٦

256 22 9
                                    

رقية: اهلا  اهلا  بحبيبات روحي يا لها من مفاجأة نور: كيف حالكِ زهرتنا رقية افتقدناكِ اليوم رقية: بخير يا نور عيني تفضلن لنتحدث في الداخل
لو كنت اعلم انكن ستأتين لمنزلي حينما اتغيب لكن غيبت نفسي من ايام هههه
زهراء: دعكِ من هذا الكلام والله قلقنا عليك كثيرا  والدوام بدونكِ موحش 
رقية: ياحبيبة روحي انت وانا نهاري دونكن ممل والله فقد اعتدت
على رؤية وجوهكن المنيرة كل صباح

وبعد نصف ساعة خرجن الفتيات من رقية بعد ان اطمأنن على صحتها 
وسرعان ما استعادت رقية صحتها خلال ايام قلائل وعادت لدوامها

في احد الايام طرق علي باب اختهِ رقية 
-السلام عليكم .. رقيتي هل لي بالحديث معكِ قليلا؟
-وعليكم السلام يا حبيبي ، بالطبع كلي آذان صاغية لكَ 
-لا اعلم كيف ابدأ الحديث معكِ والله فإني خجلٌ جِد ا 
-ولما الخجل يا نور عيني اولست اخي الكبير وابي 
-رُقيتي اتعلمين ان عمري الان مناسب للزواج وفي الواقع منذ مدةافكر في هذا الامر ولكني لم اطرحه على اح د لأني لم اجد فتاة مناسبة 
-وهل وجدت فتاة مناسبة الان يا اخي؟
-بلى
-ومَن هي يا حبيبي
-تلك الفتاة ذات العباءة التي زارتكِ حين مرضكِ .. انا لا اعرفها ولا اعرف اسمها حتى ولكن جذبني لها احتشامها ولاسيما انها صديقةٌ لكِ فأدركت انها فتاة صالحة اذ ان اختي ومهدويتي تؤثر بالجميع ولا ترافق الا الصالحين
-ممم دعكِ من الكلام عني والان ماذا تود ان نفعل يا حبيبي ، هل نفاتح والداي بموضوع زواجك الان ام ماذا
-قبل ذلك اود منك ان تلتمسي منها الموافقة اترضى فيي ام لا قبل ان نخبر والداي حتى لو رفضت فلا يحزن ذلك قلبيهما 
-كلي فداك يا حبيبي وصدقا  احسنت الاختيار فأن زهراء فتاة صالحة ملتزمة تلائم فت ى مثلك .. ولا اظن انها سترفض ولكن انتظر يومان او ثلاث حتى اجد وقتا  افتح الموضوع به مع زهراء -حسنٌ يا حبيبة روحي اشكرك كثيرا  والله
-كم مرة اقول لك لا تشكرني 
-مَن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق
-هههه لا احد يستطيع ان يغلبك بالكلام ابدا  .. 
