1

1.1K 69 43
                                    

[ Watching him from afar ]
{أراقبه من بعِيد}

 
٠



"و تهوى الانعزال و تخشى أن تبقى وحيدا"
 
   

٠٠٠



"مهلا... هل هذه ثانويتنا؟ لم أتوقعها هكذا''

قلت و فاهي مفتوح فبالنسبة لفتاة لطالما رأت في التلفاز ثانويات كأنها قصور جميلة.. لتجدها في الواقع كسجن محلي يوحي على أنها ستقضي ثلاث سنوات كأنها محكوم عليها بالمؤبد.. فهي صدمة نفسية كبيرة حقًا

آه لهذه الدولة اللعينة تعرف تماما كيف تحاكي الواقع الذي تعيشه من خلال العمران..

''أنا أيضا إنها مملة'' قالت صديقتي التي عرفتها منذ العام الماضي لكن صداقتنا ليست بتلك القرابة فهي قد كانت مجرد زميلة في الصف لا غير ، إلى حدود الآن نحن نتعارف أكثر فأكثر فكما يبدو لي سنصبح مقربتين بعد مدة

تمشينا في الساحة قليلاً و لا أنكر أنني أحسست بأني مجرمة محكوم عليها بالإعدام.. أي مدرسة هذه بألوان جدرانها الكئيبة و أبوابها بلون الخز كأنه باب معسكر

أذكر أنني صفعت جبهتي مرارا لخيبة أملي، بحق الله ماذا كنت أتوقّع؟
لكن لا خيار فهي الثانوية الوحيدة في المنطقة التي أقطن فيها..

بعد قليل رن الجرس كأنه صافرة إعلان للحرب...

مللت في أول يوم تبا لحظي الذي جعلني أولد في بلدة كئيبة كهذه

بلدتنا كانت صغيرة جدًا و الجميع يعرف بعضه، لكن في السنوات الاخيرة بدأت ألاحظ توسع نطاقها، و أشخاص من مدن أخرى ينتقلون إليها
هذا أشعرني بالانزعاج، لا أعرف لماذا لكن انزعجت حقًا..

مشيت إلى صفي حينها لفت إنتباهي فتى، هذا... حسنًا هذا نادر حقًا، لأنني غير مهتمة بالجنس الآخر، لكن حقًا حين التقت أعيننا أحسست بغرابة شديدة و انجذاب كبير له

هل يا ترى أرواحنا التقت في مكان ما حتى يألفه قلبي هكذا؟!

اختفى عن نظري بعد تلك الثواني التي تجمد بي الزمن فيها فواصلت مشيي كأن شيئًا لم يحدث متجاهلة الحرارة التي تصاعدت في خدّاي إثر نظراته الثاقبة و الواثقة تلك

"آه بدأت أعجب من أول يوم لي هنا" همست غير عالمة أن لا شيء بيدي ثم تحدثت مع نفسي قائلة

"فقط اصبري يا فتاة ريثما تعتادين على هذه الوجوه
حينها لن تعجبي بأحد"
و هذا ما ظننته

أُرَاقبُه مِن بَعِيد  |  𝙬𝙖𝙩𝙘𝙝𝙞𝙣𝙜 𝙝𝙞𝙢 𝙛𝙧𝙤𝙢 𝙖𝙛𝙖𝙧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن