50. وراء البحر- النهاية.

2.3K 203 155
                                    


كان هيدال يضع الخطط في عقله، يحاول أن يستنتج طريقة يقتل بها جسد نينا ورغبتها في التخلص من لايدا.

كان يشعر بالخيانة، فهو لم يتنبأ قط بأن نينا قد تفكر في قتل لايدا بنفسها. ولكنه أدرك أن فكرة كهذه لم يتوجب أن تغيب عن عقله..فقد أخفت نينا عنه حقيقة كتاب 'ليلة في النهر'.

كانت تشك به منذ البداية، ولم ترى فيه تلك القوة الجامحة او الرغبة التي لا يقف أمامها شيء. رأت به قلبًا عطوفًا لن يغرس خنجره بصدر لايدا مهما حدث.

"هل هذا قرارك الأخير؟" سألت نينا، وأجابها هيدال بأن إنطلق نحوها في هجوم سريع. نينا تصد هجمته ثم تهاجمه بالمقابل، مشتبكان كانا..وتعيقهما المشاعر.

وصل تورو للطابق وأسرع نحو لايدا، فربتت على رأسه بخفة ولاحظت جرحًا عميقًا في ظهره. غلب لايدا الأسى، وباتت تفكر..لو أن تورو كان حرًا مني، ومن البشر، ألم يكن ليحظى بحياة أسعد؟ فما يجلبه نحوي هو محض سحر، وما أبعده عن هيدال هو محض سحر. وفي النهاية تورو هو نمر لا يحب سوى الغابة والصيد.

تمتمت لايدا ببعض من الإعتذارات لتورو، والتفت تورو مزمجرًا نحو نينا التي أفلتت من هيدال وركضت نحو لايدا. لكن هيدال قد جذبها غارسًا خنجره في ظهرها، وكان الحزن يحتل عيناه ويفيض منهما.

لم تدري لايدا من هي نينا، ولكنها أدركت أنها شخص يكن له هيدال بعضًا من المشاعر. كان هيدال حساس القلب بالرغم من قسوة ملامحه، وكان إشتباكه مع نينا هو عناء لفؤاده.

"توقفي، تعرفين أنني لن أدعك تقتلينها." قال هيدال، وهو يأمل هباءً أنها قد تتوقف. فوضعت نينا بسمة ساخرة على وجهها الجديد، والذي لم يألفه هيدال..فبدت له نظراتها قبيحة، وبسماتها كريهة.

عادا للإشتباك وكلٌ منهما يخشى قتل الآخر، يضع هيدال تركيزه في إبعادها عن لايدا بينما تضع نينا تركيزها في التملص من الآخر والإندفاع نحو لايدا. واذا ما نجحت في مرة يقابلها تورو الذي وقف متأهبًا للقتال.

بين كل هذا كانت لايدا منبطحة أرضًا والذنب يتملكها. كانت تدرك أن كل هذا بسببها، هذه المرأة تقاتل لانها تود أن تحمي هذه الأرض، تود أن تحمي أليمندرا، وهيدال يقاتل لأنه يود أن يحميها. بالرغم من أنهما ينزفان إلا أن هذا لم يعطلهما ولو ثانية..وبالرغم من أنهما لا يرغبان في إيذاء بعضهما الا أنهما يستمران.

في تلك اللحظة، بينما القصر يهتز وكأنه بركان صارخ فوار..بينما الصخور تنهار من حولهم وتأكلها النيران كأنها نيازك جاءت لتهدم عالمنا..بينما تورو يزمجر، ويكشر عن أنيابه الحادة، وبينما الأطراف الحادة للأسلحة تتشابك فتحتل الآذان..راقبت لايدا هذا المشهد وتفاصيله، وأدركت أنها السبب في كل هذا..وأنها يجب أن تنتهي.

أليماندرا- | الطريق لك |Where stories live. Discover now