1

2.1K 129 189
                                    

نزلت المحطة بهدوء بينما تحمل حقيبة سفر صغيرة، ازاحت شعرها البني القصير عن عينيها الزرقاوتين ريثما تسير بين ضجة الناس، وشدت معطفها حولها.

وصلت إلى شارعٍ ما لتقف على الرصيف المثقل بالثلج، تنتظر سائقَ اجرةٍ ليقلها، بالطبع في هذه المدينة شبه الريفية وبهذا الوقت تحديدًا، يصعب ذلك لكن لحسن الحظ أحدهم وصل.

نظرت للسائق فلم تتعب نفسها و صعدت بالخلف وأقفلت الباب ، وضعت حقيبتها جوارها و هو حرك السيارة بالفعل.

"كيف علمت اني قادمة؟" قالت همسًا لينظر لها الأشقر من زاوية المرآة "علمت فحسب، كان عليك أن تتصلي يا حمقاء"

تنهدت تنظر الى النافذة بغياب، قلبها ينبض جواره كالعادة، بدأت بقراءة اللافتات وهو استمر بالقيادة ليصل لمنزل عادي بحي عادي ايضًا.

فتحت باب السيارة لتنزل قدميها ذات الحذاء الغالي —عوضًا عن اتساخه وانحلال خيطه ، هو ركن السيارة وتبعها لبوابة الحديقة الخشبية الصغيرة.

فتح لها لتدلف بخطواتها المتثاقلة،حاول انتزاع حقيبتها منها ليساعدها، لكنها لم تسمح له وتجاهلته ليزفر بيأس.

تركت اقدامهما اثارًا بالثلج هي فتحت الباب بمفتاحها ودخلت ليتبعها للداخل، ارتمت جالسةً على اقرب اريكة، المكان مظلم سوى من ضوء الشمس خلف السدول.

فتح الستار ليدخل مزيد من الضوء مسببًا ضيقها،هو دخل المطبخ بعد أن رمى معطفه بجانبها "تريدين شيئًا محددًا"

"اي شيء يمكن هضمه" تمتمت تضم قدميها وتتحسسهما ،نظر بنظرة شفقة خفية "اتركي ساقك هي بخير"

—اظن ذلك" همست تحتضنها، ثم استطردت "لم تخبرني كيف علمت بمقدمي" نظر لها بينما يرفع شعره بطوقٍ ما "ربما هو تخاطر الاصدقاء"

حدقت بعينيه الزرقاء ثم ابتسمت بخفوت "سام اخبرتك أليس كذلك" بنبرةٍ تقريرية أخبرت، لم يجبها بل أبتسم يسخن ابريقًا ما.

"الجو بارد اشعلي التدفئة " قال لتنهض ببطء تشغلها وتجلس بالقرب منها، هو حدق بها لثوينات ثم قال "تعلمين، لم اعتد قدومك بإجازة الشتاء، اعدتك بالصيف"

لم تزح عينيها نحوه و اجابته "الامر انه اردت قضاء وقت معك بليلة الميلاد، وأخذ راحة من آخر أحداث" قالت ثم أمسكت بطرف السجاد الارضي تعبث به .

– أحداث؟
– بعد موت السيدة أوليف و مكوث سام عندنا أصبح المنزل مليئا بالشحنات، لذلك والدتي سافرت مع السيد ستيفن في اجازة، طوال الوقت انا في جدال مع سام، اريد الراحة بعيدا عن آدم و جوان المخبولان. ألا يكفي هذا؟

ابتسم لِنبرتها الحانقة ثم استلقت مقابلة الجدار بجانب التدفئة و أسندت ساقيها على الحائط، بينما تبعثر شعرها حولها.

Apricityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن