الفصل الثامن عشر:طُرٌق نحو السعادة

475 70 14
                                    

-شَيءٌ غَرِيبْ!
لَمْ أَستَطِعْ أَنْ أَذرِفَ الدَمع
لكِنْ رُحِي كانَتْ تَتَمَزَقْ .

-أبحث عن شخص ما ..

-من هو ؟

-أمرأة اسمها لي ماريا ..نصف كورية تعيش هنا ..

-أنها أنا .. من أنتِ؟ ولماذا تبحثين عني ؟

-أنا هالفيتي .. أفضل رسامة شابة .. من كوريا الجنوبية .. لكن قد تكونين عكس اغلب الناس .. تعرفينني بأسمي الأصلي فقط .. كيم جاندي ..
أردفت بملامح هادءة بينما تنظر في عينا المرأة التي أمامها والتي أكتشفت انها والدتها ..

-ك..كيم جاندي .. ؟
أردفت بعد أن أسقطت أبريق الماء الذي كانت تسقي به زهور الحديقة بينما تخللت الدموع إلى عيناها ..

-أجل كيم جاندي .. أبنتك ..

كان الوضع موتراً لكلاهما وخصوصاً بعد أن بدأت ماريا بالبكاء ..

على الرغم من كبر سنها إلا انها كانت أمرأة جميلة ذات شعر بني متوسط الطول يتخلله العديد من الخصلات البيضاء .. ذات وجه دائري وعينان خضراوتان كبيرتان .

سارعت ماريا بعد ثواني بعناق الواقفة أمامها بينما تأبى التوقف عن البكاء .

على الرغم من أن جاندي تكره العناق .. لكن أرادت تجربة عناق الأم الذي لطالما سمعت به وقرأت عنه .. ولطالما رأت والدة جونغكوك تعانقه ..

أرادت أن تعرف هل سوف تشعر بالدفئ من هذه الأمرأة التي هي والدتها .. حتى وأن كانت هذه أول مرة تراها وهي عاقلة وتعي ما حولها .. لكن لم يكن كما توقعته .. لكن لربما شعرت بالراحة لثانية أو أثنتين .. هي أستنتجت أنه يجب أن تحب الشخص جداً و أن تتعلق به لكي تشعر بالدفئ في عناقه .. لكي ترغب بالبكاء بين ذراعيه .. لكي تتمرد دموعك وعيناك .. لكي ترغب في شم رائحته هذه إلى الأبد ..

أبتعدت هالفيتي بعد فترة جاعلة ماريا تمسح دموعها بسرعة وتحاول تنظيم تنفسها .. لم تكن تكذب .. هي حقاً تبكي .. وبدون أرادتها ..

نظرت هالفيتي لعيناها لتبتسم بداخلها .. تلك العينان الخضراء الكبيرة ذات حدود ذهبية من الداخل .. تزينها رموش طويلة نسبياً .. أنها تشبه عيناها .. وأخيراً وجدت الشخص الذي ورثت منه عيناه .. كانت دائماً تتسائل عن مصدر هذه العينان ..

-أنا أسفة ..
أردفت ماريا بينما هي الأخرى نظرت في عيني أبنتها ..

أستشعرت جاندي كمية الألم .. كمية الشوق والأسف والحب .. والندم ربما ؟ ..

*

هما الآن تجلسان على كرسي الحديقة الصغيرة .. بعد أن احضرت ماريا بعض الشاي ..

-إذاً .. كيف عرفتي أين أنا ؟ .. وكيف عرفتي أنني والدتك ؟

-مفكرة والدي .. كان من المفترض أن احصل عليها في عيد ملادي الثامن عشر لكن السيدة كيم أخفتها ولا أعلم لما ..

[مَشاعَرْ مِنْ قَهُوَة] [jjk]Where stories live. Discover now