ذبيحة العشق

٢

كانت تبتسم ابتسامتها المعتادة وتقول : "انها دموع قد ضلتّ طريقها الى العين ، فاستقرت هُنا".

كان الناظر الى رقية يرى في وجهها ملامح صلاة الليل والتهجد في الظلُم يرى الطمأنينة والسكينة في هذا الوجه المنير وكأن الله قد كساها بنورهِ حينما تختلي بهِ في في جوف الليل كانت عاشقة لله ولبقيته "عج" وعشقها هذا جعلها تتخذ الليل وسيلة للوصول اليهم فغدت مصداقا لقول مولىٰ الموحدين"ع":)الٰهي حليفُ الحبِ في

الليلِ ساهِرٌ ، ينُاجي ويدعوا والمغفلُ يهجعُ(

اليوم هو اليوم الاول لرقية في الجامعة

ارتدت رقية رداءها الاسوء الذي تسُمه"إرث امي مكسورة الضلع" ونظرت في المرآة وقالت مخاطبة نفسها :

امضيت ثمانية عشر عاما في حب صاحب الزمان يا رقية فلا تسيري

في طريق آخر وكوني كما يحب المحبوب

وصلت رقية الى جامعتها وذا يومها الاول

وقبل ان تضع قدمها على ارض الجامعة رددت في قلبها "بسم الله "يامعين من نهض الهي انا هنا لأجلك ولاجل بقيتّك فكن معي ولا

تكلني الى نفسي طرفة عين

كانت رقية تشعر بالحزن لما تراه من حال السفور في جامعتها لانها تعلم ان في ذلك الم محبوبها الذي اذابها عشقه فيؤلمها قلبها كثيرا

لحزن قلبه

مَرّ الاسبوع الاول بشك ل طبيعي تعرفت بهِ على مكانِ قسمها وكانت لا تزال لم تتعرف على صديقة سوى انها كانت تتلطف بجميع الفتيات اللواتي كنّ معها .. اتفق طلاب القسم على يوم معين في الاسبوع المقبل ليقيموا "حفلة تعارف" كما يطلقون عليها وكانت هكذا اجواء لا تروق لرقية اذ انها لا تحب الاختلاط اضافة الى انها تفكر ان فعل الفرد هو ما يعرف الاخرين عليه وليس بأن يعرفهم هو عن نفسه

ولكنها كانت مضطرة للدوام في يوم الاحتفال اذ ان احد الدكاترة رفض تأجيل محاضرته ولا يمكنها التغيب لأنها تعتقد انهُ حتى المحاضرات هي لأجل الحبيب المغيب ولا ترضى بأن تقصر في حقه بشيء حضرت رقية في ذلك اليوم المحاضرة ثم تركتهم بعدها للاحتفال وخرجت تسير في حديقة الجامعة .. فأخذت تنظر اليها ببهجة وحب ، تتأمل بخلق الله وفي داخلها تتُمِتم "كل الوجود نبع من وجودك يا عين الحياة .. كل انفاس المخلوقات تشُير اليك يا حبيبي ، السلام عليك اينما كنت واينما تكون يا بقية الله في ارضه وسمائه"

وجدت احدىٰ فتيات قسمها جالسة هي الاخرى في الحديقة فستأذنت منها رقية للجلوس معها ان لم يزعجها الامر

فبادرت الفتاة الاخرىٰ بالترحيب بها .. وكانن قد تعرفن على بعضهن في الايام المضت