٤

302 24 6
                                    

إنتهى الدوام وعادت رُقية لمنزلها وكذا حالها بعد عودتها احيانا ترتاح لنصف ساعة لتنهض وتساعد والدتها واحيانا تقوم مباشرة بالعمل مع والدتها في ما تفعله ومع ان والدتها تأبى ان تساعدها لكي تتركها تترتاح ولكن رقية تصرّ على ذلك فبعد ان تزوجت فاطِمة لم يبق احدٌ يساعد الام في المنزل سوى رقية وكانت هي سعيدة بذلك فتحب خدمة والديها جدا كانت فتاة بارّة بوالديها و ذات قلب نقي اذ لم تقل لوالديها كلمة"لا" في حياتها ولا مرة واحدة ولم تتحجج في الدراسة لتهرب من اعمال المنزل بل كانت تعمل كل شيء بنف س راضية كانت تقول في داخلها )اذا قلت لوالداي والعياذ كلمة "لا "فمالذي سيمنعني من ان اقول"لا" لصاحب الزمان وانا اقول له بأبي انت وامي يا مولاي اي انني سأعاملك كما اعامل ابي وامي( ولهذا السبب كانت رقية تقدّس والديها وتعاملهم بكل ود وأحترام


لأجل رضا ربها ومحبوبها و والديها



في الوقت الذي عادت بهِ رقية لمنزلها


ايظا كانت زهراء قد عادت ولكن هنالك شيء قد تغير في داخل زهراء اذا إنها بدأت تبحث عن عشق ذلك الصاحب تطرح تساؤلات بينها وبين نفسها..


لماذا يا زهراء لم تنتبهي لأمام زمانكِ وتراعي احزانه وتكوني بلسما لقلبه ما اقسى قلبكِ اذ لديك حبيب يحُِبكُِ


ولم يجد منكِ سوى الاهمال والنسيان واللامُبالاة ما الذي يمنعكِ من الاقتراب من صاحب الزمان"عج"


ما اتفه الدنيا وارخصها يا زهراء امام نظرة من بقية الله في ارضه وما الذي حصلتي عليه في كل ما مضى من سنوات وانت لم تقتربي منه


ماذا لو ظهر صاحب الزمان عج وانت على هذا الحال


كيف حالكِ حينها وانت تشاهدين الجميع قد التحقوا بجيشه الا انت


قد قيدتكِ ذنوبكِ


هيهات ان ابقى على هذا الحال


لابد لي من ان ابدأ بأعداد نفسي لاجل ظهوره


ولأكون عاشقة مُنتظره له فدته نفسي انقضى النهار وجاء الليل وانتهى يوم زهراء وهي مشغولة بالتفكير ، كيف سأصلح نفسي واخطائي ، حتى خلدت للنوم اثناء تفكيرها الطويل


ونام الجميع ونهضت رُقية كعادتها لصلاة الليل .. كانت من الامورالمهمة جدا لدى رقية هي البكاء على مصاب السيدة الزهراء وسيد الشهداء والسيدة زينب كانت تعلم ان اقرب الامور لقلب صاحب الزمان هو ان يبكي المرء على مثلث الحزن والآلام


بعد الصلاة والمناجاة اخذت تنُشد هذه الأبيات لشاعر اهل البيت دعبل الخزاعي وهي تبكي:


أفاطِمُ لو خِلتِ الحسينَ مجدلا وقد ماتَ عطشانا بشطِ فراتِ إذا للطِمتِ الخدَّ فاطِم عنده ُ وأجريتِ دمع العينِ في الوجناتِ أفاطِم قومي يا ابنة الخير واندبي نجوم سماوا ت بأرض فلِاتِ قبورٌ ببطن النهر من جنب كربلا معرَسهم مِنها بشطِ فراتِ توَفوّا عطاشى بالفرات فليتني توَفيتُ فيهم قبل حينِ وفاتي الىٰ اللهِ اشكو لوعة عِند ذكرهم سَقتني بكأس الثكلِ والفضعاتِ

ذبيحة العشق Where stories live. Discover now