الفصل الثاني : مرحبا انا القدر..

17 2 189
                                    

(2) مرحباً.. أنا القدر..

في اليوم التالي سيأخذنا " تكاما" الي ذلك الرجل الذي يظنوه مخترع..
قال " تكاما" عنه أنه عمره ستين سنه أتى مع قافله طبيه أقامت  في هذه الجزيرة لمده تسعة أشهر تقريباً من أجل كما أخبروني وقتها تسمي بالبحوث العلمية هو من دوله هولندا قّدم الي هذه الجزيرة عام 1960..

الآن هل تشعرون بما أشعر.. ؟
الكل يرى أنه إنتهى الأمر كنت في القاهره أسافر ولدي عمل.. وكانت حياتي الي حد ما مستقرة الي حد ما كانت لدي معشوقة منذ خمسه عشر عاما لم آرها وأمس في الماضي رأيت إمرأه في الطائرة كانت حسناء ذات بهجه وطله تشرق معها الحياه كان قلبي متلهفا لمعرفة من هي... لكن لم يكن لدي الوقت الكافي لمعرفه كل شيء عنها..

لا أعلم حال أمي وأبي وانا ضائع في هذه الجزيرة
لا أعلم حال شركتي وعملي... لا أمتلك غير الذكرى فقط..
بعد وجودي على هذه الجزيره لمده سته أشهر
تعرفت على مكان رائع يحتل البحر شمالة  والطبيعة تحتل جنوبه مكان تذهب فيه الهموم والآلام ... أذهب إلى هناك وأجلس قليل مع نفسي..

دعني أخبرك شيء لا تظن أنك جالس الان في بيتك تقرأ الروايه وتظن انك بوطنك لا أنت الآن ضائع معي في هذه الجزيره ترى ما أرى تمام أتذكر لقد دفعت لك تكاليف رحله والسفر معي في كل دوله لنبحث عن سجينه  قلبي "آيه" ..
ربما نسيت...

لعلك تظن ان جلوسك مع نفسك أمر سهلا.. هذا صعب وممل لكنك يجب أن تتعود أن تحارب لتنقذها من ألمها..
إن مرواده نفسك لتجلس معها أشبه بسحب صخره يختلف حجمها على حسب الألم ووضعها أعلى جبل السعاده...
اذا أردت أن ترى نفسك حقيقه لاترها في المرآه
لو نظرت للمرآه ستري شكلك فقط.. لكن إن أردت أن تنظر إلى نفسك اذهب الى مكان هادئ يوجد به الطبيعه فقط ويوجد به ماء أيضا وإنظر في الماء ستعتقد في بادئ الأمر انك ترى شكلك لكن في الحقيقه أنت ترى نفسك...

لعلك تتسأل لماذا الماء...
أتذكر عندما قال الله انه سبحانه وتعالى خلق من الماء كل شيء حي..

الان أجر نفسي لأجلس معها أمام هذا الشاطئ
كيف حالك نفسي اتشعرين الان انك ضائعه فاقده كل من يعرفك ويحبك أليس كذلك أتتذكرين من كان يحبك أتتذكرين حبيبك..
أذنت لي الذكريات تذكر طريقة حديثها معي..

وكلما حدثتها نطقت جمالاً
الي ان نطق الجمال تفننا
محتاله أنتي لا أمان لكي
من قال أنك من جنسنا
من قال أنك مثلنا
ملك سقطي هاهنا

انتهت جلستي مع نفسي يجب عليا الذهاب للصيد..
ثم غداً نذهب للرجل المخترع..

ها نحن ذاهبون انا و " تكاما" و" أحمد" للمخترع صاحب الستين عاما..
نطرق باب المنزل الصغير..
"وتكاما" يتقدم ليطرق الباب مره إخري
اذا برجل على حافه كِبر السن يفتح الباب ويقول مرحبا " تكاما" كيف حالك..؟ تفضلوا..

أصبحنا داخل المنزل الصغير ولا نجد اي شيء يدل على إنه مخترع يبدو مسكينا للغايه..
"تكاما" عرفنا له وقال أنتم جئتم الي هذه الجزيره عن طريق حادث طائره وأظهر شفقته لنا..
قلت له هل يمكن ان تساعدنا لنعود الي وطننا
قال في الحقيقه لا...
قلت له أخبرنا " تكاما" انك صاحب إختراعات ويمكن ان تساعدنا في هذه المصيبه..
قال نعم!
قلت كيف تساعدنا وانت قلت لا..
قال  لدي إختراع يمكنك منه السفر إلى الماضي
لكن لايمكن معرفه المستقبل إطلاقا
حتى وانت في الماضي لا تستطيع محادثه أحد انت فقط ترى الناس وهم لا يستطيعون رؤيتك تلمس الأشياء لكنها لاتتغير من مكانها.. كما يمكنك أيضا رؤيه الحاضر الذي نحن فيه الآن في نفس وقت الذي أنت فيه في الماضي....

لكن هذا الاختراع في غايه الخطوره يمكنك أن توجد في الماضي ثلاثين دقيقه فقط...

قلت كيف يعمل هذا الجهاز..
قال عندما أشغل هذه الجهاز سترتدي هذه السوار حيث يقرأ أفكارك لتنقلك الي المكان الذي تريده عندما تفتح هذا الباب..

كنت مندهش لهذا الاختراع جدا لكن كنت خائفا من أخذ هذه الخطوه..

"أحمد" ما رأيك في هذا..؟
قال انه أكثر شيء رأيته جنونا على الإطلاق أنا أعشق الجنون هيا نفعلها
قلت له ألا تدرك هذا الخطر ان لم نخرج من الماضي قبل ثلاثون دقيقه سنظل في الماضي لا يرانا احد ولا يسمعنا أحد سنظل هناك الي الأبد... لكن !
جاء في ذهني فضول يكاد يفتك بعقلي اريد معرفه مكان "آيه" سأذهب إلى الماضي أراها وأعلم أين ذهبت أرى كل ما كان يحدث بيني وبين "آيه" ...

الآن عزيزي المخترع انا موافق لخوض هذه التجربه انا وصديقي أحمد..

قال المخترع إسمع في كل لحظه نتكلم فيها الآن أصبحت ماضي... دعني أوضح لك هذا الجهاز يسجل كل لحظه حيث يعتبر وقوفك خارج منزلي وانت تطرق على المنزل هذا أصبح ماضي الان يمكنك الرجوع اليه... عندما تكون في الداخل أنت يمكنك الرجوع عن طريق هذا السوار الذي يقرأ أفكارك..
كما إنه عند أي لحظه خوف منك هذا يعني زياده الادرينالين في جسدك هذا سيؤدي الي جعلك تخرج من الماضي وتخرج الي الحاضر مره إخري لأن هذا الاختراع يتأثر بالأدرينالين عن طريق الاستشعارات القوية الموجودة بداخلة...

صديقي "أحمد" أصبح مبتهجا كما لو أنه رأي ملاكا
كنت متعجلا بشده للذهاب هناك..

لكن المخترع هذا أخبرنا إن سافرت من هنا في الصباح سيكون عليك السفر إلى ماضيك في الصباح فقط واذا سافرت من هنا في المساء ستكون هناك أيضا في المساء هكذا هو يعمل يارجل...
عرفت كيف يعمل هذا الجهاز..
اذا أيها المخترع سأكون عندك غدآ لنذهب الي الماضي في الصباح..

قدري؟!Where stories live. Discover now