-ههههه اطلاقا  فأنا اخيك
-فدتك اختك يا حبيبي
-حبيبتي انت .. الان استأذنكِ فلا اريد ازعاجكِ اكثر ولكن قبل ان ارحل اريد استعارة كتابين من كتبكِ لأني قد قرآت كل مكتبتي
-خذ ما تشاء يا حبيبي وأذنك معك
وقالت بنبر ة مازحة)ولكن اياك ان تحدث ولو خدشا  صغيرا  في كتبي فأنهم بمثابة اولادي(
-هههه على عيني يا ام الكتب 


اخبرت رقية زهراء برغبة اخيها وقد التمست منها القبول مع خجل شديد وبعد اسبوعان تمت الخطبة كما يحب الله ويرضى وقررا ان يكون موعد الزفاف بعد الامتحانات النهائية لهذا العام
بعد انتهاء امتحانات الفاينل بدأت استعدادات عائلة رقية وعائلة زهراء لزفاف علي وزهراء .. بينما نور لا تزال مشغولة بالبحث لتهتدي للتشيع حتى راسلت لرقية في احد الأيام 
-السلام عليكم ياحبيبة الروح
-وعليكم السلام ورحمة الله يانور العين .. كيف حالكِ؟
-الحمد لله وانت يا حبيبتي؟
-الحمد لله دائما  بخير في كل حا ل 
-رقيتي هنالك امرٌ اود منك مساعدتي به
-عيناي لكِ ولكن ما هو هذا الشيء
-انا على اعتاب ان اقوم بخطو ة كبيرة ولكني لا اعرف بالضبط كيفية القيام بها -وما هي؟
-رقيتي تعلمين انني في الفترة الاخيرة انشغلت بالقراءة والبحث عن مذهبكم مذهب اهل البيت حتى اقتنعت بهِ تماما و وجدت الحق مع عل ي اينما حلّ وارتحل وصِرت اقرب ما يكون لأعتنق مذهب عل ي وآل علي ولكني لا اعرف كيفية الدخول في مذهبكم
-يا الله ما اعظم لطفك سبحانك  هل انت متأكدة من قرارك هذا ياحبيبتي
-بلى وعن قناع ة تامة لا من باب الحب فقط بل اجتمع عقلي وقلبي معا  على مذهب اهل البيت وحق نبينّا محمد -الهي لك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه اغرورقت عينايَ فرحا  بقرارك هذا والله
-فداكِ كلي رقيتي الحبيبة .. انا لا انسى فضلكِ وحسن خلقكِ الذيجعلني التفت الى سوء ظني بأئمة المذهب وبالمذهب ككل ولكن اللهقد اضاء بصيرتي حينما جعلكِ امامي
-بل الله يهدي لنورهِ من يشاء وسواء جعل الله رقية ام غيرها في طريق نور فأنه شاء هدايتها على كلِ حا ل 
الان يا حبيبتي هنالك حسابات في كل المواقع تختص بالاستفتاءت الدينية علينا ان نسأل احدهم عن كيفية التشيع حتى لا اقصّر معكِ وتكون طريقة دخولكِ المذهب كامِلة ولكن...
-ولكن ماذا؟
-كيف سيوافق جدكِ  وجدّتك على قراركِ هذا يانور؟
-لا اعلم والله وانا افكر انني الان لا اخبرهم بذلك بل مع الايام شيئا  فشيئا  واحاول ان ابين لهم سوء الصحابة وما اشبه ذلك الى ان يحدث الله بعد ذلك امرا 
-خير ما ستفعلين ياحبيبتي مع الايام يجب ان تنكشف لهم حقيقة الصحابة
"تواصلت رقية مع احد الحسابات الحوزوية المختصة بالاستفتاءات وكان الموقع خاصّا بالنسِاء ومن يجيب على المسائل كُنَّ نسِاءا  مِن الحوزة واخبرتها عن نور وحالها وما تنوي القيام بهِ من الدخول في المذهب... فاتفقن ان تتواصل نور مع تلك السيدة مدة ايا م لتشرح لها اسُس التشيع وما ينبغي عليها القيام بهِ"وفعلا  ضلتّ نور ما يقارب الاسبوع تتواصل مع هذه السيدة الى ان تشيعت والحمد لله ومن حيث لبِاسها الذي ينُاسب التشيع فقد قررت نور ان ترتدي الجبةّ الاسلامية مع انها كانت ترغب بالعباءة ولكن خشية  مِن جدّاها ان يكتشفوا امرها اكتفت الان بالجُبةّ
بعد اسبوعان او ثلاث مِن الامتحانات عُلنِتَ النتائج وكان فتياتنا
الثلاث قدَ نجحن والحمد لله 

ذات يو م وقبل زفاف زهراء بـ اسبوع تقريبا  اتصلت زهراء برقية -السلام عليكم رُقيتي
-وعليكم السلام يا زوجة اخي العزيزة
-حبيبتي رُقية احتاجكِ في امر بسيط .. أمشغولةٌ أنتِ الآن؟
-كلا يا حبيبتي متفرغة ، كلي آذان صاغية لكِ 
-في الفترة الاخيرة تعلمين ان بالي مشغولا  بالزفاف وتحضيراته
-بلى
-انشغل بالي بهِ لدرجة ان صلواتي صارت بلا روح مجرد قيام وقعود وهذا الامر يحزنني كثيرا  والله ولم اجد احدا  اخبره بذلك سواك ، فأنا كفتاة مؤمنة ومُنتظِرة يعز عليّ ان تكون صلاتي خاوية مجوفة اقوم بها لأسقاط الواجب فحسب ، فـ بمجرد ما ان اقول الله اكبر يذهب تفكيري يمينا  وشمالا  ولا انتبه لذلك الى بعد اكمال الصلاة  -حسنٌ يا نورَ عَيني ..
