١

1K 60 5
                                    

ليلةٌ عظيمة ليس كمثلها شيء
اشرقت بها الأرض بنور ربها وفيها تكُتب
الأقدار ليتم التوقيع عليها بعد ذلك في ليلة القدر المباركة
ليلةٌ تصُبُّ بها الرحمة صبا .. انار الله بها قلوب عباده المستضعفين وانبثق شعاع الامل الاخير حاملا بين طياّتهِ بشارة السماء ، فيها اسُتجيب دعاء الانبياء وتمت رِسالة الأتقياء وانبعث فيها ابن سيدة الإماء ناصِرا لكل المظلومين الأر قاّء .. )الا يا اهل العالم قد وِلد المنصور بجبرائيل والمسدد بميكائيل خيرة الأتقياء وبقيةّ الاصفياء ابن سيدةِ النساء فاطمة الزهراء قائم آل محم د .. خاتما للأوصياء يا ملائكة السماء زفوّ البشرى فقد جاء سكينةُ الأنام ليزيل كل جو ر وظلام .. ذلك هو الامام المقدام سيد السادات وعطر التلاوات وغيث السماوات وبقية رب المخلوقات ..استقبلوه بأبرك التحيات وأجمل
الصلوات على جدهِ خير الكائنات(

في مسجد جمكران .. اعتاد العاشق الهائم الحاج "ابا علي" ان يقضي ليلة الخامس عشر من شعبان متضرعا باكيا قد احرقه الشوق لسيدنا الصاحِ ب عج .. هذا العاشق الذي اغلى واثمن ما لديه هو حبه وانتظاره لصاحب الزمان .. بعد البكاء والدعاء وفي ساعة الفجر رفع الحاج كفهّ بالدعاء مناجيا حبيبه الغائب ، "مولاي يا صاحِب الزمان .. مضى على حبي وانتظاري لك سنوات طويلة ولم اطلب حاجة منك واجرا على انتظاري لك اطلاقا مذ عرفتك حتى الآن ، الّا هذه الليلة يا سيدي ، مع أن الله قد رزقني بولداي عل ي وفاطِمة الا انني اطلب منك في هذه الليلة ان يرزقني الله بمولو د يختلف عنهم ، مولود يرث عشقي وانتظاري ، مولود انذره لك من اول لحض ة من حياته حيث يكون ذبيح عش ق في هواك ، ولك علي عهدا ان كان المولود فت ى فسأسميه "عباّس" اذ ان العباس سلام الله عليه كان ذبيح عشق في غرام امام زمانه وان كانت فتاة فأسمها"رقيةّ" تيمما بشبيهة امها الزكية تلك الذبيحة في عشق امام زمانها"
وإذا بأبوابِ السماء كانت مُفتح ة في تلك الليلة حتى وصل دعاء الحاج الى السماء السابعة وجاءت البشُرىٰ بعد ثلاثةِ أيا م من دعاء الحاج حينما عاد هو وعائلته الصغيرة الى وطنهِ العراق اذ اخبرتهُ زوجته المؤمنة إنها قد حملت بالمولود الثالث لهم عندها ابتهج الحاج كثيرا وذبح ذبيحتين حبا بالأمام حتى عاتبته زوجته خشية من ان الحمل قد لا يتم ولكنه اخبرها عن يقين بأنها ستلد مولود عاشق لأمام الزمان وان هذا الطفل هو هدية من المولى لسماحة الحاج
مرّت الأيام وتتابعت الشهور وخلال هذه المدة طالما استأذنت زوجة الحاج من زوجها لتذهب وتعرف جنس الجنين ولكنه كان يرفض رفضا قاطعا ويخبرها انه طلب المولود من صاحب الزمان بغض النظر عن جنسه ومهما كان فأنه سيكون عزيزا على قلبه ، وشاء الله ان يجعل ساعة الفجر من يوم الجُمعة هي الساعة التي يتسلم بها الحاج هديته"مولوده" من امامه عج اذ ان زوجته قد جاءها المخاض فجر الجمعة وبينما هي تلد لم يشغل هذا الامر سماحة الحاج ابا علي عن لقاء العشق في دعاء الندبة اذا انهُ عطرّ المنزل بنِدباتِ عاش ق نذر نفسه لسيدّ الأرض وسلطانها "ليتَّ شِعرْي أينَّ استقرَت بكَ النوَىٰ بل أيِ ار ض تقُلِك او ثرىٰ أبرضوىٰ؟.. ام غيرُها ؟.. ام ذي طِوىٰ عَزيزٌِ عليّ ان ارىٰ الخلق " واذا بالولادة تتمِ وجاء المولود المهدوي بعد ان اكمل الحاج ندباته ومسح دموعه ذهب ليرىٰ هديةّ الحبيب الذي شاء ان تكون الهدية تامّة ويسلمّها في يومه المتوقع فيه ظهوره ، واذا بها فتاة ضياء وجهها كالشمس التي اشرقت بعد تلبدُ السماء وبعد ان أذّن الحاج في اذن مولودته اليمنى واقام في اليسُرىٰ شمَّ رائحةَ عط ر عجيب قد عمّت ارجاء المنزل فعلمِ انها مولودةٌ مباركة فرفع صوته في منزله قائلا "استقبلوا رقيةَّ المهدي بأعلى واطيب الصلوات" وليشهد الله انني نذرتها لأمامي ونور عيني ... وهذه المرة ذبح الحاج خمس ذبائح ابتهاجا بمولودته واطعم كل فقي ر يعرفه من هذه العقيقات وتمر الايام والشهور ورقية تكبر يوما بعد يوم وقد اوصى الحاج زوجته انها حينما تنُاغيها وتنطق كلما ت امامها لتتعلم الكلام لا تقول كلمة بابا او ماما بل تردد مهدي مهدي .. فأنها منذورة له ويجب ان يكون
اول ما تنطقه هو اسمه
كان الحاج يهتم بأولاده الثلاثة اهتماما كاملا ويحاول ان يربيهم في جو ايماني مهدوي ولكن حبه لرقية كان مختلف لانها من محبوبه عج .. فبذل كل جهده ان يجعلها كما يحب امام الزمان ان تكون وحينما كان يحدث اطفاله الثلاث عن "بابا مهدي" كان يرى السعادة في اعينهم ولاسيما هي وبعد نهاية كل حديث عن الامام يذهبان علي وفاطمة لأكمال واجباتهم المدرسية بينما رقية تظل عند ابيها وتطلب
منه ان يحدثها اكثر عن هذا الحبيب القادم

ذبيحة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن