموت لذا اسرعي و أرني رخصتك و إلى سوف اقطع رأسك حالا!
لم تدري ليليان ماذا تفعل الآن فإذا قالت أنها لا تملك رخصة فسوف تموت و إذا كذبت و قالت أنها تملك فسوف تموت أيضا
- في الحقيقة أنا.....
- ماذا يجري هنا لقد سمعت صوت صفارات الإنذار .
لم تكمل كلامها فقد قاطعها صوت شاب يركب على حيوان أبيض يشبه الحصان لكنه ضخم و يبدو قويا و لونه غريب، نزل من فوقه و قد كان طويل القامة ذو شعر أسود قصير ذات خصلات بيضاء من الأطراف  و قد كان لباسه فخما و يبدو أن هذا الشاب له شأن كبير فقد انحنى جميع الحراس في المكان
- سمو الأمير لقد وجدناها هنا و أنا احقق معها إلا أنها ترفض إعطائي رخصتها يبدو أنها لا تملكها
- من أنت ؟
وجه الأمير سؤاله لليليان
- اسمي ليليان و لا اعلم كيف أصبحت في هذا المكان الغريب كنت أبحث عن أصدقائي اللذين أضعتهم في الصحراء
- هل تقولين أنك كنت في الخارج و دخلتي ، كيف وجدتي الجسر أصلا إذا كنت صادقة ؟
قال الأمير باستغراب
- انا لم أبحث عنه لأجده لقد كان امامي و أنا عبرته فوجدت نفسي هنا و لا أعلم عن أي رخصة تتحدث؟
قالت ليليان بغضب طفيف
- انتبهي لألفاضك أمام سمو الأمير و بما أنك لا تملكين رخصة يجب أن تموتي
قال أحد الحراس و هو يرفع سيفه في اتجاهي، صرخت ليليان برعب تنتظر فصل رأسها عن جسدها ، لكن أوقف ذلك الأمير الحارس قائلا بصرامة
- توقف ! يبدو أنها حقا لا تعرف أين هي و يبدو أن خلفها الكثير.....خذها للقصر
- حاضر سمو الأمير.
رفع الحارس ليليان التي لم تستوعب ما يحدث لها حتى الآن من يدها و أمسك حارس آخر يدها الأخرى و حاصرها حارسان من الأمام و الخلف و كلا الجانبين.
خرجت ليليان من تلك البساتين و وصلت إلى شوارع المدينة التي كانت نظيفة و هادئة و اصبحت ترى بيوتها بوضوح و هي كما وصفتها بسيطة و أنيقة و ما يميزها وجود فناء عشبي في أغلبها إما يجلس فيه رجل يقرأ كتابا أو يلعب الأطفال فيه.

توغلت داخل المدينة إلى أن وصلت إلى ما تظنه سوقا، فاندهشت مما رأت، كانت السلع والمبيعات غريبة جدا، سواء كانت خضرا أو فواكه أو أثواب أو أغراض أخرى التي لم ترى مثلها من قبل ، كانت السوق مزدحمة تقاطر عليها التجار و عوام الناس رجالا ونساءً و أطفال ، و ...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

توغلت داخل المدينة إلى أن وصلت إلى ما تظنه سوقا، فاندهشت مما رأت، كانت السلع والمبيعات غريبة جدا، سواء كانت خضرا أو فواكه أو أثواب أو أغراض أخرى التي لم ترى مثلها من قبل ، كانت السوق مزدحمة تقاطر عليها التجار و عوام الناس رجالا ونساءً و أطفال ، و ما أثار انتباها أن الجميع مبتسم فلم ترى شجارا و لا لصا هاربا و لا متسولا أو فقيرا يجول الطرقات بحثا عن شيء يسد جوعه كان الجميع من طبقة واحدة...
ما إن لاحظها الناس بدأت الهمهمات و الجميع يلقي نظرات خاطفة و الذين كانوا يتسابقون مع حيوان يشبه الدجاج عندما أمعنت النظر فيه وجدته أنشيورنيس توقفو و نظروا إليها و كأنها مجرمة.
واصلت طريقها و رأت ما يشبه مدرسة و أيضا مستشفى و العديد من المؤسسات العمومية الأخرى إلى أن وصلت إلى ذلك القصر .
كان ضخما و أبراجه عالية لم ترى ليليان مثله إلا في أفلام ديزني، و كان أمامه نافورة كبيرة ساحرة و غريبة فالماء يدور في حلقات في السماء وحده بدون أي أداة تطلقه للأعلى ثم ينزل و يصعد من جديد و في كل مرة يصعد و ينزل فيها يتغير لونه، كان هذا مدهشا، عندما مرّت بجانبها لاحظت ثقبتين متباعدتين بارزتين في اسفل النافورة بينهما ما يشبه شكل مربع.
دلفوا إلى داخل القصر و قد كان لا يقل فخامة عن خارجه، كانت الثريات ضخمة و النوافذ كبيرة و ستائرها ذات قماش فخم و كلما توغلت للداخل زادت الفخامة.
توقفت عن تأمل المكان عندما توقف الجميع و تفرقوا على جانبيها و انحنوا جميعا في الثانية نفسها لشخص يجلس فوق كرسي أمامها عريض الجسد ضخم البنية ذو شعر أسود يصل لنهاية عنقه، لا تحتاج لتفكير لتدرك أنه الملك، بقت تنظر إليهم في توتر لا تدري ماذا تفعل، هل تنحني مثلهم ؟
- كيف تجرؤين
قال ذلك الملك
- سحبها أحد الحراس و قال
- جلالة الملك لقد انطلقت صفارات الإنذار بسببها كما أنها لا تملك رخصة.
نظر إليه الملك لحظة و أعاد نظره إلى ليليان و قال ببرود
- لا تملك رخصة و لم تنحني للملك ...اقطعوا رأسها...

مهمّة في العصر الطباشيريWhere stories live. Discover now