مشكلتنا يا حبيبتي اننا نظن اننا نحن من يحمل الصلاة على ظهره والواقع عكس ذلك تماما  بل الصلاة هي من تحملنا على ظهرها ، يرانا الله غارقين بأوحالنا فيرفع الآذان ان يا عبدي هَلمَ إلي والقِ ما اثقلك عليّ ولتستريح انت في هذه الدقائق وانا سأتكفل بما يشُغلك ، يجب علينا ان نفكر ان دقائق الصلاة ليست لأسقاط الواجب بل لكي نستريح نحن فيها ، فما اجمل ان لا ينشغل ذهن المرء بشي ء ولا يفكّر به م او مُشكلة او عمل لأنه ايقن انه سلمّ الامور لأح د غيرهِ وهو خير كفي ل بها ،من العظيم ان يذهب الفرد بهدوء واطمأنان الى الصلاة وبكل تأنيّ ويعيش لحضات الوضوء بحب ليذهب ويلتقي بحبيبه ، نحن كُلنا نقول اننا نحب الله ولكن مَن مِنا تعامل مع الله على انهُ فعلا  حبيب واستعد للقاءه تعالى بالصلاة بكل ترتي ب وهدوء ، ففي الحديث عن الامام الصادق قال"وهَل الدين الّا الحُب" يجب علينا ان نذهب لصلاتنا بحب فمع وجود العقيدة الثابتة لابد من وجود شعور الحب والأجمل ان يذهب الفرّد منا ويسبغ الوضوء بحب قبل ان يرُفع الآذان مثلا  بعشر دقائق .. لكي يذهب الى محبوبه قبل ان يناديه ويجلس دقائق ينتظر نداءه فالأية الكريمة تقول"والسابقون السابقون اولئك المقربون" شاهدي صفة المقربين هي السبق الى الله بأنه سبق الآخرين اليه تعالى فهؤلاء الذين يتحركون لله قبل ان يناديهم ستكون صلاتهم ذات روح ومعنى اكثر من غيرهم والله سيعتني بهم بشكل خاص ، فكما اننا لو ذهبنا لمجل س ما و وصلنا قبل الآخرين فأن اصحاب المجلس سيعتنون بنا اكثر ، نذهب قبلالصلاة بدقائق وتنوضىء ثم ننتظر الصلاة .. هل في هذا الامرصعوبة؟ ومالذي ستؤخره الصلاة واي عم ل ستعيقه حتى اؤديها بسرع ة وكأن احدهم يركض خَلفي ، اجلس واتفكر بالله وبما اعطاني اياه او اتأمل بحبي لله وحب الله لي فالأمام الصادق يقول"يصل بالتفكّر الى محبةّ الله" هذه الدقائق قبل الصلاة ستجعل لصلاتي روح .. امر اخير واختم بهِ هو احيانا  تشغلنا امورنا واعمالنا عن عمل الخير ومساعدة الاخرين وخدمتهم ، وهذا الامر يجعل الصلاة مجرد حركات صدقيني  ، فأنا اسألك ولا اودّ إحراجكِ والله ولكن في ظل كثرة انشغالك متى كانت اخر مرة ساعدتي احدهم في المنزل او تصدقتي بمبل غ زهيد لوجه الله اطرقت زهراء رأسها قائلة  بأس ف 
-صدقتِ بكل ما ذكرتيه يا رقية ففي آخر فترة انشغلت كثيرا  وابتعدت عن ما قلُتيه وحتى الصلوات احيانا  اضطر لأتأخر عنها نصف ساعة ، سبحان من الهمكِ لتنطقي هذه الكلمات وكأن كِ عِشتي معي في المنزل وعرفتِ تقصيري ، ولكن صدقا  بعد كلماتكِ هذه ومضَ في قلبي الحب لأداء الصلاة .. شكرا  يا رقيتي كَقبسِ موسى انت بالنسبةِ لي اهتدي بضيا كِ 
