العقاب الثالث

1.8K 11 0
                                    

دخلت الفتاتان كافتريا الجامعه وأتخذوا طاوله ليجلسوا بها ويرتاحوا قليلاً، كانت أعين الجميع عليهن فهن فاتنتان ليس بالشكل فقط وإنما بالجسد أيضاً وذاك كان يضايق فتاتنا کثیراً فهي كانت تتلقي العديد والعديد من المعاكسات والتحرشات وخاصة من أساتذتهم فكانت تختنق من تلك النظرات والهمسات، كانت تشعر دائماً أن الجميع يعلم سرها الصغير، سرها الذي دفنته عميقاً فى أعماق قلبها

ألتفتت لصديقتها والتي كانت مشغوله بدفتر محاضراتها تعدل به وترتب به أفكار المحاضرات، تنهدت عميقاً وأخذت نفساً كبيراً وباشرت فى الحديث معها

رغده بهدوء:
هنا، أريد أن أسألكي عن شئ ما

هناء ترفع رأسها وبتركيز:
أسألي حبيبتي أستمع لكي

رغده بتوتر:
ك كيف تعلمي إن كان الشخص يخدعكي ام حقاً يتحدث بصدق

هناء ترفع حاجب:
هه أنتي من تسألي ذاك السؤال وقد جربتي اکبر مخادع قد تقابليه يوماً

رغده بضيق:
لهذا أسألكي فبسببه أصبحت أجد الجميع مخادع

هناء بهدوء:
حسناً حبيبتي، مخادع کالسید محبوب كما كان يفعل معكي، يزين فى حديثه معكي، يوهمكي بالحب والعشق وعيناه لا تري بهم سوي الخبث والمكر والخديعه، أما الشخص الذي لا يخدعكي فهو يفعل أكثر من أن يتكلم، هو رجل أفعال لا كلام، من الممكن أن تجديه لا يفقه فى الكلام المعسول ولكن حين تحتاجينه تجديه، هو السند وقت الضيق، العون وقت الحاجه، لا ينتظر منكي مقابل، يفعل لأنه يحبكي وليس لأنه يحتاج منكي شئ، أفهمتي الآن الفرق حبيبتي الطائشه

رغده تبتسم بهدوء:
نعم فهمت

هناء يتعجب:
ولكن لما تسألين تلك الأسأله، لم أجدكي يوماً بعد حبيب القلب قد شدكي جنس الرجال فى شئ فما الذي تغير الآن

رغده بتوتر وهي تقف:
ها لا لا شئ فقط أسأل ليس لشئ، هيا بنا لنذهب للسكن فلا رغبه لدي لحضور بقية المحاضرات

هناء تقف معها:
لا أذهبي أنتي أنا سوف أحضر فاليوم ستكون المحاضرات المهمه سأحضرها لتدونينها مني بعد ذلك، أذهبي حبيبتي نامي قليلاً حتي أعود وأوقظكي لنتناول وجبة الغداء

تتحرك هناء ورغده لخارج الكافتريا لتتجه هناء صوب قاعات المحاضرات بينما رغده تتوجه صوب الخارج، قبل أن تخطوا قدماها خارج أسوار الجامعه تسمع من ينادي بأسمها لتتوقف وتلتفت، يقف أمامها لاهثاً شاب فى المرحله الأخيره من العشرينيات، يرتدي بذه رسميه رصاصيه اللون لتتماشي قليلاً مع لون بشرته القمحيه، مع منكبيه العريضين وجسده المتناسق متناسباً مع طوله

وقف الشاب يلتقط أنفاسه التي أضاعها فى الركض خلفها، وضع يده على قلبه لينظم نبضاته حتى يستطيع التحدث، تنهدت رغده بملل داخلها فيبدوا أنها ستظل منتظره كثيراً وهي التي كانت تريد الذهاب سريعاً وأخذ قسط من الراحه ولكن يبدوا أنه لن تجد الراحه أبداً، أخذ الشاب نفساً عميقاً وتنحنح ليستعيد صوته وأعتدل بوقفته ليظهر فرق الطول بينهما ليبدأ بعدها بالحديث

عقابWhere stories live. Discover now