أقتباس حزين!!!!

12.1K 275 30
                                    

يجلس جوارها على الفراش، مسنداً رأسها على كفه يراقب أصغر حركة تصدُر منها، متأملاً جمال ملامحها، شفتيها المزمومة والتي أختطف قبلة منهما بشوقٍ وحنان عيناها المغمضة، و أهدابها التي علقت بها بعض الدمعات، فأزالها بشفتيه، سقط بأنظاره لبطنها المتكورة، فـ أبتسم بحنان ليضع كفه عليها متحسساً صغيرته بالداخل، ثم أمسك كفها الصغير يتحسسه بإبهامه، تململت "رهف" بنعاس، لتضع كفها الأخر على يده دون وعيٌ منها، ثم سحبتها لتضمها له فـ أبتسم هو بلُطف، مقبلاً أنفها، فـ قطبت "رهف" حاجبيها عندما شعرت بململس يده الدافئة والتي تعلمها، فتحت عيناها بفزع، لتراه أمامها، شهقت "رهف" واضعة يدها على قلبها بخضة، لتبتعد عنه تاركة كفه، ولكنه في لحظات كان يُقربها منه مجدداً محاوطاً خصرها، يميل على وجهها حتى بات لا يفصلهما سوى بعض الإنشات، نظرت له بحدقتيها المفزوعتان، قائلة وهي تضع كفيها على صدره لكي تبعده:
- أنت بتعمل أيه هنا؟!!!

نظر لها بشوق، ولم يمنع نفسه من تقبيل جبيينها، لتبرد أطراف جسدها، عندما نظر لعيناها بطريقة أذابتها وصوته الدافئ جعل قلبها يخفق بجنون:
-وحشتيني، مقدرتش أبعد عنك!!!!

أنفرجت شفتيها بصدمة، ولكن عندما لاحظت نظراته المصوبة على ثغرها، أطبقت عليهم وكأنه تعلم أنه سيُقبلها، فـ ضحك "باسل"، ليُحرر شفتيها بإبهامه، ينظر لعيناها برومانسية، تدفق الأدرينالين بدمائها، ولكنها جمعت أشلاءها، قائلة بضيق:
- بس أنا مش عايزة أشوفك!!!

قرّب ثغره من شفتيها ليتلامسا دون أن يقبلها قائلاً بخفوت شديد، ونظرة خبيثة محببه نبعت من عيناه:
- مبتعرفيش تكدبي!!!

أغمضت عيناها بقوة، عندما بدأ بتقبيلها بحنو شديد، تريد أن تبعده عنها، وبنفس الوقت لا تقوى على هذا، ولكنها حسمت أمرها لتدفعه من صدره بعيداً ولكن ليس بقسوة، فمن الأساس تحمد ربُها بأن ذراعيها أستطاعا الأرتفاع عن جانبها و إبعاده، لتردف بأنفاس لاهثة، قائلة وهي تضع يداها على صدره لكي تطمئن أنه لن يقترب:
- جيت ليه يا باسل!!!

تحسس وجنتيها بإبهامه و كأنه قاصداً أن يُضعفها، قائلاً وعيناه تتلألأ كالنجوم:
- والله يا رهف مقدرتش أبعد عنك، أول م سيبتك ومشيت حسيت فجأة أن قلبي واجعني وصداع هيفرتك دماغي، فـ رجعت، بس غريبة!! أول مـ جيت حسيت أن الصداع كله راح!!!

لا تعلم لما شعرت بضعف ذراعيها على صدره فـ أبتسم "باسل" ممسكاً كفها يثبته على صدره، قائلاً بمكر:
- أثبتي على موقفك!!!

توسعت عيناها لتتخضب وجنتيها بإحمرار شديد، فأبتسم على شكلها الطفولي، عندما شعرت بقُرب إستسلامها له، قررت أن تجعله يتألم، و تجرحه بكلماتها، فـ أردفت بنبرة قاسية:
- أنت أيه مش بتفهم؟! أنا جاية هنا أصلاً عشان مش عايزة أشوفك، ومش طايقة أبُصلك، عشان كل مـ بشوفك بفتكر اللي حصلي بسببك!!!