-العفوا زهرائي من انا لأستحق ما قلُتيه ، بل مثل ما ذكرتي هو الهام منه تعالى ، اسأل الله ان يجعل صلواتكِ في الايام القادمة ذات معن ى وروح اكثر -آمين يارب 
بعدَ إسبو ع تم الزفاف بمرضاةِ الله .. وقررا العروسان ان يذهبا
لزيارة حرمِ الإمام الرِضا قبل ان يبدأ العام الدراسي

مع حلول العام الدراسي الجديد انتشر خبر تشيعّ نور بين الطلبةِ البعض اندهش كثيرا  والبعض الآخر هنئها على خطوتها وتحولها هذا ولاسيما انهم لاحضوا عليها في النصف الثاني من العام السابق كيف تحسّنت اخلاقها وتعاملها مع الآخرين بعد مرافقتها لرقية وزهراء .. تمضي الأيام وزهراء ورقية يسيرّن معا  اينما كُن فهن في المنزل معا وفي الجامعة ونور هي الاخرىٰ معهن فصَِرنَ ثلاثفتيا ت برو ح واحدة 
في هذا العام بقيةّ الفتيات كُنّ يتقربنَ مِن رقية وهي كذلك فالكثير منهن يشاركنهّا مشاكلهن التي لم يطلّع عليها احدٌ غير الله وهي الاخرى تسُاعد الجميع ، فحسن مهدويتها واخلاقها جعل كل من يعرفها يطمئن لها فـ باتت كهفٌ لأرواحِهم كمحبوبها الذي هو كهف الورىٰ فكانت لا تدّخر جهدا  لمساعدة الاخرين بغض النظر هل هم يستحقون هذه المساعدة ام لا فكانت تعمل كل شي ء لوجه الله وقربة وحبا  بصاحب الزمان فكانت كما قال تعالى ) وَمَا لأحَ د عِنْدَهُ مِنْ نعِْمَ ة تجُْزَى * إلِا ابْتغَِاءَ وَجْهِ  رَبهِِّ الأعْلىَ * وَلسََوْفَ يرَْضَى(،، البعض من الفتيات كُنّ يرغبنّ بأرتداء العباءة فكانت رقية تشدد على ايديهن في هذا الامر وتخبرهن عن جمال العباءة وكيف انها تستشعر بها ان صاحب الزمان يسير معها اينما تكون 
كان تأثير رُقية على كل من حولها واضحٌ جدا  فـ باقي الفتيات صِرن يسُاعِدن بعضهن بعضا  وكأنهن عائلة  واحِدة .. مع بداية النصف الثاني مِن العام الدراسي ، ارتدين ثلاث فتيات العباءة بفضل الله وكلمات رقية معهّن وكيف انها قد اعطت العباءة حقهّا من حيث الالتزام وحسن الخُلق والتعامل مع الآخرين فقد كانت حريصة  ان تطُبق كل ما تودّ ان تنصح بهِ غيرها على نفسها وتجعل هذا الامر با د عليها لتصل النصيحة الى المقابل جعلت رقية اغلب الفتيات ينظرنّ الى العباءة بحب ويغبطنّها عليها وعلى حبهّا الكبير جدا  لصاحب الزمان ولاسيما انها متى ما ذكروا اسمهُ"سلام الله عليه" تأخذ نفسا  عميقا  بهدوء وتقول"فدِاه روحي وأهلي" ..
