العقاب الثامن

614 15 0
                                    

كانت تجلس علي فراشها ممسكه بأحدي وسائد فراشها ومحتضنه إياها، عيناها مثبتتان نحو نقطه معينه في الحائط، وجهها كالموتي وعيناها حمراوتان کالدماء وجسدها قد ظهر عليه التعب والإرهاق، ذهنها مشتت، عقلها لا يتوقف عن العمل وكأنه في سباق مع الزمن، وقلبها مکسور

هكذا كانت رغده طوال ذاك الشهر المنصرم منذ ذهبت إلى منزل علام ويا ليتها لم تذهب فقد عادت لموجه الحزن والوجع من جديد، وكأنها تركتها من الأساس، كانت صديقتها تخبرها أن علام دائماً ما يحاول الحديث معها ومعرفه مكانها ولكن صديقتها كانت ترفض في الأساس أن تتحدث معه، كانت تتجنبه وتبتعد كلما رأته علي مقربه منها حتي أصبح الأمر واضح جداً لجميع من معهم أنها تحاول التهرب من ذاك الشخص موظف شئون الطلاب مما جعل الجميع يتسائل ويتحدث عن السبب وصديقاتها تتجاهل الجميع، ذاك اكد لها أنها فور أن تخطوا قدماها داخل أبواب الجامعه ستجده أمامها ولهذا كانت ترفض الذهاب دائماً، ليس خوفاً من مواجهته ولكن لا تريد أن تعود إليها تلك المشاهد مره أخرى، لا تريد تذكر الماضي من خلاله

في خضم صراعها الداخلي مع نفسها دلفت هناء إلى الغرفه وهي تتنهد بتعب وإرهاق، جلست أمامها وألقت دفاترها على الفراش

هناء بتعب:
لقد أنتهيت من التعب، مع إقتراب الإختبارات الجميع أصبح يتحرك كآلآت، كيف حالكي اليوم

رغده تنظر لها بشرود

هناء تحرك رأسها بيأس:
حبيبتي لا يصح أبداً ما تفعلينه بحالكي، حرام عليكي نفسكي، أنظري لحالكي كيف أضحى، أرمي كل شئ خلف ظهركي، ألقى بكل الرجال في القمامه فهم جميعهم لا يسوون شئ صدقيني

رغده تتنهد بإرهاق:
كيف هي الترتيبات للإختبارات، هل سنبدأ الأسبوع القادم

هناء تنظر قليلاً في عينيها ثم تتنهد:
نعم الأسبوع القادم وبالطبع ستحضرين فهذا مستقبلكي لن تتخلي عن مستقبلكي من أجل أحمقان حقیران

رغده تومأ بهدوء:
نعم سأحضر، لننهي تلك السنه بتقدير لنتمكن من الإكمال بعد الجامعه

هناء تبتسم بهدوء:
هذه هي صديقتي المثابرة والتي كما الجبال لا تهزها الرياح

رغده تنظر لصديقتها:
تهزني يا هناء بل وتفتتني ولكني أخفي ضعفي عن من حولي حتي لا أموت فيكفي أني أموت بداخلي في اليوم مائه مره، لن أموت في الداخل والخارج أيضاً

تصمت هناء وتحتضن صديقتها وهي تربت على ظهرها لتنفجر رغده في البكاء والذي لن يريحها منه سوى رفيقة دربها وبئر أسرارها

----------

كان يجلس مع رفيقه علي أحد المقاهي ويحتسون الشاي وينفثون دخان الشيشه وهم يتسامرون، لحظات وأنضم لهم باقي رفقتهم ليجلسوا ويستعيدوا ذكريات شبابهم قبل العمل حين كانوا جميعاً رفقه معاً دون إختلاف طبقي بينهم

عقابHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin