"الفصل السادس"

74.8K 4.3K 504
                                    

معركة داميه أشتعلت بداخلها.

بين عقلها وقلبها، بين ضميرها وروحها، تشعر بالتمزق والشتات و هي حقاً لا تعلم أي صف ستأخذ؟!

هل تأخذ صف قلبها الذي يقودها لما يسمي بالجنون حقاً؟ لعل هذا الجنون يُشبع ذاتها بالإهتمام والصحبه التي أفتقدها لأعوام..!!

أم تأخذ صف عقلها الذي يصرخ بها بأن تتراجع ادراجها وتضع مشاعرها أمام مهب الرياح غير عابئه بنزيف روحها..؟!

كانت في حاله يرثي لها .. بين الحلم واليقظه عقلها مشتت لا تعلم أين هي ومن أين تأتي هذه اللمسات الرقيقه المهدئه لها من فوق رأسها لمنتصف ظهرها ولا تعلم من أين لها بهذا الهدوء الروحي رغم شتات عقلها..!!

نجدها من تلك الدوامه دخول عفاف المفاجئ للغرفه وهي تحمل صينيه الطعام.

شهقت جميله من فزعتها لدخول عفاف وبدأت تستعيد وعيها لتجد نفسها تضم الوساده لصدرها و تميل فوقها بنصفها العلوي فوق الفراش.
أنتبهت لحالتها وبدأت ذاكرتها تتنشط و تسترجع مقتطفات سريعة لما حدث.
سيمرائيل .. الخطط البشرية الدنيئة .. حمايته لها .. غيرته الجهنميه .. واخيراً .. أحضانه..!!!

ماهذا اين هو واين ذهب؟! آخر شئ تتذكره هو سكونها بين أحضانه..!! هل كانت تحلم وهي من البداية محتضنة الوساده؟ ولكن لا فدموعها لازالت عالقه بوجنتيها وتتأكد أنها شعرت بلمساته..!!

تركت جميع تلك الاسئلة الأن فهذا ليس وقتها
ونهضت من فوق في الفراش بإتجاه والدتها تأخذ منها صينيه الطعام قائله بعتاب.
_ : كده يا ماما تتعبي نفسك؟! انا مش قولتلك تسيبي الطبيخ وشغل البيت عليا اليومين دول لحد ما تفوقي من الي انتي فيه؟ !

أجابتها عفاف بحب رغم التعب الذي ظهر عليها مؤخراً بسبب الإجهاد الذي واجهته في تنظيف المنزل و تغيير الأثاث الذي تلف بسبب الزلزال كما فسرت عقولهم _ : أنا أسيب الدنيا كلها ومقدرش أسيبك يا نور عيني.

تضخم قلب جميله بحب من تلك السيدة التي تراها تاج فوق رأسها وقد لمست كلماتها قلب جميله لتدفئه.

كانت ستلقي نفسها بداخل أحضانها بدون تفكير ولكن فور أن همت بأخذ أول خطوه تصنمت مكانها مرة اخري وهي تفكر في عواقب ما تنوي فعله...!!

نظرت لحالتها المزريه وتذكرت تهديده و وعيده الذي أخذ يدوي بداخل عقلها فتراجعت أدراجها متصنعه الجوع الشديد إلي أن تتحدث في هذا الأمر معه.

جلست فوق الفراش وربطت قدميها ببعض ثم وضعت فوقهم صنيه الطعام وجلست والدتها أمامها تبتسم بسعادة أن الطعام نال إعجاب صغيرتها وهي تراها تأكل بنهم ولكنها لا تعلم أنها تشعر وكأنها تبتلع تراباً..!!

: كويس أن الأكل عجبك يابنتي .. ألف هنا علي قلبك، هروح أنا بقا أشوف ورايا أيه.

قالت عفاف جملتها السابقه وهي تتجه نحو باب الغرفه وتخطوا أول خطواتها خارج عقب الباب ولكن أوقفتها جميله بنبره خاليه وهي تنظر امامها بشرود ولازالت تقبض فوق الملعقة : ماما هو انا جالي عرسان قبل كده؟

عِشـقُ أمِير الجَـان | Elves' prince's adorationWhere stories live. Discover now