بات وجودها يذُكِّر الحاضرين بصاحِب الزمان .. ياااه ما اجمل ان يكون الفرد مِنا سببا  لذكر مولانا الحجة ، ذاتَ مر ة قالت أحد الفتيات لرقية : هل سمعتِ بعبارة"ما كان لله ينمو" .. انتِ مثالٌ لهذه العِبارة فنحن نشعر ان كل وجودكِ هو لله ولصاحب الزمان ولذلك يوجد داخل كل واحد ة مِناّ شيءٌ مِن "رقية" 
فعلا  كانت كذلك هي ولازالت تسعى ان يذَوب كُلها في كُل الله وصاحب الزمان 

قالت نور لرقية في يو م ما -رُقيتي اودّ ان احدثك بأم ر  
-كلي لكِ اسما ع صاغية
-في اخر شهرين ازدادوا الذين يطلبون يدي للزواج من جدّي ، وانا لا ارغب بالزواج الان لأني لا اريد ان اقترن بشخ ص من مذهبي السابق وانا ارفض باستمرار وجدّي ايضا  يحدثني بهذا الموضوع دائما  ويحاول ان يقنعني او يفهم سبب رفضي ولكنني لا يمكنني ان اخبره السبب و ضاق صدري من هذا الموضوع حتىٰ توسلت بصاحِب الزمان بكل انكسار قائلة  يا حبيبي كيف تسمح لأن اقترن بأح د لا يواليكم ولا يلعن اعدائكم .. انا ارجو منكِ فت ى صالحا  محباّ لكم ليكون زوجا  لي .. دعوت وتوسلا ولم اكن قد وضعت في ذهني احدا  اقصده في الدعاء
-بلىٰ اكملي..
-وقبل قلَيل .. اتعرفين ياسر ذلك الفتى الصالح في قسِمنا 
-اتقصدين السيدّ العَلوي
-بلىٰ هو نفسه .. كنت جالسة في الحديقة انتظركِ ان تأتي واذا بهِ يقبل نحوي حقيقة  تفاجأت اذ هذا الشاب لا يتحدث مع الفتيات ولا يختلط بهن ، فقرأ السلام وقال"اختي نور في قلبي كلما ت اقولها لحضرتكم ارجو ان تتفكروا بها مُنذ العام المنصرم كُنت قدَ لاحظت عليك التغيرّ في كل شيء واردتُ ان اتقدم لطلب يدكم للزواج ولكن خشيت رفضكم لأنكم على غير مذهبي ، فتوسلت بصاحب الزمان ليزيل هذا العائق وشاء الله ان يرفع هذا المانع .. فأنا الآن اطلب يدكم للزواج على سنةّ الله ورسوله .. اترككم ايام لتفكروا في الامر ومن ثم سأنتظر ردّكِ على طلَبي .." وذهب قبل ان انطق بكلم ة واحدة ولاسيما انني بقيت مطرق ة برأسي الى الارض الى ان ذهب -وانتِ ما رأيكِ بياسِر ياحبيبتي
-حقيقة  انا لم اجد فيه شيء يستدعي الرفض ولاسيما انهُ شيعيا  واتيت لأخذ رأيك
-ولا تنسِ انهُ سيدا  من ذرية رسول الله وإنا ارى ان صاحب الزمانهو من سخّره لكِ على اثر دعواتكِ فياسر هو من الشباب المومن الملتزم 
ولكن كيف سيقتنع جدّكِ به ياحبيبتي
-في الواقع لا اظن ان جدي سيقبل مباشرة  لكنه لن يرفض اذا عَلمَِ انني موافقة عليه ولاسيما انه يريد ان يطمأن عليّ ليهدأ باله
-توكلي على الله ياحبيبة روحي فقد جاء لطف الامام "عجّل الله
فرَجّه" 

بعد محاولات كثيرة لأقناع جد نور بالموافقة على اقترانها بياسر قبَلَِ اخيرا  وتم الزواج ببركة صاحب الزمان فقد كان جدّها رافضا  له لانه شيعيا  ولكن نور اخبرته انها لن تقترن بشخ ص لا تعرف اخلاقه ودينه وتعامله مع الاخرين وقالت له انها لا يمكنها ان ترضى بغيره مما جعله يوافق عليه