وبالفعل تحقق ما رغبت به، عندما أعتلى الألم عيناه، ولكنه بدّله سريعاً بالجمود، لينهض مبتعداً عنها يوليها ظهره، فـ شعرت "رهف" بقلبها يؤلمها، ولكنها نهضت من على الفراش، لتقف خلفه قائلة وهي تزداد في الصغط على جرحه:
- واجهني يا باسل، متبقاش جبان، تقدر تقولي مين سبب اللي أنا فيه دة، مين اللي دمّر حياتي، أنت متعرفش أنا حسيت بأيه لما دخلت الجناح، كل اللي حصل أتعاد قدامي، و أنا بترجاك تسمعني وأنت مش شايف غير إني خاينة وكدابة مستحقش حتى أدافع عن نفسي، لما عرفت إني حامل وقولت دة مش مني، أنا المفروض أحرمك من بنتي للأبد، و أعاقبك على كل اللي عامله فيا، عشان تشرب من كاس الوجع اللي شربت منه، بس أنا مس هعمل كدا، عشان عندي رحمة، مش زيك!!!

ألتفت لها فجأة بعينان غاضبتان، فـ أرتدت للخلف خطوة بذُعر، ليقترب منها قابضاً على ذراعيها دون أن يشدد عليهما حتى لا يؤلمها، ولكن ورغم الألم الذي يشعر به في قلبه من قسوة كلماتها، إلا أنه ظل محتفظاً بهدوءه، حتى وهو يقول بنبرة مالت إلى الحزن:
- كفاية عذاب فيا أكتر من كدا يا رهف، صدقيني أنا شربت من الكاس دة لما بعدتي عني 3 شهور بحالهم، مكنتش بنام، كل يوم كنت ألف ف الشوارع بالعربية وأنا بدور عليكي، ومليون سيناريو في دماغي، قلبي بيوجعني لمجرد إني أحس إنك مش في أمان، أن حد خطف ولا بيعمل فيكي حاجة إنتِ وبنتي، وأنا حاسس إنك ممكن تبقي قاعدة في الشارع مش لاقية مكان تروحيه، و إحساس إني ظلمتك كان بيقطع قلبي، كنت بعاقب نفسي إني أفصل نايم في الجناح عشان أفتكر كل اللي عملته فيكي و أوجع قلبي أكتر،كنت بعيط كل يوم وأنا ماسك لبسك وبحضُنه عشان أحس إنك جنبي حتى أسألي أمي، كنت بدعي ربنا أنك تبقي كويسة، انا كنت بتعاقب كل يوم وانتِ بعيدة عني، ولما لاقيتك، كأني روحي رجعت ليا، حسيت إني عايز أفضل حاضنك ويقف الزمن على كدا، مش عايزة حاجة غير كدا خلاص، والله العظيم لما عرفت إنك سقطتي بنتي بسببي، كأن في حاجة ماتت جوايا، والله العظيم يارهف أنا أتعلمت درس صعب أوي، مش هنساه طول حياتي، خلاص بقا، كفاية يا رهف!!
قال كلامه الأخير وهو يترجاها بعينان غارقتان في الدموع، فـ أنتفض قلب "رهف" لهذا الألم الذي كان يُخبئه عنها، لتدمع عيناها تأثراً بحديثه ورجاءه لها، والدموع التي رأتها في عيناه وهو ينظر لها، تراه يبكي للمرة الأولى، فـ أنفطر قلبها، ليرتعش جسدها بقوة، ولم تستطيع منع نفسها من ضمه لها، فـ حاوط هو خصرها بشدة، يرجوها بصوتٍ جسّد ألمه:
- سامحيني يارهف وخلصيني من العذاب دة!!!!

مسحت على ظهره مغمضة عيناها والدموع تنهمر فوق وجنتيها، فهي لأول مرة تراه بهذا الكم من الألم، ليردف مشدداً على خصرها، بصوتٍ تمزق قلبها له:
- أنا خايف أخسرك، خايف تبعدي عنه!!!

هدأته "رهف" و هي تربت على ظهره، لتجلسه على الفراش، ليضع رأسه على صدره، يفرك عيناه بشدة ليزيل الدموع عنهم، فـ مسدت هي على خصلاته، تقبل جبينه والذي برزت العروق منه من شدة الإنفعال، حتى غفى "باسل" بأحضانها، فـ قبلته "رهف" من جبينه، حتى نامت هي الأخرى من شدة التعب!!!
يتبع...

أقتباس يقطع القلب مش كدا؟!
عايزة أسألكوا!!!
تفتكروا رهف هتسامحه؟!!
وهو يستاهل أنه تسامحه أصلاً؟!
صِعب عليكوا ولا لاء؟!
أنا بصراحة قلبي وجعني عليه😢💙

حافية على جسر عشقي - كاملةTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon