٩

231 23 2
                                    

لم تنم ليلة الجمعة تلِك


في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل المصادف الواحد والعشرين من شهر رجب ذهبت وجددت وضوئها وصلتّ صلاة الليل من جلوس اذ حاولت النهوض ثلاث مرات واذا بها ترتجف وتكاد ان تسقط فصلتها وهي جالسة وبعد الصلاة والدعاء كعادته تبكي الحسين وتتخيل انها ليلة الحادي عشر من المحرم وكيف بزينب بأبي هي وامي تصلي الليل من جلوس وجثة اخيها مقطعة في الفلوات فأخذت تبكي وتردد هذا البيت عن لسان حال السيدة زينب


:


أبد متروح من بالي انة بذكراك منغرسة..


واريد الليلة تعذرني اذا صليت من جلسة!


تمرُ الدقائق بثق ل على روح رقية وكأنها تحتضر .. اخر ساع ة قبل الفجر كانت صامتة لا تقول شيء ولم تدعوا كانت فقط تسكب الدمع الحارق وتردد) كان يجب ان التقيك هذه الليلة يا حبيبي( بعد صلاة الفجر جلست تقرأ الندُبة كعادتها ، كانت ندبة هذه الجمعة مختلفة ، كان هنالك شعور غريب حين القراءة حتى انهّا كانت تشم رائحة عط ر نرجسي في دارها لا تعلم من اين يصدر ، اكملت الندُبة وسجدت باكية وهي تقول:


)هذا حدَّ صبري يا مهدي ..


الى هُنا قد نفذِ كل ما بالروح والقلب من تصبرّ


فها انا اكاد ان اموت ولم القاك ، يوسف قد تحنن على زُليخة بعد سني ن عجاف ، ما بال سنيني لا يأتيها غيث اللقاء ، لمَ يا مولاي لمَِ ؟ ...


كيف وأين القاك ؟.. أين انتَ الآن بل أين أنا(


بينما هي لا زالت ساجدة وبعد ان قالت جملتها الاخيرة


ازدادت شدة العطر في تلك الدار واذا بحجرتها تمتلىء بنور وضيا ء شديد يغشى البصر ولا يمكن النظر إليه وقبل ان ترفع رأسها من السجود جاءها صوت عذب منبعث من امام موقعِ سجودها ويقول )أنا هنا(


رفعت رأسها واذا بها ترى صاحب الطلعةِ المحمدية والهيبّة العلوية ذو الروح الفاطمية واقفا امامها والنور يحجب العين عن رؤيته ..


صارت ترتجف بشدة وتردد بشك ل مستمر"ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" وكان النور يخفت شيئا فشيئا مع كل مرة تردد فيها الذكر حتى بانت صورة وملامح الواقف امامها كرر كلمته مرة اخرى)أنا هُنا .. كُنت دائما هُنا( ليت الكوكب يتوقف عن الدوران في تلك اللحضة ويتجمد الوقت في مكانه ، "يا صَديقي بعض الأمور والتفاصيل يجب ان تبقىٰ سرّا لا يبُاح فهي كطلس م إن وصِفَ لمَ يفُهم


حتىٰ يعُاش ...ٰ"




نهار الجمعة تلك عَمِلت رُقية كل اعمال المنزل ولم تسمح لأح د ان يساعدها كانت ما بين ساع ة واخرىٰ تذهب وتقب لّ رأس ويد والدتها وتقول )اسألك الرِضا والدعاء يا امّاه( ونفس الامر تفعله مع ابيها ، اثار هذا الامر تعجبهم اذ انها بعد ان لم توفق للذهاب لكربلاء توقعوا ان ترقد في الفراش لإيا م .. ذهبت لزهراء"وكانت زهراء حاملا بالشهر الثامن" وقالت لها:

ذبيحة العشق Where stories live. Discover now