كان ياسر نعم الزوج الصالح لنور وكذلك علي لزهراء .. بينما رقية لا تزال تقترب من كل الفتيات وتحدثهن عن صاحب الزمان وتجذب الاخرين اليه وكانت الطاف المحبوب ترافقها في هذا الامر وكعادتها مهدويتنا أذ حلّ الظلام ورَقد العِباد تنهض مفترشة  سجادتها لتجلس وتخطّ حروف شو ق سطرّها الم الفرِاق لغائب جعل حضور الآخرين عَدم 
فتناولت القلم وخطتّ :
اراني اذوبُ بينَ ادمُعي في كلِ ليل ة كما يذوب الشمع من طولِ بكاءه الصامِت واتلاشىٰ بين احزاني كما يتلاشىٰ نوره في الظلام  باتت روحي بأحزانها ڪ مدينةِ جد كَ بعد فراقهِا الحُسين .. لا شمسٌ تضُيءُ ايامها ولا قمرا  ينُير لياليها ، ولا فرح ة تمُر بها فتنفض عنها شيئا  من مُعاناتها 
أنتَ لا سِواك القادر علىٰ ان تحُيي هذه الروح القابعة في منفىٰ الاغتراب
من موتهِا البطيء وتعُيد لها ما فقدته من اشلاءها 
في فراقك 

أيُ عش ق هذا الذي تحمله رقية لهذا الصاحِب .. عشقٌ اخذها مِنها
حتىٰ باتت كُلها مهدي 

انتهى العام الدراسي الثالث بنجاح رقية ونور وزهراء وكانت رقية هي المتفوقة على الجميع 
وفي العام الاخير صارت هنالك تجمّعات مهدوية في القسِم واحتفالات بمناسبة مواليد الائمة ولاسيما في شهر شعبان .. فقد اقترحت عليهم قبل شهر شعبان بأسبوعين ان ينظم القسم لحف ل بمناسبة ميلاد منقذ الأمة سلطان الزمان وعديل القرآن وقد رضى الجميع بهذه الاقتراح وقد انتقلت الفكرة للاقسام المجاورة وكَثرُت الاحتفالات في جامعة رقية بمناسبة ميلاد الحبيب اما طلبة قسمها فقد طلبوا منها ان تلقي كلمة  تفتح به حفل الميلاد وبعد إلحا ح شديد خضعت لرغبتهم وكانت هي من افتتحت الحفل بكلما ت عن الحبيب قائلة  : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين... 
ليلةٌ عظيمة ليس كمثلها شيء
اشرقت بها الأرض بنور ربها وفيها تكُتب
الأقدار ليتم التوقيع عليها بعد ذلك في ليلة القدر المباركة
ليلةٌ تصُبُّ بها الرحمة صبا  .. انار الله بها قلوب عباده المستضعفين وانبثق شعاع الامل الاخير حاملا  بين طياّتهِ بشارة السماء ، فيها اسُتجيب دعاء الانبياء وتمت رِسالة الأتقياء وانبعث فيها ابن سيدة الإماء ناصِرا  لكل المظلومين الأرقاّء .. )الا يا اهل العالم قد وِلد المنصور بجبرائيل والمسدد بميكائيل خيرة الأتقياء وبقيةّ الاصفياء ابن سيدةِ النساء فاطمة الزهراء قائم آل محم د .. خاتما  للأوصياء يا ملائكة السماء زفوّ البشرى فقد جاء سكينةُ الأنام ليزيل كل جو روظلام .. ذلك هو الامام المقدام سيد السادات وعطر التلاوات وغيثالسماوات وبقية رب المخلوقات ..استقبلوه بأبرك التحيات وأجملالصلوات على جدهِ خير الكائنات( إخواتي وأخواتي الأطياب.. 
عمر الأرض ملايين السنوات ، وعاش على هذه الأرض ملايين البشر ، ومن بين كل الاجيال الماضيه خلقنا الله فى زمن القائم اتظنون ان هذه صدفه عابره ، كلا فأن هناك سبب لوجودنا الأن فى هذا الزمان
لنكتشف جوهر ارواحنا ولنعرف سبب وجودنا .. فها هو إمامُنا يعدّ العدّة للقيام وهو في طريقه الينا لننهض ولننفض غبار ارواحنا ، نحن الشباب من سنبني دولة العدل الالهية مع المعصوم فلكل فر د مناّ علةّ وجودية ولعل الغاية الكبرى لوجودنا هو ان الله قد زرع فينا طاقات لننفقها في سبيله 
لنكن مهدويين ، لنكن مصلحين ، لا يجب ان نغفل  فأنه قادم... 
لنجهّز انفسنا من الآن 
لنلتحق بقافله النور مع الركب المقدس فكما تعلمون من الامور التي يتوقف عليها الظهور هي اكتمال العدّة والجيش فلنستعد يا اخوتي لربما يكتمل الجيش بنا نحن .. فكم سيكون مؤلما  حينما يظهر الحبيب ولا نكون قد حجزنا مكانا  لنا في صفهّ ماذا ننتظِر؟!
جميعهم يستعدون للألتحاق بالأمام  الا أنا وانت لم تصلح هذه النفس حتىٰ الآن  المهدي ينُادينا ويقول"ابنائي عجّلوا انني بانتظارِكم "
وما ارخص اوحال الذنوب التي اغرقنا انفسنا فيها وبسببها نخسر تلك المفخرة السرمدية المتمثلة بنصرة امام الزمان 
لا تغفل يا صَديقي .. نحن هُنا لأننا مكلفون بنشر رسالة السماء ، اسأل الله ان يجعلنا من السابقين لنصرة ذلك الحبيب وان يعيننا لنمد ايدينا نحوه والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد واله
الطاهرين 

اخترقت كلمات رقية قلوب جميع الحاضرين مما جعلت الجميعيصمت للحضات يتأمل بما قد سَمِع وتنحّت عن منصة الاحتفال بتصفي ق حا ر جدا  من كل الحضور وبصلوا ت محمدية وكأنهم يقولون لها شكُرا فقد ايقضتنِا .. كان الاحتفال المبارك اجمل ما يكون وذا روحانية عجيبة جعل الجميع يتحركون بلهف ة لتوزيع الحلوى والشموع وقصاصات الحب المزدانة بعبارا ت مهدوية تأسر القلوب على الجميع وكأن لديهم اجنح ة يطيرو بها وشعروا جميعا  بح ب كبير لذلك الصاحب القادم ، بعد الحفل طلَبنّ فتيات القسم من رقية ان تلقي عليهن محاضرات حول صاحب الزمان في اوقات الفراغ وما يحبه الامام وكيف ننهض بانفسنا ، كانت تزرع رغبة الوصول بقلوب الجميع وتجعل طريق الوصول سهلٌ يسير تتحدث بهدوء وكل سكينة وكلامها مليء بالحب والشوق ، عن طريق كلماتها كانت تجعل الاخرين ينظرون للدُنيا على انها قليلة مجرد لحضا ت وتنقضي وعلينا ان نترك الاثر اينما كُناّ ، هكذا هي رقية تلك الفتاة التي لا تتحدث الا حينما يكون لكلامها دا ع ومعنى تتجنب الكلام الذي لا فائدة منه 
كانت تعمل لله ولصاحب الزمان فـ ملكّها الله قلوب كل من يعرفها فكما قال تعالى في سور ة مَرْ يمَ"إنَِّ الذَِّينَ ءَامَنوُاْ وَعَمِلوُاْ الصَّالٰحاتِ سَيجَْعَلُ لهَُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدّا" وهذا ما حدث فقد جعل الله لها ودّا  في قلوب الجميع 
صارت رقية باستمرار تحدّث الفتيات عن صاحب الزمان وعن مواضيع شتىّ من شأنها ان تساعدهن في ان ينهضن بأنفسهن ويطهّرن هذه الروح مما تعلقّ بها من مساوىء الذنوب والافعال ، الاجمل فيها انها كانت لا تقطع الطريق على مذن ب يبحث عن سبي ل للعودة لله ، بل كانت تشجع وتحفز من ترى به رغبة  ولو كانت قليلة في القرب من الله 
وها قد انتهى العام الدراسي الاخير .. انتهت ايام الدراسة .. في اول يو م دخلت فيه رقية للجامعة كانت الوحيدة من ترتدي العباءة وحينماخرجت .. خرجت ومعها ثلاثة عشر فتاة قد توجّن انفسهن بتاجالجلال من ضمنهن نور وزهراء
في يوم التخرج وآخر يو م يجتمع في طلبة القسم معا  الكثير منالفتيات اتين لرقية شكرنهّا على وجودها معهن وما قدمته لهن وكيف وقفت معهن في امو ر شخصية كثيرة .. احداهن قالت لها"لعل هذا اليوم الاخير الذي يجمعنا ولا نعلم هل سنلتقي بكِ بعد هذا اليوم ام لا ولكن تذكري انكِ قد زرعتي في داخل ك ل مناّ شيء منك ، بنيتي في قلوبنا بيوتا  لصاحب الزمان واضأتي الارواح بهواه" .. فعلا   ما
كان لله ينمو وهذا ما كانت عليه فتاتنا 

بعد التخرج بأسبوعان نادىٰ الحاج ابا علي علىٰ حبيبة قلبهِ رقية وكان في يدهِ ظرف ا  
-رقيتّي هلّا اتيت قليلا  ياحبيبتي
-بلىٰ يا والدي بخدمتك انا 
-خذي هذا الظرف حبيبتي
-ولكن ما بهِ؟
-افتحيه واعرفي
واذا بهِ تذكرتان للسفر الى ايران لزيارة حرم الامام الرضا والسيدة المعصومة و"مسجد جمكران" 
-اوه ما هذا يا والدي هل حقا  هذه تذكرة لزيارة السلطان واخته ومسجد جمكران؟
-بلى يا حبيبة روحي فإني قد وعدتك حين تخرجكِ بأن لكِ هدية مميزة
-حبيبي ابي لا تعلم شدة سعادتي بهذا الامر والله ولكن يا والدي..
-ماذا ياحبيبتي؟
-هاتان تذكرتان فقط ؟ ماذا عن امي
-امكِ اخبرتني انها لا يمكنها تحمل تعب السفر بسبب آلا م في ظهرها كما تعلمين
-ولكن كيف سأتركها لوحدها هنا انا لا ارضى بذلك يا والدي
-بنُيتي ان والدتكِ هي صاحبة فكرة السفر هذه وهي من قالت انهُعلينا ان نذهب انا وانت فقط وهي تبقى بسبب ظهرها ولا تنسِ انزهراء وعلي سيبقون هنا معها وفاطمة ايضا ما بين ايا م واخرىٰتأتي تزورها ولو لم تذهبي فأنكِ ستحزنيني كثيرا  وتحزني والدتكِ  -ابي حبيبي احبك كثيرا  وحق صاحب الزمان لا حرمني الله منك ولا
اراني يوما  دونك

ذبيحة العشق Where stories live. Discover now